[يعقوب بن حسين]

حضرة النجف الأشرف:
اعترافكم بأنكم من عوام الشيعة ظاهر ! ولذا كان تعليقكم على الاقتباس الأول مقلوبا ! لأن المصلين على الميت هم الذين يشفعون فيه إذا كانوا لا يشركون بالله شيئا . وليس الميت هو الذي يشفع في المصلين عليه...سل علماءك عن هذه المعلومة فلعلهم يوافقونك، أو يخالفونك.
وكنت قد قررت عدم الاستمرار في الحوار معكم غير أني لما رأيت هذا الاستدلال المقلوب وجب علي شرعا أن أبينه لكم لأني اعتبرت كلامك بمنزلة السؤال، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: في مسند الإمام أحمد بن حنبل [ جزء 2 - صفحة 263 ]
7561 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو كامل ثنا حماد عن على بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة.
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير أبي كامل.
وصار قولكم: ( فهذا رجل من العوام يشفع لأربعين شخصا، فكيف بالأنبياء والأوصياء )؟! من القياس المقلوب، وهو فاسد الاعتبار عند أهل العلم!
وأما قولكم ـ بعد ذلك ـ : ومن ثم أي دعوة لغير الله يا شيخ هداك الله؟!
فجوابه ما هو موجود في منتداكم مثل هذه المشاركة:
( فطرس 11: سجل دخولك الى المنتدى العقائدي بقول يا علي يا علي يا علي )

يرضع الطفل يا علي
يقوم الطفل قال يا علي
يطيح هالطفل على الارض صاح يا علي
نستغرب من شي نقول يا علي
يكبر ها الطفل يتكلم يا علي
صرنا نعزي يا علي
نتفاخر بياعلي
امداح العرس يا علي
اسمائنا يا علي
ليل نهار يا علي وين تبغى الشيعي يترك علي؟
فكر يا وهابي! ماتفكر انت!؟ وين يترك علي
جرب يا وهابي خلي ولدك يرضع بمعاوية ويصيح معاوية ههههه وشوف وش يصير؟؟؟؟smilies/50.gif
يلا يامولين كل واحد يقول ياعلي ياعلي ياعلي ياعلي. اهـ

وهذا كله وأنتم تنكرون أنكم تدعون غير الله لضركم، ونفعكم .

جواب الاقتباس الثاني: والله ما شرقت في كلامي ولا غربت، ولا تناقضت فيه، وإنه لكلام صحيح صريح بين واضح لو قرأه غيرك من أهل العلم.
ومتى قلت أنا: إن الله لم يشفع لتباع نوح، ولنوح عليه السلام في أبناء جلدتهم....إلى قولكم: فلا أعلم أي عقل في رأسك يا رجل) وحتى أنا والله ! لا أعلم أي عقل في رأسك ! تقولني أقوالا والله! ما دارت بخاطري، ولا وجود لها في كلامي لا بالنص ولا بالمضمون ! فحسبنا الله ونعم الوكيل.
الاقتباس الثالث:
أحد الأمرين وارد، وهما: إما أن أكون أفحمتكم بجهلي، أو تكونوا أنتم أفحمتموني بعنادكم...
نعم أنا أقول: إن من يدعو مع الله أحدا ـ شيعة كانوا أم غير شيعة.. مشركون بالله شركا أكبر مخرجا من الملة !
وحجتي على قولي هذا جميع الرسالات التي بعثها الله لمنع أن يدعى معه أحد من خلقه. وأصرح آية في ذلك قوله تعالى: ( فلا تدعو مع الله أحدا ) وقوله: ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك بربي أحدا ) ( ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير ) وغير ذلك أكثر من أن يحصر...
وتقول: ( إننا نعبد الله، ونتقرب إلى الصالحين ).
لا ننكر عبادتكم لله تعالى، ولكن ليس وحده، لأن الذي يعبد الله وحده لا يدعو معه أحدا، وإلا كان مشركا، لأن الله تعالى أمر نبيه الكريم بـ ( قل إنما أدعو ربي ...) و ( إنما ) من أدوات الحصر والقصر ( ولا أشرك بربي أحدا ).
فالذين تدعونهم من أولياء الله حصروا وقصروا دعاءهم على الله تعالى وحده لا شريك له، وإلا لم يكونوا لله بأولياء !
( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ..) فالذين يدعوهم المشركون هم يبتغون إلى ربهم الوسيلة، وأعظم وسائلهم دعاؤه وحده، والمشركون هم الذين ( إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم)، ( وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ) والآيات في هذا كثيرة .
وأما آية ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ). فهذه لم تأمر أحدا بدعاء غير الله، ومن احتج بها على ذلك فقد حملها ما لا تدل عليه، فهي أمرت ـ أولا ـ بالتقوى، وانظر تفسيرها في القرطبي عند قوله تعالى: ( إنما يتقبل الله من المتقين )، وثانيا: بابتغاء الوسيلة، وهي كل عبادة شرعها الله تعالى للتقرب بها إليه، وليس من ذلك دعاء غير الله تعالى لنهي الآيات الكثيرة عنه، واعتباره شركا ، كما في آية الجن السابقة ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ) وأمرت ثالثا بالجهاد في سبيله .
وظهر أن قولك: ( فهم الوسيلة ) هو المضحك ! لأنه قول لا سند له من عقل ولا نقل !! وكم هم الذين اتخذوا الأولياء وسيلتهم إلى الله ( فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ).
وأما ما أشرت إليه من حديث ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ). فأفيدكم أني قد كتبت فيه رسالة تحت عنوان: ( عقيدة أهل الإيمان أن الله تعالى خلق آدم لا على صورة الرحمن ) مرفقة بمشاركتي هذه.
واقطع جازما أن هذه الحديث ليس من أحاديث الصفات، وإنما هو حديث عن خلق آدم وطوله وبدء حياته...وأستغفر للذين أعادوا الضمير في ( صورته ) على الله، لأنهم مجتهدون مخطئون أرجو الله تعالى أن يأجرهم أجرا واحدا كما صح بذلك الخبر.
أما نهيك إياي عن أن أقول: ( إن الوسيلة هي العمل الصالح ) فهو نهي عن أمر مقرر في جميع الملل، ولذلك صار نهيا عن المعروف، والقول بأن الوسيلة إلى الله تعالى هي دعاء غيره، وأمركم بذلك هو عين الأمر بالمنكر عند جميع الرسل.
وأنا أسمح لك أن تضحك من هذا الكلام حتى تستلقي على ظهرك!! فذلك حقك !
الاقتباس الرابع:
الأصنام صور لأولياء مقدسين عند من يدعونهم متوسلين بهم إلى الله تعالى والأوثان قبورهم كما قال عليه الصلاة والسلام ( اللهم لا تجعل قبري وثنا ....) ومن دعاه الناس مع الله تعالى أو من دونه فهو إله لمن دعاه سواء سماه بذلك أو لم يسمه أو حتى أنكر إلهيته، فهو إله في لغة جميع المرسلين الذين أخبر الله عنهم في كتابه الكريم أنهم قالوا لأقوامهم: ( اعبدوا الله مالكم من إله غيره ) أي مدعو مرجو، والأنداد جمع ( ند ) وهم الذين جعلهم المشركون محل رغبتهم ورهبتهم ورجائهم ودعائهم. جاعلين إياهم أندادا لله تعالى.
وإذا ضحكت من هذا الكلام فلا يزعجني ذلك، لأن الشيء من معدنه لا يستغرب !
( الصحابة كانوا يستشفعون ويتوسلون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. نعم إنها صحيحة، ولكنها مقيدة بقيد ( في حياته صلى الله عليه وآله )، وأما بعد مماته فتوسلوا واستشفعوا بغيره، وأنتم تعلمون هذا القيد علما يقينا لكنكم تلغونه عمدا .
وهو صلى الله عليه وآله قد صرح في الصحيح لعائشة رضي الله عنها أنها لو ماتت وهو حي ـ استغفر لها ودعا ـ وذلك بعد موته مستحيل ، وهذا نص الحديث من صحيح البخاري [ جزء 5 - صفحة 2145 ]
حدثنا يحيى بن يحيى أبو زكرياء أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد قال: قالت عائشة وارأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك ) . فقالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( بل أنا وارأساه لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون ثم قلت يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون ).
أما حديث الضرير الذي تطقطقون به أنتم والصوفية، فارجعوا إلى ما ذكره الله تعالى عن جميع الرسالات في القرآن الكريم فهل تجدون إشارة واحدة إلى أن الله تعالى شرع لتلك الرسالات سؤاله والتوجه إليه بأحد من خلقه، فإن وجدتم تلك الإشارة الواحدة فأخبروني بها وبمكانها في القرآن، وإن لم تجدوا فاعلموا أن هذا الحديث لا أصل له في دين المرسلين ( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) ( إن يتبعون إلا الظن إن الظن لا يغني من الحق شيئا ...) .
الاقتباس الخامس:
لا أنا متناقض، ولا أنت كشفت كذبي !!
وللمرة الثانية في ردك هذا وأنت تعترف بأنك من عوام الشيعة، وهذه حقيقة لا ظاهرة في كلامك يدركها كل من يقرأ كلامك، ولذلك تحاججني بثقافة ( العامي ) البعيد عن العلم والعلماء، وتحسب أنك تحسن صنعا، ولو كان المجيب علي من العلماء لما وقع فيما وقعت فيه من الأخطاء القاتلة، ولكنا استفدنا علما من الحوار، ولو لم نتفق على كل شيء.
وحديث البخاري صحيح السند صحيح المعنى، فالمنافقون في عهده صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يصلون ويجاهدون معه، وهم ليسوا على دينه خوفا منه صلى الله عليه وآله وسلم ثم أصبح من جاء بعد عهده صلى الله عليه وآله وسلم لا يخافون فيعلنون الكفر الصريح دون خوف !
وأنتم تحتجون بهذا الحديث على أن الصحابة ـ إلا من استثنيتم ـ كانوا في عهده كلهم منافقين، وبعد عهده أعلنوا كفرهم !! فهم عندكم منافقون في عهد النبوة كفارا بعد ذلك العهد، وحرمهم الله الإيمان به وبرسوله، ومنّ به عليكم دونهم، فظنوا به تعالى ما بدا لكم من الظنون !! وقد ذكر الله تعالى الذين أساءوا به الظن في سورة الفتح فاقرأها هناك ( الظانين بالله ظن السوء....) الآية، وهو سبحانه ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ).
الاقتباس السادس:
نعم أنا أعرف جيدا ابن خزيمة، وأنه صاحب الصحيح ! وصاحب كتاب التوحيد...ولذا لا أصدق فيه أقوال الصوفية القبورية، الذين يكثرون سوادهم بالافتراء على الأبرياء، فالحافظ ابن حجر هو الذي يقول في ديوانه ص 26:

نـبي الله! يا خـير البــرايا بجاهك أتقي فصل القضاء

وأرجوا يا كـريم العفو عـما جنته يداي يا رب الحـباء

فكعب الجود لا يرضى فـداء لنعلك وهو رأس في السخاء

وسن بمدحك ابن زهير كعب لمـثلي مـنك جائزة الثناء

فقل: يا أحمد بن علي اذهب إلى دار النـعيم بلا شـقاء

فكلام مثل هؤلاء لا يقبل في مثل ابن خزيمة، ولا سيما فيما يخل بلا إله إلا الله، أو يناقضها.
وقد قيل: إذا كان المتكلم مجنونا وجب أن يكون السامع عاقلا !!
الصحابة يسألون الله تعالى مباشرة في قضاء حاجاتهم. أما عن قضايا دينهم فلا يسألون الله تعالى مباشرة، لأنه تعالى قد بعث إليهم رسولا يسألونه عما بعثه الله به فيجيبهم عما يسألون.
الاقتباس السابع:
أنتم تقولون بنزول جبريل على الزهراء معتقدين صحة ذلك !
وأما ما قلته عن عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنما هو سخرية من تلك الخرافة المضحكة ! وممن يعتقد صحتها ويعمل بها وهي لا أصل لها في وحي الله، والتي تزعم ويزعم أهلها أنه بمجرد أن دعا الرجل بدعاء الضرير بعث الخليفة إليه بوابه ليأتيه به وكأنه قد أنزل عليه بذلك وحي من عند الله في تلك الساعة. أعد قراءة هذه الاقتباسة جيدا مرة أخرى، وعقلك في رأسك !!
الاقتباس الأخير:
لم تقف القضية عند التوسل، وإنما تجاوزته إلى دعاء غير الله تعالى ! بل إلى تأليه المخلوق وجعله ربا من دون الله، وليس معه، بأنه هو السميع البصير وأنه على كل شيء قدير، وأنه مبعثر ما في القبور...وغير ذلك، وأحيلك لإثبات ذلك على قصيدة علي بن سليمان المزيدي في مدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه، التي لا أشك أنكم تحفظونها أشد من حفظكم لفاتحة الكتاب.
وقد رأيت حديث ابن عمر في الأدب المفرد بناء على دعواك هنا أنه صحيح ، فرأيت شيخي الألباني رحمه الله تعالى قال عنه ضعيف.
ولي عندك رجاء خاص ! هو أن تطلع أحد علمائكم على هذه الاقتباسات والردود ليكون حكما بيني وبينك، والله يهدي من يشاء بفضله، ويضل من يشاء بعدله ( ولا يظلم ربك أحدا ) والسلام.