|
شيعي محمدي
|
رقم العضوية : 8331
|
الإنتساب : Aug 2007
|
المشاركات : 3,302
|
بمعدل : 0.51 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
عبد محمد
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 30-06-2009 الساعة : 01:51 PM
لا اله الا الله
يا أخي تفكر جيداً في ماقاله الشيخ الطبرسي ولا تتبع اهوائك
وهذه الصفحه الكامله من تفسير الشيخ الطبرسي
النزول
روي عن ابن عباس و غيره أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما تلا سورة و النجم و بلغ إلى قوله أ فرأيتم اللات و العزى و منات الثالثة الأخرى ألقى الشيطان في تلاوته تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترجى فسر بذلك المشركون فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون و سجد أيضا المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم بما أعجبهم فهذا الخبر أن صح محمول على أنه كان يتلو القرآن فلما بلغ إلى هذا الموضع و ذكر أسماء آلهتهم و قد علموا من عادته (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كان يعيبها قال بعض الحاضرين من الكافرين تلك الغرانيق العلى و ألقى ذلك في تلاوته توهم أن ذلك من القرآن فأضافه الله سبحانه إلى الشيطان لأنه إنما حصل بإغوائه و وسوسته و هذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتاب التنزيه و هو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية و هو وجه حسن في تأويله. المعنى «و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي» من هنا مزيدة و التقدير ما أرسلنا قبلك رسولا و لا نبيا و إنما ذكر اللفظين لاختلاف فائدتهما فالرسول الذي أرسله الله تعالى و لا يحمل عند الإطلاق على غير رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و النبي الذي له الرفعة و الدرجة العظيمة بالإرسال و قيل إن بينهما فرقا فالرسول الذي تنزل عليه الملائكة بالوحي و النبي الذي يوحى إليه في منامه فكل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و قيل بل الرسول هو المبعوث إلى أمة و النبي هو الذي لا يبعث إلى أمة عن قطرب و قيل إن الرسول هو المبتدىء بوضع الشرائع و الأحكام و النبي الذي يحفظ شريعة غيره عن الجاحظ و القول هو الأول لأن الله سبحانه خاطب
نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) مرة بالنبي و مرة بالرسول فقال يا أيها الرسول و يا أيها النبي فالرسول و النبي واحد لأن الرسول يعم الملائكة و البشر و النبي يختص البشر فجمع بينهما هنا و في قوله و كان رسولا نبيا «إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته» قال المرتضى لا يخلو التمني في الآية من أن يكون معناه التلاوة كما قال حسان بن ثابت
تمنى كتاب الله أول ليلة و آخره لاقى حمام المقادر
أو يكون تمني القلب فإن كان المراد التلاوة فالمعنى أن من أرسل قبلك من الرسل كان إذا تلا ما يؤديه إلى قومه حرفوا عليه و زادوا فيما يقوله و نقصوا كما فعلت اليهود و أضاف ذلك إلى الشيطان لأنه يقع بغروره «فينسخ الله ما يلقي الشيطان» أي يزيله و يدحضه بظهور حججه و خرج هذا على وجه التسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما كذب المشركون عليه و أضافوا إلى تلاوته من مدح آلهتهم ما لم يكن فيها و إن كان المراد تمني القلب فالوجه أن الرسول متى تمنى بقلبه بعض ما يتمناه من الأمور وسوس إليه الشيطان بالباطل يدعوه إليه و ينسخ الله ذلك و يبطله بما يرشده إليه من مخالفة الشيطان و ترك استماع غروره قال و أما الأحاديث المروية في هذا الباب فهي مطعونة و مضعفة عند أصحاب الحديث و قد تضمنت ما ينزه الرسل (عليهم السلام) عنه و كيف يجوز ذلك على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و قد قال الله سبحانه كذلك لنثبت به فؤادك و قال سنقرؤك فلا تنسى و إن حمل ذلك على السهو فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة و نظمها ثم لمعنى ما تقدمها من الكلام لأنا نعلم ضرورة أن الساهي لو أنشأ قصيدة لم يجز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها و في معنى البيت الذي تقدمه و على الوجه الذي تقتضيه فائدته و يمكن أن يكون الوجه فيه ما ذكرناه في النزول لأن من المعلوم أنهم كانوا يلقون عند قراءته طلبا لتغليطه و يمكن أن يكون كان هذا في الصلاة لأنهم كانوا يلقون في قراءته و قيل أيضا إنه كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات و أتى بكلام على سبيل الحجاج لهم فلما تلا الآيات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الإنكار عليهم و على أن الأمر بخلاف ما قالوه و ظنوه و ليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة لأن الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا و إنما نسخ من بعد و قيل إن المراد بالغرانيق الملائكة و قد جاء ذلك في بعض الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم و قيل إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة فلما ظن المشركون أن المراد به آلهتهم نسخت تلاوته و قال البلخي و يجوز أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمع هاتين الكلمتين من قومه و حفظهما فلما قرأ ألقاها الشيطان في ذكره فكاد أن يجريها على لسانه فعصمه الله و نبهه و نسخ وسواس الشيطان و أحكم آياته
بأن قرأها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) محكمة سليمة مما أراد الشيطان و يجوز أن يكون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما انتهى إلى ذكر اللات و العزى قال الشيطان هاتين الكلمتين رافعا بهما صوته فألقاهما في تلاوته في غمار الناس فظن الجهال أن ذلك من قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسجدوا عند ذلك و الغرانيق جمع غرنوق و هو الحسن الجميل يقال شاب غرنوق و غرانق إذا كان ممتليا ريا «ثم يحكم الله آياته» أي يبقي آياته و دلائله و أوامره محكمة لا سهو فيها و لا غلط «و الله عليم» بكل شيء «حكيم» واضع للأشياء مواضعها «ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم» أي ليجعل ذلك تشديدا في التعبد و امتحانا عن الجبائي و المعنى أنه شدد المحنة و التكليف على الذين في قلوبهم شك و على الذين قست قلوبهم من الكفار فتلزمهم الدلالة على الفرق بين ما يحكمه الله و بين ما يلقيه الشيطان «و إن الظالمين لفي شقاق بعيد» أي في معاداة و مخالفة بعيدة عن الحق «و ليعلم الذين أوتوا العلم» بالله و بتوحيده و بحكمته «إنه الحق من ربك» أي إن القرآن حق لا يجوز عليه التبديل و التغيير «فيؤمنوا به» أي فيثبتوا على إيمانهم و قيل يزدادوا إيمانا إلى إيمانهم «فتخبت له قلوبهم» أي تخشع و تتواضع لقوة إيمانهم «و إن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم» أي طريق واضح لا عوج فيه أي يثبتهم على الدين الحق و قيل يهديهم ربهم بإيمانهم إلى طريق الجنة «و لا يزال الذين كفروا في مرية منه» أي في شك من القرآن عن ابن جريج و هذا خاص فيمن علم الله تعالى أنهم لا يؤمنون من الكفار «حتى تأتيهم الساعة بغتة» أي فجاة و على غفلة «أو يأتيهم عذاب يوم عقيم» قيل إنه عذاب يوم بدر عن قتادة و مجاهد و سماه عقيما لأنه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه و مثله قول الشاعر
عقم النساء فلا يلدن شبيهه إن النساء بمثله لعقيم
و قيل إنما سمي ذلك اليوم عقيما لأنه لم يكن فيه للكفار خير فهو كالريح العقيم التي لا تأتي بخير عن الضحاك و اختاره الزجاج و قيل المراد به يوم القيامة و المعنى حتى تأتيهم علامات الساعة أو عذاب يوم القيامة و سماه عقيما لأنه لا ليلة له عن عكرمة و الجبائي. النظم اتصلت الآية الأولى بما تقدم من ذكر الكفار و ما متعوا به من نعيم الدنيا و لما رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما مني به أصحابه من الإقتار تمنى لهم الدنيا فبين سبحانه أن ذلك التمني من وساوس الشيطان و أن ما أعده لهم من نعيم الآخرة خير و قيل اتصل بقوله إنما أنا لكم نذير مبين فبين سبحانه أنه بشر و أن حاله كحال الرسل قبله.
|
|
|
|
|