كان صوت الدعاء الشجيّ يتعالى من ذلك المسجد الذي يبعد عن مدينة قم سبعة كيلومترات ،وكنت أمشي مع السائق .
قال لي:أتدري ماذا يقول هذا الشخص في تعقيبه؟
قلت له:لا!
فقال:إنه يذكر قصة(السيد المرعشي النجفي) مع الإمام الصادق(عليه السلام).
فقلت له في الحال:وما هي تلك القصة.
فاسترسل قائلاً:
في فترة من الفترات وفي هذا المسجد -سجد جمكران- صمَّم السيد المرعشي النجفي أن يتعرف مكان مرقد فاطمة الزهراء (عليها السلام).فاعتكف السيد المرعشي في هذا المسجد أربعين ليلة، طالباً متضرعاً إلى الله تعالى أن يلهمه ويعرِّفه الإمام المهدي (عجل الله تعلى فرجه الشريف وسهل مخرجه) موضع ذلك القبر الأطهر ،وفي الليلة الأربعين بينما هو كذلك غفا ونام.
رأى السيد في نومه جدّه الإمام الصادق(عليه السلام).
فقال له: ماذا تريد يا ابني؟
فاغتنم السيد الفرصة ليسأله قائلاً: أريد أن اعرف مكان قبر جدتي فاطمة الزهراء (عليها السلام).
فقال له الإمام(عليه السلام): لا تبحث عن مكانه،فإنه سر من أسرار أهل البيت (عليهم السلام) ،لكن إذا أردت أن يزورها ،فعليك بزيارة السيدة المعصومة في (قم).
فما أعظمك يا فاطمة الزهراء ،وما أعظمك يا معصومة(عليهم السلام)؟!