|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 08-07-2009 الساعة : 11:13 PM
3- ابن قتيبة و((الإمامة والسياسة)):
المؤرخ الشهير عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213 ـ 276) وهو من رواد الأدب والتاريخ ، وقد ألف كتباً كثيرة منها (تأويل مختلف الحديث) و(أدب الكاتب) وغيرهما من الكتب (الأعلام 4: 137).
قال في كتابه (الإمامة والسياسة/ المعروف بتاريخ الخلفاء): إنّ أبا بكر رضي الله عنه تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر فجاء فناداهم وهم في دار علي ، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب ، وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص انّ فيها فاطمة، فقال: وإن...
إلى أن قال: ثمّ قام عمر فمشى معه جماعة حتـّى أتوا فاطمة فدقوا الباب فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت [يا] رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب ، وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكائها انصرفوا باكين . وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر وبقي عمر ومعه قوم فأخرجوا علياً فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا : إذاً والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك...( الإمامة والسياسة 12، 13 طبعة المكتبة التجارية الكبرى مصر).
إنّ من قرأ كتاب ((الإمامة والسياسة)) يرى أنّها نظير سائر الكتب لقدماء المؤرخين كالبلاذري والطبري وغيرهم ، وقد نسب هذا الكتاب إليه ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة ، ونقل عنه مطالب كثيرة ربما لا توجد في هذه النسخة المطبوعة بمصر، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على تطرق التحريف لهذا الكتاب ، كما نسبه إليه الياس سركيس في معجمه(معجم المطبوعات العربية 1: 212).
نعم، ذكر صاحب الأعلام انّ للعلماء نظراً في نسبته إليه، ومعنى ذكل انّ غيره تردد في نسبته إليه، والتردد غير الإنكار.
4- الطبري وتاريخه:
محمّد بن جرير الطبري (224 ـ 310هـ) صاحب التاريخ والتفسير المعروفين بين العلماء ، وقد صدر عنهما كلّ من جاء بعده ، قد ذكر قصة السقيفة المحزنة ، وقال: حدثنا ابن حُميد ، قال : حدثنا جرير، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطّاب ، منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة فخرج عليه الزبير، مصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه. (تاريخ الطبري 2: 443، طبع بيروت).
وهذا المقطع من تاريخ الإسلام يعرب عن أنّ أخذ البيعة للخليفة كان عنوة، وإنّ من تخلف عنها سوف يواجه مختلف أساليب التهديد من حرق الدار وتدميره، وبما انّ الطبري نقل الأثر بالسند فعلينا دراسة سنده مثلما درسنا ما رواه ابن أبي شيبة والبلاذري حتـّى يعضد بعضه بضعه ولا يبقى لمشكك شك ولا لمرتاب ريب.
أمّا الطبري فليس في إمامته ووثاقته كلام ، فقد وصفه الذهبي بقوله: الإمام الجليل، المفسر، صاحب التصانيف الباهرة، ثقة، صادق. (ميزان الاعتدال 4: 498، رقم 7306) .
وأمّا دراسة رواة السند ، فنقول:
ابن حميد: هو محمّد بن حميد الحافظ ، أبو عبد الله الرازي ، روى عن عدّة منهم يعقوب ابن عبد الله القمي ، وإبراهيم بن المختار، وجرير بن عبد الحميد، وروى عنه أبو داود والترمذي ، وابن ماجة، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين ، إلى غير ذلك.
نقل عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : لا يزال بالري علم ما دام محمّد بن حُميد حيّاً. وقيل لمحمّد بن يحيى الزهري: ما تقول في محمّد بن حُميد: قال: ألا تراني هوذا، أُحدث عنه. وقال ابن خيثمة: سأله ابن معين ، فقال : ثقة ، لا بأس به، رازي ، كيّس. وقال أبو العبّاس بن سعيد: سمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي، يقول: ابن حُميد ثقة، كتب عنه يحيى . مات سنة 248هـ. (تهذيب التهذيب 9: 128 ـ 131، رقم الترجمة 180).
نعم ربما جرحه بعض غير انّ قول المعدل مقدم على الجارح.
جرير بن عبد الحميد: جرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي، أبو عبد الله الرازي ، القاضي، ولد في قرية من قرى إصفهان، ونشأ بالكوفة، ونزل الري ، روى عنه إسحاق بن راهويه، وابنا أبي شيبة، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين وجماعة. كان ثقة يرحل إليه. وقال ابن عمار الموصلي: حجّة كانت كتبه صحيحة.
المغيرة بن مِقْسم الضبي: المغيرة بن مِقْسم الضبي، الكوفي، الفقيه، روى عنه شعبة، والثوري ، وجماعة ، قال أبو بكر بن عياش : ما رأيت أحداً أفقه من مغيرة فلزمته. قال العجلي : المغيرة ثقة، فقيه الحديث. وقال النسائي: ثقة، توفي سنة 136 هـ . وذكره ابن حبّان في الثقات. (تهذيب التهذيب 2: 75 رقم الترجمة 116).
زياد بن كُليب: عرّفه الذهبي بقوله : أبو معشر التميمي، الكوفي ، عن ابراهيم والشعبي وعنه مغيرة ، مات كهلاً في سنة 110هـ ، وثّقه النسائي وغيره (ميزان الاعتدال 2: 92، برقم 2959). وقال ابن حجر : قال العجلي : كان ثقة في الحديث، وقال ابن حبّان : كان من الحفاظ المتقنين(تهذيب التهذيب 2: 382 ، برقم 698).
إلى هنا تمّت دراسة سند الرواية التي رواها الطبري ، ولنقتصر في دراسة الاسناد بهذا المقدار لانّ فيما ذكرنا غنى وكفاية.
|
|
|
|
|