أما نحن فأقل قدرا من أن نفسر بعض مايعترينا ويعتري أجسامنا من ظواهر فهل نحن قادرين ونحن على قصورنا
ان ندرك حقيقة الوجود المطلق !
فمصيبتنا هي أننا
دائما ً عندما نتصدى لنفسير كلامهم عليهم السلام
نقوم بعرض
أفعالهم وأقوالهم
على (( عقولنا ))
فإن أبت عقولنا أن تفسر أو تعقل تلك الأعمال أو الأفعال
سارعنا إلى إما تؤيلها أو تفسيرها وفق تصوراتنا وعلمنا القاصر
أو الخطيئة الثانية
أن نكذبها جملةً وتفصيلا !
وهذه هي ديدننا إلا مارحم ربي
وفي المثل الذي أوردناه عن
أبا ذر وسلمان عليهما الرحمة مصداق لما نقول
أما أبا ذر
فعرض فعل الإمام المعصوم على عقله فأبى عقله أن يتقبله !
فقال الإمام علي لايفعلها !
وأما سلمان
فعرض عقلهُ على فعل الإمام (( المعصوم )) فعلم أن عقله
قاصر أن يرتقي لمرتبة فعل المعصوم
فجزم بصحة فعل الإمام
و (( قصور عقله )) عن بلوغ كنه فعل الإمام
فعلم بأن تكليفه الشرعي هو تصديق الإمام المعصوم والإنقياد لقوله وفعله والتسليم المطلق له عليه السلام
ومناسب هنا أن نذكر بالحديث الشرف الذي عُرف بحديث القطع
ياعلي لايعرف الله إلا أنا وأنت
ولايعرفني إلا الله وأنت
ولايعرفك إلا الله وأنا
وكما ورد في كتاب بحار الأنوار وكتاب مدينة المعاجز
ومختصر بصائر الدرجات ومناقب آل أبي طالب وغيرها
وهذا نص صريح ممن لاينطق عن الهوى بالقطع اليقين
أن لا أحد يعرف الإمام علي عليه السلام
إلا الله تعالى ونبيه العظيم
صلى الله عليه وآله وسلم
وهذا الكلام يتعارض مع جملتك التي أوردتها قائلا :
إذا كان المعنى أن لا أحد يعرف كنه معرفته، فإنّ العبارة
يصعب قبولها،
فأستنتاجك هذا في واد وحديث القطع للنبي المعظم في واد آخر !!
وكذلك قول الإمام الرضا عليه السلام :
الإمام واحد دهره، لايُدانيه أحد، ولا يُعادِلُه عالِم، ولا يوجد منه بدل ولا له مِثْلٌ ولا نظير...
فمَن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ؟! هيهات هيهات
وخلاصة القول
ليس من الصعب قبولها كما تقول سيدنا الفاضل
فكل مانحتاجه من بضاعة هي كلمة واحدة تكون صراطنا المستقيم الذي نبني عليه كل معتقداتنا وسلوكياتنا مع أئمتنا عليهم السلام وهي
أنهم
معصومون
وأن أفعالهم وأقوالهم حجة علينا بدون شرط أو قيد
وكما تقول الزيارة الجامعة :
سَعِدَ والله من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم ، وأمِنَ من لجأ إليكم ، وسَلِمَ من صدَّقكم ، وهُدِيَ من اعتصم بكم. من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنارُ مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم.
فالراد عليهم
في أسفل درك من الجحيم !
فما ورد عن الإمام الصادق قوله :
في الحديث الذي رواه مؤمن الطاق، قال: ((أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا، إن كلامنا ينصرف على سبعين وجها
)).
وقال عليه السلام :
((
من ردّ متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم، ثم قال : ان في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن. فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا))
وعليه فليس كل كلامهم عليهم السلام ميسور الفهم
وقادرين على أن نصل الى كنهه لأنهم هم القران الناطق