عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية حيــــــــــدرة
حيــــــــــدرة
محـــــاور عقائدي
رقم العضوية : 7206
الإنتساب : Jul 2007
المشاركات : 3,190
بمعدل : 0.49 يوميا

حيــــــــــدرة غير متصل

 عرض البوم صور حيــــــــــدرة

  مشاركة رقم : 29  
كاتب الموضوع : حيــــــــــدرة المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-10-2007 الساعة : 11:00 AM


وخــــــــــلاصة القــــــــــول فيه كــــــــــله
لمن أراد الحق فــــــــيه ..:




كانت السبئية تعني ـ قبل اختراع قصة عبدالله بن سبأ ـ الانتساب إلى قبائل اليمن، من سلالة سبأ بن يشجب.
وقد ورد في القرآن الكريم ذكر «سبأ»، قال تعالى: (وَجِئْتُكَ مِن سَبَإِ بِنَبَإ يَقِين)(1)
وقال: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ)[2].


ولقِّب بالسبئية عدد كبير من رواة الحديث في الصحاح الستّة، فقد عدّ السمعاني وابن ماكولا من رواة الحديث الذين اشتهروا بالسبئي; لانتسابهم إلى سبأ بن يشجب منهم: عبدالله بن هبيرة السبئي وأبو رشد بن حنش السبئي، وقد روى عنهما مسلم في صحيحه، كما روى عنهما في سننهم كلٌّ من النسائي والترمذي وابن ماجة وأبي داود.

ومنهم: أزهر بن عبدالله السبئي المتوفّى سنة 250 هجرية، وأسد بن عبدالرحمان السبئي الأندلسي الذي كان حيّاً بعد سنة خمسين ومائة، وسليمان بن بكار السبئي، وجبلة بن زهير السبئي.

وهذه الأسماء التي ذكرناها إنّما ذكرناها كمثال لما قلنا، وإلاّ فهناك الكثيرون غيرهم ممّن وردت أسماؤهم في شتّى الكتب وممّن ذكرهم السمعاني وابن ماكولا، ولقد لقِّب كلٌّ منهم بالسبئي; لانتسابه إلى سبأ بن يشجب.
وكان فيهم من وجد في مصر، وفي الأندلس، وفي اليمن، وفي أقطار أخرى، واستمر ذلك إلى أواسط القرن الثالث الهجري.


ومن هنا نعلم أنّه لم يكن في ذهن أحد عندما يذكر لفظ «السبئي» إلاّ الانتساب إلى اليمن، ولم يكن له أيّ مدلول آخر.


وبهذا المعنى أطلق لفظ «السبئي» على مجموعة القبائل القحطانية اليمنية التي تكتّلت حول علي بن أبي طالب (عليه السلام) في معاركه الكبرى، والتي كان تشكّل جمهرة أنصاره بقيادة رؤسائها، أمثال: عمّار بن ياسر، ومالك الأشتر، وحجر بن عدي، وقيس بن سعد بن عبادة، وخزيمة بن ثابت، وسهل بن حنيف، وعبدالله بن عديل، وعدي بن حاتم، وعمرو بن الحمق، وسليمان بن صرد، وغيرهم.
وجميع هؤلاء يمنيّون سبئيّون بالنسب، على أنّ الأمر تطوّر في عهد زياد بن أبيه الذي اتّخذ من هذه النسبة وسيلةً للهمز بالألقاب، ويبدو أنّه حار فيما يطلق عليهم، إذ ليس في أيّ لقب من الألقاب إلاّ ما يشرّفهم، لذلك اختار لهم لقب «السبئيون» ليعود بهم إلى الأصل الجاهلي البعيد.

وعدا القبائل اليمنية، فقد كان جمهور «ربيعة» مع علي (عليه السلام) أيضاً، وكانوا من المتفانين في تأييده، وعقد بينهم وبين اليمنيّين عهد جاء فيه ما يلي:
«هذا ما اجتمع عليه أهل اليمن، حاضرها وباديها،» وربيعة حاضرها وباديها.

