عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية وهج الإيمان
وهج الإيمان
مشرف المنتدى العقائدي
رقم العضوية : 81228
الإنتساب : Jul 2014
المشاركات : 5,551
بمعدل : 1.39 يوميا

وهج الإيمان غير متصل

 عرض البوم صور وهج الإيمان

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : محمد علي 92 المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-09-2023 الساعة : 09:42 AM


حياكم الباري أخي محمد علي سأزيد على المشاركة القيمة للأخ الفاضل مروان بالتالي :

إن الأنبياء والأئمة عليهم السلام عصمهم الباري عزوجل والعصمة مطلقة لايستثنى منها النسيان ، لأن الله عزوجل أمر بطاعتهم الطاعة المطلقة فهذا يدل على عصمتهم من النسيان ومن كل مايخدش العصمة
قال تعالى : {أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ( النساء - 59).
وقد أشار الى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام في قوله أن من أمر الله بطاعته لاينسى فيستدل عليه السلام بآية طاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم و أولي الأمر وهم الائمة عليهم السلام على العصمة من النسيان


قال الإمام علي عليه السلام : " وَعَدَلُوا عَنْ أَخْذِ الأَحْكَامِ مِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ لَا يَزِلُّ وَلَا يُخْطِئُ وَلَا يَنْسَى. (بِحَارُ الأَنْوَارِ للعلامة المجلسي: 17 / 109) .

ويستدل على عصمة الأنبياء عليهم السلام حتى من النسيان كمثال بقوله تعالى : " { وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (الدخان- 32).

أيضآ قوله تعالى: { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ } (ص-47).
وآية التطهير تدل على العصمة للنبي صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام ولايستثنى من ذلك النسيان قال تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }(الأحزاب: 33)

- وهذا السؤال وجه لمركز الرصد العقائدي وفيه الإجابة على طلبك بالادلة العقلية والنقلية النافية للنسيان عنهم عليهم السلام :
أَدِلَّةُ نَفْيِ السَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ عَنْ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ (ع).
السُّؤَالُ: مَا هِيَ الأَدِلَّةُ العَقْلِيَّةُ وَالنَّقْلِيَّةُ عَلَى عَدَمِ سَهْوِ المَعْصُومِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)؟


الجواب :

: اللجنة العلمية
الأَخُ أحمد المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

هُنَاكَ أَدِلَّةٌ عَدِيدَةٌ عَلَى نَفْيِ السَّهْوِ وَالخَطَأِ وَالنِّسْيَانِ مُطْلَقًا عَنِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، نَذْكُرُ بَعْضَهَا:

الدَّلِيلُ الأَوَّلُ: إِنَّهُ لَوْ جَازَ عَلَيْهِمُ السَّهْوُ وَالخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ لَارْتَفَعَ الوُثُوقُ عَنْ إِخْبَارَاتِهِمْ، فَتَبْطُلُ فَائِدَةُ بِعْثَتِهِمْ وَنَصْبِهِمْ.

بَيَانُ ذَلِكَ: لَوْ جَازَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فِي عادِيَّاتِهم لَجَازَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فِي تَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ، وَلَجَازَ أَيْضًا فِي تَبْلِيغِ بَعْضِ مَا أُمِرُوا بِهِ، وَلَجَازَ عَلَيْهِمْ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِمْ، فَلَا يَبْقَى وُثُوقٌ بإِخْبَارَاتِهِمْ عَنِ اللهِ، وَلَا بِالشَّرَائِعِ وَالأَدْيَانِ، لِجَوَازِ أَنْ يَزِيدُوا وَيَنْقُصُوا فِيهَا سَهْوًا، فَتَنْتَفِي فَائِدَةُ بِعْثَتِهِمْ وَنَصْبِهِمْ، لِأَنَّ الغَرَضَ مِنْ نَصْبِهِمْ هُوَ هِدَايَةُ الخَلْقِ وَتَكْمِيلُهُمْ، وَهُوَ لَا يَتَحَقَّقُ إِلَّا بِوُثُوقِهِمْ بِحُجَجِ اللهِ، فَلَوِ ارْتَفَعَ الوُثُوقُ بِهِمْ، انْتَفَى الغَرَضُ مِنْ نَصْبِهِمْ وَبِعْثَتِهِمْ.

