|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 36604
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 1,124
|
بمعدل : 0.19 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
خادم الشيخ الكوراني
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 15-06-2009 الساعة : 12:50 PM
عوف السلمي الذي يخرج قبل السفياني
أما عوف السلمي فقد ورد فيه رواية في غيبة الطوسي/270 ، عن حذلم بن بشير قال: (قلت لعلي بن الحسين عليه السلام صف لي خروج المهدي وعرفني دلائله وعلاماته فقال: يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ، ويكون مأواه تكريت وقتله بمسجد دمشق . ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ، ثم يخرج السفياني الملعون من الوادي اليابس ، وهو من ولد عتبة بن أبي سفيان ، فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ، ثم يخرج بعد ذلك) (ومثله الخرائج:3/1155، ومنتخب الأنوار /31 ، وعنه إثبات الهداة:3/727 والبحار:52/213) .
أقول: قد يكون عوف السلمي هذا خارجاً على الحكومة السورية وليس العراقية ، وإن صحت روايته فهو قبل السفياني بمدة غير طويلة . أما الجزيرة التي هي مركز حركته فهي اسم لمنطقة عند الحدود العراقية السورية فهو المعنى المفهوم للجزيرة في كتب التاريخ والحديث عندما تطلق بدون إضافة . وتسمى أيضاً جزيرة ربيعة أو ديار بكر ، ولا يفهم منها جزيرة العرب إلا بالإضافة .
والظاهر أن معنى مأواه تكريت أنها تكون ملجأه في فراره ، وهي قرية معروفة في العراق . ويؤيد ذلك أنها قريبة من مركز حركته في الجزيرة .
والموجود في البحار وغيبة الطوسي(تكريت)فيكون ما ورد في بعض النسخ بدلها (ومأواه بكريت أو بكويت) مصحفاً عن تكريت . وتشير الرواية إلى أنه بعد ذلك يقتل في مسجد دمشق أي يغتال فيه ، أو يقبض عليه ويقتل عنده . وعلى هذا يكون خروجه من أحداث بلاد الشام ، وله صلة بأحداث العراق .
أزمة الجوع والخوف الذريع والقتل الفظيع قبيل ظهوره عليه السلام
أحمد:2/262، عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : منعت العراق قفيزها ودرهمها ، ومنعت الشام مدها ودينارها ، ومنعت مصر إردبها ، ودينارها وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم ! وقال: يشهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه ، قال أبو عبد الرحمن سمعت يحيى بن معين وذكر أبا كامل فقال: كنت آخذ منه ذا الشأن وكان أبو كامل بغدادياً من الأمناء). ونحوه مسلم:4/2220 ، وأبو داود:3/166 ، والبيهقي:9/137، وفي دلائل النبوة:6/329 ، كلها عن أبي هريرة . الخ. والقفيز والمُد والإردَبّ: مكاييل للغلات في العراق والشام ومصر .
وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي:2/386، عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لايجبى إليهم قفيز ولا درهم ، قلنا من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك . ثم قال: يوشك أهل الشام أن لايجبى إليهم دينار ولا مد . قلنا من أين ذاك؟ قال من قبل الروم) .
وفي السنن في الفتن:6/1118، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : منعت العراق درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مديها ودينارها ، ومنعت مصر إردبها ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم ! ثلاث مرات). انتهى.
ومعنى ذلك أنه ستحدث أزمة اقتصادية ومالية في العراق والشام ومصر ، فتمنع جهة من الجهات المعادية للمسلمين وصول الواردات الإقتصادية ويضطر المسلمون إلى أن يرجعوا إلى الحجاز .
وإذا صحَّ الحديث فهو يتكلم عن أزمة لم يعين وقتها ، ولادليل على ربطها بظهور المهدي عليه السلام ،وإن ذكرها المؤلفون في هذا السياق، وقد مرت أزمات كثيرة من نوعها !
ولعل سبب ربطهم الموضوع بالإمام المهدي عليه السلام أنه ورد في رواية مسلم وأحمد في كلام جابر ، ثم تكلم بعده عن الإمام المهدي عليه السلام . قال أحمد في مسنده:3/316: (عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله قال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم ! قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك ! ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مد ! قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم يمنعون ذاك ! قال: ثم أمسك هنيهة ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثواً لا يعده عداً. قال الجريري فقلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريانه عمر بن عبد العزيز؟فقالا: لا). ومثله في مسلم:8/185. لكن لا دليل فيه على ارتباط هذه الأزمة بالإمام المهدي عليه السلام ، خاصة مع قول الراوي: أمسك هنيهة فهو كالنص على أن كلامه بعد السكوت مستأنف !
على أن الحاكم رواه:4/454 ، بدون ذكر المهدي عليه السلام ، وفي آخره: والذي نفسي بيده ليعودن الأمر كما بدأ ليعودن كل إيمان إلى المدينة كما بدأ منها ، حتى يكون كل إيمان بالمدينة ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لايخرج رجل من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه ، وليسمعن ناس برخص من أسعار وريف فيتبعونه ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون . هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة ، إنما أخرج مسلم حديث داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي: صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزمان خليفة يعطى المال لا يعده عداً، وهذا له علة).
لكن أحاديث مصادرنا روت هذه الأزمة بشكل آخر ، ففي العياشي:1/68، عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ قال: ذلك جوع خاص وجوع عام ، فأما بالشام فإنه عام ، وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم ، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد فيهلكهم الله بالجوع . وأما الخوف فإنه عام بالشام وذاك الخوف إذا قام القائم عليه السلام وأما الجوع فقبل قيام القائم عليه السلام وذلك قوله: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) . والنعماني/251 ، عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن قول الله تعالى: ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع، الآية ، فقال..كما في العياشي ، بتفاوت ، وفيه: وأما الخوف فبعد قيام القائم عليه السلام . وإثبات الهداة:3/734 و740، عن النعماني والعياشي بتفاوت يسير ، وكذا البحار:52/229 .
ولم أعرف معنى اختصاص الجوع بأعداء أهل البيت عليهم السلام في العراق ، إلا أن يكون أزمة تعاني منها مناطق دون مناطق .والخوف المذكور في بلاد الشام بعد ظهور المهدي عليه السلام لاينفي وجوده قبل ظهوره ، وقد تقدمت الرواية التي نصت على أنه يكون شديداً في العراق قبل الظهور ، فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد ، وخسف ببلدة البصرة ، ودماء تسفك بها وخراب دورها وفناء يقع في أهلها . وشمول أهل العراق خوف لايكون معه قرار ) .
وفي كمال الدين:2/649 ، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين ، قلت: ما هي جعلني الله فداك؟ قال ذلك قول الله عز وجل: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ: يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام . بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ: قال: يبلوهم بشئ من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم ، والجوع بغلاء أسعارهم . وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ: قال: كساد التجارات وقلة الفضل . ونقص من الأنفس ، قال: موت ذريع. ونقص من الثمرات ، قال: قلة ريع ما يزرع. وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ: عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام . ثم قال لي:يامحمد هنا تأويله إن الله تعالى يقول: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ). ومثله النعماني/250 ، عن محمد بن مسلم ، وفيه: بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين ، ودلائل الإمامة/259 ، والإرشاد/361 ، وإعلام الورى/427 ، والخرائج:3/1153.
وفي النعماني/250 ، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فإن ذلك في كتاب الله لبين ، ثم تلا هذه الآية: نَبْلُوَنَّكُمْ بِشَئٍْ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).وعنه إثبات الهداة:3/734 ، والبحار:52/228 ، بتفاوت يسير .
وتقدم في العلامات التي عدها المفيد: (وخوف يشمل أهل العراق وبغداد ، وموت ذريع فيه، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات). وفي حديث الإمام الباقر عليه السلام : (وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار ).
