|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 36051
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 452
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد المياحي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-09-2009 الساعة : 05:10 PM
كتاب الاستسقاء
باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء
133- ... حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن دينار عن أبيه قال : سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل وقال عمر بن حمزة حدثنا سالم عن أبيه ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يَستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ثِمال اليتامى عصمة للأرامل وهو قول أبي طالب .
يقول ابن حجر :
قال السهيلي : إن أبا طالب أشار إلى ما وقع في زمن عبدالمطلب ، حيث استسقى لقريش والنبي صلى الله عليه وسلم معه غلام .
ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه ، وإن لم يشاهد وقوعه .
ويقول : ومعرفة أبي طالب بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت في كثير من الأخبار .
راجع ج 1، ص 311، حديث 174 ، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله من كتاب الجنائز ، فمطلبك أخي القارئ هناك .
134- ... عن أنس أن عمر بن الخطاب (رض) كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبدالمطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال فيسقون .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب فضائل الصحابة ، باب ذكر العباس بن عبدالمطلب .
أقول :
إن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أخرج معه فاطمة وعلياً والحسن والحسين عليهم السلام لمباهلـة نصـارى نجران ، ولم يأخـذ معه إلا هؤلاء ، وذلك لمنزلتهم الرفيعة عند الله تعالى ، وطلب منهم وقال : إذا دعوت فأمِّنوا .
يقول الله تعالى في محكم كتابه وفصل خطابه : { فمن حاجَّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا نَدعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين } آل عمران:61 .
يقول ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير في علم التفسير :
لما نزلت هذه الآية { تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : ( اللهم هؤلاء أهلي ) .
قوله تعالى : { وأنفسنا ... } يُراد علي بن أبي طالب ... .
قدم وفد نجران فيهم السيد والعاقب ... فدعاهما إلى الملاعنة ، فواعداه أن يفادياه فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيباه ، فأقرا له بالخراج .
فقال : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهم ناراً [1] .
ألم يكن من الأفضل بعمر أن يتوسل بهؤلاء ؟!
وأين العباس وأين علي بن أبي طالب ؟!
مناقب وفضائل الإمام علي عليه السلام لا تقاس مع أحد أبداً ، وإن جئت بالقياس فتكون كأنك تقول : من الأفضل .. النبي الأكرم أم العباس ؟!
وذلك لأن علياً عليه السلام نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوسل عمر بالعباس لنزول الغيث مخالف لما تعتقده العامة في التوسل
كتاب سجود القرآن
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
135- ... عن عبدالله (رض) قال : قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة ، فسجد فيها ، فسجد من معه غير شيخ أخذ كفاً من حصى أو تراب ، فرفعه إلى جبهته وقال : يكفيني هذا ، فرأيته بعد ذلك قتل كافراً .
ورد هذا الحديث في البخـاري ، كتاب سجود القرآن ، باب سجدة النجم ، وكتاب مناقب الأنصـار ، باب ما لقى النبي وأصحابه ، وكتاب المغازي ، باب قتل أبي جهل، وكتاب التفسير، باب {فاسجدوا لله واعبدوا} .
باب سجود المسلمين مع المشركين
136- ... عن ابن عباس (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم ، وسجد معه المسلمون والمشركون ، والجن والإنس .
سنوافيك بالتعليق على ذلك في ج 2 ، ص 584 ، حديث 593-594 ، باب فاسجدوا لله واعبدوا من كتاب التفسير .
كتاب تقصير الصلاة
باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء
137- ... عن سالم عن أبيه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء إذا جد به السير وقال إبراهيم بن طهمان عن الحسين المعلِّم عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس (رض) قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير ويجمع بين المغرب والعشاء ... أنس بن مالك (رض) قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين صلاة المغرب والعشاء في السفر .
يقول ابن حجر :
ومن الدليل على أن الجمع رخصـة ، قول ابن عبـاس : أراد أن لا يحرج أمته .