الدَّلِيلُ الثَّانِي: إِجْمَاعُ الإمَامِيَّةِ، وَهُوَ مَعْلُومٌ بِالضَّرُورَةِ مِنْ مَذْهَبِنَا، وَقَدْ نَقَلَهُ المُوَالِفُ وَالمُخَالِفُ، وَشَذَّ عَنْهُ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ وَأُسْتَاذُهُ ابْنُ الوَلِيدِ، فَإِنَّهُمَا قَالَا بالإِسْهَاءِ مِنْ اللهِ لَا بِالسَّهْوِ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِمَا عُلَمَاءُ الإمَامِيَّةِ وَوَصَفُوهُمَا بِالشُّذُوذِ فِي هَذِهِ المَسْأَلَةِ.

الدَّلِيلُ الثَّالِثُ: بَعْضُ الرِّوَايَاتِ النَّاصَّةِ عَلَى ذَلِكَ:

الرِّوَايَةُ الأُولَى: جُنُودُ العَقْلِ وَالجَهْلِ: رَوَى الكُلَيْنيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَالَ: اعْرِفُوا العَقْلَ وَجُنْدَهُ وَالجَهْلَ وَجُنْدَهُ تَهْتَدُوا. قَالَ سُمَاعَةُ: فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّ اللهَ (عَزَّ وَجَلَّ) خَلَقَ العَقْلَ وَهُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ مِنْ الرَّوحَانِيِّينَ عَنْ يَمِينِ العَرْشِ مِنْ نُورِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَدْبِرْ. فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ. فَأَقْبَلَ، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: خَلَقْتُكَ خَلْقًا عَظِيمًا وَكَرَّمْتُكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي. قَالَ: ثُمَّ خَلَقَ الجَهْلَ مِنْ البَحْرِ الأُجَاجِ ظُلْمَانِيًّا فَقَالَ لَهُ: أَدْبِرْ. فَأَدْبَرَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَقْبِلْ. فلَمْ يُقْبِلْ، فَقَالَ لَهُ: أسْتَكْبَرْتَ؟ فَلَعَنَهُ، ثُمَّ جَعَلَ لِلعَقْلِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ جُنْدًا فَلَمَّا رَأَى الجَهْلُ مَا أَكْرَمَ اللهُ بِهِ العَقْلَ وَمَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ العَدَاوَةَ، فَقَالَ الجَهْلُ: يَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَقَوَّيْتَهُ وَأَنَا ضِدُّهُ وَلَا قُوَّةَ لِي بِهِ فَأَعْطِنِي مِنْ الجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُ؟ فَقَالَ: نَعَمْ فَإِنْ عَصَيْتَ بَعْدَ ذَلِكَ أَخْرَجْتُكَ وَجُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي. قَالَ: قَدْ رَضِيتُ. فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ جُنْدًا، فَكَانَ مِمَّا أَعْطَى العَقْلَ مِنْ الخَمْسَةِ وَالسَّبْعِينَ الجُنْدِ: الخَيْرَ وَهُوَ وَزِيرُ العَقْلِ وَجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَهُوَ وَزِيرُ الجَهْلِ، وَالإِيمَانَ وَضِدُّهُ الكُفْرُ، وَالتَّصْدِيقَ وَضِدُّهُ الجُحُودُ - إِلَى أَنْ قَالَ - وَالتَّذَكُّرُ وَضِدُّهُ السَّهْوُ، وَالحِفْظَ وَضِدُّهُ النِّسْيَانُ - إِلَى أَنْ قَالَ - فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ العَقْلِ إِلَّا فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ، أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلإِيمَانِ. الكَافِي للكُلَيْنيِّ: 1/20 وَمَا بَعْدُ.

أَقُولُ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ نَاصَّةٌ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالأَوْصِيَاءَ قَدِ اكْتَمَلَ فِيهِمْ جُنُودُ العَقْلِ الَّتِي مِنْهَا الحِفْظُ وَالتَّذَكُّرُ الدَّائِمُ، وَانْتَفَى عَنْهُمْ جُنُودُ الجَهْلِ الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا السَّهْوُ وَالنِّسْيَانُ.
بَلِ الرِّوَايَةُ تَنُصُّ عَلَى اكْتِمَالِ جُنُودِ العَقْلِ فِي بَعْضِ الأَوْلِيَاءِ مِمَّنِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُمْ لِلإِيمَانِ، مِنْ غَيْرِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَوْصِيَاءِ.

الرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: رَوَى الكُلَيْنيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ الإِمَامِ الرِّضَا (عَ): وَإِنَّ العَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) لِأُمُورِ عِبَادِهِ، شَرَحَ صَدْرَهُ لِذَلِكَ، وَأَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الحِكْمَةِ، وَأَلْهَمَهُ العِلْمَ إِلْهَامًا، فَلَمْ يَعْيَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ، وَلَا يُحَيَّرُ فِيهِ عَنْ الصَّوَابِ، فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ، قَدْ أَمِنَ مِنْ الخَطَايَا وَالزَّلَلِ وَالعِثَارِ، يَخُصُّهُ اللهُ بِذَلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَشَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ، وَذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ. الكَافِي للكُلَيْنيِّ: 1 / 198-202.

أَقُولُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ نَصٌّ عَلَى أَنَّهُمْ مُسَدَّدُونَ عَنْ الخَطَأِ وَالزَّلَلِ وَالعِثَارِ مُطْلَقًا سَهْوًا وَعَمْدًا.

الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: رَوَى الصَّفَارُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ الإِمَامِ البَاقِرِ (عَ (أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): إِنَّا مَعَاشِرُ الأَنْبِيَاءِ تَنَامُ عُيُونُنَا وَلَا تَنَامُ قُلُوبُنَا، وَنَرَى مِنْ خَلْفِنَا كَمَا نَرَى مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا. بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ ص440.

أَقُولُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ نَاصَّةٌ عَلَى اليَقْظَةِ القَلْبِيَّةِ الدَّائِمَةِ لِلأَنْبِيَاءِ حَتَّى فِي حَالَاتِ النَّوْمِ، فَهُمْ لَا يَسْهُونَ وَلَا يُخْطِئُونَ.

الرِّوَايَةُ الرَّابِعَةُ: رِوَايَاتُ تَأْيِيدِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ بِرُوحِ القُدُسِ: مِنْهَا مَا رَوَاهُ الصَّفَّارُ بِسَنَدِهِ عَنْ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَأَلْتُهُ عَنْ عِلْمِ الإِمَامِ بِمَا فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ مُرْخًى عَلَيْهِ سَتْرُهُ. فَقَالَ: يَا مُفَضَّلُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَعَلَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ: رُوحَ الحَيَاةِ فبِهِ دَبَّ وَدَرَجَ، وَرُوحَ القُوَّةِ فَبِهِ نَهَضَ وَجَاهَدَ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ فَبِهِ أَكَلَ وَشَرِبَ وَأَتَى النِّسَاءَ مِنْ الحَلَالِ، وَرُوحَ الإِيمَانِ فَبِهِ أَمَرَ وَعَدَلَ، وَرُوحَ القُدُسِ فَبِهِ حَمَلَ النُّبُوَّةَ، فَإِذَا قُبِضَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) انْتَقَلَ رُوحُ القُدُسِ فَصَارَ فِي الإِمَامِ، وَرُوحُ القُدُسِ لَا يَنَامُ وَلَا يَغْفَلُ وَلَا يَلْهُو وَلَا يَسْهُو، وَالأَرْبَعَةُ الأَرْوَاحُ تَنَامُ وَتَلْهُو وَتَغْفَلُ وَتَسْهُو، وَرُوحُ القُدُسِ ثَابِتٌ يَرَى بِهِ مَا فِي شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِهَا وَبَرِّهَا وَبَحْرِهَا. قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ يَتَنَاوَلُ الإِمَامُ مَا بِبَغْدَادَ بِيَدِهِ؟ قَالَ نَعَمْ وَمَا دُونَ العَرْشِ. بَصَائِرُ الدَّرَجَاتِ ص474.

أَقُولُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ نَصٌّ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ وَالإِمَامَ لَا يَطْرَأُ عَلَيْهِمَا السَّهْوُ وَالغَفْلَةُ، وَذَلِكَ لِوُجُودِ رُوحِ القُدُسِ فِيهِمْ.

الرِّوَايَةُ الخَامِسَةُ: مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ عَنْ ذَلِكَ وَقَالُوا: تَكْتُبُ وَرَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ فِي الغَضَبِ وَالرِّضَا؟ فَأَمْسَكْتُ حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ (ص) فَقَالَ: اكْتُبْ، فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا خَرَجَ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ. مُسْنَدُ أَحْمَدَ: 2 / 192.

أَقُولُ: وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ صَرِيحَةٌ أَنَّ جَمِيعَ حَالَاتِ النَّبِيِّ (ص) حَقٌّ، لَا يَعْتَرِيهَا السَّهْوُ وَالخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ.

الرِّوَايَةُ السَّادِسَةُ: نَقَلَ العَلَّامَةُ المَجْلِسِيُّ عَنْ تَفْسِيرِ النَّعْمَانيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي بَيَانِ صِفَاتِ الإِمَامِ قَالَ: فَمِنْهَا أَنْ يَعْلَمَ الإِمَامُ المُتَوَلِّي عَلَيْهِ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنْ الذُّنُوبِ كُلِّهَا صَغِيرِهَا وَكَبِيرِهَا، لَا يَزِلُّ فِي الفُتْيَا، وَلَا يُخْطِئُ فِي الجَوَابِ، وَلَا يَسْهُو وَلَا يَنْسَى، وَلَا يَلْهُو بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا - وَسَاقَ الحَدِيثَ الطَّوِيلَ إِلَى أَنْ قَالَ: - وَعَدَلُوا عَنْ أَخْذِ الأَحْكَامِ مِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ لَا يَزِلُّ وَلَا يُخْطِئُ وَلَا يَنْسَى. بِحَارُ الأَنْوَارِ: 17 / 109.

الرِّوَايَةُ السَّابِعَةُ: رَوَى الطُّوسِيُّ بِسَنَدِهِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :هَلْ سَجَدَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ) سَجْدَتَيْ السَّهْوِ قَطُّ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَا يَسْجُدُهُمَا فَقِيهٌ. تَهْذِيبُ الأَحْكَامِ:2/350.

إِلَى غَيْرِهَا مِنْ الرِّوَايَاتِ الكَثِيرَةِ.

وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ بِمَجْمُوعِهَا تُورِثُ القَطْعَ، وَلَا تَدَعُ مَجَالًا لِلوَسْوَسَةِ فِي عِصْمَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامَ)، عَنْ الخَطَأِ وَالسَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ.


الدَّلِيلُ الرَّابِعُ: مَا وَرَدَ فِي القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مِنْ صِفَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالأَئِمَّةِ وَمَقَامَاتِهِمْ، فَهُوَ يُثْبِتُ بِمَا لَا يَدَعُ مَجَالًا لِلشَّكِّ أَنَّهُمْ مَعْصُومُونَ عَنْ الخَطَأِ وَالسَّهْوِ وَالنِّسْيَانِ حَتَّى فِي الأُمُورِ البَسِيطَةِ.

وَهَذَا البُرْهَانُ لَا مَجَالَ لِبَيَانِهِ هُنَا، وَلِلإِطِّلَاعِ عَلَيْهِ رَاجِعْ كِتَابَ "إِزَالَةِ الوَصْمَةِ عَنْ مَبَاحِثِ العِصْمَةِ" لِلعَلَّامَةِ المُحَقِّقِ الشَّيْخِ عَلِيٍّ الجَزِيرِيٍّ ص75 وَمَا بَعْدُ." انتهى النقل

* لاحظ دفاع الإمام عليه السلام عن عصمة نبي الله آدم عليه السلام من النسيان لمن يستدل بهذه الأية الكريمة عليه وهي قوله تعالى : ï´؟ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىظ° آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ï´¾ ( طه - 115) .
روي عن (أحدهما) الإمام الباقر أو الإمام الصادق عليهما السلام قوله عن آدم « عليه السلام » في السؤال عن شبهة النسيان لنبي الله آدم عليه السلام (1) : « إنه لم ينس ، وكيف ينسى وهو يذكره ، ويقول له إبليس : ï´؟ ... مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ( الأعراف - 20) . " انتهى

