عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية العـراقي
العـراقي
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2878
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,682
بمعدل : 0.40 يوميا

العـراقي غير متصل

 عرض البوم صور العـراقي

  مشاركة رقم : 24  
كاتب الموضوع : العـراقي المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-02-2008 الساعة : 10:54 PM


الاخ وميض نرحب بك في المنتى المبارك وارجوا ان تعم الفائده للجميع

أعتقد بأن أكبر مصيبة واجهت الزملاء السلفية - و هي السبب في ما هم فيه من ضلال – هي الفهم الخاطئ للقرآن الكريم و السنة النبوية ، و ليّ أعناق الآيات لتتماشى مع فهمهم. و من ضمن الآيات التي يستدلون بها لإضفاء قاعدة عدالة الصحابة على آلاف مؤلفة من المسلمين هو هذه الآية الشريفة :

{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة100

و للوقوف على المعنى الصحيح للآية و توجيهها كما أراده الله عز و جل لنقرأ معاً هذا الجواب :

سؤال وجهه أحد المخالفين لـ السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم( دام ظله )

س 1 ـ ما هو موقف الشيعة من هذه القضية القرآنية وهي:
أن القرآن الكريم عند تعرضه لحال الأمة المحمدية ودرجتها ومنزلتها عند الله قد قسمها إلى قسمين:
قسم محدود بزمن. وهؤلاء أطلق الله عليهم السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. وعامة ما يرد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية من ذكر للصحابة ـ بلفظ الصحابة أو أمثالها ـ يُعنى به السابقون الأول.وهذا القسم قد رضي ربنا عزوجل عنهم، دون أن يشترط فيهم الاتباع بإحسان، بخلاف القسم الثاني، وهو:
القسم الثاني الذي اشترط فيهم الاتباع بإحسان. مع العلم بأن كثيراً ممن يطلق عليه لفظ الصحابة مذكور في الشطر الثاني من الآية، حيث قال عز من قائل: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) التوبة/100.
فإن نقل عن أحد من السابقين الأول ـ مهاجراً كان أم أنصارياً ـ قضية فيها إثم أو معصية ، أو خلاف أو شقاق، أيصح لنا نحن المتأخرين أن نطلق ألسنتنا في هذا الصحابي؟! مع أن السنة النبوية اقتضت أن لا نفعل ذلك، وأن لا نقتدي بهذا العمل الظاهر فساده، وأن نَكِل حال هذا الصحابي ومنزلته عند الله تعالى إلى الله عزوجل، لأنه وحده المختص بهم. كما هو الحاصل في قضية حاطب بن أبي بلتعة، حيث إن رسول الله(صلى الله عليه و سلم) احتج على من أنكر على حاطب بقوله: (( لعلّ الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم، فإنني قد غفرت لكم )).



الجواب :

ج: يحسن التعرض في جواب ذلك لأمور..

( الأمر الأول ) : أنه لم يتعرض القرآن الكريم للسابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان إلا في قوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))(1).

ولا يخفى أن الآية الشريفة قد تضمنت أمرين:
( أولهما ) : الإخبار عن رضا الله تعالى عن السابقين الأولين.
( ثانيهما) : وعد الله لهم بالجنة، والحكم لهم بالفوز العظيم.


الإخبار بالرضا لا يدل على استمراره إلى حين موته
أما الإخبار بالرضا فهو لا يدل إلا على أنه تعالى راضٍ عنهم حينما أخبر بذلك، وهو وقت نزول الآية الشريفة، ولا يكشف عن استمرار رضا الله تعالى عنهم إلى حين موتهم، بحيث يلقاهم راضياً عنهم. لوضوح أن رضا المولى عن عبده تابع لطاعة العبد له, ولو بتوبته من ذنبه, وهو يختلف باختلاف حالات العبد، واختلاف أعماله. فالله سبحانه وتعالى قد يرضى عن عبده في يوم، لطاعته له، ثم يغضب عليه بعد ذلك، لمعصيته له، ثم يعود فيرضى عنه إذا تاب وأطاعه، ثم يغضب عليه إذا عصاه... وهكذا. وليس من شأن الرضا البقاء، بحيث لا يزول.ومن ثم لا مجال للاستدلال بالرضا عنهم على نجاتهم.


