بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا البذيء )).
***** أخي ... لماذا لم تكمل الآية الكريمة التي استشهدت بها ؟
فالآية نزلت في مدح وثناء الصحابة ومن ضمنهم أبي بكر الصديق ( رضي الله عنهم وأرضاهم ) .
وها هي الآية كاملها دون بتر لايضاح المعنى
وإليك التفسير وسبب النزول
أي لا يمكن أن ترى جماعة صدقون بالله وباليوم الآخر يحبون ويوالون من عادى الله ورسوله وخالف أمرهما، لأن من أحبَّ الله عادى أعداءه، ولا يجتمع في قلب واحد حبٌّ الله وحبُّ أعدائه، كما لا يجتمع النور والظلام أحبَّ أحداً امتنع أن يحب عدوه، لأنهما لا يجتمعان في القلب، فإِذا حصل في القلب مودة أعداء الله لم يحصل فيه الإِيمان { وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } أي ولو كان هؤلاء المحادُّون لله ورسوله أقرب الناس إِليهم، كالآباء، والأبناء، والإِخوان، والعشيرة، فإِن قضية الإِيمان بالله تقتضي معاداة أعداء الله قال في البحر: بدأ بالآباء لأن طاعتهم واجبة على الأولاد، ثم بالأبناء لأنهم أعلق بالقلوب، ثم بالإِخوان لأنهم بهم التعاضد ، ثم بالعشيرة لأن بهم التناصر والمقاتلة والتغلب على الأعداء .
سبب النزول :-
قال ابن كثير: نزلت { وَلَوْ كَانُوۤاْ آبَآءَهُمْ } في " أبي عبيدة " قتل أباه الجراح يوم بدر، { أَوْ أَبْنَآءَهُمْ } في الصِّديق همَّ بقتل ابنه " عبد الرحمن بن أبي بكر " { أَوْ إِخْوَانَهُمْ } في مُصعب بن عمير قتل أخاه عُبيد بن عمير يومئذٍ { أَوْ عَشِيرَتَهُمْ } في حمزة، وعلي، وعبيدة بن الحارث، قتلوا عُتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة يوم بدر { أُوْلَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلإِيمَانَ } أي أثبت الإِيمان ومكنه في قلوبهم، فهي مؤمنةٌ موقنةٌ مخلصة { وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ } أي وقوَّاهم بنصره وتأييده قال ابن عباس: نصرهم على عدوهم، وسمى ذلك النصر روحاً لأن به يحيا أمرهم { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أي ويدخلهم في الآخرة بساتين فسيحة، تجري من تحت قصورها أنهار الجنة { خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها أبد الآبدين { رَضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } أي قبل الله أعمالهم فرضي عنهم، ونالوا ثوابه فرضوا بما أعطاهم، وإِنما ذكر رضوانه عليهم بعدد دخولهم الجنة لأنه أعظم النعم، وأجل المراتب قال ابن كثير: وفي الآية سر بديع وهو أنهم لما سخطوا على الأقارب والعشائر في الله تعالى، عوَّضهم الله بالرضا عنهم وأرضاهم بما أعطاهم من النعيم المقيم، والفوز العظيم { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ ٱللَّهِ } أي أولئك جماعة الله وخاصته وأولياؤه { أَلاَ إِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي هم الفائزون بخيري الدنيا والآخرة، وهذا في مقابلة قوله تعالى { أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ }.
{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ } أي لا ينبغي ولا يصح للنبي والمؤمنين أن يطلبوا من الله المغفرة للمشركين { وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ } أي ولو كان المشركون أقرباء لهم { مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } أي من بعد ما وضح لهم أنهم من أهل الجحيم لموتهم على الكفر، والآية نزلت في أبي طالب { وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ } هذا بيان للسبب الذي حمل إِبراهيم على الاستغفار لأبيه آزر أي ما أقدم إِبراهيم على الاستغفار { إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } أي إِلا من أجل وعدٍ تقدم له بقوله { سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيۤ }
[مريم: 47] وأنه كان قبل أن يتحقق إِصراره على الشرك { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ } أي فلما تبين لإِبراهيم أن أباه مصرّ على الكفر ومستمر على الكفر، تبرأ من أبيه بالكلية فضلاً عن الاستغفار له، ثم بيّن تعالى بأن الذي حمل إِبراهيم على الاستغفار هو فرط ترحمه وصبره على أبيه فقال { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ } أي كثير التأوه من فرط الرحمة ورقة القلب { حَلِيمٌ } أي صبور على ما يعترضه من الأذى ولذلك حلم عن أبيه مع توعده له .
*****أما قولك : فالبراءة من جميع أعداء الله عز وجل سواءا كانوا أقارب أو أباعد .
*** نعم هذا الكلام الذي تكرمت به أخي صحيح لو تناولته بشكل عام ، اما إذا خصصته بالصحابة وعلى رأسهم أبي بكر الصديق فلابد من ذكر ما يثبت ذلك لفظيا وصراحة سواء بآيات قرانية أو أحاديث نبوية صحيحة السند !!!
*** فهل من المعقول أن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وارضاه يتبرأ من جده ( أبي بكر الصديق رضي ا عنه وأرضه) وربه ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه راضين عنه و÷و أحد المبشرين بالجنة؟؟؟. ( ارجع إلى مناظرة الإمام جعفر الصادق ).
*** ثم لماذا الإمام جعفر الصادق يفتخر بانتسابه له بقوله : [[ ولدني أبو بكر مرتين، وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر رضي الله عنه ظاهراً وباطناً ]].
*** أتعرف لماذا اقرأ التالي بتمعن دون عناد ومكابرة واتباع الهوى..
فأمَهُ هي: أمُ فروة بنتُ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
وأمها -أي: جدتهُ من قِبلِ أمهِ-: هي أسماءُ بنتُ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين، فإذا كان هؤلاءِ أخوالهُ، وهذا الصديقُ جدهُ من الجهتين فلا يتصورُ في مثلِ جعفر بن محمد وهو من هو في دينهِ وقربهِ من الأصلِ النبوي، أن يكون شاتماً أو مبغضاً أو حاقداً على جدهِ، إذ لا تُقرهُ مروءتُهُ وشيمتُهُ وعروبتُهُ فضلاً عن دينهِ وكمالِ علمهِ وفضلهِ.
*** ثم اقرأ – هداني الله وإياك – ما قاله آل البيت رضي الله عنهم جميعا ما يدعو الإمام جعفر الصادق يفتخر بجده .
1. قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (خيرُ هذه الأمة بعد نبيّها أبو بكر وعمر).
1-2وقوله: (لا أُوتي برجل يُفضلّني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته حدَّ المفتري).
1-3ولما سُئل رضي الله عنه عن سبب بيعته لأبي بكر رضي الله عنه بالخلافة قال: (لولا أنا رأينا أبا بكر لها أهلاً لما تركناه).
2.وكان زين العابدين رضي الله عنهم يدعو لهم في صلاته فيقول: (اللهم وأصحابُ محمد خاصةً الذين أحسنوا الصحابةَ والذين أبلوا البلاءَ الحسنَ في نصرِه.. اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته..)
3.وقال جعفر الصادق -رحمه الله-: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفاً.. ولم ير فيهم قدري، ولا مرجئي، ولا حروري، ولا معتزلي ولا صاحب رأي..).
4. وسُئل الرضا عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم).
وقوله: (دعوا لي أصحابي) فقال: (هذا صحيح ).
***** أما قولك :هذا القرآن الكريم قد طعن في الكفار والمشركين والمنافقين واليهود والنصارى ولعنهم مع أنه قدوة المؤمنين ومنهاج حياتهم!
فهل رسول الله صلى الله عليه وآله ينهانا عما فعله القرآن الكريم!!!
***أقول :حاشا لله – تأمل حكم اللعن في القرآن الكريم والسنة النبوية
يجوز التعبير عن كراهية أهل المعاصي بلعنهم من غير تعيين كما يجوز لعن من اتصف بمعصية من غير تعيين فذلك جائز لزجر الظالمين والعصاة – كما أشرت في ردك – كلعن الكفار و والمشركين والمنافقين واليهود والنصارى كقوله تعالى : ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وهذا حكمة من الله لأن كما أشرت قدوة المؤمنين ومنهاج حياتهم .
أفترض أخي – هداني الله وياك – لو لعن اليهود باسمائهم وكذا النصارى والمنافقين وووو ثم تابوا إلى الله تعالى وندموا على معاصيهم ..... هل سيظل لعنهم باسمائهم في القرآن الكريم مع أنهم تابوا إلى يوم القيامة ؟
أليس هذا هو الظلم بعينه !!؟؟؟ والله عادل لا يظلم عباده ، وقس عل ذلك أحاديث الرسول عليه السلام الذي لا يمكن أن يأتي بأحاديث تناقض القرآن الكريم ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )
ومن ذلك لعن الفعل في السنة النبوية قوله عليه السلام : (( لعن الله آكل الربا )) ، (( لعن الله من لعن والديه )) ، (( لعن الله من ذبح لغير الله ))، (( لعن الله اليهود، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) ...الخ
الله يهديك وينور بصيرتك بالحق
.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته