|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.89 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
** مسلمة سنية **
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-08-2009 الساعة : 11:48 PM
حقيقة الإمام المبين والكتاب المبين
بينما يلحق المؤمنون ذوو العمل الصالح بأئمّتهم في عالم النور ويُعطَون كتابهم من جانب اليمين بسبب الإمام الحقّ، حيث يُستنسخ لهم نسخة من عالم الوجود وكتاب التكوين تدلّ علی حقيقة العمل وجلوته الملكوتيّة، فيحيطون بكلّ أعمالهم، ويُوفّي كلّ امري ما عمل من أعماله الموجودة بأجمعها في الكتاب المبين والإمام المبين، سواءً في ذلك أعمال الصالحين أم أعمال الطالحين.
وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ. [18]
ولإيضاح هذا المطلب نقول: إنّ لدينا جسداً وروحاً، وهذا الجسد وهذه الروح ليسا في معزل عن بعضهما، بل هما أمران مرتبطان يُقال لمجموعهما « أنا ».
وحين نقول: « هيّي فراشاً للنوم لانّ السيّد حسن يريد النوم!» فإنّ هذا الفراش إنّما يبسط لجسده، وهو ـمن ثمّـ فراشه المبسوط لاجل استراحة جسده وسلامته.
ثمّ نقول: « اقرأ القرآن ليستفيد السيّد حسن منه » ونقصد بطبيعة الحال روحه التي ترتاح لذلك. فنحن ندعوها « السيّد حسن » بلحاظ العلاقة بين الروح والجسد. أي أنّ لفظ « الإنسان » يُطلق علی كلّ واحد من مراتب النفس ودرجاتها النازلة من الجسد والقوي.
إنّ الكتاب المبين يمثل نقلاً من عالم الوجود، ونسخة حقيقيّة وواقعيّة منه، لكنّ هذه النسخة تشير إلی حقيقة عالم الوجود. أي أنّ هذه الموجودات الخارجيّة تمثّل قالب هذا الكتاب، أمّا روحه فالإمام المبين ( أي مقام الولاية ) الذي يجسّد روح وحقيقة جميع الموجودات علی نحو التجرّد والانبساط.
ولو مثّلنا لذلك، فإنّ لنا روحاً ولهذا العالم روح، فحقيقتنا هي روح بدننا، أمّا حقيقة جميع العوالم التي أوجدها الله تعالي فليست إلاّ الإمام، وهو معني الاسماء الحسني الكلّيّة الإلهيّة.
فعالم الوجود ـ إذاًـ له روح ونفس هي الولاية والإمام، وهي معني و كُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ.
أي أنّ الإمام المبين هو روح جميع الموجودات. ومهما عملتم من عمل فإنّ الارض ستستلمه وتسجّله، لانّ روحها تحت سيطرة الإمام المبين والكتاب المبين.
وبصورة عامّة فإنّ الإنسان لم يُستثنَ من سلسلة الموجودات الكائنة التي تشكّل هذا الكتاب، فهو وأفعاله جزء من هذا الكتاب. وعليه أن لايرتكب حتّي الذنب الصغير، إذ سيأتي يوم ويري هذه الذنوب والمعاصي الصغيرة التي لميأبه لها ولميعبأ بها، وقد تراكمت في ذلك الكتاب المبين فصارت أشبه بالتلّ: إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.[19]
روي الكلينيّ في « الكافي » بسنده عن ثعلبة، عن زياد قال:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ (الصَّادِقُ) عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ رَسُولَاللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ فَقَالَ لاِصْحَابِهِ: إئتُوا بِحَطَبٍ! فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَهِ نَحْنُ بِأَرْضٍ قَرْعَاءَ مَا بِهَا مِنْ حَطَبٍ! فَقَالَ: فَلْيَأْتِ كُلُّ إنْسَانٍ بِمَا قَدَرَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا بِهِ حَتَّي رَمُوْا بِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ بَعْضَهُ علی بَعْضٍ؛ فَقَالَ رَسُولُاللَهِ صَلَّياللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: هَكَذَا تَجْتَمِعُ الذُّنُوبُ. ثُمَّ قَالَ: وإيَّاكُمْ وَالمُحَقَّرَاتِ مِنَ الذُّنُوبِ فَإنَّ لِكُلِّ شَيءٍ طَالِبَاً، أَلاَ وإِنَّ طَالِبَهَا يَكْتُبُ «مَا قَدَّمُوا ءَاثَـ'رَهُمْ وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَـ'هُ فِي´ إِمَامٍ مُّبِينٍ»
|
|
|
|
|