الاستدلال على نجاة السابقين الأولين بالوعد لهم بالجنة
وأما الوعد لهم بالجنة، والحكم لهم بالفوز العظيم، فقد يستدل به في المقام على المدعى. وهو ما سوف نتحدث عنه.

إذا عرفت هذا فلابد (أولاً) : من تحديد المدعى، ثم النظر في أن الآية الشريفة هل تدل عليه أو لا؟. ويمكن توجيه المدعى بوجهين: الكلام في أن السابقين الأولين مقطوع لهم بالسلامة والفوز بالجنة

(الوجه الأول): أن السابقين الأولين مقطوع لهم بالسلامة والنجاة في الآخرة، والفوز بالجنة، إما لكونهم معصومين من الذنوب، أو لأنه يختم لهم بالتوبة المقبولة، أو لأن الله تعالى يتفضل عليهم بالعفو والمغفرة، وإن ماتوا على الذنوب والمعاصي. وقد يستدل على ذلك بالآية الكريمة، لأنها قد تضمنت تعقيب الرضا عنهم بإعداد الجنات لهم، وبفوزهم، المناسب للقطع بسلامتهم. لكنه يندفع بأن ذلك لا يختص بالسابقين الأولين، بل كما ورد ذلك فيهم، ورد نظيره في غيرهم.


الوعد بالجنة والفوز لكل مهاجر وأنصاري
قال تعالى: (( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ))(2).

وقال سبحانه: (( وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ* لَيُدْخِلَنهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ))(3).

ونحوهما غيرهما مما تضمن الوعد لكل مهاجر ولو من غير السابقين. بل يظهر منها العموم لكل مهاجر من بلاد الكفر لبلاد الإسلام، ولو بعد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) .

وقال عزوجل: (( وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ))(4) ومقتضاه عموم السلامة والفوز لجميع المهاجرين والأنصار.


الوعد بالفوز لكل مؤمن عمل صالحاً
كما أنه قد استفاضت الآيات الكريمة في الوعد بالفوز لعامة المؤمنين الذين يعملون الصالحات، كقوله عز من قائل: (( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ))(5).

وقوله عزوجل: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ))(6). وقوله جل شأنه: (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ* ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ))(7). ونحوها كثير جداً.



الوعد بالفوز والجنة لكل مؤمن
بل أطلق في بعضها الوعد بذلك للمؤمنين، من دون تقييد بالعمل الصالـح. كقوله عز اسمه: (( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ))(8).

إطلاق الوعيد بالخسران والعذاب لكل عاصٍ وزائغ
كما أنه ورد مستفيضاً في الكتاب المجيد والسنة الشريفة إطلاق الوعيد بالعذاب والخسران بسبب الزيغ والمعاصي، مثل قوله تعالى: (( وَمَنْ يُشَاقِقْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ))(9).وقوله سبحانه: (( وَمَنْ يُشَاقَّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(10).

وقوله عزوجل: (( وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً ))(11).

وقال جل شأنه: (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ))(12)... إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة. وكذا الحال في السنة الشريفة.


الجمع بين أدلة الوعد والوعيد باشتراط حسن الخاتمة في الوعد
ومن هنا لابد من الجمع بين الطائفتين: طائفة الوعد، وطائفة الوعيد. وذلك بحمل أدلة الوعد المطلقة على اشتراط حسن الخاتمة، إما بالاستقامة على الحق حتى النهاية، وإما بالتوبة والرجوع للحق بعد الزيغ والخروج عنه.

وهو المستفاد من الآيات والأحاديث الكثيرة أيضاً. قال تعالى: (( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ))(13).

وقال سبحانه: (( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ المَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ))(14).

وقال عزوجل: (( أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))(15) إلى غير ذلك.

وذلك جار في الآية الأولى الواردة في السابقين الأولين، والتي تقدم منك الاستدلال بها. حيث يتعين حملها على خصوص من استقام منهم وحفظ العهد ولم يزغ عن أمر الله تعالى.



تحذير الصحابة من الفتنة والانقلاب
ولاسيما مع ما ورد من تحذير الصـحابة أنفسـهم مـن الفتـنـة والانقلاب والوعيد للمنقلبين بالعذاب والخسران.
قال عز من قائل: (( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ))(16).

ومن الظاهر أن المراد بذلك غير من عرف بالنفاق قبل نزول الآية الشريفة، كما تقدم التنبيه لذلك في جواب السؤال الثاني من الأسئلة السابقة.

وقال جل شأنه، مخاطباً المسلمين في أوائل الهجرة، بمناسبة واقعة بدر، حيث كان أكثرهم أو كلهم من السابقين ـ بالمعنى الذي تريده ـ: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ))(17).

وقد ورد عن عون بن قتادة قال: (حدثني الزبير بن العوام. قال: لقد حذرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتنة لم نر أنا نخلق لها. ثم قرأ: (( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) فقرأناها زماناً، فإذا نحن المعنيون بها. قال: فحيث كان هذا فلِمَ خرجتم؟ قال: ويحك، نحن نعلم، ولكن لا نصبر) (18).

وقال عز اسمه مخاطباً المسلمين ومعاتباً لهم على فرارهم يوم أحد، وكلهم أو كثير منهم من السابقين الأولين: (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ ))(19).

وقال سبحانه: (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ))(20).

وقال تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ))(21).

ومثل ذلك نصوص الحوض الكثيرة، وغير ذلك مما تقدم في جواب السؤال الثاني من الأسئلة السابقة، ومما لم نذكره. فإنه يتعين لأجل ذلك حمل الآية المتقدمة على التقييد بحسن الخاتمة. كما يجري ذلك في جميع ما قد يساق دليلاً على سلامتهم بوجه قاطع، مما يأتي في كلامك، ومما لم تذكره. ولا يسعنا استقصاؤه. ووضوح ذلك يغني عن إطالة الكلام فيه.


توجيه إطلاق الوعد بالفوز
وربما كان وجه الإطلاق في الآية المذكورة وغيرها هو أن اشتراط الاستقامة، أو حسن الخاتمة، من الوضوح بحدّ لا يحتاج إلى البيان، بحيث يفهم من الإطلاق من دون حاجة إلى أن ينص عليه. لما هو المعلوم من الشرع والعقل من أن سبب الفوز إذا كان هو الإيمان والعمل الصالـح أو السبق لهما، فلا معنى لثبوت الفوز بعد فقدهما، والخروج عما فرضه الله تعالى، والزيغ عن صراطه المستقيم.

ــــــــــ
(1) سورة التوبة الآية: 100.
(2) سورة آل عمران الآية: 195.
(3) سورة الحج الآية: 58 ـ 59.
(4) سورة الأنفال الآية: 74.
(5) سورة البقرة الآية: 25.
(6) سورة العنكبوت الآية: 58.
(7) سورة الشورى الآية: 22 ـ 23.
(8) سورة التوبة الآية: 72.
(9) سورة الأنفال الآية: 13.
(10) سورة الحشر الآية: 4.
(11) سورة النساء الآية: 114.
(12) سورة النساء الآية: 93.
(13) سورة الشعراء الآية: 88 ـ 89.
(14) سورة فصلت الآية: 30.
(15) سورة آل عمران الآية:87 ـ 89.
(16) سورة آل عمران الآية: 179.
(17) سورة الأنفال الآية: 24 ـ 25.
(18) السنن الواردة في الفتن ج:1 ص:204 باب: قول الله عزوجل ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً))، واللفظ له. تفسير ابن كثير ج:2 ص:300 في تفسير الآية.
(19) سورة آل عمران الآية: 144.
(20) سورة آل عمران الآية: 105 ـ 107.
(21) سورة محمد الآية: 33.


توقيع : العـراقي
من مواضيع : العـراقي 0 لا ندري ما يُفعل بنا
0 طوبى لمن غلب عقله على شهواته
0 بالدليل القاطع ابا بكر و عمر هما شر الدواب عند الله
0 و موضوع (إطاعة الله وإطاعة الرسول) تقديم "الطائر الابيض" ( العـراقي )
0 مباهلة الطائر الابيض (( العـراقي )) مع فارس الدعوة في موضوع معاوية في النار في برنامج لايت سي
رد مع اقتباس