|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 36051
|
الإنتساب : May 2009
|
المشاركات : 452
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
محمد المياحي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-09-2009 الساعة : 05:00 PM
كتاب العيدين
باب الحراب والدّرق يوم العيد
126- ... عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأقبل عليه رسول الله عليه السلام فقال : دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال : تشتهين تنظرين ؟ فقلت : نعم ، فأقامني وراءه خـدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة ، حتى إذا مللت قال : حسبك ؟ قلت : نعم ، قال : فاذهبي .
ورد هذا الحديث في البخاري في كتاب العيدين ، باب سنة العيدين ، وباب إذا فاته العيد ، وكتاب مناقب الأنصار ، باب مقدم النبي .
يقول ابن حجر :
مزمارة الشيطان ... لأن المزمارة أو المزمار ... وهو الصوت الذي له الصَّفير ! ... وإضافتها إلى الشيطان من جهة أنها تلهي ، فقد تشغل القلب عن الذكر .
قوله : دعهما ... ففيه تعليل الأمر بتركهما وإيضاح خلاف ما ظنه الصديق من أنهما فعلتا ذلك بغير علمه صلى الله عليه وسلم لكونه دخل فوجده مغطى بثوبه فظنه نائماً فتوجه له الإنكار على ابنته من هذه الأوجه مستصحباً لما تقرر عنده من منع الغناء واللهو .
فبادر إلى إنكار ذلك قياماً عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك مستنداً إلى ما ظهر له فأوضح له النبي صلى الله عليه وسلم الحال ، وعرفه الحكم مقروناً ببيان الحكمة بأنه يوم عيد ، أي يوم سرور شرعي .
( فلما غفل غمزتهما فخرجتا ) دلالة على أنها مع ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم لها في ذلك رراعت خاطـر أبيها ، وخشيت غضبه عليها فأخرجتهما ... .
أقول :
بما أن أبا بكر نهر المغنيتين وعائشة ، فهناك سببان لذلك :
الأول : إما أن أبا بكر كان قد سمع من الرسول الأكرم حُرمة الغناء وما أشبه .
الثاني : وإما أنه رأى حرمة ذلك من تلقاء نفسه لما في ذلك من مفاسد لا تُحمد عقباها .
فإن قلنا بالسبب الأول ، فالنبي الأكرم يقول ما لا يفعل !
وإن قلنا بالسبب الثاني ، فكيف يحرم ذلك من تلقاء نفسه وبحضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، طالما قال أبو بكر مزمارة الشيطان ونسب تلك المزمارة للشيطان ، وأن الشيطان هو الذي يستعمل تلك المزامير فالعقل فوراً يحكم بحرمة ذلك .
جاء في صحيح مسلم في كتاب العيدين ، باب الرخصة في اللعب :
... عن عائشة قالت : دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث ، قالت : وليستا بمغنيتين . قال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... .
فأقول :
نحن نعلم بأن المسلمين لم يحرموا ضرب الدف في الأعياد والأعراس بالنسبة للنساء فيما بينهن ، ولكن في هاتين الروايتين جاءت كلمة ( المزمار ) فلنقرأ ما يقوله ابن منظور في كتابه لسان العرب – وما معنى المزمار :
المزمار : غنى في القصب ، ويقال للقصبة التي يزمر بها : زمّارة . والمزمار والزمارة ما يزمر فيه – ويعني بذلك ( الناي ) في زماننا هذا - .
فحذارٍ حذار أيها القارئ أن تعتقد بأن المغنيتين كانتا تضربان على الدف فقط ! وكأن الفرقة قد اكتملت ! مغنيتان ! ودفوف ! ومزمارة !
وأيضاً : بعد أن أصدر النبي الكريم حكمه في الغناء قامت عائشة بغمز المغنيتين وأخرجتهما مراعاة لأبيها !
وكانت قد كسرت كلام وحكم النبي وأخذت برأي أبيها ! فتأمل ذلك .
ويقول لها الرسول الأكرم : أتشتهين تنظرين ؟ قلت : نعم ، فأقامني وراءه خدي على خده .
طالما كان هذا من النبي الكريم مع عائشة ، فلماذا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلته إلى الآخرين ؟!
ولماذا أخبرت بذلك القاصي والداني وللصحابة وفيهم المنافق ؟!
وهذه الأمور .. أمور عائليـة وشخصية ولا يجوز أن تتناقله العامة هنا وهناك ، وإن كانت عائشة تريد أن تُبيِّن حكماً شرعياً مثلاً ، وأرادت أن تجيب على مسألة ما مثلاً ، فكان يجب عليها أن تجيب بلسانها ، ومن دون أن تضرب لذلك مثالاً .
