|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 20228
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 3,427
|
بمعدل : 0.56 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 04-02-2014 الساعة : 04:44 PM
بسمه تعالى
-- المبحث الثاني --
لا يجتمع النقيضين و إذهاب الرجس هو العصمة
الله تعالى جل جلاله عندما أنزل هذه الآية الكريمة و قضى بإذهاب الرجس و التطهير لأصحاب الكساء أراد من خلال الإخبار بتطهيرهم و إذهاب الرجس عنهم أن يقول للناس هؤلاء هم قدوتكم
و قادتكم و بهم تعرفون الحق من الباطل هؤلاء هم الصفوة فاتبعوهم و لا تعصوهم و هو ما يعبر عنه بالعصمة لهؤلاء الأطهار ..
ليس من المنطق أن يُشرك الله تعالى معهم أشخاصاً يقعون بالرجس و يتملك أفعالهم الشيطان الرجيم و يترتب على هذه المعصية عقاب و عذاب .. و إلا لكان الله تعالى - و حاشا لله ذلك - يأمرنا باتباع العصاة المذنبين ..
بل أرادنا أن نتبع القدوة و نعلم أنه منزه عن الأخطاء و الذنوب و المعاصي ,,,
عندما يأتي هذا القدوة و يرتكب معاصي و ذنوب و أخطاء و كبائر كعائشة مثلاً عندما " أخطأت " بخروجها في الجمل هل بقيت قدوة ؟ بالطبع لا و إلا للزم أن يتبعها كل الناس بهذا الفعل و احداث الفتنة بين المسلمين لأنها مذهب عنها الرجس و مطهرة تطهيرا - كما يزعمون - فإذا تكون خارجة من هذه الآية و يوجب لها العذاب و عذابها مضاعف ..
يقول بن تيمية أن ارادة الله تعالى بإذهاب الرجس و التطهير لا تعني وقوعه فعلاً و استشهد بدليل واضح و صريح بكون زوجات رسول الله يقع منهن الخطأ الناتج عن الرجس ( الشيطان ) ..
منهاج السنة - بن تيمية - الجزء 4 الصفحة 139
(( .. وأما قوله ولكان أهل البيت الذين طهرهم الله في كتابه مرتكبين ما لا يجوز فيقال له أولا إن الله تعالى لم يخبر أنه طهر جميع أهل البيت وأذهب عنهم الرجس فإن هذا كذب على الله كيف ونحن نعلم أن في بني هاشم من ليس بمطهر من الذنوب ولا أذهب عنهم الرجس لا سيما عند الرافضة فإن عندهم كل من كان من بني هاشم يحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فليس بمطهر والاية إنما قال فيها إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت وقد تقدم أن هذا مثل قوله ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون ..))
منهاج السنة - ابن تيمية - الجزء 7 الصفحة 52 شاملة
(( و الله قد اخبر أنه يريد أن يتوب على المؤمنين و أن يطهرهم و فيهم من تاب و فيهم من لم يتب و فيهم من تطهر و فيهم من لم يتطهر و إذا كانت الآية دالة على وقوع ما أراده من التطهير و إذهاب الرجس لم يلزم بمجرد الآية ثبوت ما ادعاه و مما يبين ذلك أن أزواج النبي صلى الله عليه و سلم مذكورات في الآية و الكلام في الأمر بالتطهير بإيجابه و وعد الثواب على فعله و العقاب على تركه قال تعالى يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين و كان ذلك على الله يسيرا و من يقنت منكن لله و رسوله و تعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين و اعتدنا لها رزقا كريما يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض إلى قوله و اطعن الله و رسوله أنما يريد الله ليذهب الرجس عنكم أهل البيت و يطهركم تطهيرا فالخطاب كله لأزواج النبي صلى الله عليه و سلم و معهن الأمر و النهي و الوعد والوعيد لكن لما تبين ما في هذا من المنفعة التي تعمهن و تعم غيرهن من أهل البيت جاء التطهير بهذا الخطاب و غيره و ليس مختصا بأزواجه بل هو متناول لأهل البيت كلهم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين أخص من غيرهم بذلك و لذلك خصهم النبي صلى الله عليه و سلم بالدعاء لهم و هذا كما أن قوله لمسجد أسس على التقوى من أول يوم نزلت بسبب مسجد قباء لكن الحكم يتناوله و يتناول ما هو أحق منه بذلك و هو مسجد المدينة وهذا يوجه ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال هو مسجدي هذا و ثبت عنه في الصحيح أنه كان يأتي قباء كل سبت ماشيا و راكبا فكان يقوم في مسجده يوم الجمعة و يأتي قباء يوم السبت و كلاهما مؤسس على التقوى و هكذا أزواجه و علي و فاطمة و الحسن و الحسين كلهم من أهل البيت لكن عليا و فاطمة و الحسن و الحسين أخص بذلك من أزواجه و لهذا خصهم بالدعاء و قد تنازع الناس في آل محمد من هم فقيل هم أمته و هذا قول طائفة من أصحاب مالك و احمد و غيرهم و قيل المتقون من أمته و رووا حديثا آل محمد كل مؤمن تقي رواه الخلال و تمام في الفوائد له و قد احتج به طائفة من أصحاب احمد و غيرهم و هو حديث موضوع و بنى على ذلك طائفة من الصوفية أن آل محمد هم خواص الأولياء كما ذكر الحكيم الترمذي والصحيح أن آل محمد هم أهل بيته و هذا هو المنقول عن الشافعي و احمد و هو اختيار الشريف أبي جعفر و غيرهم لكن هل أزواجه من أهل بيته على قولين هما روايتان عن احمد أحدهما أنهن لسن من أهل البيت و يروى هذا عن زيد بن أرقم و الثاني هو الصحيح أن أزواجه من آله فانه قد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه علمهم الصلاة عليه الله صل على محمد و أزواجه و ذريته و لأن أمرأة إبراهيم من آله و أهل بيته و أمرأة لوط من آله و أهل بيته بدلالة القران فكيف لا يكون أزواج محمد من آله و أهل بيته و لأن هذه الآية تدل على أنهن من أهل بيته و ألا لم يكن لذكر ذلك في الكلام معنى و أما الأتقياء من أمته فهم أولياؤه كما ثبت في الصحيح أنه قال أن آل بني فلان ليسوا لي بأولياء و أنما وليي الله و صالح المؤمنين فبين أن أولياءه صالح المؤمنين و كذلك في حديث آخر أن أوليائي المتقون حيث كانوا و اين كانواو قد قال تعالى و أن تظاهرا عليه فان الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و في الصحاح عنه أنه قال وددت أنى رأيت إخواني قالوا أولسنا إخوانك قال بل انتم أصحابي و إخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي و لم يروني .)) انتهى
________________________
أراد بن تيمية من خلال كلامه السابق أن ينفي وقوع التطهير و إذهاب الرجس عن أهل البيت عليهم السلام لكنه وقع في أمرين كلاهما كالعلقم ..
الأول : أنه أثبت أن نساء النبي خارجات من التطهير و إذهاب الرجس حيث استدل بالآية الكريمة :
{ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) }
و بهذا لا يمكن أبداً القول أن من تأتي بفاحشة تكون مذهب عنها الرجس و مطهرة تطهيرا و هي قدوة للآخرين ..
النتيجة :
نساء النبي خارجات من آية التطهير عملياً لأنه لا يستقيم كونهن مطهرات من الرجس و بنفس الوقت يهددهن الله تعالى بالعقاب المضاعف إذا أتين بالفاحشة ..
الثاني : أنه لم يلتفت أن رسول الله مع هؤلاء المذهب عنهم الرجس و المطهرين تطهيرا فهل يقوى مسلم عاقل أو مجنون أن يقول أن رسول الله - و حاشاه - قد يقع في الرجس و العياذ بالله ..؟؟
أو أنه لم يكون معصوماً و مُطهراً و مُذهب عنه الرجس قبل هذه الآية الكريمة ..؟؟
ننتهي إلى نفس النتيجة الأولى نساء النبي و منهن عائشة خارجات من آية التطهير ..
|
|
|
|
|