العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى القرآن الكريم

منتدى القرآن الكريم المنتدى مخصص للقرآن الكريم وعلومه الشريفة وتفاسيره المنيرة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو فضي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,739
بمعدل : 0.46 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى القرآن الكريم
افتراضي المقصود من العهد في آية الإمامة في القرآن الكريم
قديم بتاريخ : اليوم الساعة : 08:16 AM












هذا المقال يهدف إلى بيان المقصود والمراد من العهد في آية الإمامة، في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه المبارك: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾[1].


المعنى: أي: واذكر -أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف، فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك قدوة –إماما- للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك، فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين. و”العهد” يشير إلى المنصب الإلهي للإمامة، أي النيابة عن الله في هداية البشر وتوجيههم. هذا العهد لا يُمنح للظالمين، بل هو لمن يستحقه بالصفات التي تجعله مؤهلاً للإمامة، مثل العلم والتقوى والعصمة.
وفي سياق الآية الكريمة،“إني جاعلك للناس إماما” ثم قوله تعالى “لا ينال عهدي الظالمين”، العهد هنا لا يعني مجرد وعد أو اتفاق، بل هو منصب إلهي مُعطى من الله، وهو الإمامة.
الإمامة عهد الله

الإمامة هي عهد الله على ما ذكرته الآية، لأنّ إبراهيم (ع) أحبّ أن تكون الإمامة لذريته، ولكن الجواب كان ﴿قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، فإذاً الإمامة هي العهد الإلهي. ولذا ترى مدرسة أهل البيت (ع) أنّ الإمامة ترتبط بالله ولا شأن للناس بها. وهذا العهد لا يناله شخصٌ إلّا بعد أن يمرّ بمراحل من الطاعة والتسليم والانقياد لله بنحوٍ يصبح هو الإنسان الكامل. ومن هنا نجد الآية تخبر عن عدم وصول الظالم إلى مقام الإمامة. ولكن يقع الكلام في تحديد المراد من الظالم.
إنّ الظالم قد يكون ظالماً لنفسه وقد يكون ظالماً للآخرين، وكلا القسمين لا ينال ذلك العهد من الله. وظلم الغير أمرٌ واضحٌ إذ هو التعدّي على الآخرين. وأمّا ظلم النفس فهو عبارة عن المعصية. فقد ورد التعبير القرآني عن العاصي بأنّه ظالم لنفسه، وأيّ شخصٍ كان ظالماً لنفسه فلا ينال عهد الله.
وتعني الإمامة أن يبلغ الإنسان حدّ ما يُصطلح عليه بالإنسان الكامل، وهذا الإنسان يتحول بتمام وجوده إلى مقتدىً للآخرين. وعندما جُعلت الإمامة لإبراهيم، فكَّر بذريّته فوراً، فجاءه الجواب”لا ينال عهدي الظالمين“. هذا النصُّ أطلق على الإمامة عنوان “عهد الله”. من هنا ما ذهبنا إليه نحن – الشيعة – من أن الإمامة التي نعتقد بها هي أمرٌ يرتبط بالله، ولهذا ترى القرآن ينسبه إليه سبحانه، فيقول “عهدي“، فهي ليست عهدا من عهود الناس.
وعندما نعرف أن الإمامة هي غير الحكومة، فلا نعجب إذن أن تكون أمرا مرتبطا بالله. وهناك من يسأل قائلا: هل الحكومة أمر يرتبط بالله أم بالناس؟ نقول في الجواب: إن هذه الحكومة التي نتحدث عنها في هذا المجال هي غير الإمامة. والإمامة عهد الله، وعهد الله لن يكون في الظالمين من ذرية إبراهيم. ولم يُجِب القرآن على سؤال إبراهيم (ومن ذريتي) بالنفي المطلق، كما لم يأت بالتأييد المطلق. بل فكّك بين فئتين من الذرية، ولأنه استبعد الظالمين منهم من دائرة هذا العهد، فهو يبقى إذن في غير الظالمين. وهذه الآية تدل على بقاء الإمامة في ذرية إبراهيم أجمالا[2].
من هو الظالم؟

