[أسيره عشق المهدي]

حدث الحاج عبد الرسول علي الصفار , تاجر معروف قال:
في الخمسينات تشرفت بالحج وزيارة النبي وأهل بيته -صلوات الله عليهم- وكان زملائي في السفر السيد طاهر من الساده المحترمين من رؤساء عشائر الفرات ,والشيخ عبدالعباس آل فرعون رئيس أكبر عشائر الفرات في العراق.
ولما وصلنا المدينه المنوره للزياره, وفي عصر أحد الأيام قصدنا كالعاده زيارة الأئمه الأطهار في البقيع,وبعد الانتهاء قصدنا زيارة المنتسبين الى أهل البيت-ع- حتى وصلنا قبر السيده (أم البنين)أم العباس.
فقلت لعبد العباس :تعال نزور قبر أم البنين.
فأجاب بتعالي :دعنا من هذا أتريدنا نزور النساء هذه المره ونحن رجال.
وتركنا وذهب , فذهبت أنا والسيد طاهر لزيارتها.
وفي الفجر استيقظت فلم أجد عبد العباس في فراشه .فقلت في نفسي:ربما ذهب الى الحمام ,ولكن طال انتظاري ولم يعد ,وأيقظت السيد طاهر وقلت له: أين ذهب ياترى؟؟؟ فهذه ملابسه , كما أن هميانه لا يزال تحت وسادته , فاشتد قلقنا عليه, فبدأنا نفكر الى أين ذهب؟ وكيف نبحث عنه؟؟
ففتح باب الغرفه ودخل علينا وهو في حاله مثيره من شدة التأثر وعيناه حمراوتان كعلقة دم من البكاء,فقمنا وقلنا له:خيرا ان شاء الله ,أين كنت,وماهذه الحاله التي نراك عليها؟؟
قال :دعوني أسترح حتى أحدثكم وبعد ان استقر واستراح قال:تذكرون حادثة عصر أمس عندما رفضت زيارة قبر أم البنين ؟
قلنا: نعم نتذكرها جيدا.
قال: فبل الفجر رأيت فيما يرى النائم كأني في صحن أبي الفضل العباس-ع- في كربلاء,ورأيت الناس يدخلون الى الحرم زرافات لزيارة أبي الفضل العباس,وعندما هممت بالدخول منعت من الدخول فاستغربت وسألت :من الذي منعني؟ لماذا لم يأذن لي في الدخول ؟
قال الحارس: ان سيدي أبا الفضل قد أمرني بذلك.
فقلت :لماذا؟
فقال : لاأدري.
وكلما حاولت أن أعرف السبب لم أعرفه ,ومنعت من الدخول ,حتى وصل بي الأمر الى التوسل والبكاء رغم عزة دمعتي حتى أضناني التعب , ولما لم أجد نتيجه توسلت للحارس أن يذهب الى سيدي العباس ويساه عن السبب؟
فذهب ثم رجع وقال :يقول سيدي لماذا رفضت زيارة أمي وتعاليت عليها ؟ فاني لا أذن لك بالدخول حتى تقصدها وتزورها .
فاستيقضت لهول الرؤيا فزعا وذهبت الى البقيع مسرعا وبدون شعور لزيارة قبرها والتوسل اليها لتشفع لي عند ولدها ليعفو عني. وها أنا قد رجعت لتوي من عندها كما ترون.