|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 43483
|
الإنتساب : Oct 2009
|
المشاركات : 1,775
|
بمعدل : 0.31 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
شهيدالله
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 02-11-2009 الساعة : 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الذين لا تصح الصلاة الواجبة إلا بذكرهم
وتبطل بإضافة غيرهم لهم.. اللهم صل عليهم وعجل فرجهم والعن أعداءهم
السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
مناظرة عائشة وام سلمة في امر الجمل قال أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي في كتابه الفتوح ـ عند ذكره أخبار وحوادث حربالجمل ـ : وأقبلت عائشة(1)حتى دخلت على أم سلمة(2)زوجة النبيصلىاللهعليه وآله وهي يومئذ بمكة ، فقالت لها : يابنت أبي أمية ! إنك أول ظعينة هاجرت مع رسولاللهصلىاللهعليه وآله ، وأنت كبيرة أمهات المؤمنين ، وقد كانرسولاللهصلىاللهعليهوآله يقسم لنا بين بيتك ، وقد خُبّرت أن القوم استتابوا عثمان بن عفان حتى إذا تابوثبوا عليه فقتلوه ، وقد أخبرني عبداللهبن عامر أنبالبصرة مائة ألف سيف يقتل فيها بعضهم بعضاً ، فهل لك ، أن تسيري بنا إلى البصرة ،لعلاللهتبارك وتعالى أن يصلح هذا الاَمر على أيدينا؟
قال : فقالت لها أم سلمة رحمةاللهعليها : يا بنت أبي بكر ! بدم عثمان تطلبين ! واللهلقد كنتِ من أشدّ الناس عليه ، وما كنتِ تسميهإلاّ نعثلاً(3)، فما لك ودم عثمان؟ وعثمان رجل من عبد مناف وأنت امرأةمن بني تيم بن مرّة ، ويحكِ يا عائشة ! أعلى عليّ وابن عم رسولاللهصلىاللهعليه وآله تخرجين ،وقد بايعه المهاجرون والاَنصار ؟
(إنّكِ سُدَّةُ رسولاللهصلىاللهعليه وآله بين أمته وحجابُكِ مضروبٌ على حرمته ، وقد جمعالقرآن ذيلك فلا تندحيه ، ومكّنك خفرتك فلا تضحيها ،اللهالله من وراء هذه الآية ! قد علم رسولاللهصلىاللهعليه وآله مكانك ،فلو أراد أن يعهد إليك لفعل ، بل نهاك عن الفُرطة في البلاد ، إن عمود الدين لايُقام بالنساء إن مال ، ولا يُرأب بهن إنْ صُدِع ، حُماديات النساء ، غضُّ الاَطراف، وخفُّ الاَعطاف ، وقصر الوهازة ، وضم الذيول ، ما كنتِ قائلة لو أن رسولاللهصلىاللهعليه وآله عارضكِببعض الفلوات ، ناصَّة قلوصاً من منهل إلى آخر ! قد هتكتِ صداقتهُ ، وتركتِ حرمتَهُوعهدَته ، إن بعيناللهمهواكِ ، وعلى رسول الله صلىاللهعليه وآله تردين ، واللهلو سِرتُ مسيركِ هذا ثم قيل لي: أدخُلي الفردوس ،لاستحييت أن ألقى محمداً صلىاللهعليه وآله هاتكةًحجاباً قد سترهُ عليَّ ، اجعلي حصنكِ بيتكِ ، وقاعة البيت قبرك ، حتى تلقينه ،وأنتِ على ذلك أطوع ما تكونين لله لزمْتِه ، وأنصرُ ما تكونين للدين ما جلستِ عنه .
فقالت لها عائشة : ما أعرفنيبوعضك ، وأقبلني لنصحكِ ، ولنعم المسيرُ مسيرٌ فزعتُ إليه ، وأنا بين سائرةٍ أومتأخرةٍ ، فإن أقعدْ فعن غير حرج ، وإن أسر فإلى ما لا بُدَّ من الاَزديادمنه)(4).
ثم جعلت أمسلمة رضواناللهعليها تذكّر عائشة فضائل علي عليهالسلام فقالت لها: (وإنكِ لتعرفين منزلة علي بن أبي طالب عليه السلام عند رسولاللهصلىاللهعليه وآلهأفأذكّرك ؟
قالت : نعم .
قالت : أتذكرين يومَ أقبل صلىاللهعليه وآله ونحن معه ، حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال ،خلا بعليّ يناجيه ، فأطال ، فأردتِ أن تهجُمين عليهما ، فنهيتُكِ ، فعصيتيني ،فهجمتِ عليهما ، فما لبثتِ أن رجعتِ باكيةً .
فقلتُ : ما شأنك ؟
فقلتِ : انّي هجمت عليهما وهما يتناجيان ، فقلتُ لعلي عليه السلام : ليس لي من رسولاللهصلىاللهعليه وآله إلاّيومٌ من تسعة أيّام ، أفما تدَعني يا بن أبي طالب ويومي ! فأقبل رسولاللهصلىاللهعليه وآله عليّ ،وهو غضبان محمرّ الوجه ، فقال صلى الله عليه وآله : ارجعي وراءك ، واللهلايبغضه أحدٌ من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلاّوهو خارج من الاِيمان ، فرجعتِ نادمةً ساخطة !
قالت عائشة : نعم أذكر ذلك .
قالت : وأذكّركِ أيضاً ، كنتُ أنا وأنتِ مع رسولاللهصلىاللهعليه وآله وأنتِتغسلين رأسه ، وأنا أحيس له حيساً ، وكان الحيس(5)، يعجبه ، فرفع رأسه ،وقال صلىاللهعليه وآله : يا ليت شعري أيتكنّ صاحبةالجمل الاَذنب(6)، تنبحها كلاب الحوأب(7)، فتكون ناكبةً علىالصراط ! فرفعت يدي من الحيس ، فقلت : أعوذ باللهوبرسوله من ذلك ، ثم ضرب على ظهرك ، وقال صلىاللهعليهوآله : إيّاك أن تكونيها ، ثم قال : يا بنت أبي أمية إيّاك أن تكونيها يا حُميراء ،أما أنا فقد أنذرتك ، قالت عائشة : نعم ، أذكر هذا .
قالت : وأذكركِ أيضاً ، كنتُ أنا وأنتِ مع رسولاللهصلىاللهعليه وآله في سفرله ، وكان عليّ عليه السلام يتعاهد نعلَي رسولاللهصلىاللهعليه وآله فيخصِفها ، ويتعاهد أثوابه فيغسلها ،فنقبت له نعلٌ ، فأخذها يومئذٍ يخصفها ، وقعد في ظل سَمُرة ، وجاء أبوك ومعه عمر ،فاستأذنا عليه ، فقمنا إلى الحجاب ، ودخلا يحادثانه فيما أراد ، ثمّ قالا : يا رسولالله، إنّا لا ندري قدر ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا مَنْيستخلف علينا ، ليكون لنا بعدك مفزعاً؟ فقال لهما : أما إنّي قد أرى مكانه ، ولوفعلت لتفرّقتم عنه ، كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران ، فسكتا ثم خرجا ،فلما خرجنا إلى رسولاللهصلىاللهعليه وآله قلتِ له ، وكنتِ أجرأ عليه منّا ! مَنْ كنت يا رسولاللهصلىاللهعليه وآله مستخلفاًعليهم ؟ فقال صلى الله عليه وآله : خاصف النعل ، فنظرنا فلم نر أحداً إلاّ علياًعليه السلام .
فقالت : فأي خروجتخرجين بعد هذا ؟
فقالت : إنما أخرجللاِصلاح بين الناس ، وأرجو فيه الاَجر إن شاءالله.
فقالت : أنتِ ورأيكِ !) (8).
وعبداللهبن الزبير على الباب يسمع ذلك كلّه ، فصاح بأمسلمة وقال : يا بنت أبي أمية ! إننا قد عرفنا عداوتكِ لآل الزبير .
فقالت أم سلمة : واللهلتورِدنّها ثم لا تصدرنّها أنت ولا أبوك ! أتطمع أن يرضىالمهاجرون والاَنصار بأبيك الزبير وصاحبه طلحة ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام حي ،وهو ولي كلّ مؤمن ومؤمنة ؟
فقالعبداللهبن الزبير : ما سمعنا هذا من رسولاللهصلىاللهعليه وآله ساعة قط !
فقالت أم سلمة رضواناللهعليها : إن لم تكن أنت سمعتَه فقد سمعتهُ خالتك عائشة ،وها هي فاسألها ! فقد سمعته صلىاللهعليه وآله يقول : علي خليفتي عليكم في حياتي ومماتي فمن عصاه فقد عصاني ، أتشهدين يا عائشة بهذا أملا ؟
فقالت عائشة : اللهمّ نعم !
قالت أم سلمة رضواناللهعليها : فاتّقي الله يا عائشةفي نفسك ، واحذري ما حذركاللهورسوله صلىاللهعليه وآله ، ولا تكوني صاحبة كلاب الحوأب ، ولا يغرنكالزبير وطلحة فإنهما لا يغنيانِ عنكِ مناللهشيئاً .
قال : فخرجت عائشة من عند أم سلمةوهي حنقة عليها ، ثم إنّها بعثت إلى حفصة فسألتها أن تخرج معها إلى البصرة ،فأجابتها حفصة(9)إلى ذلك(10).
وفي بعض الاَخبار : وخرجت ، فخرج رسولها فنادى فيالناس : مَنْ أراد أن يخرج فليخرج فإن أمّ المؤمنين غير خارجة !
فدخل عليها عبداللهبنالزبير فنفث في أذنها وقلبها في الذِّروة ، فخرج رسولها فنادى : مَنْ أراد أن يسيرفليسر فإنّ أمّ المؤمنين خارجة ، فلمّا كان من ندمها
فقالت لها عائشة : شتمتيني يا أخت !!
فقالت لها أمّ سلمة : ولكن الفتنة إذا أقبلت غضت عيني البصير ، وإذا أدبرت أبصرها العاقل والجاهل.(12)
++++++++++++++++++++++++++
|
|
|
|
|