باب سنة العيدين لأهل الإسلام
127- ... عن عائشة (رض) قالت : دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث ، قالت : وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا .
يقول ابن حجر :
قوله : وهذا عيدنا ، لإشعاره بالندب إلى ذلك ، وفيه نظر لأن اللعب لا يوصف بالندبية .
راجع ما قبله .
باب الخروج إلى المصلى بغير منبر
128- ... عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريـد أن يقطع بعثاً قطعه ، أو يأمر بشيء أمر به ، ثم ينصرف . قال أبو سعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي ، فجبذت بثوبه فجبذني ، فارتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له : غيَّرتم والله ، فقـال : أبا سعيد قد ذهب ما تعلم ، فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم ، فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة .
يقول ابن حجر :
قوله : فجبذته بثوبه ، أي ليبدأ بالصلاة قبل الخطبة على العادة .
وقوله : فقلت له غيرتم والله ... أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان .
أقول : لقد ضيعوا الصلاة وزادوا فيها ، وسَنُّوا التراويح التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك غَيَّروا في صلاة العيدين فجعلوا الخطبة قبل
الصلاة وحين قال أبو سعيد غَيَّرتُـم والله كانت الإجابـة الفورية من مروان :
( قد ذهب ما تعلم !! ) أي دع ثوبي ولا شأن لك في ذلك !
باب الخطبة بعد العيد
129- ... عن ابن عباس قال : شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان (رض) فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة .
يقول ابن حجر :
عن البراء بن عازب قال : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصلاة .
أقول :
نحن نأخذ بقول الرسول الأكرم وسنته وما صدر منه من عمل ، ولا شأن لنا بسواه ، فهؤلاء الثلاثـة ليسوا ميزان عدل أو سنة لنا ، فبما أن ابن عباس قال : شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كاف وشاف .
باب ما يُكره من حمل السلاح
130- ... عن سعيد بن جبير قال : كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه ، فلزقت قدمه بالركاب فنزلت فنزعتها وذلك بمنى فبلغ الحَجَّاج فجعل يعوده فقال الحَجَّاج لو نعلم من أصابك ، فقال ابن عمر أنت أصبتني قـال وكيف قـال حملت السلاح في يوم لم يكن يُحمل فيه وأدخلت السلاح الحرم ولم يكن السلاح يدخل الحرم .
131- ... عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه قال : دخل الحَجَّاج على ابن عمر وأنا عنده فقال : كيف هو ؟ فقال صالح ، فقال : من أصابك ؟ قال : أصابني من أَمَرَ بحمل السلاح يوم لا يحل فيه حمله – يعني الحجاج .
قال ابن حجر :
قوله : أخمص قدمه ... باطن القدم وما رقَّ من أسفلها .
قوله : بالركاب ، أي وهي في راحلته .
قوله : فبلغ الحجاج : أي ابن يوسف الثقفي وكان إذ ذاك أميراً على الحجاز وذلك بعد قتل عبدالله بن الزبير .
قوله : لو نعلم ما أصابك ... عن اسحاق بن سعيد فقال فيه : لو نعلم من أصابك عاقبناه .
( وفي رواية ) قال : لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه .
قوله : ( أنت أصبتني ) فيه نسبة الفعل إلى الآمر بشيء يتسبب منه ذلك الفعل .
... أن عبدالملك لما كتب إلى الحجاج أن لا يخالف ابن عمر شق عليه فأمر رجلاً معه حربة ... كانت مسمومة ، فلصق ذلك الرجل به فأمَرَّ الحربة على قدمه فمرض منها أياماً ثم مات .
قوله : حملت السلاح ، أي فتبعك أصحابك في حمله .
قوله : أصابني من أمر ، هذا فيه تعريض بالحجاج .
ويقول ابن حجر : أن الحجـاج دخل على ابن عمر يعوده لما أصيبت رجله ، فقال له : يا أبا عبدالرحمن ، هل تدري من أصاب رجلك ؟ قال : لا ، قال : أما والله لو علمت من أصابك لقتلته ، قال : فأطرق ابن عمر فجعل لا يكلمه ولا يلتفت إليه ، فوثب كالمغضب ... ثم عاوده فصرَّح .
قال الواقدي في طبقاته :
إن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلّى خلفه وأدَّى إليه زكاة ماله [1] .
