|
شيعي حسني
|
رقم العضوية : 24389
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 5,056
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حيدر القرشي
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-11-2008 الساعة : 11:55 PM
يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الاْدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَنءِذٍ دُبُرَهُ و´ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مَتَحَيِّزًا إلَی' فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَهِ وَمَأْوَب'هُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
نلاحظ في هذه الآية أنّ المسلم لا يحقّ له أن يولّي العدوّ دبره إلاّ في حالتين لا غير: الاُولي: إذا أراد مثلاً أن ينتقل من الميمنة إلی الميسرة أو من القلب إلی الجناح لمصلحة قتاليّة. الثانية: إذا أراد أن يلحق بطائفة من المسلمين أو غير المسلمين ليستمدّهم القوّة والعدّة والعُدّة للقتال. وفي غيرهاتين الحالتين لا يجوز الفرار من لقاء الكفّار. ومَن فعل فإنّه موعَد بغضب الله وناره
وإذا تبيّن هذا الموضوع فانّا نقول: علی ماذا يحمل فرار عثمان ثلاثة أيّام في نقطة نائية عن المدينة غير البوء بغضب الله ومأواه جهنّم وبئس المصير ؟ كيف غفر الله له ؟ هل نُسخت الآية النازلة فيه وفي أترابه ؟ علماً أ نّه لميصلنا عن عثمان نفسه أ نّه قد خجل واستحيا من فعله وتاب إلی الله توبةً نصوحاً.
وأمّا من استدلّ علی غفرانه بقوله تعإلی: وَلَقَدْ عَفَا اللَهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ. فليعلم أنّ هذه الآية لا تدلّ علی غفران. فالعفو هنا يعني عدم المؤاخذة الدنيويّة، وعدم إجراء الكفّارة وعدم تنفيذ حكم الإعدام فيه. وإلاّ فإنّ حكم الإسلام في المتخلّف عن ساحة القتال مع الكفّار الإعدام. والله تعإلی لميطبّق هذا الحكم علی عثمان ونظائره، إذ ليس إلی ذلك من سبيل لا نّه لو طبّقه لاُعدم أكثر من نصف الجيش الذي شهد أُحُداً، وهذا ليس في مصلحة الإسلام الفتيّ، وإلاّ لا يبقي أحد من المسلمين.
جاء حكم العفو الإلهيّ في آيتين من الآيات الواردة في سورة آلعمران ويختلف العفو في هاتين الحالتين:
الاُولي: هذه الآيات: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَهُ ذُو فَضْلٍ عَلَی الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُ و نَ عَلَی'´ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي´ أُخْرَب'كُمْ فَأَثَـ'بَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَی' مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَآ أَصَـ'بَكُمْ وَاللَهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنزَلَ عَلَیكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَي' طَآنءِفَةً مِّنكُمْ
ونري في هذه الآيات أنّ طائفة من الذين فرّوا رجعوا إلی النبيّ صلّيالله علیه وآله وكانوا عنده، فأثابهم الله غمّاً بغمّ، ثمّ غشاهم الاطمئنان والنعاس. وهؤلاء قد شملهم العفو بمعني الغفران. ويتأيّد هذا المعني بقوله بعد العفو: وَاللَهُ ذُو فَضْلٍ عَلَی الْمُؤْمِنِينَ.
أمّا الذين فرّوا ولم يرجعوا إلی النبيّ في ساحة القتال، فهم المعنيّون بقوله تعإلی: وَطَآنءِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَـ'هِلِيَّةِ. إلی قوله: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَي الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَـ'نُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
ولم يرد غفران ورحمة للذين فرّوا ولم يرجعوا وكانوا يهتمّون بحفظ أنفسهم وحصانتها. والعفو يعني الصفح وعدم المحاكمة في الدنيا. والدليل علی ذلك قوله: إِنَّ اللَهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ. وهو صبور علی أعمالهم، ولميقل: « رحيم »، أي: يرحمهم ويعطف علیهم.
إذن، العفو الاوّل يشمل الذين ندموا علی فرارهم وعادوا إلی النبيّ صلّيالله علیه وآله وكان هذا في وقت فارق رسول الله صلّي الله علیه وآله فيه المشركين وجاء إلی الشِّعب، وإن كان رجوع هذه الطائفة من المؤمنين تدريجيّاً وبعد علمهم بأنّ رسول الله لم يُقتل. وفيهم قال تعإلی: وَاللَهُ ذُو فَضْلٍ عَلَی الْمُؤْمِنِينَ.
أمّا العفو الثاني فيشمل الذين واصلوا فرارهم وظنّوا بالنبيّ سوءاً، وقالوا: لو كنّا علی الحقّ ما قُتِلنا. وفيهم قال سبحانه: إِنَّ اللَهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ.
ومن الطبيعيّ أنّ الكلام يحوم حول المؤمنين من الصحابة إذ كانوا فريقين، ولاعلاقة له بالمنافقين، لانّ الله تبارك وتعإلی يبيّن حالة المنافقين كعبد الله بن أُبيّ وزمرته في آيات أُخري مستقلّة
|
|
|
|
|