- هذا السؤال وجه لمركز الأبحاث العقائدية : هل الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ينسون, او لا ينسون, فهناك العديد من الآيات التي تشير للنسيان فهل هي تفسر على معنى آخر.
واذا ممكن بعض الامثلة
الجواب :
الاخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد ثبت بالدليل العقلي القاطع أن الأنبياء (عليهم السلام) وكذلك الائمة (عليهم السلام) معصومون من الذنوب والخطأ والنسيان مطلقاً وعلى هذا لابد من تأويل كل الآيات القرآنية التي ظاهرها يوحي بنسبة النسيان اليهم (عليهم السلام).
ومن الآيات التي ذكرت قوله تعالى في قصة موسى (عليه السلام): (( ولا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امري عسرا ))[الكهف 73]. فان هذه الآية قد يفهم منها للوهلة الاولى نسبة النسيان للنبي موسى (عليه السلام)، لكن لتعارض ظاهر هذه الآية مع الدليل العقلي الجازم الذي لا يقبل الشك على عصمة النبي من النسيان يدفعنا الى تأويل ظاهر هذه الآية الى ما يتلائم مع الدليل العقلي. وقد ذكر في تأويلها ما روي عن ابن عباس: بلا تؤاخذني بما تركت من عهدك. وأولت أيضاً: بلا تؤاخذني بما فعلته مما يشبه النسيان فسماه نسياناً للمشابهة كما قال المؤذن لاخوة يوسف (عليه السلام): انكم لسارقون، أي تشبهون السراق، فما حصل من موسى (عليه السلام) ليس نسياناً بمعنى الغيبة بل بما يشبه النسيان في النتيجة، وذلك لانه قدم الاهم على المهم حسب علمه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وترك الوعد بالصبر عندما تزاحم في مورد واحد، فانه كان ملتفت الى ما وعد به الخضر (عليه السلام) ولكنه لم يصبر على ما رآه منه، فما رآه لا يقاس بشيء أمام الوعد الذي قطعه للخضر (عليه السلام).
وأما قوله تعالى: ((واذكر ربك إذا نسيت)) [الكهف 24]، فإن الخطاب وان كان موجهاً للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أن المقصود منه الامة وهذا موجود في القرآن في آيات اخر أيضاً.
أما قوله تعالى في قصة آدم: ((ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى))[طه 115] فان المراد بالنسيان هنا: هو انه عمل عمل الناسي بأن ترك الامر وانصرف عنه كما يترك الناسي الأمر الذي يطلب منه ، وقد روي عنهم (عليهم السلام): ان آدم لم ينسَ وكيف ينسَ وهو يذكره ويقول له ابليس (( ما نهاكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين ))[الاعراف 20].
هذه بعض الآيات التي يجب أن تأول، وهناك الكثير من الآيات الاخرى التي يجب أن تأول أيضاً، لأن ظاهرها يتعارض مع الحقائق الثابتة بالقطع، فمثلاً لابد من تأويل: (( كل شيء هالك الا وجهه ))[القصص:88]، وكذلك: (( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة اعمى واضل سبيلاً ))[الاسراء:72]، وغيرها كثير ." انتهى
فالقول بالعصمة للأنبياء والأئمه عليهم السلام من النسيان أجمع عليه علماء الشيعة

تأمل هذا النقل : قال الشيخ بهاء الدين في جواب «المسائل المدنيات»: (عصمة الاَنبياء والاَئمة عليهم السلام من السهو والنسيان، مما انعقد عليه اجماعنا) (2)



____________

(1) تفسير العياشي ج 2 ص 9 و 10 وبحار الأنوار ج 11 ص 187 عنه ، وتفسير البرهان ج 2 ص 6 وتفسير نور الثقلين ج 2 ص 14 وج 3 ص 402 والتفسير الأصفى ج 2 ص 772 والتفسير الصافي ج 3 ص 323 وتفسير الميزان ج 1 ص 145 وج 14 ص 227 .

(2) نقلاً عن كتاب «التنبيه بالمعلوم»|الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي، تحقيق محمود البدري: 59 مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي.


توقيع : وهج الإيمان











من مواضيع : وهج الإيمان 0 الشيخ المحقق السني د. الزعبي المسعودي وابن أبي الحديد فقيهان شافعيان
0 بسند صحيح على مباني الشيعة بتصحيح المحقق الماحوزي رواية عن رسول الله ص تشرح عن الإمام الحسين ع
0 الماحوزي زيارة الزهراء عن الصادق بسند صحيح صححه ابن طاووس قال ع: المكسور ضلعها المقتول ولدها
0 المحقق الماحوزي سندزيارة الزهراء عن الصادق صحيح صححه ابن طاووس قوله : المكسور ضلعها المقتول ولدها
0 الشيخ السني د. ترنني ولد المهدي في النصف من شعبان وصحت رواية القندوزي الحتفي عن رسول الله ص في غيبته
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 21-09-2023 الساعة 09:51 AM.

رد مع اقتباس