عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حيدر القرشي
حيدر القرشي
شيعي حسني
رقم العضوية : 24389
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 5,056
بمعدل : 0.83 يوميا

حيدر القرشي غير متصل

 عرض البوم صور حيدر القرشي

  مشاركة رقم : 110  
كاتب الموضوع : ** مسلمة سنية ** المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-08-2009 الساعة : 11:50 PM


الدعوة‌ إلی الإمام‌ هي‌ غير الدعوة‌ إلی الكتاب‌

وعليه‌، فإنّ بحثنا هذا وقولنا بهيمنة‌ أئمّة‌ الحقّ ذوي‌ مقام‌ الولاية‌ علی جميع‌ أئمّة‌ الحقّ وأئمّة‌ الباطل‌ لايتنافي‌ مع‌ ما ذكرنا سابقاً من‌ أنّ الدعوة‌ إلی الكتاب‌ غير الدعوة‌ للإمام‌. لا نّنا ذكرنا أنّ كلّ أُمّة‌ تُدعي‌ إلی كتابها إنّما تُدعي‌ بواسـطة‌ أئمّة‌ الحقّ أو أئمّة‌ الباطل‌، وعلّة‌ عدم‌المنافاة‌ هي‌ أنّ نسخة‌ من‌ أعمال‌ الافراد سيجري‌ استنساخها من‌ الإمام‌ المبين‌ الذي‌ يمثّل‌ روح‌ الكتاب‌ المبين‌:
هَـ'ذَا كِتَـ'بُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم‌ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. [30]
فأساس‌ ذلك‌ الكتاب‌ الناطق‌ بالحقّ هو اللوح‌ المحفوظ‌ الذي‌ تُستنسخ‌ منه‌ الاعمال‌، وهو ذلك‌ الاصل‌ المتبوع‌ والإمام‌ المبين‌ ومقتدي‌ البشر الذي‌ تدور علی محوره‌ أُمور العالم‌، حيث‌ يتسلّم‌ أهل‌ الجنّة‌ وأهل‌ النار كتبهم‌ بواسطة‌ هذا الإمام‌ هذا الكتاب‌. بَيدَ أنّ ذلك‌ الكتاب‌ الذي‌ يُدعون‌ إليه‌ ليس‌ هذا الكتاب‌ المعيّن‌، بل‌ نسخة‌ مستنسخة‌ منه‌ تصبح‌ كالطائر الذي‌ يلازم‌ عنق‌ الإنسان‌، وتدلّ علی ذلك‌ الآية‌ القرآنيّة‌.
وَكُلَّ إِنسَـ'نٍ أَلْزَمْنَـ'هُ طَـ'´نءِرَهُ و فِي‌ عُنُقِهِ.
فالناس‌ ـ إذاً ـ يُدعون‌ إلی كتابهم‌ بواسطة‌ الكتاب‌ الاصل‌ الذي‌ يمثّل‌ الإمام‌ المبين‌ روحَه‌، وهي‌ نكتة‌ جديرة‌ بالتأمّل‌.
وخلاصة‌ الامر أنّ الناس‌ صنفان‌: أصحاب‌ اليمين‌ وأصحاب‌ الشمال‌؛ ولاتعني‌ تسمية‌ أصحاب‌ اليمين‌ أ نّهم‌ يُعطون‌ كتابهم‌ بأيمانهم‌، كما لاتعني‌ تسمية‌ أصحاب‌ الشمال‌ أ نّهم‌ يعطون‌ كتابهم‌ بشمالهم‌؛ بل‌ المراد بذلك‌ أنّ كتب‌ الصنف‌ الاوّل‌ تصلهم‌ من‌ جانب‌ السعادة‌ والرحمة‌ والعافية‌، بينما كتب‌ الصنف‌ الثاني‌ تصلهم‌ من‌ جانب‌ الشقاء والشؤم‌ واللؤم‌؛ وأنّ صحيفة‌ العمل‌ هي‌ نفس‌ عمل‌ الإنسان‌ الذي‌ جري‌ استنساخه‌، فيواجه‌ الإنسان‌ بكلّ ما فعله‌ في‌ دار الدنيا.
وقد عبّرت‌ الآيات‌ القرآنيّة‌ الواردة‌ في‌ أرجاء القرآن‌ الكريم‌، والتي‌ تحدّثت‌ عن‌ إعطاء الافراد كتابهم‌ يوم‌ القيامة‌، عبّرت‌ عن‌ جهة‌ الخير والرحمة‌ باليمين‌، وعن‌ جهة‌ الذلّ والنكبة‌ والشقاء بالشمال‌ ووراء الظهر، مع‌ أ نّنا نعلم‌ أنّ بعض‌ آيات‌ القرآن‌ قسّمت‌ الناس‌ إلی ثلاثة‌ أقسام‌، وأنّ هناك‌ فئةً ثالثة‌ غيرالفئتين‌ الاُوليين‌:
وَكُنتُمْ أَزْو ' جًا ثَلَـ'ثَةً * فَأَصْحَـ'بُ الْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَـ'بُ الْمَيْمَنَةِ* وَأَصْحَـ'بُ الْمَشْـَمَةِ مَآ أَصْحَـ'بُ الْمَشْـَمَةِ * وَالسَّـ'بِقُونَ السَّـ'بِقُونَ* أُولَـ'´نءِكَ الْمُقَرَّبُونَ. [31]
فالمقرّبون‌ هم‌ الذين‌ سبقوا جميع‌ القوافل‌ وفازوا بقصب‌ السبق‌ عليهم‌، وهم‌ المقرّبون‌ إلی حريم‌ حضرة‌ الحقّ تعالي‌. فأصحاب‌ اليمين‌ يُعطون‌ كتابهم‌ عن‌ يمينهم‌، وأصحاب‌ الشمال‌ يُعطون‌ كتابهم‌ عن‌ شمالهم‌ أو من‌ وراء ظهورهم‌، أمّا السابقون‌ فليس‌ لديهم‌ كتاب‌ أساساً. ومع‌ أ نّهم‌ سبقوا أصحاب‌ اليمين‌ وحظوا بمقامات‌ القرب‌ الرفيعة‌، إلاّ أ نّهم‌ لايُعطون‌ كتاباً، وهو ممّا يستدعي‌ العجب‌، لانّ أصحاب‌ اليمين‌ يحصدون‌ نتائج‌ أعمالهم‌، ويُوفّون‌ كلّ ما فعلوا في‌ الدنيا، ويرون‌ أنفسهم‌ في‌ المراحل‌ التي‌ اكتسبوا فيها ملكاتهم‌ وصفاتهم‌. أمّا بالنسبة‌ إلی المقرّبين‌ فليس‌هناك‌ شي‌ء، من‌ هذا القبيل‌، فهم‌ لايُعطون‌ كتاباً وصحيفة‌ عمل‌، ولم‌يرد في‌ القرآن‌ الكريم‌ ما يُشير إلی إعطاء المقرّبين‌ كتاباً.
فما هو ـ يا تري‌ ـ ثواب‌ هؤلاء الشرفاء الذين‌ حظوا بقصب‌ السبق‌ من‌ بين‌ جميع‌ أفراد البشر؟
لدينا آيات‌ قرآنيّة‌ استثنت‌ المقرّبين‌ ( أي‌ المخلَصين‌، بفتح‌ اللام‌ )، وقد ذكرنا بالتفصيل‌ في‌ بعض‌ الابحاث‌ السابقة‌ أ نّهم‌ طائفة‌ مستثناة‌ من‌ كثير من‌ الاُمور، كما أنّ الحكم‌ العامّ للجزاء والثواب‌ والإحسان‌ الذي‌ يُعطي‌ للمحسنين‌ لايشملهم‌. ونتطرّق‌ فيما يلي‌ إلی ذكر ذلك‌ بإجمال‌.
لدينا الآية‌ القرآنيّة‌ الكريمة‌: وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي‌ الصُّورِ فَفَزِعَ مَن‌ فِي‌ السَّمَـ'وَ ' تِ وَمَن‌ فِي‌ الاْرْضِ إِلاَّ مَن‌ شَآءَ اللَهُ. [32]
والآية‌ القرآنيّة‌: وَنُفِخَ فِي‌ الصُّورِ فَصَعِقَ مَن‌ فِي‌ السَّمَـ'وَ ' تِ وَمَن‌ فِي‌ الاْرْضِ إِلاَّ مَن‌ شَآءَ اللَهُ. [33]
