العنوان: قبسات من حياة الإمام الحسن المجتبى (ع)
المناسبة : ولادته عليه السلام
نبارك للإمام صاحب العصر والزمان (عج) وولي الأمر في غيبته مد ظله العالي وللمؤمنين المجاهدين ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (ع) الذي ولد مع اكتمال بدر شهر رمضان المبارك في بيت إذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه فنزل الوحي يناجي جدّه الأمين ناقلاً عن رب العالمين: "سمّه حسناً".
علاقته مع الله تعالى
تحدّث الإمام زين العابدين (ع) - فيما روي عنه - عن بعض المزايا العباديّة للإمام المجتبى (ع)، فمما ورد: "كان إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: حقّ على كلّ مَن وقف بين يدي ربّ العالمين أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله" وأكمل الإمام السجّاد (ع) حديثه حول تفاعل يا]السبط المجتبى (ع) مع القرآن الكريم بقوله: "كان لا يقرأ من كتاب الله عزّ وجلّ إلاّ قال: "أللهمّ لبيك".[أيّها الذين آمنوا
وروى الشيخ الصدوق (رحمه الله) عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "قال أبي عن أبيه، كان الحسن بي علي بن أبي طالب (ع) أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر البعث بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه، وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم (مَن لذعته الحيّة أو العقرب) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار".
خُلُقه مع الناس
وعُرف الإمام الحسن (ع) باهتمامه بأمور الناس ومساعدتهم حتى ورد أنّه (ع) قاسم الله تعالى ماله ثلاث مرّات وخرج من ماله لله تعالى مرّتين.
كما عُرف (ع) بحلمه الكبير الذي كان كفيلاً بتغيير بعض مَن عاداه، كما في قصّة ذلك الشامي الذي رأى الإمام المجتبى (ع) راكباً فجعل يلعنه والإمام الحسن (ع) لا يردّ، فلما فرغ أقبل الإمام (ع) فسلّم عليه وضحك وقال (ع) له: "أيّها الشيخ أظنك غريباً، ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك. فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً، وجاهاً عريضاً، ومالاً كثيراً"، فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثمّ قال: "أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يضع رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ".
حبّ الناس للإمام (ع)
لما مرّ وغيره تعلّقت قلوب الناس بالإمام الزكي (ع) الذي كان - كما وصفه واصل بن عطاء - عليه سيماء الأنبياء وبهاء الملوك وكما وصفه غيره: لم يكن أحد أشبه برسول الله منه خَلقاً وخُلقاً ومن مظاهر حبّ الناس للإمام الحسن (ع) ما ذكر ابن كثير أنّه كان يبسط له في داره فإذا خرج انقطع الطريق فما يمرّ أحد من خلفه إجلالاً له. ومن مظاهر حبّهم له أنّه نزل ذات مرّة في طريق الحج عن دابة فنزل كلّ الحجاج عن دوابّهم إجلالاً له.
هكذا أحبّه الناس بقلوبهم لكن حبّ الكثير منهم لم يُتَرْجم إلى ولاء عمليّ وقت الاستحقاق ليكونوا ممتثلين لقول الله تعالى: "إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله" .