نزول قوات الروم الغربية في العراق
في غيبة الطوسي/278 ، عن عمار بن ياسر أنه قال: إن دولة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان ، ولها أمارات ، فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ أمارتها ، فإذا استثارت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش ، ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ، واستخلف بعده رجل صحيح فيخلع بعد سنين من بيعته ، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ ، ويتخالف الترك والروم وتكثر الحروب في الأرض وينادي مناد من سور دمشق: ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب ، ويخسف بغربي مسجدها حتى يخر حائطها ، ويظهر ثلاثة نفر بالشام كلهم يطلب الملك: رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي سفيان ، يخرج في كلب ويحصر الناس بدمشق ، ويخرج أهل الغرب إلى مصر ، فإذا دخلوا فتلك أمارة السفياني، ويخرج قبل ذلك من يدعو لآل محمد عليهم السلام وتنزل الترك الحيرة وتنزل الروم فلسطين ، ويسبق عبد الله عبد الله حتى يلتقي جنودهما بقرقيسيا على النهر ويكون قتال عظيم ، ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ، ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة السفياني ، فيسبق اليماني ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله ويقتل رجلاً من مسميهم . ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح . وإذا رأيتم أهل الشام قد اجتمع أمرها على ابن سفيان فالحقوا بمكة ، فعند ذلك تقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة فينادي مناد من السماء: أيها الناس إن أميركم فلان ، وذلك هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).انتهى.
أقول: لم يسندوا كلام عمار الى النبي صلى الله عليه وآله ، كما أن صحة السند الى عمار محل إشكال . وإن صح فهو يدل على أن تحرك الروم والترك من أمارات ظهور المهدي عليه السلام . ومعنى: استثارت: تحركت ذاتياً على بلادنا الإسلامية طمعاً فيها .
وكذلك تعبير: ويتحالف الترك والروم ، وذلك في صراعهم على النفوذ والسيطرة بعد أن كانوا متخالفين ، ولكنهم متفقون في الطمع ببلاد المسلمين .
وتكثر الحروب في الأرض: أي في مناطقها المختلفة ، وهذا موجود في عصرنا وقبله ، فلا تخلو قارة من حرب أو أكثر ، ولا تهدأ حرب حتى تنفتح حروب ، كل ذلك بسبب استثارة الروم ، واليهود يحركونهم ويشعلون فتيل الحروب .
هذا، وقد عدَّ المفيد رحمه الله من علامات الظهور أن خيل المغرب تربط بفناء الحيرة أي تستقر قرب الكوفة والنجف قال رحمه الله : وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة ، فيحتمل أن تكون هذه القوات غربية تدخل العراق لمعاونة السفياني ، أو تكون قبل السفياني . ورايات المشرق هي الرايات السود الخراسانية التي تدخل مع قوات اليماني لموافاة الإمام المهدي عليه السلام عندما يدخل العراق .
أما بثق الفرات وفيضانه في الكوفة ، فقد تقدم أنه يكون في سنة الظهور .
هدم سور مسجد الكوفة
عدَّه المفيد رحمه الله في علامات الظهور ، ورواه النعماني/276، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا هدم حائط مسجد الكوفة من مؤخره مما يلي دار ابن مسعود ، فعند ذلك زوال ملك بني فلان ، أما إن هادمه لا يبنيه). ومثله الإرشاد/360، عن الحسين بن المختار ، بتفاوت ، وفيه: وعند زواله خروج القائم عليه السلام . وغيبة الطوسي/271 ، وعنهما إثبات الهداة:3/554 و:3/728 ، والبحار:52/210 ، ومثله الخرائج:3/1163 .
وفي غيبة الطوسي/283 ، عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام : حتى انتهى إلى مسجد الكوفة وكان مبنياً بخزف ودنان وطين فقال: ويل لمن هدمك، وويل لمن سهَّل هدمك ، وويل لبانيك بالمطبوخ ، المغير قبلة نوح ، طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة). وإثبات الهداة:3/516 ، والبحار:52/332 .
أقول: هذه العلامة محددة ، ونصها صريح باتصالها بظهور الإمام صلوات الله عليه .
