العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

خادم الشيعة
عضو فضي
رقم العضوية : 21699
الإنتساب : Aug 2008
المشاركات : 1,711
بمعدل : 0.28 يوميا

خادم الشيعة غير متصل

 عرض البوم صور خادم الشيعة

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
Waz5 التعايش و حسن العلاقات في المجتمع
قديم بتاريخ : اليوم الساعة : 02:21 PM



التعايش و حسن العلاقات في المجتمع
(خالطوا النّاس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنّوا إليكم)
توجيه و إرشاد بحسن العلاقات مع أفراد المجتمع، و حسن المعاملة مع الناس، بالأخلاق الكريمة و النبيلة فإنها تستلزم محبة النّاس و اشتياقهم لكم في حياتكم، و البكاء و التوجع و الألم عليكم في مماتكم.
و مخالطة النّاس و المعاشرة الحسنة معهم تشمل حسن الخلق و الرحمة و التودّد، الصبر، الحلم، التواضع، الإنصاف.
كما تشمل إعطاء الحقوق، الصدق، الوفاء بالعهود، المحافظة على الأمانات.
و كذلك مساعدتهم، قضاء حوائجهم.

فإذا ما تم التعامل بهذه الصفات فإنّ النّاس يشعرون في حالة موت صاحبها أنّهم فقدوا حبيبا و عزيزا و معينا فيبكون عليه و يترحمون، و أمّا قبل موته فإنّهم يشتاقون لرؤية صاحب الصفات الحسنة و الخلق الكريم، المعين لهم، و الصادق معهم، و يحنون إليهن و يرغبون في رؤيته و لقاءه.

و هذه دعوة قرآنية و الإسلام يدعو لحسن المعاملة مع النّاس و المعاشرة بالمعروف، قال تعالى:﴿ ... وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ... ﴾ 1، ﴿ ... إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ 23.

و الحكمة دعوة لحسن المعاشرة و الكلام في أدب المعاشرة و العلاقات المتبادلة بين النّاس و لطف التصرَّفات و المحاباة بين النّاس، و قد رويت عنهم عليهم السلام روايات و أحاديث في ذلك، تعتبر قواعد و أسس للعلاقات الاجتماعية لعموم المجتمعات، و منها:
ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «قَالَ رَسُولُ اللَّه (صلى الله عليه و آله) يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّكُمْ لَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ فَالْقَوْهُمْ بِطَلَاقَةِ الْوَجْه وحُسْنِ الْبِشْرِ»4.

و في خطبة صفات المتقين، قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ، ..، يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ، بَعِيداً فُحْشُهُ، لَيِّناً قَوْلُهُ، غَائِباً مُنْكَرُهُ، حَاضِراً مَعْرُوفُهُ، مُقْبِلًا خَيْرُهُ، مُدْبِراً شَرُّهُ، ..»5، و هذه صفات جالبة للحنان و المحبّة في الدّنيا، و البكاء و الألم في حالة الموت.

و من مواعظ المعاشرة قول أمير المؤمنين عليه السلام في الزهد فيما أيدي الناس، و عدم اتباع عيوبهم، و صيانة اللسان من الانفلات و الانزلاق، و المحافظة على الخطاب، قال عليه السلام:
«تَجَبَّبْ[تَحَبَّبْ‏]إِلَى النَّاسِ بِالزُّهْدِ فِيمَا أَيْدِيهِمْ تَفُزْ بِالْمَحَبَّةِ مِنْهُمْ»6.
«لاَ تَتَّبِعَنَّ عُيُوبَ اَلنَّاسِ فَإِنَّ لَكَ عُيُوباً إِنْ عَقَلْتَ [مَا] يَشْغَلُكَ أَنْ تَعِيبَ أَحَداً»7.
«لاَ تُسِئِ اَلْخِطَابَ فَيَسُوءَكَ نَكِيرُ اَلْجَوَابِ»8.
و في رواياتهم عليهم السلام التحذير من معاشرة و مخالطة السفلة و متتبعي عيوب النّاس، و مصاحبة الأحمق و الفساق و أهل الفسوق و الكذّاب، و من ألهاك وأغراك و القاطع لرحمه، و الهمّاز و هو العيّاب.

و ذكر الإمام الباقر عليه السلام أنّ الصلاح بين النّاس يتم بالتعايش، و المعاشرة بينهم بالتسامح، قال عليه السلام «صَلاَحُ شَأْنِ اَلنَّاسِ اَلتَّعَايُشُ، وَ اَلتَّعَاشُرُ مِلْءَ مِكْيَالٍ ثُلُثَاهُ فَطَنٌ وَ ثُلُثٌ تَغَافُلٌ»9.
و في كلام أمير المؤمنين عليه السلام أيضا دعوة إلى نوع من التساهل و التعامل مع النّاس «خَالِطُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، وَ دَعُوهُمْ مِمَّا يُنْكِرُونَ، وَ لَا تَحْمِلُوهُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ عَلَيْنَا فَإِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ»10.

و ذكر الشيخ الصدوق رواية قريبة من هذه الرواية من وصية لأمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن علي، قال عليه السلام: «وَحَسِّنْ مَعَ جَميعِ النّاسِ خُلْقَكَ حَتّى إِذَا غِبْتَ عَنْهُمْ حَنُّوا إِلَيْك، وَإِذَا مِتَّ بَكَوْا عَلَيْكَ وَقَالُوا:﴿ ... إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ 11، وَلَا تَكُنْ مِنَ الَّذينَ يُقَالُ عِنْدَ مَوْتِهِمْ:﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ 12 13.

و النتيجة لمعاملة الإنسان و أخلاقه في حياته تأتي حالة الحزن أو الفرح عند النّاس بعد موته، و إنّما يبكي الناس و يتحسرون عند المصائب، فمن كان موته مصيبة و مسبب للألم يذكرونه بالتوجع و يسترجعون، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ 11 و يستحبّ للإنسان الاسترجاع في المصيبة بأن يقول:﴿ ... إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ 11

أما إذا كان الإنسان سيئ الخلق فإنّ النّاس تكرهه و ترغب في موته، و تدعوا عليه بالموت، و كان من دعاء أمير المؤمنين عليه السلام «اَللَّهُمَّ مَنْ كَانَ فِي مَوْتِهِ فَرَجٌ لَنَا وَ لِجَمِيعِ اَلْمُسْلِمِينَ فَأَرِحْنَا مِنْهُ»14، فإذا مات اعتبر النّاس موته فرجا و نعمة تستحق الشكر لله، فيقولون ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ 12 التي تُقال عند حصول النعم، و في الحديث عن رسول الله صلة الله عليه و آله «أَعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَللّٰهُ، وَ لِكُلِّ هَمٍّ وَ غَمِّ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ، وَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ، وَ لِكُلِّ رَخَاءٍ اَلشُّكْرُ لِلَّهِ، وَ لِكُلِّ أُعْجُوبَةٍ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ، وَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ، وَ لِكُلِّ مُصِيبَةٍ إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ، وَ لِكُلِّ ضِيقٍ حَسْبِيَ اَللّٰهُ، وَ لِكُلِّ قَضَاءٍ وَ قَدَرٍ تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللّٰهِ، وَ لِكُلِّ عَدُوٍّ اِعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ، وَ لِكُلِّ طَاعَةٍ وَ مَعْصِيَةٍ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ»15.
الصالحون و الطيبون و الأتقياء و الأنقياء موتهم مصيبة، و الظالمون و الجائرون و الأشقياء و الطغاة موتهم فرج و فرح للنّاس يحمدون الله عليه و يشكرون، قال تعالى:﴿ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ 16.

1. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 83، الصفحة: 12.
2. القران الكريم: سورة يوسف (12)، الآية: 36، الصفحة: 239.
3. وسورة يوسف:78.
4. الكافي، ج٢، ص١٠٣.
5. نهج البلاغة، خطبة 193.
6. غرر الحکم، ص318.
7. عیون الحکم، ج1، ص523.
8. عیون الحکم، ص528.
9. حار الأنوار، ج71 ص 167.
10. تصنيف غرر الحكم، ص ٤٣٧.
11. a. b. c. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 156، الصفحة: 24.
12. a. b. القران الكريم: سورة الفاتحة (1)، الآية: 2، الصفحة: 1.
13. من لا يحضره الفقيه،ج ٤، ص٣٨٧.
14. مهج الدعوات، ص6.
15. المصباح (الکفعمی)، ص82.
16. القران الكريم: سورة الأنعام (6)، الآية: 45، الصفحة: 133.





توقيع : خادم الشيعة
ليس كل من يطلب العدل فهو عادل

متى يأتي العدل كله على ظلم كله
من مواضيع : خادم الشيعة 0 الراحة النفسية
0 التنوين
0 التعايش و حسن العلاقات في المجتمع
0 البعد التبليغي في المنهاج الثقافي
0 إشكالية العقلانية في المجال الإسلامي.. وإغلاق باب الاجتهاد
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 10:19 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية