من أسرار مولدها الشريف ما رواه أصحاب التواريخ :
 
أن خديجة لما حضرتها الولادة بعث الله عز وجل إليها عشرين من الحور العين
 
بطشوت وأباريق وماء من حوض الكوثر ، وجاءتها مريم بنت عمران وسارة 
 
وآسية بنت مزاحم ، بعثهن الله يعنها على أمرها ،
 
فلما وضعتها أشرقت الدنيا 
 
وامتلأت منها الأقطار بالطيب والأنوار ، وفاح عطر العظمة ، وامتلأت بيوت مكة
 
بالنور ، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق نور ، وظهر في
 
السماء نور أزهر لم يكن قبل هذا ، وقالت النسوة :
 
خذيها يا خديجة طاهرة معصومة بنت نبي ، زوجة وصي ، نور وضي عنصر
 
زكي ، أم أبرار ، حبيبة جبار ، صفوة أطهار ، مباركة بورك فيها وفي ولدها . 
 
ولما تناولتها خديجة قالت :
 
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن أبي سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء ، 
 
وأن ولدي سادة الأسباط ، ثم سلمت على النسوة وسمت كل واحدة منهن باسمها ، 
 
وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة الزهراء 
 
وكانت تحدث خديجة في الأحشاء وتؤنسها بالتسبيح والتقديس ، وكان نورها
 
وحلقها وخلالها وجمالها لا يعدو رسول الله صلى الله عليه وآله.
 
ومن كراماتها على الله :
 
أنها لما منعت حقها أخذت بعضادة حجرة النبي وقالت :
 
ليست ناقة صالح عند الله بأعظم مني ، ثم رفعت جنب قناعها إلى السماء وهمت 
 
أن تدعو فارتفعت جدران المسجد عن الأرض ، ونزل العذاب
 
فجاء أمير المؤمنين عليه السلام فمسك يدها وقال :
 
يا بقية النبوة وشمس الرسالة ، ومعدن العصمة والحكمة ، إن أباك كان رحمة
 
للعالمين فلا تكوني عليهم نقمة ، أقسم عليك بالرؤوف الرحيم ، فعادت إلى 
 
مصلاها.
 
المصدر
 
حلية الابرار
 
بحار الانوار