قوات السفياني أو القوات السورية في العراق
من أبرز الأمور في العراق في أحاديث ظهور الإمام المهدي عليه السلام الفراغ الأمني والصراعات الداخلية في العراق والحجاز معاً ، مما يدل على أن ضعف النظام أو انهياره في هذين البلدين شرطٌ لظهور الإمام عليه السلام ! فقد ورد أن العراق يكون منقسماً قبل دخول الإمام عليه السلام اليه على ثلاث رايات ! (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له . ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء). (الإرشاد للمفيد/362) . والكوفة في هذا الحديث وأمثاله بمعنى العراق .
والسفياني هو حاكم سوريا ، ويُطلب منه أن يرسل قواته الى العراق لحفظ الأمن ثم الى الحجاز لنفس الغرض ، لكنه يكون طرفاً ضد الإمام المهدي عليه السلام ! فجيش السفياني في أحاديث عصر المهدي عليه السلام يعني الجيش السوري المنتدب لحفظ الأمن ، ولا تذكر الروايات من الذي ينتدبه ، ولعلها الدول الكبرى !
وأحاديث هذين الجيشين كثيرة جداً في مصادر الطرفين ، تذكر تفاصيل نشاطهما وما يحدث لهما . وستأتي في حركة السفياني في الشام ودوره في العراق والحجاز ، ثم حربه مع الإمام المهدي عليه السلام في معركة الشام وفتح القدس . أما وقت دخول جيشه الى العراق ، فتحدده الأحاديث بعد نجاح ثورته في الشام وحكمه سوريا مباشرةً الذي يبدا في رجب. وتصف تنكيل جيش السفياني بأهل العراق من شيعة المهدي وأهل البيت عليهم السلام خاصة . ومنها:
ما رواه النعماني/306 ، عن يونس بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إذا خرج السفياني يبعث جيشاً إلينا وجيشاً إليكم ، فإذا كان كذلك فأتونا على كل صعب وذلول). ومثله دلائل الإمامة/261، وعنه البحار:52/253 .
ابن حماد:2/700، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( يبعث السفياني على جيش العراق رجلاً من بني حارثة له غديرتان ، يقال له نمر(أو قمر) بن عباد ، رجلاً جسيماً على مقدمته رجل من قومه قصير أصلع عريض المنكبين ، فيقاتله من بالشام من أهل المشرق ، وفي موضع يقال له البنية(الثنية)وأهل حمص في حرب المشرق وأنصارهم ، وبها يومئذ منهم جند عظيم تقاتلهم فيما يلي دمشق ، كل ذلك يهزمهم . ثم ينحاز من دمشق وحمص مع السفياني ، ويلتقون وأهل المشرق في موضع يقال له المدين مما يلي شرق حمص ، فيقتل بها نيف وسبعون ألفاً ، ثلاثة أرباعهم من أهل المشرق . ثم تكون الدبرة عليهم ، ويسير الجيش الذي بعث إلى المشرق حتى ينزلوا الكوفة ، فكم من دم مهراق وبطن مبقور ووليد مقتول ومال منهوب ودم مستحل ! ثم يكتب إليه السفياني أن يسير إلى الحجاز ، بعد أن يعركها عرك الأديم).
أقول:عنصر الأسطورة واضح في روايات ابن حماد هذه ، مع ضعف أسانيدها .
ابن حماد:1/304، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام : إذا ظهر السفياني على الأبقع وعلى المنصور والكندي والترك والروم ، خرج وصار إلى العراق ، ثم يطلع القرن ذو الشفا فعند ذلك هلاك عبد الله . ويخلع المخلوع ويتسبب أقوام في مدينة الزوراء على جهل فيظهر الأخوص على مدينة عنوة فيقتل بها مقتلة عظيمة وتقتل ستة أكبش من آل العباس ، ويذبح فيها ذبحاً صبراً ثم يخرج إلى الكوفة).
وفي/78 ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا ظهر الأبقع مع قوم ذوي أجسام فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، ثم يظهر الأخوص السفياني الملعون فيقاتلهما جميعاً فيظهر عليهما جميعاً ، ثم يسير إليهم منصور اليماني من صنعاء بجنوده وله فورة شديدة يستقل الناس قبل الجاهلية ، فيلتقي هو والأخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونة ، فيكون بينهما قتال شديد ، ثم يظهر الأخوص السفياني عليه ، ثم يظهر الروم وخروج إلى الشام ، ثم يظهر الأخوص ، ثم يظهر الكندي في شارة حسنة ، فإذا بلغ تل سما فأقبل ثم يسير إلى العراق . وترفع قبل ذلك ثنتا عشرة راية بالكوفة معروفة منسوبة . ويقتل بالكوفة رجل من ولد الحسن أو الحسين يدعو إلى أبيه ، ويظهر رجل من الموالي فإذا استبان أمره وأسرف في القتل قتله السفياني) . انتهى.
أقول: أوردنا هذه الرواية ليتضح منها تخريبهم لما رووه عن أهل البيت عليهم السلام ، بالزيادة والإسقاط والتخليط . ومثلها غيرها في هذا الموضوع وغيره .
هل الزرقاوي هو صاحب السفياني؟
غيبة الطوسي/273، أو/450 ، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه: من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم ، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم ! أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا ، وكأني أنظر إلى صاحب البرقع ! قلت: ومن صاحب البرقع؟ فقال:رجل منكم يقول بقولكم ، يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولاتعرفونه فيغمز بكم رجلاً رجلاً ، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي) ! وعنه إثبات الهداة:3/729، والبحار:52/215 . وفي هامش غيبة الطوسي: (في البحار ونسخ: أ ، ف ، م: بصاحب السفياني).
أقول: معنى صاحب السفياني أنه مقدمة له في عمله وعدائه لأتباع أهل البيت عليهم السلام ، ولا يلزم أن يكون زمن خروجه متصلاً بخروج السفياني ، فقد يكون قبله بفترة . لكن الفقرة التالية من الحديث تصف حالة الحكومة والأمراء الذين يساندون صاحب السفياني ، وهذا يضعف انطباق الحديث على الزرقاوي لأن أولاد البغايا الذين يساندونه خارج العراق ، وليسوا ظاهرين في العراق .
ضعف رواية دخول جيش السفياني الى إيران
ابن حماد:1/308، عن أرطاة قال: يدخل السفياني الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفاً ، ثم يمكث فيها ثماني عشرة ليلة ، يقسم أموالها . ودخوله مكة بعد ما يقاتل الترك والروم بقرقيسيا ، ثم ينفتق عليهم خلفهم فتق فيرجع طائفة منهم إلى خراسان فتقبل خيل السفياني وتهدم الحصون حتى تدخل الكوفة وتطلب أهل خراسان ، ويظهر بخراسان قوم يدعون إلى المهدي ، ثم يبعث السفياني إلى المدينة فيأخذ قوماً من آل محمد حتى يرد بهم الكوفة . ثم يخرج المهدي ومنصور من الكوفة هاربين ويبعث السفياني في طلبهما، فإذا بلغ المهدي ومنصور مكة نزل جيش السفياني البيداء فيخسف بهم ، ثم يخرج المهدي حتى يمر بالمدينة فيستنقذ من كان فيها من بني هاشم . وتقبل الرايات السود حتى تنزل على الماء ، فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون ، ثم ينزل الكوفة حتى يستنقذ من فيها من بني هاشم . ويخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم العصب ليس معهم سلاح إلا قليل ، وفيهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة. وتبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي). وعنه الحاوي للسيوطي:2/67.
ابن حماد:1/321، عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا: يبعث السفياني خيله وجنوده، فيبلغ عامة الشرق من أرض خراسان وأرض فارس فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم ، ويكون بينهم وقعات في غير موضع ، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلاً من بني هاشم ، وهم يومئذ في آخر الشرق فيخرج بأهل خراسان على مقدمته رجل من بني تميم مولى لهم أصفر قليل اللحية ، يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه ، فيبايعه فيصيره على مقدمته ، لو استقبله الجبال الرواسي لهدها ، فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة ، ثم تكون الغلبة للسفياني ويهرب الهاشمي ، ويخرج شعيب بن صالح مختفياً إلى بيت المقدس يوطئ للمهدي منزله ، إذا بلغه خروجه إلى الشام ) .