ومن هنا كان لقب «السبئية» يلحق أيضاً «الربيعيين» خلفاء اليمانيّين، وظلّت هذه التسمية (السبئية) تطلق نبزاً على أنصار علي، والمتمسّكين بولائه، ولا تعني شيئاً غير هذا، حتّى أنّ زياد بن أبيه، عندما هيّأ الأسباب لمجزرة «حجر بن عدي» وأصحابه الأبطال، ومن ثم أرسلهم لمعاوية فقتلهم، لم ينسب إليهم شيئاً سوى قوله: أنّ طواغيت من هذه الترابية السبئية!! ثم يقول: اعلنوا أنّ الخلافة لآل أبي طالب وأظهر عذر أبي تراب وترحّم عليه.
والمقصود بأبي تراب هو علي بن أبي طالب، إذاً فإنّ كلّ جريمة (السبئية الترابية) هي (الزعم بأنّ الخلافة لآل أبي طالب) و(الترحّم على علي). ولا شيء غير هذا!!
وتطلّ لفظة «السبئية» من جديد في أوائل القرن الثاني الهجري، لنفس العوامل والأسباب، ولا يُقصد بها حين تُطلق ألاّ أنّها القول بنصر علي (عليه السلام) وبني علي.

فحينما حاول أبو سلمة الخلاّل تحويل الخلافة من العباسيّين إلى الطالبيّين قبل أظهار بيعة السفّاح، فقام أن خطب السفّاح بعد أن بويع، وقال فيما قال: وزعمت السبئية الضلاّل أنّ غيرنا أحقّ بالرئاسة والخلافة».


إذن فكلّ ما استطاع السفّاح العباسي نسبته إلى السبئيين هو أنّهم يرون غير العباسيّين أولى بالخلافة، وهذا ضلال عند السفّاح. فهو كزياد ابن أبيه، كان يودّ لو وجد لهم ذنباً آخر، أو لو عرف بهم انحرافاً عن الإسلام وقواعده لشهّر بهم وكشفهم.

هكذا كان مدلول لفظ «السبئية» حتى أوائل القرن الثاني الهجري، إلى أن نشأ رجل في أواسط هذا القرن اسمه «سيف بن عمر التميمي»، فإذا بالسبئية تأخذ على لسانه معنىً جديداً، وتتحوّل من النسبة إلى «سبأ بن يشجب» إلى إنسان يخترعه ويسمّيه «عبدالله بن سبأ» بل وإلى اتّهام في العقيدة الإسلامية.


فمن هو ابن سبأ، ومن هم السبئيون؟
وماهي دعاواه؟
وما هي أعماله فيما يروي سيف بن عمر التميمي؟


وملخّص ما زعموا أنّ يهودياً من صنعاء اليمن أظهر الإسلام في عصر عثمان، واندسّ بين المسلمين، وأخذ يتنقّل في حواضرهم: الشام والكوفة والبصرة ومصر، مبشّراً بأنّ للنبي محمد (صلى الله عليه وآله) رجعة كما أنّ لعيسى ابن مريم رجعة، وأنّ علياً خاتم الأوصياء كما كان محمد (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء، إلى غير ذلك من العقائد، وأنّ عثمان غاصب، فيجب مناهضته لإرجاع الحقّ إلى أهله.
وسمّوا بطل قصتهم «عبدالله بن سبأ» ولقّبوه بابن السوداء، وزعموا أنّه بثّ في البلاد الإسلامية دعاته، وأشار عليهم أن يظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والطعن في الأُمراء، فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين، فيهم الصحابي والتابعي الصالح.
وزعموا أيضاً: أنّ السبئيين أينما كانوا أخذوا يثيرون الناس على ولاتهم ـ تنفيذاً لخطّة زعيمهم ـ ويضعون كتباً في عيوب الأُمراء ويرسلونها إلى الأمصار، فنتج عن ذلك قيام جماعات من المسلمين بتحريض السبئيين، وقدومهم إلى المدينة، وحصرهم عثمان في داره حتّى قُتل فيها، وأنّ كلّ ذلك كان بقيادة السبئيين ومباشرتهم!
وزعموا أيضاً: أنّ المسلمين بعد أن بايعوا علياً، وخرج طلحة والزبير إلى البصرة لحرب الجمل، رأى السبئيون أنّ رؤساء الجيشين أخذوا يتفاهمون، وأنّه إن تمّ ذلك سيؤخذون بدم عثمان، فاجتمعوا ليلا وقرّروا أن يندسّوا بين الجيشين، ويثيروا الحرب بكرةً دون علم غيرهم! وأنّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غسق الليل قبل أن ينتبه الجيشان المتقابلان، فناوش المندسّون من السبئيون في جيش علي (عليه السلام) من كان بإزائهم من جيش البصرة، والمندسّون منهم في جيش البصرة من كان بإزائهم من جيش علي (عليه السلام)، ففزع الجيشان، وفزع رؤساؤهما، وظنّ كلٌّ بخصمه، وزعموا أنّ حرب البصرة المشهورة بحرب الجمل وقعت هكذا، دون أن يكون لرؤساء الجيشين فيها رأي أو علم.

إلى هنا ينتهي هذا القاصّ، من نقل قصة السبئيين، ولا يذكر بعد ذلك عن مصيرهم شيئاً!!


فما هي حقيقة عبدالله بن سبأ؟ وهل وجد حقّاً.
وهل كان له من الأثر ماكان؟
وهل استطاع فعلا هذا اليهودي القديم أن يؤثّر هذا الأثر؟


الواقع التاريخي بعيد كلّ البُعد عمّا ألّفه بعض الناس من أقوال في الموضوع، فإنّ الذين اخترعوا عبدالله بن سبأ ونسبوه إلى اليهود، اخترعوا إلى جانبه دعوةً، ثم اخترعوا جماعةً تأخذ بتلك الدعوة وسمّوهم «السبئية».
ويكفيك أن يكون بطل الأُسطورة المخطّط لها هو سيف بن عمر التميمي الذي أجمع رواة الحديث وعلماء الرجال على تكذيبه.

ورواة الحديث وعلماء الرجال يتشدّدون في صحّة الرواية، لذلك كشفوا سيف بن عمر، وأبانوا وضعه الحديث، وافتراءه على الشريعة وصاحبها، ودعوا إلى عدم الأخذ بما يرويه، على العكس من رواة التاريخ الذين يرون أنّهم ما دامت رواياتهم ليست مصدراً للتشريع، ولاتمسّ الدين، فهم في حلٍّ من الأخذ بكلّ ما يمرّ في طريقهم من أقاصيص، وهكذا استحّل الطبري المؤرّخ أنّ ينقل عن سيف بن عمر هذا.

وجميع الذين ذكروا قصة عبدالله بن سبأ كان مصدرهم الوحيد (الطبري) المستند إلى رواية سيف بن عمر، وليست هذه القصة وحدها التي يستند فيها الطبري إلى سيف بن عمر، بل غيرها كثيرات من وقائع التاريخ لم يكن من سند لها إلاّ سيف بن عمر.
وكي نعرف مقدار تورّط الطبري فيما أسنده إلى سيف، ومقدار ما ضلّل به الأجيال، علينا أن نسمع رأي المحدّثين وعلماء الرجال.

فقد قالوا وهم يصفون «سيف»: يروي عن خلق كثير من المجهولين، ضعيف الحديث، ليس بشيء، متروك، يضع الحديث وهو في الرواية ساقط، يروي الموضوعات عن الثقات، عامة أحاديثه منكرة، متّهم بالوضع والزندقة...

ولكي تتأكّد لك صحّة ما قلناه، يمكنك أن تراجع كتب الرجاليين السنّة الذين ترجموا له[3] نقلا عن جماعة من علماء الرجال; كابن معين، وأبي حاتم، وأبي داود، والنسائي، والدارقطني، وابن عدي، وابن حبّان، وعباس بن يحيى... وغيرهم.

- فأمّا في كتاب (الإصابة) و(الاستيعاب) فجاء في ترجمة القعقاع بن عمر: «وقال فيما رواه سيف بن عمر، عن عمرو بن تمام، عن أبيه عنه. وسيف متروك، وإنّما ذكرناه للمعرفة».

- وفي (الإصابة) في موضع آخر منه قال: «سيف بن عمر ضعيف»[4].

- وأمّا جلال الدين السيوطي فنقل عنه حديثاً واحداً في كتابه «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة» ثم قال معقّباً عليه: «موضوع، فيه ضعفاء أشدّهم سيف»[5].



>> والخـــــــلاصة فيه سيف بن عمر :

فهذا الموصوف بهذه الصفات عند علماء الرجال والمحدّثين: سيف بن عمر، هو الذي روى قصة عبدالله بن سبأ، واخترع مااخترع حولها من أساطير.

وأنّ المحدّثين وعلماء الرجال كانوا يدركون حقيقة «سيف» هذا، لذلك كشفوه ووصفوه بالكذب، ودعوا إلى عدم الأخذ بما يروي ويخترع.

ولكن ما حذّر المحدّثون وعلماء الرجال الناس من الوقوع فيه، وقع فيه المؤرّخون، أو بالأحرى وقع فيه «الطبري» وعنه انتشرت أساطير سيف[6].

والواقع أنّ سيفاً كان من أخطر الرجال، يعرف كيف يأتي الإنسان من خلفه ومن بين يديه، ليتلاعب بفكره كيف شاء، وليدسّ عليه ما يريد دسّاً محكماً رهيباً.
ولكن ماذا كان يريد سيف بن عمر هذا؟ ولماذا شغل نفسه وشغل الناس بكلّ تلك الأساطير، ومن بينها أُسطورة عبدالله بن سبأ ؟


كان سيف يحمل في أعماقه ضغناً على شيئين اثنين: الإسلام، والقبائل القحطانية.

فقد كان هاجسه الوحيد هو تشويه الإسلام، والنيل من القبائل القحطانية اليمانية التي انضمّت إلى الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

أراد أن يصوّر الإسلام بالصورة الدموية، وأن يجعل قادته سفّاحين سفّاكين، مستخفّين بالدم، لا يبالون بأن يريقوا دماء عشرات الأُلوف بأمر يصدرونه. كما أراد إبراز الإسلام ديناً خرافياً، يؤمن أتباعه بالسخافات، ويعتقدون بالخرافات!

وبعد ذلك أراد أن يشوّه عقائد من يراهم أعداءه من القحطانيّين، وأن يزيّف اتجاهاتهم التي ارتضوها، ومواقفهم التي اعتنقوها، فاخترع لهم: عبدالله سبأ.
أمّا طريقته التي سلكها إلى هدفه الأكبر فكانت على الشكل الآتي:

كان يختلق الأحداث الفاجعة، ثم يمّوهها بجمل برّاقة تمدح القوّاد مدحاً مغرياً، ويطلق ذلك كلّه دفعةً واحدةً، فيبهر المدح عقول الناقلين بهراً، يجعلهم في غفلة عمّا أراد بهم وبالإسلام، فيأخذون روايات سيف بالجملة.
نروي هنا مثالا واحداً من عشرات الأمثلة، هو ما رواه سيف عن خالد بن الوليد في إحدى معاركه في العراق.
قال سيف: «وقال خالد: اللّهم إنّ لك علىَّ إن منحتنا أكتافهم، ألاّ استبقي منهم أحداً قدرنا عليه حتّى أجري نهرهم بدمائهم!
ثم إنّ الله نصرهم، فنادى منادي خالد: الأسر، الأسر، لاتقتلوا إلاّ من امتنع، فأقبلت الخيول بهم أفواجاً يساقون سوقاً، وقد وكلّ بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك يوماً وليلة، وطلبوهم الغد وبعد الغد!!».

وحسب رواية سيف ظلّت المذبحة مستمرّة بقصد أن يجري نهر من الدم، لتبرّ يمين خالد، لكن دماء عشرات الألوف لم يكن في وسعها أن تبرّ تلك اليمين، لذلك قال له القعقاع وغيره كما يروي سيف:
«لو أنّك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم، فإنّ الدم ـ بعد قتل هابيل بن آدم ـ قد نهي عن السيلان إلاّ مقدار برده، فأرسل عليه الماء تبرّ يمينك. وكان قد صدّ الماء عن النهر، فأعادوه، فجرى دماً عبيطاً، فسمِّي نهر الدم لذلك الشأن إلى اليوم، وبلغ قتلاهم من أليس[7] سبعين ألفاً!!».

هذه رواية واحدة من روايات سيف بن عمر، التي نقلها عنه الطبري مع ما نقل من قصص عبدالله بن سبأ، ومن ثم عن الطبري أخذها «ابن الأثير» و«ابن خلدون».
ثم أعقب سيف هذه الرواية برواية تشير إلى أنّ خالداً بعد أن انتصر في مدينة «امغشيا» أمر بهدم المدينة وكلّ شيء في حيزها!

وعجبي أنّ هذه الفظائع التي تعتبر فظائع جنكيز خان وهولاكو أمامها يسيرة قد قبلها الطبري ومن أتى بعد الطبري حتى هذا الزمن، قبلوها وسيظلّون يقبلونها لأنّ سيف بن عمر هذا قد عرف كيف يدغدغ عواطفهم بإضفائه الثناء على شخص خالد بن الوليد بعدما زيّن مفترياته بإطار من ينشر مناقب الصحابة وفضائلهم!


كما نقلوا على لسان أبي بكر أنّه قال بعد مجزرة «أليس» التي ذُبح فيها بزعمهم سبعون ألف رجل، وبعد تهديم مدينة «أمغشيا»: يا معشر قريش، غدا أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله، أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد؟!

وبهذا يكون أبو بكر الصديق شريكاً في مجزرة «أليس» وتخريب المدينة العامرة «أمغشيا» بحسب رواية سيف بن عمر التميمي!!

هذا مثال عن محاولات سيف في إلباس الإسلام الثوب الدموي الرهيب، وتصويره للمسلمين على أنّهم ناشرين للخراب والدمار والموت حيث يحلّون.

وأمّا عن إظهار الإسلام مظهر الدين الخرافي، فإليك نموذجاً منه، كما يرويه الطبري عنه:

«نزل القائد أبو سبرة ـ خلال الفتوح ـ على مدينة «سوس» وأحاط بها المسلمون... إلى أن يقول سيف: فأشرف الرهبان والقسّيسون فقالوا: يا معشر العرب، إنّ ممّا عهد إلينا علماؤنا أنّه لايفتح السوس إلاّ الدجّال أو يقوم فيهم الدجّال، فإن كان الدجّال فيكم فستفتحونها، وإن لم يكن فيكم فلا تعنوا بحصارنا. فتقدّم رجل اسمه «صاف بن صياد» وكان مع المسلمين ومشتبهاً به أنّه الدجّال، تقدّم إلى باب مدينة السوس ودقّه برجله وقال: (انفتح) فتقطّعت السلاسل، وتكسّرت الأغلال، وتفتّحت الأبواب!

كما ويروي الطبري عن سيف، في فتح «حمص» ما خلاصته: أنّ سبب الفتح هو أنّ المسلمين كبّروا أول مرّة فزلزلت المدينة وتصدّعت حيطانها، ثم كبّروا ثانيةً فتهافتت دور كثيرة وحيطان، فرأى من في المدينة أن يستسلموا!

ويروي الطبري أيضاً عن سيف: أنّ الأسود العنسي مدّعي النبوّة، كان له شيطان يوحي إليه ويخبره بالغيب، وذكر أُموراً عجيبةً عمّا أوحاه إليه شيطانه!

هذا الراوي الذي يروي كلّ هذا، وما هو فوق هذا، وأضعاف هذا، هو نفسه قد روى قصة عبدالله بن سبأ.
فإن كان صادقاً في هذا الذي ذكرنا بعضه هنا، فلنا أن نجعله صادقاً في حديثه عن عبدالله بن سبأ والسبئية، وإن كان كاذباً فهو كاذب في كلا الحالين وجميع الأمرين، لأنّ الحقيقة لا تتجزّأ.
------------------------------------------------------




[1] . النمل : 22.

[2] . سبأ : 15.

[3] . انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 2: 200، تهذيب التهذيب لابن حجر 3: 583، الفهرست لابن النديم: 106 الفن الثاني من المقالة الثانية وغيرها من الكتب التي ترجمت لهذه الشخصية، مثل: الضعفاء الكبير للعقيلي 2: 175; كتاب المجروحين لابن حيان 1: 340، كتاب الضعفاء لأبي نعيم الاصبهاني: 91، التأمل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3: 435.

[4] . راجع الاصابة في تمييز الصحابة 5 : 343; الاستيعاب 3 : 1284.

[5] . اللآلئ المصنوعة 1 : 157، 199، 429.

[6] . انظر تاريخ الطبري 3 : 378.

[7] . اسم مكان.




وتعـــــــــيها أذن واعـــــــــــية


والحمد لله رب العالمين
جعلتها قربة إلي الله تعالى أحياء لأمر محمد وآل بيت محمد صلوات الله عليهم اجمعين



والســــــــــــــــلام

توقيع : حيــــــــــدرة
أنـا لـِلزّهــــــراء أهـــــــدي قــلمي --- هي وحـي ـ وشعوري ـ ودمــي
أنــا لا أعـــــــــرف الاّ حـــــــــــــبها --- وألـى دِفءِ وَلاَهَــا أَحـتَــــــمِي
هـي من روح النبيّ المصــــــطــفى --- وإليهــا أنـا روحـــي تـنتــــــمي
وهـي الجـوهـــــــــــرة الفـــــــرد الّتي --- خصّهــا الله بكـلّ القــــــــــــيم
إن تســـــــــد مـريم فـي أمّـــــــــتها --- فـلقد ســادت جـميــــــــــع الأمـم
نسـبي منهـا ومنهـا حســـــبي --- وكفـاني العـزً أنّـي فـاطــــــــــمي
من مواضيع : حيــــــــــدرة 0 مصادر التشريع وعلم الرجال لدى الشيعة
0 فقط للعريفي ... على أي دين نبيك ؟
0 وثقها ابن الجوزي هنا : فهل سيأخذ المخالفون بقول عائشة بنت الريس ؟
0 الورطة الكــــبرى من أبو هريرة للقــــوم الضالين !!
0 ما رأي الألباني في البخاري ؟!
رد مع اقتباس