يقول السيد محمد ابراهيم القزويني في كتابه السجود على التربة والجمع بين الصلاتين :
في القرآن الكريم آيات متعددة تشير إلى أوقات الصلاة وتحددها في ثلاثة :
1- قوله تعالى : { أقم الصلاة لدُلوك الشمس إلى غَسَقِ الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً } [2] .
في هذه الآية الكريمة يأمر الله تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ، أولاً : بإقامة الصلاة ، والمقصود منها الفرائض اليومية الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، والصبح كما اتفق المفسرون .
ثم بيَّن الله تعالى أوقات هذه الصلوات ، ويحددها في ثلاثة : الظهر ، الليل ، الفجر .
فيقول سبحانه : { لدلوك الشمس } ، وهو الظهر ، ودلوك الشمس يعني زوالها عن دائرة نصف النهار ، والوقت مشترك بين الظهر والعصر إلى المغرب ، إلا أن الظهر قبل العصر .
{ إلى غسق الليل } ، وهو انتهاء الوقت لصلاة المغرب والعشاء ، والغسق هو : تراكم الظلمة وشدتها في نصف الليل كما هو المروي ، فيكون المعنى أن وقت صلاة المغرب والعشاء ينتهي في نصف الليل ، والوقت مشترك بينهما إلا أن المغرب قبل العشاء .
قال الإمام الرازي في تفسير الآية :
إن فسرنـا الغسق بظهور أول الظلمـة ، كان الغسق عبارة عن أول المغرب... وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر ، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين هاتيـن الصلاتين ، وأن يكـون أول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء ، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين .
قال : فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء مطلقاً . أي في جميع الأحوال في السفر وغيره .
ويقول السيد القزويني :
{ وقرآن الفجر } وهو وقت صلاة الصبح ، { إن قرآن الفجر كان مشهوداً } أي تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار [3] .
2- قوله عز وجل : { أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين } [4] .
ذكر الفقهاء والمفسرون أن الصلاة المأمور بها في الآية ، إنما هي الفرائض الخمسة اليومية . والآية كما ترى تحدد أوقات الصلاة في ثلاثة فقط وهي : طرفي النهار ، أي الطرف الأول ، وهو أول النهار ، والطرف الثاني وهو آخر النهار ، فيكون وقت صلاة الصبح في الطرف الأول من النهار ، ووقت صلاة الظهر والعصر معاً في الطرف الثاني منه ، ويبتدئ من زوال الشمس ظهراً وينتهي بغروبها .
{ وزلفاً من الليل } هذا هو الوقت الثالث .. وهو وقت مشترك بين صلاتي المغرب والعشاء ، ويمتد من المغرب الشرعي إلى نصف الليل ، وصلاة المغرب تصلى قبل العشاء .
3- قوله سبحانه : { فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود } [5] .
ذكر افقهاء والمفسرون أن التسبيح الذي أمر الله تعالى به في الآية ، هي الصلوات الخمس الواجبة ، وأن الله سماها تسبيحـاً ، لأنها تقديس له سبحانه... ، والآية كما ترى تبين للصلاة أوقاتاً ثلاثة .
قبل طلوع الشمس وهو وقت صلاة الصبح ، ويبتدئ من طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس .
وقبل الغروب وهو وقت للظهر والعصر مشتركاً بينهما ، وهو بيان لآخره.
{ ومن الليل فسبحه } أي : صل بعض الليل ، والمراد منه صلاة المغرب والعشاء ، { وأدبار السجود } أي وصل لله بعد السجود الواجب ، والمراد منها نافلة المغرب ، أو العشاء ، أو نافلة الليل على اختلاف أقوال المفسرين .
ويقول :
... إن الجمع بين الصلاتين فيه راحة للناس ، وخاصة أهل الأشغال والأعمال ، وهم أكثر الناس ، حيث ان الأسهل للإنسان أن يصلي الصلاتين معاً ثم يتفرغ لأعماله وأشغاله مطمئناً من أداء الفريضة الشرعية .
بينما التفريق بين الصلاتين ، فيه بعض الصعوبة والعسر خاصة على أهل الأشغـال والأعمـال حيث أن الإنسان عليه أن يترك عمله ويذهب ويتنظَّف ويتطهر ويزيل الوسخ عن بدنه ، ويبدل ثيابه ثم يتوضأ ويصلي الظهر ثم يعود إلى عمله .. وما أن يشرع بالعمل ، إلا ويحين موعد صلاة العصر ، وهنا يلزم عليه أن يترك عمله ويقوم مرة أخرى لأداء صلاة العصر .. وهذا كما لا يخفى فيه صعوبة وعسر ، وقد قال الله تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [6] .
وقال سبحانه : { ما جعل عليكم في الدين من حرج } [7] .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لكي أوسِّع على أمتي ولكي لا أحرج أمتي [8] .
وكما قال ابن حجر وذكر قول ابن عباس : أراد أن لا يحرج أمته .
باب هل يؤذن أو يقيم إذا جمع بين المغرب والعشاء
138- ... عن عبدالله بن عمر (رض) قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر صلاة المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء قال سالم وكان عبدالله يفعله إذا أعجله السير ويقيم المغرب فيصليها ثلاثاً ثم يسلم ثم قلما يلبث حتى يقيم العشاء فيصليها ركعتين ثم يسلم ولا يسبح بينهما بركعة ولا بعد العشاء بسجدة حتى يقوم من جوف الليل .
يقول ابن حجر في شرحه : ... عن ابن عمر في قصة جمعه بين المغرب والعشاء ، فنزل فأقام الصلاة ، وكان لا ينادي بشيء من الصلاة في السفر ، فقام فجمع بين المغرب والعشاء .
راجع ما قبله .
كتاب التهجد
باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل
139- ... عن الزهري قال أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلة فقال ألا تصليان ؟ فقلت يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إلي شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه وهو يقول { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب الاعتصام ، باب { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } ، وكتاب التوحيد ، باب المشيئة والإرادة .
يقول ابن حجر :
... فعلي بن الحسين المذكور في إسناده هو زين العابدين .
وهذا من أصح الأسانيد ، ومن أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه عن جده .
لاحظ ابن حجر ، وكأنه حصل على مبتغاه ! كي يطعن في الإمـام علي عليـه السلام ، وذلك لأن حفيـده هو راوي الحديث ، وستكون الضربة بالصميم .
أقول :
عندما طرق النبي الأكرم علياً وفاطمة ، وأمرهم بالصلاة وهي صلاة نافلة الليل ، فقال علي عليه السلام : يا رسول الله أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
أي : يا رسول الله ، النوم سلطان ! هذا باختصار .
فانصرف النبي الأكرم وضرب على فخذه وهو يقول : { وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً } .
أي أنه لم يكن راضيـاً من علي في إجابته تلك ، وكان قد تضايق من ذلك . هذه مقدمة لما سيأتي .
جاء في البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب الأذان بعد ذهاب الوقت :
... عن عبدالله بن أبي قتادة عن أبيه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم لو عرَّست بنا يا رسول الله ، قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة ، قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطجعوا وأسند بلال رأسه إلى راحلته ، فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال : يا بلال ، أين ما قلت ؟
قال : ما ألقيت علي نومة مثلها قط ، قال : إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة ، فتوضـأ فلما
ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى .
فأقول لابن حجر وصاحب الصحيح :
أولاً : إجابة الرسول الأكرم لبلال عندما قال :
إن الله قبض أرواحكم حين شاء ، وردها عليكم حين شاء .
فبالله عليك أخي المسلم ، ما الفرق بين هذا القول ! وما أجاب به الإمام علي عليه السلام حين قال : يا رسول الله أنفسنا بيـد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا .
ثانياً : صلاة الإمام علي عليه السلام كانت نافلة ، وأما صلاة الرسول الأكرم ، فكانت فرضاً ، وهي صلاة الصبح .
ثالثاً : أليس الرسول الأعظم هو القـائل عندما سئل أي العمل أحب إلى الله ، قال : الصلاة على وقتها ... ؟
فهذا الرسول يقول ما لا يفعل ! ولا يطبق قوله أيضاً .
رابعاً : جاء في البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس وجنوده ، وكذلك في كتاب التهجد باب إذا نام ولم يصل بال الشيطان في أذنه .
... ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح ، قال : ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه ، أو قال في أذنه .
يقول القسطلاني في شرحه للحديث في كتابه إرشاد الساري ج7 ، ص211 ، ط دار الفكر ، بيروت :
ذاك رجل بال الشيطان ... إشارة إلى ثقل النـوم ، لأن المسـامع موارده
الانتباه بالأصوات ، وخص من بين الأخبثين ، لأنه مع خباثته أسهل مدخلاً في تجاويف الخروق والعروق ونفوذه فيها ، فيورث الكسل في جميع الأعضاء .
أقول :
فهل باب الشيطان في أذني الرسول الأكرم حتى تثاقل عن القيام لصلاة الصبح المفروضة ؟!
هذا بالإضافة لجميع الصحابة الذين بال الشيطان في آذانهم !
140- ... عن عائشة أم المؤمنين (رض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلة في المسجد فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان .
راجع ج 1 ، ص 216 ، حديث 103-104-105، كتاب الأذان ، باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط .
باب الدعاء والصلاة من آخر الليل
141- ... عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له .
ورد هذا الحديث في البخاري ، في كتاب الدعوات ، باب الدعاء نصف الليل ، وكتاب التوحيد ، باب { يريدون أن يبدلوا كلام الله } .
قام ابن تيمية على منبر الجامع الأموي في دمشق يوم الجمعة خطيباً فقال :
( إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ! ونزل درجة من درج المنبر ) يريهم نزول الله تعالى نزولاً حقيقياً بكل ما للنزول من لوازم ، كالحركة والانتقال من العالي إلى السافل !
فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء ، وأنكر عليه ما قال . فقامت العامة إلى هذا الفقيه ، وضربوه بالأيدي والنعـال ضرباً كثيراً ، فسقطت عمامته ... [9] !
أقول :
بما أن هذا الرب ينزل فلابد له من الصعود ! وإذا نزل خلا المكان منه ! وإذا صعد كذلك !
وفي الحديث ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا !
إذن فإن هذا الرب – أي رب العامة – لن يصعد أبداً ! وذلك لأن اليوم بأكمله ليل ! كيف ذلك ؟
عندما يكون في المشرق ليلاً فإنه يكون في المغرب – أعني بذلك مثلاً في الولايات المتحدة – نهاراً وهكذا العكس ، إذا كان عندهم ليل فعندنا نهار .
فلن يرى هذا الرب متسعاً من الوقت للصعود !
وأقول :
إن الحاكم الذي يحكم بلداً ما إذا أراد أن يعلم بأمر رعيته مثلاً ، فإن له من الوزراء والوكلاء والخدم والحشم ، فإنه سوف يقوم بإرسال أحد هؤلاء ليستطلع الأمر الذي يريده .
وكذلك الوزير في وزارته ، فإن له من الوكلاء الذين يُعلمونه أولاً بأول كل أمر .
فاقرأ معي هذا الحديث الذي يرويه أبو هريرة الدوسي ، والذي يناقض نفسه بنفسه !
يقول البخاري في كتاب الزكاة باب قول الله تعالى { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى } :
عن أبي هريرة (رض) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً .
فاحكم بنفسك هل هذا الرب العظيم ينزل بنفسه كل ليلة ؟!
أم يبعث هؤلاء الذين خلقهم من أجل ذلك ؟!
أيهما يتقبله عقلك ؟! نزول الرب أم الملكين ؟!
(222) ج1 ، ص324 ، ط1/1414هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت .
(223) الإسراء : 78 .
(224) ص47-49 ، ط لجنة أهل البيت عليهم السلام الخيرية ، الكويت .
(225) هود : 114 .
(226) ق : 39-40 .
(227) البقرة : 185 .
(228) الحج : 78 .
(229) السجود على التربة والجمع بين الصلاتين لمحمد ابراهيم القزويني ، ص49-53 .
(230) كتاب رحلة ابن بطوطة ، ص95، حكاية الفقيه ذي اللوثة ، ط دار صادر ، بيروت .
|
|
|
|
|