ضعف رواية معركة اصطخر قرب الأهواز
ابن حماد:1/302، عن أبي رومان ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال: إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود ، على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر ، فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود ، وتهرب خيل السفياني ، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه). ونحوه في/88 ، وفيه: يلتقي السفياني والرايات السود ، فيهم شاب من بني هاشم في كفه اليسرى خال ، وعلى مقدمته رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح بباب إصطخر ، فتكون بينهم ملحمة . وعقد الدرر/127 ، والحاوي:2/69 ، عن رواية ابن حماد الأولى ، وكذا جمع الجوامع:2/103 . والفتاوى الحديثية/29، كما في رواية ابن حماد الثانية ، والمغربي/532 و579 ، عن الأولى ، وقال: فانظر إلى حديث الرايات ، كم له من طريق ، بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف ، ثم تأمل هل يمكن أن يحكم عليه بأنه لا أصل له مع وجود هذه الطرق الكثيرة المتباينة المخارج) .
أقول: على كثرة الروايات في جيش السفياني فلم تذكر رواية غيرها أنه يدخل إيران، بل حصرت مهمته في العراق والحجاز ، فتفردها وضعف سندها كافيان لردها.
وفي مختصر البصائر/199: (وقفت على كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته: هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لأنه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة ، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه السلام .. وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمى المخزون... وهي رواية طويلة من نوع روايات ابن حماد وأقوال الوليد أو أرطاة أو أبي قبيل ، ومنها: (ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفاً إلى الكوفة فينزلون بالروحاء والفاروق وموضع مريم وعيسى عليهما السلام بالقادسية ، ويسير منهم ثمانون ألفاً حتى ينزلوا الكوفة ، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة ، فيهجموا عليه يوم زينة ، وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر ، فيخرج من مدينة يقال لها الزوراء في خمسة آلاف من الكهنة ، ويقتل على جسرها سبعين ألفاً حتى يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجسام ، ويسبي من الكوفة أبكاراً لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل يزلف بهن الثوية وهي الغريين ، ثم يخرج عن الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق حتى يضربوا دمشق لا يصدهم عنها صاد ، وهي إرم ذات العماد . وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير ، مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر ، يسوقها رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله ، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الإذفر ، يسير الرعب أمامها شهراً . ويخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم ، وهم أبناء الفسقة حتى تهجم عليهم خيل الحسين صلى الله عليه وآله يستبقان كأنهما فرسا رهان شعثٌ غبرٌ أصحاب بواكي وقوارح..الخ.).انتهى. ولايمكن الإعتماد على مثل هذه الرواية ، لكثرة الإشكالات على نصها وسندها .
فتح الإمام المهدي عليه السلام العراق واتخاذه عاصمة له
وأحاديثه كثيرة في مصادر الجميع ، وأنه يحرر العراق من بقايا قوات السفياني ومجموعات الخوارج المتعددة ، ويتخذه قاعدة له وعاصمة لدولته . ولم أجد تحديداً دقيقاً لوقت دخوله عليه السلام إلى العراق ، لكنه يكون بعد بضعة شهور من ظهوره المقدس بعد تحرير الحجاز .
وتصف بعض الروايات دخوله الى العراق جواً وكأنه بسرب من الطائرات !
فقد تقدم عن الإمام الباقر عليه السلام : (ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لايعلم في أيها هو ، حتى ينزل ظهر الكوفة . وفي رواية: إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق ، فهذا حين ينزل) . (تفسير العياشي:1/103)
وتقدم في فصل أصحابه عليه السلام أن قواته تدخل الى العراق مشياً في جو معجزة: (قال أبو جعفر عليه السلام : إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا لا يحمل أحد منكم طعاماً ولا شراباً ، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير ، ولا ينزل منزلا إلا انبعث عين منه ، فمن كان جائعاً شبع ، ومن كان ظمآن روي ، فهو زادهم حتى نزلوا النجف من ظهر الكوفة). البصائر/188، ومثله الكافي:1/231 ، ونحوه النعماني/238، كما في روايته الأولى ، بتفاوت يسير ، وكمال الدين:2/670 ، كما في رواية النعماني الثانية ، بتفاوت يسير ، والخرائج:2/690 ، مرسلاً ، وفيه: ويحمل معه حجر موسى بن عمران التي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً ، فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبعثت منه العيون.. انبعث منه الماء واللبن دائماً فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشان رُوي . ومثله منتخب الأنوار /199 ، ، وإثبات الهداة:3/440 ، عن الكافي ، وكمال الدين . وفي/541 ، أوله عن رواية النعماني الأولى... الخ.
أقول: الجمع بين الروايات بأنه يرسل أحد أصحابه فيقود جيشه براً الى العراق ومعهم حجر موسى عليه السلام ، ويدخل هو عليه السلام جواً في سبع قباب من نور .
البحار:52/387 ، عن الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: يقتل القائم عليه السلام من أهل المدينة حتى ينتهي إلى الأجفر ، ويصيبهم مجاعة شديدة ، قال فيصبحون وقد نبتت لهم ثمرة يأكلون منها ويتزودون منها ، وهو قوله تعالى شأنه: وَآيَةٌ لَهُمُ الأرض الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ ، ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني) .
يدخل العراق وفيه ثلاث رايات قد اضطربت فيما بينه
تذكر الأحاديث أنه يدخل الكوفة ، أي العراق ، وفيه ثلاث اتجاهات متضاربة وهي الإتجاه المؤيد له عليه السلام والإتجاه المؤيد للسفياني، والثالث قد يكون الإتجاه الموالي للغرب علناً ، فعن عمرو بن شمر عن الإمام الباقر عليه السلام قال ذكر المهدي عليه السلام فقال: (يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له . ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء ، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم يوم الجمعة ، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين عليه السلام نهراً يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف، ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء ، فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه برتأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلاكرى).(الإرشاد للمفيد/362 ).
وفي غيبة الطوسي/280 ، عن ثابت ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل جاء فيه قوله عليه السلام : يدخل المهدي الكوفة.. ويخطب ولا يدري الناس وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله كأني بالحسني والحسيني وقد قاداها فيسلمها إلى الحسيني فيبايعونه ، فإذا كانت الجمعة الثانية قال الناس: يا ابن رسول الله الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والمسجد لايسعنا ، فيقول: أنا مرتادٌ لكم فيخرج إلى الغري فيخط مسجداً له ألف باب يسع الناس عليه أصيص ، ويبعث فيحفر من خلف قبر الحسين عليه السلام لهم نهراً يجري إلى الغريين حتى ينبذ في النجف ، ويعمل على فوهته قناطر وأرحاء في السبيل ، وكأني بالعجوز وعلى رأسها مكتل فيه بر حتى تطحنه بكربلاء). وروضة الواعظين:2/263، كما في الإرشاد ، وفيه: يجري إلى الغري ، وإعلام الورى/430 ، كما في الإرشاد ، وكشف الغمة:3/253 عن الإرشاد ومستجاد الحلي/554 ، عن الإرشاد ، بتفاوت يسير . والبحار:52/330 ، عن غيبة الطوسي ، وإعلام الورى ، والإرشاد . وفي:100/385 ، عن السيد علي بن عبد الحميد من كتاب الفضل بن شاذان ، وبإسناده عن أبي جعفر عليه السلام وفيه: فيجري خلف قبر الحسين عليه السلام نهراً يجري إلى الغري حتى يجري في النجف ويعمل هو على فوهة النهر قناطر وأرحاء في السبيل). الى آخر المصادر .
|
|
|
|
|