|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 05-08-2009 الساعة : 09:06 AM
قال ابن التيمبة
: ذكر ـ العلاّمة الحلّي ـ أشياء من الكذب تدلُّ على جهل ناقلها مثل قوله: نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى، فإنَّ هل أتى مكيَّةٌ بإتِّفاق العلماء، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة، وولد الحسن والحسين بعد نزول هل أتى، فقوله: «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الاخيار . منهاج السنة2 ص117
---
الجواب:
إنَّ الرجل لا ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ فى الفِرَق، جاهلٌ في السيرة، جاهلٌ في الاحكام، جاهلٌ في الحديث، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس، وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ في الغدير ج 1 ص 255 -
وهذا معنى قول ابن الحصار: إنّ كلَّ نوع من المكّي والمدنيِّ منه آيات مستثنات .
وثانياً: إنَّ أوثق الطرق الى كون السورة أو الاية مكّيّة أو مدنيّة هو ما تضافر النقل به في شأن نزولها بأسانيد مستفيضة، دون الاقوال المنقطعة عن الاسناد، والتفصيل في الغدير ممَّن خرَّج هذا الحديث وأخبت إليه
فليس هو من كذب الرافضة حتّى يدلَّ على جهل ناقله، ولا على شيخنا العلاّمة الحلّي من تبعة في نقله، فإن كان في نقله شائبةٌ سوء فالعلاّمة ومشايخ قومه على شرع سواء
وثالثاً: إنَّ القول بأنَّها مكيَّةٌ ليس ممّا اتَّفق عليه العلماء، بل الجمهور على خلافه كما نقله الخازن في تفسيره 4 ص 356 عن مجاهد وقتادة والجمهور.
وروى ابو جعفر النحّاس في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الحافظ ابي حاتم عن مجاهد، عن ابن عبّاس حديثاً في تلخيص آي القرآن المدنيِّ من المكيِّ وفيه: والمدّثر إلى آخر القرآن إلاّ إذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، فإنَّهنَّ مدنيّات، وفيها سورة هل أتى .
وقال السيوطي في الاتقان 1 ص 15 بعد نقل الحديث: هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيِّدٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ من علمآء العربية المشهورين.
وأخرج الحافظ البيهقي في دلائل النبوة بإسناده عن عكرمة والحسين بن ابي الحسن حديثاً في المكيِّ والمدنيِّ من السور) .
وعدَّ من المدنيات «هل أتى» الاتقان 1 ص 16.
ويروي ابن الضريس في فضائل القرآن عن عطا عدَّ سورة الانسان من المدنيّات، كما في الاتقان 1 ص 17.
وعدَّها الخازن في تفسيره 1 ص 9 من السور النازلة بالمدينة.
وهذه مصاحف الدنيا بأجمعها مخطوطها ومطبوعها تخبرك عن جليّة الحال فإنّها مجمعةٌ على أنّها مدنيّةٌ، فهل الاُمة أجمعت فيها على خلاف ما اتّفق عليه العلماء إن صحّت مزعمة ابن تيميّة؟
فما منكم من أحد عنه حاجزين، وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين، وإنّا لنعلم إنَّ منكم مكذِّبين.
ورابعاً: انَّ القائلين بانَّ فيها آية أو آيات مكيّة كالحسن، وعكرمة، والكلبي، وغيرهم مصرِّحون بأنَّ الايات المتعلّقة بقصة الاطعام مدنيّةٌ.
وخامساً: لاملازمة بين القول بمكيّتها وبين نزولها قبل الهجرة، إذ من الممكن نزولها في حجّة الوداع، بعد صحّة إرادة عموم قوله: وأسيراً للمؤمن الداخل فيه المملوك كما قاله ابن جُبير، والحسن، والضحّاك، وعكرمة، وعطا، وقتادة، واختاره ابن جرير وجمعٌ آخرون.
|
|
|
|
|