|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
** مسلمة سنية **
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 20-08-2009 الساعة : 11:44 PM
يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَـ'مِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِيَمِينِهِ فَأُولَـ'´نءِكَ يَقْرَءُونَ كِتَـ'بَهُمْ ولاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * ومَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمَي' وَأَضَلُّ سَبِيلاً. [6]
أي أنّ من لم يفتحوا أعين بصائرهم في الدنيا، فقضوها عُمْي لايبصرون شيئاً من الاُمور المعنويّة، أسري شهواتهم وهواجسهم النفسانيّة، سيكونون في الآخرة عُمْي، لايهتدون سبيلاً.
وقد وردت في هذه الآيات عبارة و مَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' فَهُوَ فِي الاْخِرَةِ أَعْمَي' وأَضَلُّ سَبِيلاً بدلاً من عبارة مَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِشِمَالِهِ، أي أنّ الشمال المقابل لليمين ليس إلاّ الشقاء وعمي الباطنالضلال. تقول الآيات: إنّا ندعوا كلّ جماعة بواسطة إمامهم، وإنّ كتاب من يُعطون كتابهم من جهة أيمانهم كذا وكذا... فالإمام ـإذاًـ غيراليمين وجهة السعادة، وغيرالكتاب وصحيفة الاعمال. وسيُدعي السعداء بواسطة إمامهم، فيصلهم كتابهم من جهة سعادتهم؛ ومثل الإمام مثل المغناطيس الذي يجذب ـ ضمن مجاله المغناطيسيّـ جميع الاشياء المماثلة لطبيعته، وكما يجتذب المغناطيس ذرّات الحديد ولايجتذب ذرّات النحاس والنيكل والخارصين، فإنّ أئمّة الحقّ والعدل يجتذبون أتباع الحقّ والعدل، أمّا أئمّة الباطل فيجتذبون المنحرفين المعتدين أتباع الباطل.
ذرّه ذرّه كاندرين ارض و سماست جنس خود را همچو كاه و كهرباست معده نان را ميكشد تا مستقرّ ميكشد مر آب را تفّ جگر چشم جذّاب بتان زين كويهاست مغز جويان از گلستان بويهاست ز انكه حسّ چشم آمد رنگ كش مغز و بيني ميكشد بوهاي خش[7] زين كششها اي خداي راز دان تو به جذب لطف خودمان ده امان[8] وبينما يختلط الجميع في عالم الكثرة والاعتبار في الهيئة الظاهريّة، فإنّهم يفترقون ـ بلحاظ النزعات الباطنيّةـ إلی طوائف وفرق وملل متفاوتة، فتتبع كلّ طائفة إماماً معيّناً. وسيدعو الله تعالي يوم القيامة ـالذي تبرز فيه الحقائق وتتجلّيـ كلّ طائفة بإمامهم، فيصل كتاب السعداء إليهم من جهة السعادة، ويُدعَون بواسطة إمام الحقّ والسعادة. أمّا الاشقياء فيصلهم كتابهم من جهة الشقاء، ويدعون بواسطة إمام الباطل والشقاء.
ومن هنا فإنّ إمام الحقّ السعيد له صفة السعادة وهي اليمين، وهذا اليمين ( أي السعادة ) هو نعت الإمام وصفته. لذا فإن تفريع فَمَن أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِيَمِينِهِ هو تفسير لـ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإمَـ'مِهِمْ.
تقول الآية: إنّ الإمام باعتباره يمثل مركز اجتذاب مَن يشاكلونه ويماثلونه في السنخيّة، فإنّ مَن لهم سنخيّة مشهودة في الرحمة والعافية سيدعون بواسطة إمام الحقّ. أمّا إمام الباطل الجائر الشقيّ، فإنّه سيدعو بصفة الشقاء من يشاكله ويجانسه فيجمعهم حوله.
تقول الآية: بِإِمَـ'مِهِمْ ولا تقول إلی إمامهم. كما تقول في شأن الكتاب: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَي'´ إِلَي' كِتَـ'بِهَا [9] ولاتستخدم تعتبر بكتابها. فهي ـ إذاًـ قد استعملت باء السببيّة بالنسبة إلی الإمام، بينما استعملت لفظ إلی بالنسبة إلی الكتاب. فتكون الدعوة بالإمام غير الدعوة إلی الكتاب.
ويستفاد من ورود جملة و مَن كَانَ فِي هَـ'ذِهِ أَعْمَي' في الآية الواردة في سورة الإسراء بدلاً من جملة و أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـ'بَهُ و بِشِمَالِهِ أنّ أصحاب الشمال لانور لهم في الآخرة، وأ نّهم وإمامهم عُمْي لايبصرون، التابع والمتبوع من أهل الشقاء عُمْيٌ بأجمعهم. التابع والمتبوع كلّهم يذهبون إلی جهنّم. العالم هناك بالنسبة إلی الاشقياء عالم العمي وفقدان البصيرة والضلال وانعدام النور، وعالم الحرمان من التطلّع إلی آيات الله وجماله. وقد تكرّر في القرآن الكريم تعبير « ضلّ» بالنسبة إلی أهل الشقاء؛ أي أ نّهم سيضيعون ويفنون ويعجزون عن المقاومة في عالم الانوار.
وقد جعل العُمْيَ في هذه الآية مقابل أصحاب اليمين ليُفهم أنّ أصحاب اليمين هم أصحاب النور والبصيرة في عالم المعني والتجرّد، إذ إنّهم امتلكوا البصيرة في الدنيا، وستتجلّي هذه البصيرة فيهم يوم القيامة في هيئة إبصار ملكوتيّ. وحين تشرع في التفصيل فتذكر أنّ السعداء يُساقون إلی السعادة بواسطة إمامهم، وتجعل ـفي المقابلـ علی الاشقياء يوم القيامة إمام الباطل وكتاب عماهم، كتاب الشقاء، فيتّضح بجلاء أنّ أئمّة الباطل لانور لهم.
|
|
|
|
|