1-شخصٌ يكون ظالماً لنفسه دائماً من أوّل عمره إلى آخره.
2-شخصٌ يكون صالحاً غير ظالم لنفسه أوّل عمره، ولكنّه يظلمها آخر عمره.
3-شخصٌ يكون ظالماً لنفسه في أوّل عمره ولكنّه عاد بالتوبة ورفع الظلم عنها.
4-ويمكن تصوّر شخص رابع وهو من لم يظلم نفسه أبداً وفي أيّ وقت من الأوقات.
ومن المستحيل أن يكون طلب إبراهيم عليه السلام الإمامة ـ مع ما لها من الشأن الرفيع ـ لمن كان من القسمين الأول والثاني. أمّا الثالث فهو كمن كان مشركاً ثم آمن، وقد جاء الجواب بالنفي إذ ﴿قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾، أي أن كلّ إنسان كان في سابق حياته ظالماً فلا ينال الإمامة، ولذا تدلّ الآية على أن الإمامة لا تكون من نصيب من كان مشركاً في بعض حياته. والمقصود من الظالمين، مطلق من صدر منه ظلم ولو في مقطع من الزمن وحتى ولو تاب فيما بعد، والآية بهذه الصراحة تريد أن تركز على صفة العصمة في الامام، فمن لم تكن فيه هذه الميزة ـ ولو في برهة من عمره ـ لا يليق بهذا المقام.
وأيضا، فهل يعقل أن ابراهيم (ع) الذي عرف منزلة الامامة وشأنها ـ بعد الابتلائات العصيبة التي مرّ بها ـ يسأل هذه الرتبة للمقيم على الظلم ؟!!! , ألا يعلم هو (ع) أنّ هذه المكانة السامية لا تجتمع مع الشرك أو المعاصي ؟!!!، فمنه يظهر أنّ استدعائه (ع) الامامة كان لمن لم يعص أبداً من ذريته أو عصى ثم تاب، ونفى الله عزّ وجلّ إعطائها لغير المعصوم من نسله، فبقي المعصوم هو الذي يكون مشمولاً للآية. ثم حتى على فرض الأخذ بظهور الآية، فإن كلمة «الظالمين» مطلقة وتشمل جميع من صدر منهم الظلم سواء تابوا بعد أم لا، ولا دليل لتخصيصها بقسم دون آخر.
وتأتي في سياق الآية مسألة الظالمين، ويستدل الأئمة (ع) على الظالمين بهذه الآية دائما. والسؤال: من هو المقصود بالظالم؟ الظالم في القرآن، هو كل إنسان يلحق الظلم بنفسه أو بالآخرين.
أما في عرف الناس فإنا نطلق صفة الظالم دائما على الإنسان الذي يتجاوز على الآخرين ويتعدى على حقوقهم، وذلك بخلاف القرآن الذي يعمم المفهوم ليشمل الذي يتجاوز على نفسه والذي يتجاوز على الآخرين أيضا. ثم في القرآن آيات كثيرة تتناول الظلم الذي ينزل بالنفس.
وعليه فكلّ من صدق عليه الظلم لنفسه ولو لفترة قصيرة لا ينال الإمامة. فكلّ هذه الأقسام لا تستحقّ الإمامة. وبالتالي لا يبقى إلّا من لم يظلم نفسه أبداً، وهو التصوّر الرابع. وهذا ممّا لا شك أنّ إبراهيم عليه السلام طلب الإمامةَ له, لأنه لا ينطبق عليه عنوان الظالم أبداً.
في تفسير الرازي[3]، في ذيل هذه الآية المباركة، قال: «ومن ذريتي» طلب للإمامة التي ذكرها الله تعالى فوجب أن يكون المراد بهذا العهد هو الإمامة لا النبوة (ليكون الجواب مطابقاً للسؤال) وإلا إذا قلنا أن عهدي هي النبوة أو شيء آخر فلا يكون الجواب مطابقاً للسؤال، وهذا نسبته في القرآن إلى الله، لأن إبراهيم طلب وقال «ومن ذريتي» يعني هذا الذي أعطيتني ووهبتني، منحتني، أريد أن تعطيه لذريتي، قال: «فتصير الآية كأنه قال لا ينال الإمامة الظالمين» هذا تصريح بهذا المعنى.
وفي تفسير الطبري[4]، يقول: (واختلف أهل التأويل … وقال آخرون معنى العهد عهد الإمامة فتأويل الآية على قولهم لا أجعل من كان من ذريتك ظالماً إماماً لعبادي يقتدى به) لأنه فسر الإمامة بالاقتداء. وفي تفسير ابن كثير، في ذيل هذه الآية المباركة حيث ينقل جملة من كلمات الأعلام، يقول: (عن مجاهد قال لا ينال عهدي الظالمين قال لا يكون لي إمام ظالم) إذن كلهم يفسر العهد بالإمامة. وإذا كانت الإمامة هي العهد المتحقق بين الإمام وبين الله، فلا يمكن أن تنال بالانتخاب والشورى وأهل الحل والعقد. ولا يمكن أن تنال الإمامة الإبراهيمية لا بالشورى ولا بأهل الحل والعقد ولا بالسقيفة ولا بغيرها.
والأمر الآخر الذي يستفاد من هذه الآية المباركة هو أن هذه الآية تبين لنا أن الإمامة الإبراهيمية لا تكون إلا معصومة، ولذا جملة من كبار المفسرين قالوا أن الآية دالة على العصمة، وهذا لم يقله أتباع مدرسة أهل البيت (ع) فقط، بل تجد ذلك أيضا في كتب مدرسة أهل السنة والجماعة.
أحاديث تثبت بأن الإمامة عهد الله المعهود
  1. عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ‏ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: فَذَكَرُوا الْأَوْصِيَاءَ وَذَكَرْتُ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا ذَاكَ إِلَيْنَا وَمَا هُوَ إِلَّا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُنْزِلُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِد[5]. في هذا الحديث دلالة واضحة على أن الإمامة عهد الله، وأن أمرها إلى الله يضعها حيث يشاء.
  2. وعَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: يَقُولُ‏ أَ تَرَوْنَ الْمُوصِيَ مِنَّا يُوصِي إِلَى مَنْ يُرِيدُ لَا وَاللَّهِ وَلَكِنْ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلم، لِرَجُلٍ فَرَجُلٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلَى صَاحِبِه[6]‏. وفي هذا الحديث أيضا دلالة على أن الإمامة عهد من الله يضعها حيث يريد.
  3. وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: قَالَ‏ إِنَّ الْإِمَامَةَ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعْهُودٌ لِرِجَالٍ مُسَمَّيْنَ لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يَزْوِيَهَا عَنِ الَّذِي يَكُونُ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ عليه السلام أَنِ اتَّخِذْ وَصِيّاً مِنْ أَهْلِكَ فَإِنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِي أَنْ لَا أَبْعَثَ نَبِيّاً إِلَّا وَلَهُ وَصِيٌّ مِنْ أَهْلِهِ [7]… وفي هذه الرواية أيضا إشارة ودلالة على أن الإمامة عهد الله لرجال معينين، ولا يتدخل فيها الإمام وليس له اختيار من يريد، بل الأمر إلى الله تعالى.
النتيجة
فالمستفاد من مجموع ما ذكر أنّ الإمامة هي العهد المعهود من الله تعالى ولا يعطى لظالم، فالإمامة تعهد إلى أناس قد اصطفوا من قبله ـ سبحانه ـ ليهدوا بأمره الخلق إلى الحق، ومعنى ذلك أنّ الإمام يشترط فيه أعلى درجات الطهارة، وهي المعبّر عنها بـ (العصمة) وهي عدم الظلم في الآية الأولى، والاصطفاء في الثانية، وأعلى درجات العلم، إذ لا يعقل الهداية إلى الحق بلا علم به، مع أنّ شرط العصمة وحده كاف، إذ معنى العصمة الكمال، فبعد انقضاء حياة الرسول (ص) لابدّ من وجود المعرِّف بعده، ليبيّن لنا حقائق الكتاب ومعارفه بعده. والرسول (ص) وهذا المعرِّف (الإمام) يجب أن يكون معصوماً عن الظلم، وعالماً ومحيطا بالكتاب الكريم والسنة المطهرة بشكل كامل.
الهوامش
[1]– سورة البقرة، 124.
[2] – الفضلي، خلاصة علم الكلام، ص67.
[3]– الرازي، تفسير الكبير، ج4، ص39.
[4]– الطبري، جامع البيان، ج2، ص511.
[5]– الكليني، الكافي، ج1، ص277.
[6]– الكليني، الكافي، ج1، ص278.
[7]– الكليني، الكافي، ج1، ص279.
المصادر والمراجع:
  1. القرآن الكريم
  2. ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1419ه.
  3. حسام الدين أبو المجد، المعرفة والمعرّف، الناشر: مركز الأبحاث العقائدية ١٤٢٨ هـ.ق.
  4. الرازي، الفخر، محمد بن عمر، التفسير الكبير، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1420ه.
  5. الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم، 1421ه.
  6. الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القرآن، الناشر: دار المعرفة، بيروت، 1412ه.
  7. العاملي، الحر، إثباة الهداة بالنصوص والمعجزات، الناشر: مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1422ه.
  8. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1388 هـ.
  9. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.
  10. المرعشي، القاضي، نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1409ه.


من مواضيع : صدى المهدي 0 اختيار يصنع رجالاً: درس أبدي من بيت الإمام علي
0 لماذا وجب أتباع العترة الهادية المهدية
0 المقصود من العهد في آية الإمامة في القرآن الكريم
0 مصدر يشرح حالة السيد السيستاني الصحية
0 تزيين أروقة الحرم العلوي المطهر بالورود الطبيعية
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:41 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية