|  | 
| 
| 
| شيعي حسيني 
 |  | 
رقم العضوية : 41188
 |  | 
الإنتساب : Aug 2009
 |  | 
المشاركات : 5,848
 |  | 
بمعدل : 0.99 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 ما هي آية المباهلة و في من نزلت هذه الآية ؟ 
			 بتاريخ : 18-11-2011 الساعة : 05:57 PM 
 
 اللهم صل وسلم على محمد واله الاطهار
 تسمى الآية ( 61 ) من سورة آل عمران بآية المباهلة ، و هي : ﴿  فَمَنْ  حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ  تَعَالَوْاْ  نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ  وَأَنفُسَنَا  وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ  عَلَى  الْكَاذِبِينَ  ﴾
 أما المعنى اللغوي للمباهلة فهي الملاعنة و الدعاء على الطرف الآخر بالدمار   و الهلاك ، و قوله عَزَّ و جَلَّ { نَبْتَهِلْ } أي نلتعن .
 و قد نزلت هذه الآية حسب تصريح المفسرين جميعاً في شأن قضية و قعت بين رسول   الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و نصارى نجران ، و اليك تفصيلها .
 قصة المباهلة :
 كتب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كتابا إلى " أبي حارثة " أسقف نَجران   دعا فيه أهالي نَجران إلى الإسلام ، فتشاور أبو حارثة مع جماعة من قومه  فآل  الأمر إلى إرسال وفد مؤلف من ستين رجلا من كبار نجران و علمائهم  لمقابلة  الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و الاحتجاج أو التفاوض معه ، و  ما أن وصل  الوفد إلى المدينة حتى جرى بين النبي و بينهم نقاش و حوار طويل  لم يؤد إلى  نتيجة ، عندها أقترح عليهم النبي المباهلة ـ بأمر من الله ـ  فقبلوا ذلك و  حددوا لذلك يوما ، و هو اليوم الرابع و العشرين من شهر ذي الحجة سنة : 10 هجرية .
 لكن في اليوم الموعود عندما شاهد وفد نجران أن النبي ( صلَّى الله عليه و   آله ) قد إصطحب أعز الخلق إليه و هم علي بن أبي طالب و ابنته فاطمة و الحسن   و الحسين ، و قد جثا الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) على ركبتيه   استعدادا للمباهلة ، انبهر الوفد بمعنويات الرسول و أهل بيته و بما حباهم   الله تعالى من جلاله و عظمته ، فأبى التباهل .
 قال العلامة الطريحي ـ صاحب كتاب مجمع البحرين ـ : و قالوا : حتى نرجع و   ننظر ، فلما خلا بعضهم إلى بعض قالوا للعاقِب و كان ذا رأيهم : يا عبد   المسيح ما ترى ؟ قال والله لقد عرفتم أن محمدا نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل   من أمر صاحبكم ، والله ما باهَل قومٌ نبيًّا قط فعاش كبيرهم و لا نبت   صغيرهم ، فإن أبيتم إلا إلف دينكم فوادعوا الرجل و انصرفوا إلى بلادكم ، و   ذلك بعد أن غدا النبي آخذا بيد علي و الحسن و الحسين ( عليهم السَّلام )   بين يديه ، و فاطمة ( عليها السَّلام ) خلفه ، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم   أبو حارثة ، فقال الأسقف : إني لأرى و جوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا   لأزاله بها ، فلا تباهلوا ، فلا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة   ، فقالوا : يا أبا القاسم إنا لا نُباهِلَك و لكن نصالحك ، فصالحهم رسول   الله ( صلَّى الله عليه و آله ) على أن يؤدوا إليه في كل عام ألفي حُلّة ،   ألف في صفر و ألف في رجب ، و على عارية ثلاثين درعا و عارية ثلاثين فرسا و   ثلاثين رمحا .
 و قال النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : " و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد   تدلّى على أهل نجران ، و لو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير و لأضطرم عليهم   الوادي نارا ، و لما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا "
 في من نزلت آية المباهلة :
 لقد أجمع العلماء في كتب التفسير و الحديث على أن هذه الآية نزلت في خمسة هم :
 1.  النبي الأكرم محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
 2.  الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
 3.  السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) .
 4.  الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
 5.  الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
 ففي صحيح مسلم : و لما نزلت هذه الآية : ﴿ ... فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ  ...  ﴾  دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال : " اللهم هؤلاء أهلي "
 و في صحيح الترمذي : عن سعد بن أبي وقَّاص قال : لما أنزل الله هذه الآية : ﴿ ... نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ  ...  ﴾  دعا رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " .
 و في مسند أحمد بن حنبل : مثله  .
 و في تفسير الكشاف : قال في تفسير قوله تعالى : ﴿  ...  فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا   وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ  ...  ﴾ ،  فأتى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و قد غدا محتضنا الحسين ،  آخذا  بيد الحسن ، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها ، و هو يقول :
 " إذا أنا دعوت فأَمّنوا " فقال أسقف نجران : يا معشر النصارى لأرى و جوها   لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا   يبقى على وجه الأرض نصارى إلى يوم القيامة ... "  .
 و هناك العشرات من كتب التفسير و الحديث ذكرت أن آية المباهلة نزلت في أهل البيت ( عليهم السَّلام ) لا غير ، و لا مجال هنا لذكرها .
 نقاط ذات أهمية :
 و ختاماً تجدر الإشارة إلى نقاط ذات أهمية و هي :
 1. إن تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة ، و إنما هو إختيار   إلهي هادف و عميق الدلالة ... و قد أجاب الرسول ( صلَّى الله عليه و آله )   حينما سئل عن هذا الإختيار بقوله : " لو علم الله تعالى أن في الأرض عبادا   أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم ، و لكن أمرني   بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى "  .
 2. إن ظاهرة الإقتران الدائم بين الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و أهل   بيته ( عليهم السَّلام ) تنطوي على مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية ،   روحية ، سياسية مهمة ، إذ المسألة ليست مسألة قرابة ، بل هو إشعار رباني   بنوع و حقيقة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة ، هذا الوجود الذي يمثله   أهل البيت ( عليهم السَّلام ) بما حباهم الله تعالى من إمكانات تؤهلهم لذلك   .
 3. لو حاولنا أن نستوعب مضمون المفردة القرآنية { أنفسنا } لأستطعنا أن   ندرك قيمة هذا النص في سلسلة الأدلة المعتمدة لإثبات الإمامة ، إذ أن هذه   المفردة القرآنية تعتبر علياً ( عليه السَّلام ) الشخصية الكاملة المشابهة   في الكفاءات و الصفات لشخصية الرسول الأكرم ( صلَّى الله عليه و آله )   بإستثناء النبوة التي تمنح النبي خصوصية لا يشاركه فيها أحد مهما كان موقعه   و منزلته .
 4. فالإمام علي ( عليه السَّلام ) إنطلاقاً من هذه المشابهة الفكرية و   الروحية هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) في   حياته و بعد مماته لما يملكه من هذه المصداقية الكاملة .
 و قد أكَّد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) هذه الحقيقة في أحاديث واضحة الشكل و المضمون .
 نسألكم الدعاء
 (لاتنسوا الصوم في هذا اليوم)
 الرافضي
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |