العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو فضي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,617
بمعدل : 0.44 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الزهراء (عليها السلام_(ثُمَّ احْتَلِبُوا مِلْ‏ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً،
قديم بتاريخ : يوم أمس الساعة : 09:31 AM



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.
قال الله العظيم في كتابه الكريم: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[1].
من فقه الآية الكريمة (الأمة) وفريق العمل

(الأُمَّة) تعني الجماعة من الناس التي يجمعها هدف واحد، أو دينٌ، أو مذهب، ومطلق الرِّباط الواحد، كالعشيرة، والمؤسَّسة، والحزب، والمنظّمة، بل عمَّمها بعضهم إلى الجماعة التي يجمعها زمان واحد، أو مكان واحد. قال الراغب:
(والأُمَّة: كل جماعة يجمعهم أمرٌ ما، إمّا دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، سواء كان ذلك الأمر الجامع تسخيراً أو اختياراً. وجمعها: أُمَمُ)[2].
لكن الظاهر صحّة السَّلب لو لم ينضمَّ إليه لِحاظُ رباطٍ ما من هدفٍ ونحوِه.
بل ويزيد على ذلك: أنَّ الأُمّة ليست الجماعة مع هدفٍ واحدٍ فقط، بل هي التي يُؤتَمُّ بها أيضاً، ويكونون أُسوةً لغيرهم وقدوة، وذلك لأنَّ الأُمّة مأخوذةٌ من مادّة (أَمّ)، و(أَمَّ) يعني: قصد، و(الإمام) يقال له إمامٌ، لأنَّه يُؤتَمُّ به، ويُقتدى به، ويُتأسّى به.
ولذا قال الراغب: (وقوله: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ). (آل عمــران: 104) أي جماعة يتخيرون العلم والعمل الصالح، يكونون أسوة لغيرهم.
وقوله: (إنا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ). (الزخرف: 22) أي على دين مجتمع، قال الشاعر: وهل يأثَمَنْ ذو أمَّةٍ وَهْوَ طَائِعُ
وقوله: (إن إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِله) (النحل: ١٢٠) أي قائماً مقام جماعة في عبادة الله، نحو قولهم فلان في نفسه قبيلة...
والإِمام: المؤتمُّ به، إنساناً كان يقتدى بقوله أو فعله، أو كتاباً، أو غير ذلك محقاً كان أو مبطلاً، وجمعه: أئمة.
وقوله تعالى: (يَوْمَ نَدْعُوا كل أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (الإسراء: ٧١) أي بالذي يقتدون به. وقيل بكتابهم.
وقوله: (وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (الفرقان: ٧٤)...
والأَمُّ: القصد المستقيم وهو التوجه نحو مقصود، وعلى ذلك: (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ). (المائدة: ٢).)[3].
وعلى أيٍّ، فإنَّ أظهر مصاديق (الأُمّة) ما جمع تلك الخصال كلَّها، أي الذين يجمعهم رباطُ هدفٍ واحدٍ، ومبادئ وقِيَم واحدة، ومذهب واحد، وكانت لهم اجتماعات منتظمة في أزمنة متقاربة، وأمكنة متجانسة، كالمسجد، والحسينيّة، والمدرسة، والمؤسّسة.
ليكوّن كلٌّ منكم أمّةً في الجامعة والحوزة والسوق...

ومن هنا، وحسب هذا الأمر الإلهي الواضح، فإنَّ الشاب في المدرسة أو الجامعة، والكاسب في السوق، وطالب العلم في الحوزة، والمزارع في القرية، والعامل في المصنع، ونظائرَهم، على كل منهم أن يكوِّن أُمّةً: جماعة متجانسة، منسجمة، تحمل هدفاً واحدًا، كـ: (إرشاد العباد إلى طريق الرشاد) قال تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمينٌ)[4]، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضاء حوائج الناس، والدفاع عن المظلومين، وإعمار البلاد، قال تعالى: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فيها)[5].
وعليهم أن يتحلَّوا بالمثاليات والمناقبيات في دائرة عملهم، بل مطلقًا، ليكونوا أمّةً مُؤتَمًّا بها، يتأسّى بها الآخرون، ويتعلَّمون منها.
وبذلك تتموَّج حلقات الأُمم، إذ يؤسِّس كلٌّ منها لأمّةٍ أُخرى، أو أُممٍ وجماعات، وتمتدُّ الحلقات متسلسلة، مدفوعة بقوّة المؤسِّس الأوّل، متغذّيةً من حركيّة الأُمم والجماعات المتولِّدة، وهكذا...
بل يجب أن يُغذِّي كلٌّ منها الآخر، صاعدةً وهابطة، ذاهبةً وجائية، على خطوط الطُّول والعَرض، وعلى امتدادِ العمق والجذر.
والبحث يقع في فصلين:
الأوّل: ماذا خسر العالَم بتنحية الوصي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وإقصائه عن مسند الخلافة الظاهريّة؟ (أمّا الإمامة الواقعيّة، والخلافة الإلهيّة للرسول المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، فمِمّا لا يُمكن إلغاؤُه، كما لا يُمكن إلغاء النبوّة، كما هو واضح).
الثاني: هل من طريق إلى المدينة الفاضلة؟ بل إلى تحقيق الجنة على وجه الأرض؟
ماذا خسر العالَم بتنحية الوصي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)؟

أما الفصل الأوّل: فقد لخّصت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) خسارة العالم بتنحية الوصي في كلمة دقيقة، هي:
(ثُمَّ احْتَلِبُوا مِلْ‏ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً، وَذُعَافاً مُبِيداً، هُنَالِكَ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ، وَيُعْرَفُ الْبَاطِلُونَ غِبَّ مَا أُسِّسَ الْأَوَّلُونَ، ثُمَّ طِيبُوا عَنْ دُنْيَاكُمْ أَنْفُساً، وَاطْمَأَنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَاشاً، وَأَبْشِرُوا بِسَيْفٍ صَارِمٍ، وَسَطْوَةِ مُعْتَدٍ غَاشِمٍ، وَبِهَرْجٍ شَامِلٍ، وَاسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِينَ، يَدَعُ فَيْئَكُمْ زَهِيداً، وَجَمْعَكُمْ حَصِيداً)[6].
وقالت صلوات الله عليها: (فَاحْتَقِبُوهَا دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، بَاقِيَةَ الْعَارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ الْجَبَّارِ، وَشَنَارِ الْأَبَدِ، مَوْصُولَةً بِنَارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ)[7].
وهي كنايةٌ من أبلغ الكنايات عن الابتلاءِ من شتّى الجهات، بالرَّزايا، والفِتن، والخُطوب والمحن؛ فإنَّ الدابّة إذا كانت دَبِرة الظَّهر، أي مجروحة الظَّهر، امتنع الركوب عليها، وإلّا لربّما ألقت براكبها وطرحته أرضاً.
وإذا كانت نَقِبةَ الخُفِّ، أي خفيفة الخُفِّ، تعذّر عليها السَّير سُجحًا، فكيف إذا كان ذلك موصولًا بالعار في الدنيا، والشَّنار في الآخرة، والأهمّ بغضب الملك الجبّار؟

بين أبي ذر وعثمان ومعاوية

وقد عبّر أبو ذرّ الغفاري عن عمق الفاجعة بكلمات بليغة، إذ ورد في التاريخ أنّه (بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول الله، ويجتمع إليه الناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه، وأنه وقف بباب المسجد فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أنا جندب بن جنادة الربذي، إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم، محمد الصفوة من نوح، فالأول من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد. إنه شرف شريفهم، واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة، أو كالقبلة المنصوبة، أو كالشمس الضاحية، أو كالقمر الساري، أو كالنجوم الهادية، أو كالشجر الزيتونية أضاء زيتها، وبورك زبدها، ومحمد وارث علم آدم وما فضل به النبيون، وعلي بن أبي طالب وصي محمد، ووارث علمه. أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها! أما لو قدّمتم من قدّم الله، وأخّرتم من أخّر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)[8].
والغريب أنَّ عثمان بدل أن يتَّعظ، وينتهي عن المنكَر، واجه أبا ذر بالشدة، والعنف، والقسوة، والظُّلم، والعُدوان.
(فبلغ عثمان أن أبا ذر يقع فيه، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول الله وسنن أبي بكر وعمر، فسيّره إلى الشام إلى معاوية، وكان يجلس في المسجد، فيقول كما كان يقول، ويجتمع إليه الناس، حتى كثر من يجتمع إليه ويسمع منه.
وكان يقف على باب دمشق، إذا صلى صلاة الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار[9]، لعن الله الآمرين بالمعروف والتاركين له، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له.
وكتب معاوية إلى عثمان: إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فكتب إليه: أن احمله على قَتَبٍ بغير وطاء(!)، فقدم به إلى المدينة، وقد ذهب لحم فخذيه!!.
فلما دخل إليه وعنده جماعة قال: بلغني أنك تقول: سمعت رسول الله يقول: إذا كملت بنو أمية ثلاثين رجلا اتخذوا بلاد الله دولا، وعباد الله خولا، ودين الله دغلا. فقال: نعم! سمعت رسول الله يقول ذلك. فقال لهم: أ سمعتم رسول الله يقول ذلك؟ فبعث إلى علي بن أبي طالب، فأتاه، فقال: يا أبا الحسن أ سمعت رسول الله يقول ما حكاه أبو ذر؟ وقص عليه الخبر. فقال علي: نعم! قال: وكيف تشهد؟ قال: لقول رسول الله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر.
فلم يقم بالمدينة إلا أياما حتى أرسل إليه عثمان: والله لتخرجن عنها! قال: أتخرجني من حرم رسول الله؟ قال: نعم، وأنفك راغم. قال: فإلى مكة؟ قال: لا! قال: فإلى البصرة؟ قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا! ولكن إلى الربذة التي خرجت منها حتى تموت بها. يا مروان! أخرجه، ولا تدع أحدا يكلمه، حتى يخرج. فأخرجه على جمل ومعه امرأته وابنته)[10].
أي المنهجين أحرى بالإتباع: العلوي أم الأموي؟

ولنضع هذه الصورة إلى جوار الصورة الأخرى، حيث إنَّ أمثال الأشعث بن قيس وابن الكوّاء، كانوا يسبّون الإمام عليًّا (عليه السّلام) أيام خلافته جهرًا وعلنًا، وفي المسجد، وعلى المنارة، وهي بمنزلة الإذاعة والراديو هذا الزمن[11]، ومع ذلك، لم يسجن أحدًا، ولا عَزَّره، ولا نَفاه، بل تركه يسبُّ ويتهجَّم بكل حريته.
ولقد رزح العالَم تحت ظلام الاستبداد، وظُلم الناس، ومصادرة الحقوق، طوال أكثر من ألف سنة، في زمن الأمويّين، والعباسيّين، والعثمانيّين، وحتّى الآن، وذلك نتيجة ترجيح عصابةٍ للمنقلبين على الأعقاب وسكوت الناس عنهم، لهذا المنهج الاستبدادي، على المنهج النبوي العلوي؛ الذي لو التزموا به، وأطاعوا الوصيَّ، وأحلُّوه حيث أحلَّه الله تعالى، لكان الأمر كما قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ)[12].
وقد ورد في الحديث عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى‏، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ الْبَرَكَاتُ، وَسُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)[13]
فذلك (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون) هو طريق الخير الدنيوي: الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والأسَري، وإلّا، فسيستمر ما نلمسه بأنفسنا منذ مئات السنين، إلى أن نُغيّر ما بأنفسنا، إذ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ)[14].
وإننا لنشهد بوضوح نزع البركات: فلا الأبدان فيها بركة، بل الأمراض تُهاجمنا من كل مكان، ولا الأنفسُ والأرواحُ فيها بركة، بل هي ملوّثة بالمعاصي، من حيث نحتسب، ومن حيث لا نحتسب، ولا العوائل فيها بركة، بل النزاع والخلاف يعصف بها باستمرار، إلا من خَرَجَ، ولا الاقتصاد فيه بركة، ولا الزراعة، ولا الصناعة، ولا التجارة... ويكفي أن نسبة التصحّر في العراق قد بلغت حدًّا مخيفًا، يتراوح بين 2% و4% من الأراضي سنويًّا!
الفارابي يتحدث عن المعصوم قائد المدينة الفاضلة

ومن المفيد الاستشهاد بشاهد فلسفي على موقع وليِّ الأمر المعصوم إذا تسلَّم قيادة العالم، وكيف أنّ العالم سيكون مثاليًّا من كلِّ الجهات، فلا فقر، ولا بطالة، ولا تضخُّم أو غلاء، ولا جريمة، ولا إدمان على المخدّرات والمسكرات، ولا... ولا...
فقد ارتأى الفارابي المولود عام 260 هـ مع بدء زمن الغيبة الصغرى (= 874م) أنّ قائد المدينة الفاضلة يجب أن يكون متَّصفًا بصفات موجزها: العلم، والحِكمة، والعدالة، والقوة، في أعلى مراتبها، ومن الواضح أنَّ الحاكم الأعلى للعالم، أو للبلاد الإسلامية، لو كان قِمّةً في تلك الصفات كلِّها، فإنَّه لا يُعقَل إلّا أن تتحوّل الأرض إلى جنّةٍ، فإنَّه بعلمه الواسع الغزير، يمكنه اكتشاف جميع مكامن الخلل والمعضلات والمشاكل السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، وغيرها؛ ثم إنّه بحِكمته – التي تعني وضع الأشياء في مواضعها –، سيضع الحلول والبلاسم بأفضل الوجوه على جميع الجراح؛ وحيث إنَّه حكيم، وعادل، وعالِم، فإنَّه سيختار الكفاءات دون الولاءات، بل سيختار أفضل مجاميع العلماء، وأفضل فِرق العمل، لإدارة وزارات: الزراعة، والتجارة، والاقتصاد، والداخلية، والخارجية، وغيرها.
وإذا كان ذلك كذلك وهو كذلك، وكان بالفعل في أعلى درجات قوّة العزيمة، كما أنّ كلَّ تلك الصفات، وغيرها من الكمالات، مفترضةٌ في النبيّ وفي الوصيّ، كما برهنه علماء الإماميّة، أفلا تتحوّل الأرضُ إلى جنّةٍ في فترةٍ قصيرة؟
وملخص كلام الفارابي: (إنّ الرئيس هو الشخص الأكمل في مراتب الإنسانية والأعلى في درجات الكمال، وتكون نفسه كاملة متحدّة بالعقل الفعّال، (فيكون الله عزّ وجلّ يوحي إليه بتوسط العقل الفعّال، فيكون ما يفيض من الله تبارك وتعالى إلى العقل الفعّال يفيضه العقل الفعّال إلى عقله المنفعل بتوسط العقل المستفاد، ثم إلى قوته المتخيّلة. فيكون بما يفيض منه إلى عقله المنفعل حكيماً فيلسوفاً ومتعقلاً على التمام وبما يفيض منه إلى قوته المتخيلة نبيّاً منذراً بما سيكون ومخبراً بما هو الآن...
وارتأى أنّ هناك اثنتي عشرة خصلة، ينبغي أن تتوفر في الرئيس، منها أن يكون جيد الفهم والتصور، وجيد الحفظ، وجيد الفطنة، حسن العبارة، ومحبّاً للعلم، وغير شَرِه على المأكول والمشروب والمنكوح، ومتجنباً لِلَّعِب، وكبير النفس، ومحبّاً للصدق وأهله ومبغضاً للكذب وأهله، ومعرضاً عن الدينار والدرهم، ومحبّاً للكرامة، ومحبّاً للعدل وأهله، وأن يكون قوي العزيمة)[15].)[16].
ثم تحدث الفارابي عن فصل السلطات الست

ثم إنَّ الفارابي، بعد أن افترض عُسْرَ اجتماع هذه الصفات كلّها في إنسانٍ واحد وصعوبته، (لاحظ قوله: إنّه أمرٌ عسيرٌ، ولم يقل مستحيل، ولم يُرِد أن يُصرِّح بأنّه الإمامُ المعصوم، كي لا يتَّهمه الخصوم، والمعروف أنّه كان شيعيًّا، وقد صرّح بذلك المحقّقون في كتبه وأقواله وحالاته، ومنهم الفيلسوف الغربي المعروف هنري كوربان)؛ انطلق إلى اقتراح بنيويٍّ في تقسيم السُّلطات.
والطريف أنَّ العالم الغربي وصل – بعد حوالي ثمانمأة عام من وفاة الفارابي 3391هـ (= 950م) – إلى صيغة مُخفَّفة من مقترح الفارابي؛ إذ بنى العالم على تفكيك السلطات إلى سلطات ثلاثة هي: التشريعيّة، والتنفيذيّة، والقضائيّة. لكنَّ الفارابي اقترح تقسيم السلطات إلى ستة، وهي: سلطات وزارة الدفاع، وهي السُّلطة السّادسة من ترتيبه، حسب النصّ الآتي؛ ووزارة الإعلام والإرشاد (الخامسة)؛ ووزارة الخارجيّة، بل والمعاهدات الدوليّة، والحرب والسِّلم، المعدودة من سلطات رئيس الوزراء في النظام البرلماني، بمصادقة البرلمان (الرابعة)؛ والسُّلطة التشريعيّة (وهي الثالثة)؛ والسُّلطات الاقتصاديّة بأنواعها، كوزارة الزراعة، والصناعة، والاقتصاد، والتجارة (الثانية)؛ ووزارات العلوم والمعارف والتعليم العالي (الأولى – من تسلسله).
فـ (لأنّ اجتماع هذه الخصال كلها في إنسان واحد أمر عسير؛ فلذلك لا يوجد من فطر على هذه الفطرة إلا الواحد بعد الواحد، والأقل من الناس. فإن وجد مثل هذا في المدينة الفاضلة وتوفرت فيه الشرائط المهمة، التي:
أحدها: أن يكون حكيماً.
والثاني: أن يكون عالماً حافظاً للشرائع والسنن والسير التي دبرها الأولون للمدينة.
والثالث: أن يكون له جودة استنباط فيما لا يحفظ عن السلف فيه شريعة، ويكون فيما يستنبطه من ذلك محتذياً حذو الأئمة الأولين.
والرابع: أن يكون له جودة رؤية وقوة استنباط لما سبيله أن يعرف في وقت من الأوقات الحاضرة من الأمور والحوادث التي تحدث مما ليس سبيلها أن يسير فيه الأولون، ويكون متحرياً بما يستنبطه من ذلك صلاح المدينة.
والخامس: أن يكون له جودة إرشاد بالقول إلى شرائع الأولين، وإلى التي استنبط بعدهم مما احتذى فيه حذوهم.
والسادس: أن يكون له جودة ثبات ببدنه في مباشرة أعمال الحرب.. كان هو الرئيس.

فإذا لم يوجد إنسان واحد اجتمعت فيه هذه الشرائط ولكن وجد إثنان، أحدهما الحكيم، والثاني فيه الشرائط الباقية، كان هما رئيسين في هذه المدينة. فإذا تفرقت هذه في جماعة، وكانت الحكمة في واحد والشرط الثاني في واحد، والثالث في واحد، والرابع في واحد والخامس في واحد، والسادس في واحد، وكانوا متلائمين، كانوا هم الرؤساء الأفاضل)[17].)[18].
و(وما توصل إليه الفارابي هو نوع من تقسيم السلطة (في صورة عدم وجود الإنسان الكامل المثالي) إذ على حسب تصوره من الخصال الاثني عشر وحسب الشروط الست الأكثر تحديداً فإنّه إذا كان أحد الأشخاص حكيماً والآخر عالماً والثالث عارفاً بالتاريخ قادراً على الاستنباط للأحكام والمسائل والرابع عالماً بشرائط الزمان والمكان ومستجدات العصر والشؤون العامة والخامس قوي البيان والحجة والسادس شجاعاً ثابت القدم في الحروب، إذا كان كذلك توزعت، بحسب الفارابي، بينهم السلطات:
فيكون السادس –وبحسب مصطلحات عالم اليوم– وزير الدفاع أو رئيس أركان الجيش ويكون الخامس وزير الإعلام ويكون الرابع مسؤولاً عن المعاهدات الدولية والسلم والحرب ومختلف الطوارئ، ويكون الثالث المسؤول عن التشريع (القوة التشريعية) والأول والثاني مسؤولين عن الوزارات التي تحتاج إلى علم وحكمة كوزارة الزراعة والصناعة وكوزارة العلوم والمعارف ووزارة التعليم العالي)[19].
وبذلك نكتشف بعض التفسير للآية الكريمة (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ)، والذي اقتبسه أبو ذر (لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم) وبعض التفسير في الاتجاه المقابل لكلام السيدة الزهراء (عليها السلام).
خطوات نحو المدينة الفاضلة

وما الحل إذا تعذرت الآن؟
وأما الفصل الثاني: فنقول: ولكن حيث تعذَّرت المدينة الفاضلة، على كلا المستويين، بإعراض الأُمَّة عمَّن نصَّبهم اللهُ تعالى، لذلك دخل العالَم كلُّه في مرحلة تيهِ بني إسرائيل؛ حيث ضِعنا جميعاً في صحارى قاحلةٍ، تكتنفها الأخطار وتحيط بها المشاكل والأهوال من كلِّ الجهات: جَدبٌ، وفقرٌ، ومرضٌ، وجريمةٌ، وتفكُّكٌ أُسَريّ، وفِتَنٌ، وحروبٌ... إلخ.
والحلّ الحقيقي يكمن في أن نعود جميعًا إلى الله تعالى ونؤوب إليه (إِنْ تَكُونُوا صالِحينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابينَ غَفُوراً)[20]، وأن نستشعر – بشراشر وجودنا – البلاءَ العظيم الذي اخترناه لأنفسنا، بإعراضنا عن وليّ الأمر وصاحب العصر الذي اختاره الله تعالى لقيادة العالم وإصلاح كل ما فسد من شأن وأمر...
وقد يتوهَّم متوهِّمٌ أننا نستشعر غيبته حقاً، لكنَّ الحقَّ أننا – جميعًا إلّا النادر – غافلون، وقد نتذكَّره (صلوات الله عليه) في اليوم مرّة أو مرتين أو ثلاثاً لكنَّه تذكُّرٌ عابرٌ، سطحيٌّ، سرعان ما ننساه لننشغل بهموم الحياة.
إنّ الفرج لا يأتي إلّا إذا وصلنا في استشعارنا المأساة إلى مرحلة الغريق الذي قطع الأمل من كلّ شيء إلّا الله تعالى، وتوسّل به جلَّ اسمُه لتعجيل فرجه، كما يدعو الغريق، أو إلى مرحلة من ينقطع إلى الله تعالى إذا وجد ابنه، أو أباه، أو أُمَّه، أو زوجته/ زوجَها، في حالةٍ خطرةٍ جدًّا، وهي على مشارف إجراء عملية جراحية عاجلة.
إنَّ حالتنا بالنسبة إلى انتظار الفرج، لو كانت كحالة الغريق، أو كحالة المفجوع بأعزِّ الناسِ له، لكُنّا حينئذٍ في مظانِّ رحمة الله تعالى، بالإذن بالفرج العاجل، بلطفه وكرمه.
ومن هنا ننتقل إلى الفصل الثاني، فإنَّ الناس لو لم يكونوا بهذا المستوى، وليسوا الآن عموماً كذلك، فما هي الحلول الجزئيّة؟ فإنه إذا تعذَّر الحلُّ المفتاحي الكلّي، فلا بدَّ – على الأقل – من سلوك السّبل الجزئيّة، عسى أن تكون البوّابة التي ننطلق منها أسرع، باتجاه الحلِّ الأكمل، باتجاه وليِّ الله الأعظم... فما هي تلك الحلول والبوّابات؟
الجواب:
أمّا الطريق إلى المدينة الفاضلة العامّة التامّة الشاملة، فمنحصر، كما سبق، في ظهور وليّ الله الأعظم (عجّل الله تعالى فرجه الشريف).
ولكن، لئن عجزنا عن الوصول إلى ذلك – إذ الأمرُ أمرُ الله تعالى – فإنّ الطريق مُشرَع بلطف الله تعالى نحو ثلاث مراحل بسيطة لكنها هامة، لا تزال ممكنة لنا، ونحن في عصر الغيبة الكبرى نعيش مرحلةِ تيه بني إسرائيل.
ليكن كل منّا ملائكيَّ الخصال

المرحلة الأولى: أن يجاهد الإنسان نفسه ليكون ملائكي الخِصال، مثاليًّا في جميعِ الأحوال، وذلك ليس بالممتنع قطعًا، لكنه من أصعب الصِّعاب، إذ يحتاج إلى رقابة مستمرة على النفس الأمّارةِ بالسُّوء، بل يحتاج إلى أن يتحوَّل ذلك إلى هاجس للإنسان، يُؤرِّق مضجعه ليلًا، ويشغل باله نهارًا، وأن يتّخذ لنفسه صديقًا صدوقًا مُخلِصًا ناصحًا شفيقًا، شرط ألّا يمتعض من نصائحه أبدًا، وإلّا فلربّما كفَّ عنها وانقطع، بل أن يرى في صاحبه البشر كلَّما نصحه أو حذّره، إذ: (الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ)[21]، و(أَحَبُّ إِخْوَانِي إِلَيَّ مَنْ أَهْدَى إِلَيَّ عُيُوبِي‏)[22].
وبكلمة: لئن لم يُمكن للإنسان أن يغيّر العالَم، ولا مدينته أو عشيرته، فإنه يمكنه أن يُغيّر نفسه. أليس كذلك؟
لكنّ هذا التحول الكبير بحاجة إلى قرار صارم لا رجعة فيه، إذ إنّ أدنى تهاونٍ يُجرّئ النفس على التمادي، والدَّفع نحو المزيد، ثم المزيد في رحلة قد تكون متسارعة، لا سمح الله، نحو الهاوية.
الوحيد البهبهاني النموذج الأروع

ولنا في المولى الوحيد البهبهاني عِبرة من أعظم العِبر.. فلقد كان الوحيد واحدًا من أعظم العلماء، بل لقد غيَّر مسار التاريخ في الصِّراع الأصولي – الإخباري، وفي مواجهة أمواج التصوّف.
قال الشيخ القزويني في التتميم: (فقيه العصر، فريد الدهر، وحيد الزمان، صدر فضلاء الزمان، صاحب الفكر العميق والذهن الدقيق، صرف عمره في اقتناء العلوم، واكتساب المعارف والدقائق، وتكميل النفس بالعلم بالحقائق، فحباه الله باستعداده علوماً لم يسبقه أحد فيها من المتقدّمين، ولا يلحقه أحد من المتأخّرين إلّا بالأخذ منه، ورزقه من العلوم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت؛ لدقّتها ورقّتها ووقوعها موقعها، فصار اليوم إماماً في العلم، وركناً للدين)[23].
وقال عنه السيّد مهدي بحر العلوم: (شيخنا العالم العامل العلّامة، وأُستاذنا الحبر الفاضل الفهّامة المحقّق النحرير، والفقيه العديم النظير، بقية العلماء ونادرة الفضلاء، مجدّد ما اندرس من طريقة الفقهاء، ومعيد ما انمحى من آثار القدماء، البحر الزاخر، والإمام الباهر)[24].
وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: (مجاهد كبير، ومؤسّس محقّق، وأشهر مشاهير علماء الإمامية، وأجلّهم في عصره… وعلى أيّ حال فإنّ المترجم لمّا ورد كربلاء المشرّفة، قام بأعباء الخلافة، ونهض بتكاليف الزعامة والإمامة، ونشر العلم بها، واشتهر تحقيقه وتدقيقه، وبانت للملأ مكانته السامية وعلمه الكثير، فانتهت إليه زعامة الشيعة ورئاسة المذهب الإمامي في سائر الأقطار، وخضع له جميع علماء عصره، وشهدوا له بالتفوّق والعظمة والجلالة)[25].
ويكفي أنّه ربّى عمالقة من أمثال:
- المحقّق القمّي صاحب القوانين.
- والسيّد محمد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة.
- والنراقيّين: الأب والابن (صاحبا المستند وجامع السعادات).
- والشيخ جعفر كاشف الغطاء، أستاذ صاحب الجواهر ومؤلف (كشف الغطاء).
- والسيّد مهدي بحر العلوم، المعروف بعددٍ من تشرّفاته.
لم يكن يعدّ نفسه شيئاً أصلاً!

ولقد بلغ الوحيد البهبهاني في مكانته العلميّة والعمليّة، وفي المرجعيّة والشهرة، الغاية القصوى، إلّا أننا عندما نستمع إلى جوابه على السؤال التالي: (بما بلغت من العلم والعزّة والشرف والقبول في الدنيا والآخرة؟).
نكتشف سر عظمته وكماله وصعوده في مدارج الكمال... أجاب: (لا أعلم من نفسي شيئاً أستحقّ به ذلك(!)، إلّا أنّي لم أكن أحسب نفسي شيئاً أبداً(!)، ولا أجعلها في عِداد الموجودين(!)، فلم آلُ جهداً في تعظيم العلماء والمحمّدة على أسمائهم، ولم أترك الاشتغال بتحصيل العلم مهما استطعت، وقدّمته على كلّ مرحلة دائماً)[26].
كما أنّ من أعماله التي لم يتركها حتّى نهاية عمره الشريف، البالغ تسعين عاماً، زيارته لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، مع التحلي بغاية الخضوع والخشوع، حتّى كان يقع عند أبواب الحرم الحسيني الشريف على وجهه، ويُقبّل الأرض ويدخل الحرم، وهكذا كان عند زيارته لقبر أبي الفضل العباس (عليه السلام).
فلم تكن يوجد في ساحة نفسه عُجب بالنفس، ولا كبرياء، ولا تعالي، ولا تبجُّح، بل كان لا يعتبر نفسه شيئًا أصلًا.. لذلك رفعه الله تعالى (مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ)[27]
تواضع تكن كالنجمِ لاحَ لناظرٍ
على صفحاتِ الماءِ وهو رفيعُ
ولا تكُ كالدُّخانِ لاحَ لناظرٍ
على طبقاتِ الجوِّ وهو وضيع

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين




.............................................

[1] سورة آل عمران: 104.

[2] الراغب الاصفهاني، المفردات في غريب القرآن مع ملاحظات العاملي، دار المعروف ـ

[3] الراغب الاصفهاني، المفردات في غريب القرآن مع ملاحظات العاملي، دار المعروف ـ

[4] سورة الأعراف: 68.

[5] سورة هود: 61.

[6] الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي، نشر المرتضى ـ مشهد: ج1 ص109.

[7] الاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي، نشر المرتضى ـ مشهد: ج1 ص104.

[8] تاريخ اليعقوبي: ج1 ص171.

[9] أي قطار الضرائب التي جباها معاوية من البلاد الإسلامية، تحمل إليه، في الواقع، نار جهنم.

[10] تاريخ اليعقوبي: ج1 ص171-172.

[11] للتفصيل راجع (أمير المؤمنين (عليه السلام) شمس في أفق البشرية) للمرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره).

[12] سورة المائدة: 66.

[13] الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، دار الكتب الإسلامية ـ

[14] سورة الرعد: 11.

[15] آراء أهل المدينة الفاضلة، ص33-34.

[16] السلطات العشر والبرلمانات المتوازية، مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص129.

[17] آراء أهل المدينة الفاضلة، ص34-35.

[18] السلطات العشر والبرلمانات المتوازية، مؤسسة التقى الثقافية ـ النجف الأشرف: ص130.

[19] المصدر: ص131.

[20] سورة الإسراء: 25.

[21] الحسن بن شعبة الحراني، تحف العقول، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين

[22] الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية ـ

[23] تتميم أمل الآمل: 74 رقم27.

[24] أعيان الشيعة 9 /182 رقم381.

[25] طبقات أعلام الشيعة 10 /171 رقم360.

[26] روضات الجنّات 2 /98 رقم143.

[27] الشيخ الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية





من مواضيع : صدى المهدي 0 أمير المؤمنين عليه السلام : "العارف مَن عرف نفسه فأعتقها ونزّهها
0 الزهراء (عليها السلام_(ثُمَّ احْتَلِبُوا مِلْ‏ءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِيطاً،
0 من معارف السيدة الزهراء(ع): حديث الكساء
0 محطات عند باب سيدتنا الزهراء (ع)
0 8 ربيع الثاني : شهادة السيدة الزهراء عليها السلام على رواية الأربعين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:03 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية