|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 41925
|
الإنتساب : Sep 2009
|
المشاركات : 278
|
بمعدل : 0.05 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
** مسلمة سنية **
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 01-10-2009 الساعة : 03:58 AM
باسم الله و به نستعين
سأحاول الرد على الموضوع بعجالة ، برغم أنه يحتاج إلى بعض التفصيل ...
أولا : هل هو الطمع في الخلافة يا علي بن أبي طالب - رضي الله عنك و أرضاك - حتى تتأخر عن البيعة ؟؟!!
تقول الزميلة صاحبة الموضوع ،،،
اقتباس :
|
لكني استغربت موقف ابن عمّ الرسول الامام علي ... حيث ذكرت بعض المصادر تخلّفه عن بيعة ابي بكر .... و على الرغم من كثرتها لمن اراد التوسّع ... سأذكر منها للذكر و ليس للحصر هذه الرواية فقط ...
|
و أقول ،،
من المعلوم لدينا نحن أهل السنة و الجماعة أن الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كان قد بايع أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - بيعتين : بيعة سرية و بيعة علنية . أما البيعة السرية فقد كانت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - و بحضور مجموعة من الصحابة . ثم اعتزل علي الناس بسبب مرض زوجته فاطمة الزهراء - عليها رضوان الله و سلامه - ، فعكف على رعايتها و الاهتمام بها حتى توفّيت بأبي هي و أمي هي و أبوها . و بعد وفاة فاطمة خرج علي إلى الناس و بايع أبا بكر البيعة الثانية بحضور الناس و اجتماعهم ؛ حتى لا يظن أحد أن اعتزاله الناس كان بسب عدم رضاه .
و الأدلة في ذلك كثيرة و عديدة ، و أجزم أن صاحبة الموضوع لا تعلم شيئا عن البيعة الأولى ، لذا أنصحها إلى الرجوع إلى هذه المصادر و قراءتها ..
1- كتاريخ الطبري 3/202،203،206
2- الكامل في التاريخ لابن أثير 2/325
3- البداية والنهاية لابن كثير 6/306. حيث قال ابن كثير - رحمه الله - : " وقد اتفق الصحابة - رضي الله عنهم - على بيعة الصديق في ذلك الوقت، حتى علي بن أبي طالب، والزبير ابن العوام " .
و لأهمية النقطة سأضع رواية واحدة فقط و هي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - . حيث أخرج الحاكم ، والبيهقي ، و غيرهما ما نصه : عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : ( لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار ، فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلاً منكم قرن معه رجلاً منا ، فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان ، أحدهما منكم ، والآخر منا ، قال : فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك ، فقام زيد بن ثابت فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين ، وإن الإمام يكون المهاجرين ، ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال: جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار ، وثبت قائلكم ، ثم قال: أما لو فعلتم غير ذلك لما صالحناكم ، ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه، ثم انطلقوا.
فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار فأتوا به ، فقال أبو بكر : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله ، فبايعه.
ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به. فقال: ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه ، أردت أن تشق عصا المسلمين ؟! فقال مثل قوله: لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعاه).
قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه).
وقال البيهقي: ( قال أبو علي الحافظ : سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث : فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال : هذا حديث يسوى بدنة ، فقلت : يسوى بدنه ، بل يسوى بدرة !)
وقال ابن كثير: (هذا إسناد صحيح).
و الأدلة في هذا كثيرة و لكن ليست العبرة في كثرة الأدلة و لكن العبرة في الرجوع إليها و قراءتها و إخلاف البحث و المقارنة فيها ..
و بالتالي كل الأسئلة التي تحوم حول هذه النقطة في تعجب السائلة من عدم خوف علي بن أبي طالب الموت في تلك الفترة دون البيعة و غيرها من الأسئلة لا حاجة لطرحها أساسا لأن علي بن أبي طالب كان قد بايع أبابكر قبل اعتكافه في البيت و اهتمامه بزوجته ثم أكد بيعته ببيعة أخرى .
فجواب النقطة الأولى : لم يكن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - طامعا في الخلافة و لم يتأخر أساسا عن البيعة ، بل بايع أبابكر بيعتين .
ثانيا : هل هو الطمع في الخلافة يا علي بن أبي طالب - رضي الله عنك و أرضاك - حتى توصي بالخلافة إلى ابنك الحسن عند اقتراب أجلك ؟؟!!
تقول صاحبة الموضوع ،،،
اقتباس :
|
عندما شعر الامام علي باقتراب اجله اثر ضربة ابن الملجم ... نصّب ابنه الامام الحسن خليفة للمسلمين !!!!!!!
|
و أقول ،،،
هذه مغالطة تاريخية كبيرة جدا ، فلم يوصي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لأحد ، فلم يوصي للحسن و لا للحسين و لا لابن عباس و لا لغيرهم .
و الأدلة في هذا الصدد عديدة جدا ، و منها ما ذكره مديركم النجف الأشرف و حاول أن يزعم أنه رد عليه . و لكن أين المفر من الروايات الأخرى العديدة في مختلف الكتب ؟؟!! .. و أنصحك بقراءة ( العقد الفريد \ اليتيمة الثانية ) ... فستستفيدين منه كثيرا
فالحقيقة أن علي بن أبي طالب عندما طعنه عدو الله ابن ملجم اجتمع حوله شيعة ابن سبأ لكي يوصي لأحد و لكنه رفض ذلك . ثم بعد استشهاده اجتمعوا حول الحسن بن علي ليبايعوه ، فقال لهم : " إنكم سامعون مطيعون، تسالمون من سالمت، و تحاربون من حاربت " .. فرأى شيعة ابن سبأ أن الحسن ليست لديه نية القتال ، فذهبوا إلى الحسين ليبايعوه فرفض . فاضطروا لمبايعة الحسن . و بعد ذلك قام الحسن و تنازل عن الحكم لمعاوية و أصلح ما بين أهل العراق و أهل الشام .
و قد كان تنازل الحسن بن علي - رضي الله عنهما - عن الخلافة ، مصداق لأحاديث عديدة للرسول الأكرم - صلى الله عليه و آله و سلم - الذي لا ينطق عن الهوى ، و من ضمن تلك الأحاديث ...
ما رواه ابن حبان في صحيحه، وفي السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً. كما رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
و فعلا .. كانت الخلافة الشرعية ثلاثون سنة بدءا من خلافة أبي بكر الصديق و انتهاءا بخلافة الحسن بن علي - رضي الله عنهم جميعا - . ثم بعد ذلك أصبحت الخلافة ملكا لبني أمية .
ملاحظة : احسبي بالسنوات و الشهور مدة خلافة أبي بكر + مدة خلافة عمر + مدة خلافة عثمان + مدة خلافة علي + مدة خلافة الحسن = 30 سنة بالتمام و الكمال دون زيادة أو نقصان ... مصداق لإخبار المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
كما أن تنازل الحسن بن علي أيضا مصداق للحديث الذي يقول فيه الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - للحسن بن علي - رضي الله عنه - : " إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " .. و الحديث رواه البخاري في كتاب الصلح ، و رواه أبوداوه في سننه و رواه أحمد بن حنبل في أول مسند البصريين و رواه النسائي في الجمعة و غيرهم الكثير ..
و فعلا .. استطاع الحسن أن يصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين ..
و عليه فجواب النقطة الثانية : لم يكن علي بن أبي طالب طامعا في الخلافة ، فهو لم يوصي لأي من أبنائه لا الحسن و لا للحسين و لا لمحمد ابن الحنفية و لا لغيرهم من أبنائه . و لو كان قد أوصى لما تنازل الحسن ، لأن الوفاء بالوصية واجب شرعي ، لا سيّما تنفيذ الإبن لوصية أبيه ..!!
ثالثا : هل هو الطمع بالخلافة أيها الحسن بن علي - رضي الله عنك و أرضاك - حتى تشترط عند تنازلك بالخلافة أن تكون الخليفة بعد معاوية أو يكون الحسين أخاك ؟؟!!
تقول صاحبة الموضوع ،،،
اقتباس :
|
ليس لمعاوية أن يعهد بالأمر إلى أحد من بعده ، والأمر بعده للحسن (ع) ، فإن حدث به حدث فالأمر للحسين (ع).
|
و أ قول ،،
أما بنود الصلح و التنازل من الحسن لمعاوية ، ففيها من التضارب ما فيها ، حسب الروايات التاريخية ..
أما هذا البند المذكور فالصحيح فيه : هو أن الحسن اشترط أن تكون الخلافة بعد معاويه له . و لم يشترط أن يكون للحسين إن حدث له حدث .
و لكن حقيقة تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان ، أعتبره شخصيا إحدى الضربات القاسية على مذهب الإمامية إن لم تكن أقواها . برغم محاولات علمائكم اللف و الدوران في هذا ..
1- هل يحق للوصي أن يتنازل عن حق الله و حق عباد الله ؟؟ ... هل يحق للحسن أن يترك التكليف الذي كلفه الله به و كلفه به رسوله و أبوه ؟؟
إن قلتم نعم .. من أجل مصلحة الأمة و حقن الدماء ... فعليه فمصلحة الأمة أهم و مقدم على الإمامة .. و بالتالي الناس أهم من شرع الله ..!!!
2- يذكر الكليني في كتاب الكافي، كتاب الحجة ج1 ص 227،260 وكتاب الفصول المهمة للحر العاملي ص155 : (( أن الإمام يعلم بما كان وما يكون وانه لا يخفى عليه شيء )).... و عليه نسأل : أليس الحسن إماما ؟؟ .. ألم يعلم الحسن بأن الدماء ستراق ؟؟ .. ألم يكن يعلم يعلم أن الحسين سيقتل بعد ذلك ؟؟ فهل حفظ الحسن دماء الأمة لتراق دماء أخيه ؟؟! .. أين حكمته و علمه بالغيب و عصمته ؟؟!!
3- يقول علماؤكم بأن الخلافة السياسية يجوز التنازل عنها ، و لكن الولاية الشرعية هي التي لا يتنازل عنها الإمام . فالحسن تنازل عن المنصب السياسي فحسب .. و عليه نقول لكم : لماذا اللعن الدائم لأبي بكر و عمر و عثمان بأنهم غصبوا الخلافة و أنه حق لعلي برغم أن الخلافة السياسية يجوز التنازل عنها و ليست مهمة ، كما تنازل الحسن لمعاوية برغم أنكم تقولون أنه كافر ..!!
4- عندما تقولون بأن معاوية هو من طلب الصلح من الحسن ، و أن الحسن هو من وضع الشروط ، عليه أقول : ألم يكن الحسن قادرا أن يشترط بأن يكون الخليفة شخص محايد يرضاه الحسن و يرضاه معاوية و يكون مسلما بدلا أن يحكم المسلمين ا لكافر معاوية ، فكيف يترك الحسن أمر المسلمين لكافر ؟؟!! .. في حين كانت لديه القدرة على اشتراط أن يحكم المسلمين مؤمن يرتضيه معاوية و الحسن معا ؟؟!!
و الأسئلة كثيييرة و عديدة ، و كل محاولة للإجابة على أحدها فهو هدم لأركان الإمامية أو تكذيب لروايات الكليني و المجلسي و الصدوق و التي بها بنو عقيدتهم ، فهل مات هؤلاء العلماء الذين هم أفضل علمائكم بعقيدة باطلة ؟؟!!
و عليه فجواب النقطة الثالثة : لم يكن الحسن بن علي - رضي الله عنه - طامعا في الخلافة ، فهو لم يشترط أن تكون الخلافة للحسين من بعد معاوية ، بل اشترط أن يعقبه هو إن كان حيا و هذا بحد ذاته يناقض الرواية التي تقول بأن معاوية هو من طلب الصلح لكونه الطرف الأضعف ، لأن القوي سيشترط الحكم لنفسه ثم للآخر ، فالمفروض أن يشترط الحسن الخلافة لنفسه ثم لمعاوية من بعده و ليس العكس ..!!!!!
النقطة الرابعة : هل هو الطمع بالخلافة يا حسين بن علي - رضي الله عنك و أرضاك - ختى تخرج على يزيد ؟؟!!
تقول صاحبة الموضوع ،،
اقتباس :
|
توفيّ الامام الحسن في خلافة معاوية ... توفيّ معاوية ... و ربّما كان الأخ الثاني المتعطّش للحكم ينتظر خبر وفاة معاوية ... لكنه تفاجأ بنقض معاوية للوثيقة التي اتفّق عليها مع اخيه الحسن فعيّن ابنه يزيد للحكم !!!!
|
و أقول ،،
لتعلم الزميلة بأن مبايعة يزيد بن معاوية كانت في حياة أبيه ، حيث بايعه الناس ليكون وليا للعهد . ثم بعد موت أبيه طلب البيعة لنفسه كخليفة . و حينها واجه عدة معارضات أهمها : الحسين بن علي و عبد الله بن عمر و عبد الله بن الزبير .. و حق لهم أن يحتجوا فهم كبار الصحابة في ذلك الوقت و أجدر على حمل مسؤولية الأمة على عاتقهم أكثر من يزيد حيث أن يزيد ليس صحابيا . ثم الاعتراض الآخر على نقل الخلافة من الشورى إلى الوراثة .
و عليه فجواب النقطة الرابعة : لم يكن الحسين بن علي - رضي الله عنهما - طامعا في الخلافة عند خروجه على يزيد ، بل كان غيرة على الأمة لوجود صحابة أفضل منه . فتوكل المسؤولية إلى من هو دونهم قدرة على حملها و إدارتها . و قد شاركه في هذا الاعتراض إخوانه الصحابة كعبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر برغم أن لكل واحد منهم طريقته التي تعامل بها مع الأمر ..
و في النهاية ،،
ليعلم الجميع أن الخلافة هي تكليف أكثر من كونه تشريف .. فالذي بايعه الناس ليكون خليفة على المسلمين ، يجب أن يعلم بأنه محاسب على خلافته ، سيقفون أمام الله ليسألهم هل عدلوا ، هل أطعموا الجائع و أكسوا العريان و أعطوا المحتاج ؟
و السلام عليكم
|
|
|
|
|