بعد الثورة الفرنسية، تم إسقاط الملكية وإعلان الجمهورية. مع قيام الإمبراطورية الأولى سيطر الفرنسيون على كامل أوروبا تقريبا. بددت هذه الجهود قوى الدولة الفرنسية في مواجهة عدوها الأول المملكة المتحدة. أثناء عهد الإمبراطورية الثانية (Second Empire) عرفت البلاد بداية الثورة صناعية. مع حلول الجمهورية الثالثة (troisième République) أصبحت فرنسا تملك إمبراطورية استعمارية واسعة تمتد من إفريقيا إلى آسيا.
الحرب العالمية الأولى.
رغم خروجها منتصرة من الحربين العالميتين الأولى ثم الثانية. كلفتها هذه الأخيرة خسائر كبيرة في الأرواح البشرية والموارد الاقتصادية. عرفت البلاد فترة نمو كبير خلال الثلاثة عقود التي تلت الحرب (30 glorieuses).
منذ 1958 م ومع قيام الجمهورية الخامسة (Cinquième République) أصبح للبلاد نظام رئاسي ديمقراطي (الرئيس ينتخب من قبل الشعب ويتمتع بصلاحيات أكبر). كان الهدف هو الصمود في وجه العواصف التي عرفتها البلاد من قبل والتي لم يفلح نظام الجمهورية البرلمانية في صدها.
منظر من مدينة" كان "على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات 1960، سمح تصالح ثم تعاون ألمانيا وفرنسا للدولتين القيام بالدور الأكبر في البناء الأوروبي الجديد. عرفت سياسة الدولتين نجاحا مع تأسيس السوق الأوروبية المشتركة. اليوم تتزعم فرنسا حركة تريد أن تعطي لأوروبا دورا سياسيا أكبر في العالم.
[عدل] جغرافيا
مقال تفصيلي :جغرافية فرنسا
صورة تبين المناطق الجبلية (باللون البني في فرنسا وأنهارها.
من رسومات مغارة "لاسكو " بجنوب فرنسا ، منذ 20.000 سنة
بينما يقع القسم الرئيسي لفرنسا في أوروبا الغربية، فرنسا تتشكل أيضاً من بعض الأراضي الصغيرة في أمريكا الشمالية، الكاريبي، أمريكا الجنوبية، المحيط الهندي الغربي والجنوبي، شمال وجنوب المحيط الهادي، والقارة القطبية الجنوبية (لم يعترف بها أكثر البلدان).
تمتلك فرنسا تشكيلة كبيرة من المناظر الطبيعية، تتراوح بين السهول الساحلية في الشمال والغرب والتي تشكل ثلثا المساحة الكلية لفرنسا[8]، حيث تجاور فرنسا بحر الشمال والمحيط الأطلسي، إلى الجبال في المنطقة الجنوبية الغربية والألب في المنطقة الجنوبية الشرقية. في الوسط مناطق مرتفعة صخرية ومشجرة بكثافة، بالإضافة إلى حوض النهر الشامل. فالجبال الرئيسية هي الألب، وأعلى قمة فيها هي المون بلان التي تعد أعلى قمة جبلية في أوروبا الغربية 4808 متر، والبيرينيه، والجورا، وليه أردان، ولوماسيف سنترال، والفوج[8].
بسبب أقسامها ما وراء البحار العديدة وأراضيها المتناثرة في كل المحيطات، تمتلك فرنسا ثاني أكبر المناطق الاقتصادية الخاصة (EEZ) في العالم، حيث تغطي 11.035.000 كم2، فقط وراء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالولايات المتحدة (11.351.000 كيلومتر مربع)، وقبل المنطقة الاقتصادية الخاصة بأستراليا (8.232.000 كيلومتر مربع). تغطي المنطقة الاقتصادية الخاصة بفرنسا حوالي 8% من السطح الكلي لكل المناطق الاقتصادية الخاصة للعالم، بينما مساحة منطقة الجمهورية الفرنسية فقط 0.45% من مساحة الأرض الكلية للأرض.
[عدل] السكان
يبلغ التعداد السكاني في فرنسا 60 مليون نسمة، بكثافة سكانية 111 نسمة في الكيلومتر المربع. وتضم فرنسا 73 تجمعاً سكانياً يزيد تعداد كل منها عن 100 ألف نسمة. والتجمعات السكانية الخمسة الكبرى:
التجمعات السكانيةالسكان عام 2002باريس11.2 مليونليون1.7 مليونمارسيليا-إكس-أون-بروفانس1.5 مليونليل1.2 مليونتولوز1 مليون
منذ بداية التسعينات، انخفض عدد المتزوجين، في الوقت الذي تزايدت فيه حالات المعاشرة الحرة دون عقد زواج، حيث وصلت إلى 2.4 مليون حالة في 2004 مقابل 1.5 مليون في عام 1990. يمثل الارتباط الحر في 2004 حالة من أصل كل ست حالات تزاوج.
[عدل] أنماط المعيشة
قمة جبل مون بلا في جبال الألب
طرف الجزء الغربي في بريتانيا.
قرية اوسو على سفح أحد الجبال البركانية في "ماسيف سنترال".
الحياة في المدينة. يعيش ثلاثة أرباع الفرنسيين (74%) في المدن والأحياء، التي يزيد سكانها عن ألفي شخص ويسكن باريس وضواحيها حوالي 9 مليون نسمة ويسكن الناس في البنايات الكبيرة، كما يفضل بعض سكان باريس والمدن الأخرى أبنية قديمة، يقل فيها الاهتمام بوسائل المعيشة الحديثة، ويتمتعون فيها بوسائل الراحة التقليدية، كمواقد الفحم وما أشبه ذلك. هناك تعليمات مشددة تمنع إنشاء مبان مرتفعة في مراكز بعض المدن، لمنع الازدحام وتأمين الهدوء لسكان المنطقة. وقد أُنشئت مناطق سكنية خاصة بالطبقة الوسطى في ضواحي المدن مع تأمين وسائل النقل الكافية، لانتقال السكان إلى مراكز أعمالهم وإلى المناطق الأخرى المهمة في المدن.
مفاعلات نووية "كاتينو " لتوليد الكهرباء.
الحياة في الريف. يعيش ربع سكان فرنسا فقط (26%) في مناطق ريفية غير أن فرنسا كانت تضم عادة مجتمعًا زراعيًا، لذلك فإن سكان الأرياف أكثر اطلاعًا وتمسكًا بالأنشطة الزراعية وبالصيد من سكان المدن. ويتمتع معظم أهل الريف بوسائل الراحة والرفاهية التي تتوفَّر لأهل المدن، إذ يعيش الكثيرون في بيوت أسرية منفردة في القرى والمزارع ويمتلكون سيارة وجهاز تلفاز وأجهزة حديثة أخرى كالثلاجات والغسالات. ورغم أن أهل الريف الفرنسي يمتلكون مزارعهم الخاصة، إلا أن المأخذ الوحيد هو صغر حجم المزارع، مقارنة بمزارع الأقطار الأوروبية الأخرى. لذلك فإنها لا تكفي لتأمين قوت الأشخاص الذين يعتمدون عليها وقد أدّى ذلك إلى التناقص التدريجي لأعداد الساكنين في الأرياف.
الطعام. يعتبر الفرنسي الطبخ فنًا من الفنون. وقد ابتكر الطهاة الفرنسيون أنواعًا عديدة من الصلصات ومشهيات الطعام والوجبات الخفيفة. وتشمل الوجبة الفرنسية الكاملة المشهيات والحساء، ومادة الوجبة الرئيسية قد تتبعها البطاطس المقلية وسلطة الخضراوات، فالجبن والفواكة الطازجة، ثم الحلوى.