|  | 
| 
| 
| عضو  برونزي 
 |  | 
رقم العضوية : 677
 |  | 
الإنتساب : Nov 2006
 |  | 
المشاركات : 272
 |  | 
بمعدل : 0.04 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 ما هي شروط استجابة الدعاء ؟ 
			 بتاريخ : 04-04-2007 الساعة : 08:37 AM 
 
 ما هي شروط استجابة الدعاء ؟
 لقد حدَّدت النصوص الإسلامية عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وآل البيت ( عليهم السلام ) آداباً للدعاء ، وقررت شروطاً لابد للداعي أن يراعيها كي يتقرب إلى خزائن رحمة الله تعالى وذخائر لطفه ، ويتحقّق مطلوبه من الدعاء .
 وإذا أهملها الداعي ، فلا تتحقق له الاستجابة المرجوة من الدعاء ، ولا تحصل له نورانية القلب ، وتهذيب النفس ، وسُمُوُّ الروح المطلوبة في الدعاء .
 وفيما يلي أهم هذه الشروط والآداب :
 
 الأول : الطهارة :
 من آداب الدعاء أن يكون الداعي على وضوء ، سيَّما إذا أراد الدعاء عقيب الصلاة ، فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
 ( يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم الدنيا أن يتوضأ ، ثم يدخل مسجده ، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما ؟ ) .
 
 الثاني : الصدقة ، وشمُّ الطيب ، والذهاب إلى المسجد :
 
 روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
 ( كان أبي إذا طلب الحاجة .. قدَّم شيئاً فتصدق به ، وشمَّ شيئاً من طيب ، وراح إلى المسجد ) .
 
 الثالث : الصلاة :
 
 ويستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بالدعاء ، فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
 ( من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما ، ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانّه ، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب ) .
 
 الرابع : البسملة :
 
 ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا يُرَدُّ دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم ) .
 
 الخامس : الثناء على الله تعالى :
 
 ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ، ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء .
 
 يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله ) .
 
 السادس : الدعاء بالأسماء الحسنى :
 على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى ، لقوله تعالى :
 
 (( وللهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بِهَا )) [ الأعراف : 180 ] .
 وقوله تعالى : (( قُلِ ادعُوا اللهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَّا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى )) [ الإسراء : 110 ] .
 وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
 ( لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له ) .
 
 السابع : الصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) :
 
 لابد للداعي أن يصلي على محمد وآله ( عليهم السلام ) بعد الحمد والثناء على الله سبحانه ، وهي تؤكد الولاء لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى ، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء .
 
 قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
 ( لا يزال الدعاء محجوباً ، حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي ) .
 
 الثامن : التوسل بمحمد وأهل بيته ( عليهم السلام ) :
 
 وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالى بها ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) هم سفن النجاة لهذه الأمَّة .
 فحريٌّ بمن دعا الله تعالى أن يتوسل إلى الله بهم ( عليهم السلام ) ، ويسأله بحقهم ، ويقدمهم بين يدي حوائجه .
 
 قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( الأوصياء مني بهم تُنصر أُمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم ) .
 
 التاسع : الإقرار بالذنوب :
 وعلى الداعي أن يعترف بذنوبه مقراً ، مذعناً ، تائباً عمَّا اقترفه من خطايا ، وما ارتكبه من ذنوب .
 
 فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إنما هي مدحة ، ثم الثناء ، ثم الإقرار بالذنب ، ثم المسألة ، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار ) .
 
 العاشر : المسألة :
 وينبغي للداعي أن يذكر - بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) والإقرار بالذنب - ما يريد من خير الدنيا والآخرة ، وأن لا يستكثر مطلوبه ، لأنه يطلب من ربِّ السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء ، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء .
 
 الحادي عشر : معرفة الله ، وحسن الظن به سبحانه :
 وهذا يعني أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته .
 فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية ، وبأنه سبحانه لا يمنع أحداً من فيض نعمته ، وأن باب رحمته لا يغلق أبداً .
 
 قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( قال الله عزَّ وجل : من سألني وهو يعلم أني أضرُّ وأنفع ، استجبت له ) .
 وقيل للاِمام الصادق ( عليه السلام ) : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟!
 قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم تدعون من لا تعرفونه ) .
 
 الثاني عشر : العمل بما تقتضيه المعرفة :
 على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه ، بأن يفي بعهد الله ، ويطيع أوامره ، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء .
 قال رجل للإمام الصادق ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، إن الله يقول : (( ادعُونِي استَجِب لَكُم )) وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا ؟!
 قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفى الله لكم ) .
 