وباعتبار أنّ الآية‌ المباركة‌: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَي‌' وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَـ'لِ وَالإكْرَامِ،[34] قد ذكرت‌ أنّ جميع‌ من‌ علی الارض‌ فانٍ وميّت‌ إلاّ وجه‌ الله‌، فيتّضح‌ أنّ الآمنين‌ من‌ الفزع‌ والهلاك‌ المسبّب‌ عن‌ نفخ‌ الصور هم‌ الافراد الذين‌ يدعون‌ بـ « وجه‌ الله‌ ».
كما ورد في‌ موضع‌ آخر: فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ. [35]
أي‌ أنّ العباد الذين‌ أتمّوا دورة‌ الإخلاص‌ وتخطّوا مقام‌ المخلِصين‌ ( بكسر اللام‌ ) وتجاوزوا المجاهدات‌ النفسانيّة‌ فصاروا مطهّرين‌ منزّهين‌، لاسبيل‌ للشيطان‌ للوصول‌ إليهم‌. يُضاف‌ إلی ذلك‌ أنّ المخلَصين‌ هم‌ الذين‌ يحمدون‌ الحقّ تعالي‌ كما هو أهله‌:
سُبْحَـ'نَ اللَهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَهِ الْمُخْلَصِينَ. [36]
أي‌ أنّ جميع‌ الافراد ـ عدا هذه‌ الفئة‌ ـ لايحمدون‌ الله‌ ولايثنون‌ عليه‌ كما هو أهل‌ له‌ من‌ الحمد والثناء.
ولدينا أيضاً: فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلاَّ عِبَادَ اللَهِ الْمُخْلَصِينَ. [37]
أي‌ أنّ جميع‌ الناس‌ يُحضرون‌ للحساب‌ والعرض‌ في‌ محضر الحقّ تعالي‌ عدا عباد الله‌ المخلَصين‌.
وأساساً فإنّ أهوال‌ يوم‌ القيامة‌ وزمن‌ الحساب‌ المتطاول‌ لخمسين‌ ألف‌ سنة‌، وسائر مواقف‌ القيامة‌ لاتشمل‌ المخلَصين‌ والمقرّبين‌ ولاحضور لهم‌ فيها، وعليه‌ يتّضح‌ أ نّه‌ لا صحيفة‌ أعمال‌ لهم‌ وحين‌ لاتكون‌ لهم‌ قيامة‌، فلايمين‌ ولاشمال‌ ولاحساب‌ ولاكتاب‌. لماذا؟ لانّ صحيفة‌ الاعمال‌ تتعلّق‌ بالاعمال‌، والحساب‌ يتعلّق‌ كذلك‌ بالاعمال‌.
وغالباً ما يكون‌ المقصد من‌ أعمال‌ الناس‌ هو الحصول‌ علی نتيجة‌ وجزاء ذلك‌ العمل‌ ـخيراً كان‌ أو شرّاًـ لذا تعطي‌ لهم‌ صحيفة‌ أعمالهم‌ ليوفّون‌ حقيقتها الملكوتيّة‌.


توقيع : حيدر القرشي
بِنْتُ مَنْ أُمُ مَنْ حَلِيلَةُ مَنْ *
ويْلٌ لِمَنْ سَنَ ظُلْمَهَا وأَذَاهَا
لا نَبِيُ الهُدَىَ أُطِيعَ ولا *
فاطمةٌ أُكْرِمَتْ ولا حَسَنَاهَا
ولأي الأمور تدفن سرا *
بضعة المصطفى ويعفى ثراها
فرار الدمشقية من المناظرة!!
من مواضيع : حيدر القرشي 0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 شبهة : مـعصــــوم يــؤذي طــائــر الخـــطاف و معصـــوم ينهـيـــه!
0 كيفيّة إحياء مجالس عزاء سيّد الشهداء عليه السلام
0 حوار هادئ حول الامامة
0 عيد الغدير يوم غلبة العقل على الإحساسات
رد مع اقتباس