ويقول أيضاً : كان ابن عمر يقول : لا أقاتل في الفتنة ، وأصلي وراء من غَلَب [2] .
ويقول : أن عبدالله بن عمر قال لرجل إنا قاتلنا حتى كان الدين لله ، ولم تكن فتنة ، وإنكم قاتلتم حتى كان الدين لغير الله ، وحتى كانت فتنة [3] .
يعني بذلك أنه لم يبايع الإمام علياً عليه السلام من أجل أن هناك فتنة ! أي حروب بين الإمام وعائشة ، وبين الإمام ومعاوية في صفين ، ويعني بذلك أيضاً أن الأمة لم تجتمع كلمتها على خليفة ، ودارت الحروب فيما بينها ، فاعتزل المجتمع ، وكان جليس بيته .
وأقول :
عندما بايع عمر أبا بكر أيضاً كانت هناك حروب كما تدعي أهل العامة وتسميها حروب الردة !
وأيضاً بنو هاشم بأجمعهم وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام لم يبايعوا أبا بكر ، وكذلك الزبير والمقداد وعمار ومن على شاكلتهم ، فلماذا لم يعتزل ابن عمر ولِمَ بايع وذلك لأن هناك فتنة كما ادعى ذلك في غيره ؟!
قال البخاري في صحيحه :
لما بايع الناس عبدالملك ، كتب إليه عبدالله بن عمر : إلى عبدالله عبدالملك أمير المؤمنين ، إني أُقِرُّ بالسمع والطاعة لعبدالله عبدالملك أمير المؤمنين ، على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت ، وإن بني قد أَقَرُّوا بذلك [4] .
يقول ابن عمر إنه بايـع لعبدالملك بن مـروان ! لأن الأمة اتفقت على خلافته ! وأجمعت على البيعة له ! كما بايع لمعاوية بن أبي سفيان من قبله وبايع لابنه يزيد ! وذلك لإجماع الأمة على خلافته ! كما يدعي أهل العامة ذلك .
وقد بايع كل من هو على خلاف نهج الإمام علي عليه السلام .
ولما بويع يزيد ، قال ابن عمر لما بلغه : إن كان خيراً رضينا ، وإن كان بلاءً صبرنا [5] .
ويقول عبدالله بن عمر : إنما مَثَلُنا في هذه الفتنة ، كمثل قوم يسيرون على جادة يعرفونها ، فبينا هم كذلك إذ غشيتهم سحابة وظلمة فأخذ بعضهم يميناً وشمالاً فأخطأ الطريق ، وأقمنا حيث أدركنا ذلك ، حتى جلا الله ذلك عنا ، فأبصرنا طريقنا الأول فعرفناه ، فأخذنا فيه . إنما هؤلاء فتيان قريش ، يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ، ما أبالي أن لا يكون لي ما يَقتُل عليه بعضهم بعضاً بنعلَّي هاتين الجرداوين [6] .
لاحظ ما يقوله ابن عمر كيف أنه لا يهتم بأمور المسلمين !
فبعد هجوم جيش يزيد بن معاوية على المدينة في واقعة الحرَّة ، وبعد أن أباح المدينة لجيشه ثلاثة أيام ، وهتك الحُرمات وسبى النساء ، حتى ولد ألف مولود من سِفاح ! إلى آخر ما هنالك من جرائم ، وابن عمر جالس في داره ، ولا يتعرض له أحـد حيث أنه من دعائم الحكم الأموي وهو غير مهتم بما يجري .
قال الواقدي في طبقاته :
إن ابن عمر لما ابتُز أهل المدينة بيزيد بن معاوية وخلعوه دعا عبدالله بن عمر بنيه وجمعهم فقال : إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الغادر يُنصب له لواء يوم القيامة فيقول : هذه غدرة فلان ، أو إن من أعظم الغدر إلا أن يكون الشرك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم ينكث ببيعته ، فلا يخلعنَّ أحد منكم يزيد ولا يُسرعنَّ أحد منكم في هذا الأمر فتكون الصَّيلم [7] بيني وبينه [8]
نلاحظ هنا أيضاً أنه يُهدِّد أبناءه ويتوعَّدهم ، وكانوا هؤلاء مطيعين لوالدهم ، وقد رباهم على طريقته ونهجه أيضـاً ، أي الخضوع والتذلل للحاكم .
جاء في الطبقات :
قال ابن عمر عند الموت لسالم : يا بني ، إن أنا مت فادفنّي خارجاً من الحرم ، فإني أكره أن أدفن فيه بعد أن خرجت منه مهاجراً .
فقال : يا أبه ! إن قدرنا على ذلك .
فقال : تسمعني أقول لك ! وتقول إن قدرنا على ذلك ؟
قال : أقول الحجاج يغلبنا فيصلي عليك . قال : فسكت ابن عمر [9] .
لاحظ أخي الكريم إجابة الولد لوالده ومحاولة رفض طلب والده خوفاً من الحجاج .
فأقول :
احصد ما زرعت فأنت الجاني على نفسك وعلى أبناءك أيضاً ، فهذا يوم الحسرة والندامة .
روى مسلم في صحيحه :
... عن سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ثلاث ليال إلّا ووصيته عنده مكتوبة ، قال عبدالله بن عمر : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي [10] .
أقول : ما فائدة هذه الوصية التي عندك ؟! وما فائدتها وقد كتبتها منذ سنوات طويلة ؟!
فهذا ابنك سالم وأنت توصيه شفهياً يرد عليك ويقول : إن الحجَّاج يغلبنا فيصلي عليك ! هذا القول يقوله والحال أنك لا زلت على قيد الحياة ، فما ظنك بعد هلاكك ؟!
فحتماً ستكون وصيتك التي كنت قد كتبتها ، ووضعتها تحت رأسك طيلة هذه السنوات ، وكنت تنقلها معك في حلك وترحالك ، فإن ابنك سالماً سوف يضعها جانباً ولا يُعير لها أي اهتمام .
جاء في الاستيعاب لابن عبدالبر القرطبي :
عن ابن عمر أنه قال حين حضرته الوفاة : ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئاً إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب [11] .
أقول :
إن هذا التخاذل الذي كان منك عندما كنت تتهرب من الدخول في الفتن! كما كنت تسميها ، ها قد جاء الأوان وقد ندمت على تخاذلك عن اللحاق والاشتراك مع أهل الحق .
وأخيراً ندمت لعدم مشاركتك بمعركة صفيـن ، وهذا يوم لا ينفع فيه الندم ، قال تعالى : { ويوم يَعُضُّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان للإنسان خذولاً } الفرقان:27-29 .
باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين
132- ... عن عائشة أن أبا بكر (رض) دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تُدفِّفان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم مُتَغشٍّ بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر ! فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أَمْناً بني أرفدة – يعني من الأمن - .
يتبين لنا من هذه الرواية ما يلي :
أولاً : أبو بكر ينتهر الجاريتين ويستنكر ما يرى ويسمع .
ثانياً : عمر أيضاً ينتهر ويستنكر ويزجر الأحباش مما يرى ويسمع .
أترى هؤلاء اجتهدوا في رأيهم ؟! أم أنهم كانوا قد سمعوا ذلك من الرسول الأكرم بأن مثل هذه الأعمال تجر المسلم إلى ما لا يُحمد عقباه ؟!
وإن فيها من المفاسد الكثيرة ، وإلا فاحكم أنت بنفسك هل تقبل ذلك لأهلك ؟! وفي منزلك أيضاً ؟!
والطامة الكبرى أن بيت النبي الكريم ملاصق للمسجد ، أليس من المحتمل أن صحابياً كان يصلي النوافل مثلاً في المسجد ؟!
أو كان الصحابة في حلقة درس في المسجد ؟!
ألم يكن ذلك الصوت المشين يصل إلى أسماع هؤلاء فيزعجهم ذلك ؟!
(211) الطبقات الكبرى لابن سعد الواقدي ، ج4 ، ص110 ، ط1322هـ ، برلين .
(212) نفس المصدر السابق .
(213) نفس المصدر السابق ، ص111 .
(214) كتاب الأحكام ، باب كيف يبايع الإمام الناس .
(215) سير أعلام النبلاء للذهبي ، ج3 ، ص225 ، ترجمة45 ، عبدالله بن عمر .
(216) نفس المصدر السابق ، ص237 . الجرداوين ، أي : الخلقين الباليين .
(217) الصيلم : القطيعة المنكرة .
(218) الطبقات الكبرى للواقدي ، ج4 ، ص134، عبدالله بن عمر ، ط 1322هـ .
(219) نفس المصدر السابق ، ص138 .
(220) كتاب الوصية ، باب حدثني أبو خيثمة .
(221) ج3 ، ص83 ، ترجمة 1630 ، عبدالله بن عمر ، ط1/1415هـ ، بيروت .
|
|
|
|
|