 الثالث عشر : الإقبال على الله :
 
 من أهم آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي على الله سبحانه بقلبه ، وعواطفه ، ووجوده ، وأن لا يدعو بلسانه ، وقلبه مشغول بشؤون الدنيا .
 فهناك اختلاف كبير بين مجرد قراءة الدعاء ، وبين الدعاء الحقيقي الذي ينسجم فيه اللسان انسجاماً تاماً مع القلب ، فَتَهتَزُّ له الروح ، وتحصل فيه الحاجة في قلب الإنسان ومشاعره .
 
 قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ . فإذا دعوت ، فأقبل بقلبك ، ثم استيقن بالإجابة ) .
 
 الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :
 
 لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره ، وأن يرجع في كلِّ حوائجه إلى ربه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراً ولا نفعاً .
 فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم ، وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً ، وكان مدعوُّه ربَّه وحده لا شريك له ، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلى الله تعالى الذي هو شرط في قبول الدعاء .
 
 الخامس عشر : تسمية الحوائج :
 إن الله تعالى محيط بعباده ، يعلم حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنه سبحانه يحبُّ أن تُبثُّ إليه الحوائج ، وتُسمَّى بين يديه تعالى ، وذلك كي يُقبل الداعي إلى ربه ، محتاجاً إلى كرمه ، فقيراً إلى لطفه ومغفرته .
 
 قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك ) .
 
 السادس عشر : ترقيق القلب :
 ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت ، والبرزخ ، ومنازل الآخرة ، وأهوال يوم المحشر ، وذلك لأن رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله .
 قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة ) .
 
 السابع عشر : البكاء والتباكي :
 
 خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأن الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه . والدمعة سفير رِقَّةِ القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى .
 
 فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأبي بصير :
 ( إن خفتَ إمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومَجِّدهُ واثنِ عليه كما هو أهله ، وصلِّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وَسَل حاجتَكَ ، وتباكَ ولو مثل رأس الذباب . إن أبي كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ ) .
 
 الثامن عشر : العموم في الدعاء :
 
 ومن آداب الدعاء أن لا يخصَّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .
 وهذا من أهم آداب الدعاء ، لأنه يدل على التضامن ونشر المودَّة والمحبة بين المؤمنين ، وإزالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم . وذلك من منازل الرحمة الإلهية ، ومن أقوى الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له .
 قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء ) .
 
 التاسع عشر : التضرع ومدُّ اليدين :
 
 ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى : (( وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً )) [ الأعراف : 205 ] .
 وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه ، في قوله تعالى : (( وَلَقَد أَخَذنَاهُم بِالعَذَابِ فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) [ المؤمنون : 76 ] .
 وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل : (( فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ )) فقال ( عليه السلام ) :
 ( الاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما ) .
 
 العشرون : الإسرار بالدعاء :
 فيستحب أن يدعو الاِنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً .
 فقال تعالى : (( ادعُوا ربَّكُم تَضَرُّعاً وَخُفيَةً )) [ الأعراف : 55 ] .
 وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( دعوة العبد سِراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية ) .
 
 الواحد والعشرون : التَرَيُّث بالدُّعاءِ :
 
 ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة . كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء ، أو نسيان لبعض أجزائه .
 
 الثاني والعشرون : عدم القنوط :
 
 وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء ، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء .
 وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً ، فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه ، تركه وأهمله .
 فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
 ( لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء ) ، فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ) : ( يقول قد دعوت منذ كذا وكذا ، وما أرى الاِجابة ) .
 
 الثالث والعشرون : الإلحاح بالدعاء :
 
 وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاِجابة وعدمها ، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّهُ تعالى في محكم كتابه بقوله :
 
 (( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ )) [ الزمر : 8 ] .
 
 وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لرجل يَعِظُهُ :
 ( لا تكن ممن إن أصابه بلاء دعا مضطراً ، وإن ناله رخاء أعرض مغتراً ) .
 
 الرابع والعشرون : التَقَدُّم في الدعاء :
 
 ومن آداب الدعاء أن يدعو العبد في الرخاء على نحو دعائه في الشدة ، لما في ذلك من الثقة بالله ، والانقطاع إليه ، ولفضله في دفع البلاء ، واستجابة الدعاء عند الشدة .
 فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
 ( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء ) .
 
 الخامس والعشرون : التَخَتُّم بالعقيق والفَيرُوزَج :
 
 ويستحب في الدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، وذلك لقول الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( ما رُفِعَت كفٌّ إلى الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق ) .
 ولقوله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزَّ وجل : ( إني لأستحي من عبدٍ يرفع يدَه وفيها خاتم فيروزج فأَرُدَّهَا خائبة )
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |