|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 22-02-2009 الساعة : 10:16 PM
واستغرق منع بيان الاحاديث النبويّة قرناً من الزمان. وكان نقلها محظوراً يومئذٍ. لماذا...؟ وما أعظم المصيبة التي ألمّت بالاُ مّة الإسلاميّة من جرّاء ذلك!
إنّ كتاب الله ( القرآن الكريم ) نزل للتلاوة والتدبّر وفهم معانيه ومفاهيمه. وما أكثر الآيات التي أمرتنا بالتدبّر في القرآن، وحذّرتنا بشدّة من عدم فهمه! فإذا فقد الإنسان الحقّ في فهم القرآن وحُظر عليه السؤال عن مدلوله ومراده، فماذا يغنيه هذا الكتاب؟ وهذا الكتاب كتاب عمل، والعمل بدون علم محال، فكيف يتيسّر العمل بالقرآن والتصرّف في ضوء تعاليمه بدون فهمه واستيعابه؟
إنّ الآيات المتشابهات جمّة في القرآن الكريم، ولكنّها للناس أيضاً. ولميرد في القرآن لغو وعبث وخطأ. وكلّ ما في الامر أ نّنا ينبغي أن نُرجع الآيات المتشابهة إلی الآيات المحكمة. وعندئذٍ نظفر بمعناها ومفهومها منها. ونُصب الراسخون في العلم من قبل الشارع الاقدس لهذا الامر. وهم يعرفون معاني المتشابهات، ويبيّنون للناس الحقيقة من خلال إرجاعها إلی المحكمات.
ولو قدّر أنّ الآيات المتشابهات لا يفهمها أحد إلاّ الله، وأنّ أهل العلم والراسخين في المعارف قد حُرموا فهمها، فإنّ جميع محتوي القرآن سيصبح خالياً من هذه الآيات المتشابهة حقّاً، بينما نحن نعلم أنّ القرآن هو مجموعة الآيات المحكمة والآيات المتشابهة.
ومن الطبيعيّ أنّ عمر لم يفهم معاني الآيات المتشابهة، بل لميفهم بعض الآيات المحكمة، ولا ينتظر أحد منه أن يفهم ذلك. وكلّ امريٍ له شاكلته. وله استيعابه وقابليّته الخاصّة. ولكن يا حسرتا هنا علی جلوس هذا الشخص في مجلس النبيّ الاعظم وتربّعه علی أريكة الوحي والإلهام والولاية والكتاب وهذه الاُمور الباطنيّة؟ وهو الذي لاعلم له بظواهر القرآن، ولاجواب عنده يجيب به مراجعيه، وقد جلس مكان اللسان المعبّر الفصيح البليغ، أعني صاحب الولاية أميرالمؤمنين عليه السلام الذي هو أهل هذا المنصب، والمتربّي في هذه المدرسة، والراضع من ثدي الوحي والفهم والدراية والعلم، والقائل: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، والمترنّم بكلامه: لَوْ ثُنِيَت لِيَ الوِسَادَةُ. وكان جواب عمر للناس إسكاتهم وإخراسهم بدرّته، ونهرهم عن السؤال والكلام والبحث والرواية.
وكان لا يعرف معني قوله تعالي: وَالذَّ ' رِيَـ'تِ ذَرْوًا* فَالْحَـ'مِلَـ'تِ وِقْرًا، فعجز عن جواب صُبَيغ وخجل وافتضح، فلهذا انهال عليه بدرّته. ولميرد في الروايات المأثورة في هذا المجال أنّ عمر قال إنّ معني الذاريات الرياح، ومعني الحاملات السُّحُب، أو أ نّه قال: لو لميقله رسولالله ما قلته. وما جاء من عبارات ـفي حديث السيوطيّ وابن كثير منقولاً عن سعيدبن المسيّبـ موضوعٌ من قبل الراوي الذي أراد أن يغطّي علی جهل الخليفة وينتحل له عذراً يسوّغ فيه ضربات درّته المنهالة علی صبيغ.
ونصّ ابن كثير في بيان هذا الحديث علی أ نّه حديث مرفوع. ثمّ قال: قال أبابكر البزّاز: فأبوبكر بن أبي سُبَرَة ليّن، وسعيدبن سلام ليسمن أصحاب الحديث ثمّ قال: قلتُ: فهذا الحديث ضعيف رفعه. [33]
ولا يعرف كتاب الله إلاّ من جاء به وخليفته الذي حمله إلی المسجد ملفوفاً بقطعة من القماش، وقال لتلك الجماعة: قال رسول الله صلّيالله عليه وآله وسـلّم:
إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي. فهذا كتابالله، وأنا عترة رسولالله.
فقام عمر وقال: إذا كان عندك كتاب الله، فعندنا مثله، فلهـذا لا حاجة بنا إليكما ( الكتاب والعترة ). فأرجع أميرالمؤمنين عليه السلام الكتاب معه وقال: سوف لن تراه إلی يوم القيامة. [34]
|
|
|
|
|