|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 56469
|
الإنتساب : Sep 2010
|
المشاركات : 8,472
|
بمعدل : 1.57 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
حميد الغانم
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
بتاريخ : 10-10-2013 الساعة : 11:58 PM
التواضع والرفعة
____________
عن اهل بيت النبي الاكرم محمد صلوات ربي عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين
من تواضع لله رفعه
وعن الصادق سلام الله عليه
ان الحكمة لا تستقر الا في قلب المتواضع
من هنا
ننطلق لحكايتنا
فصادف ان ذهب احد الاطباء الحاصلين على شهادة البورد الامريكي في طب المجتمع
ان ذهب الى محافظة ميسان في جنوب العراق
او كما درجت العادة هنا ان نسميها العمارة
ذهب هذا الدكتور لغرض اكمال معاملة تعيينه كاستاذ في كلية الطب في جامعة ميسان
ونعم ذهب هو وابن خاله الذي هو ايضا حاصلة على شهادة البورد العربي في جراحه الاطفال
معا ذهبا الى كلية الطب هناك وسرعان ما تحولت معاملة التعيين
الى مكتب رئيس جامعة ميسان لغرض التوقيع واكمال المعاملة
جلس الاثنان معا في غرفة مدير مكتب رئيس الجامعة
بانتظار ان ياتي للدخول عليه او ادخال الاوراق
فقال مدير المكتب
ان رئيس الجامعة او كما يسمى الدكتور سياتي بعد ربع ساعه
جلس الطبيبان الحاصلان على شهادة البورد ينتظران
وتحدثا مع مدير المكتب عن الغربة في امريكا
وصعوبة الحياة وطبيعة العادات والتقاليد والاعراف
مضى الوقت سريعا
ودخل رجل قصير القامة بسيط بملابسه وهندامه
سلم على الجالسين بيده فردا فردا
من اليمين الى الشمال
وذهب الى اين لا يعلم احد
لاي سبب جاء
فهو رجل بسيط لم يكن بفخامة ملابسة او مظهره او كما هو بائن من ماله
فهو بسيط متواضع
فاذا
باحد الجالسين
قال هذا هو رئيس الجامعة
عجبا
ثم عجبا
رئيس الجامعة يمر على الجالسين يصافحهم بيده
وملبسه البسيط ومظهره المتواضع
حتى ان احد الطبيبين
قال لو قلت لنا لسلمنا عليه جيدا
دقائق اكمل البريد وكان هنالك خطا في معاملة احد المتعيين صححها بسرعه
دون تعقيد او روتين ممل او كتابنا وكتابكم
وهكذا تمر الايام والايام
وهذه الجامعة الفتية التي انشات ليس منذ وقت طويل
فهي جامعة فتية بامكانياتها وعمرها وكادرها
ولكنها مع الايام
احتلت مكانا مرموقا بين جامعات العراق كافة
حتى انها تجاوزت وغلبت جامعة البصرة
التي هم بالاصل ام لجامعة ميسان
كيف ولماذا
الجواب ياتي من خلال حديث اهل البيت
من تواضع لله رفعه
حيث الصدر الرحب للمسؤول وحسن استقباله لرعاياه وسماع النصح والتقبل
كان اساسين في نجاح هذه الجامعة الفتية
وحيث الروح الشبابية في قيادة العملية الادارية والتعليمية
بعيدا عن قسوة القلب
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
من هنا
نرى ان هذه الجامعة بداءت تستقطب الكفاءات يوما بعد يوما
نكمل قصتنا
وتمر الايام والايام
فاذا بوزارة التعليم العالي في هذا العام 2013 تكرم نخبة من الاساتذة المتميزين
اصحاب المؤلفات والبحوث وبراءات الاختراع
فاذا
هذا رئيس الجامعة اقصد جامعة ميسان
من ضمن المكرمين بل من اوائل المكرمين
الاسباب
كثرة بحوثه
كثرت مرلفاته
واعتقد تجاوت العشرين مؤلفا
حتى ان احد المدعوين
قال ان تاليف كتاب واحد ياخذ الكثير الكثير
فكيف بعشرين كتابا
وصفق الحضور لهذا الرجل
حين اعتلى المنصة ليستلم درع وزارة التعليم العالي
وهو هو
بسيط بملبسه وهندامه
كبير بشخصيته
فلنتعلم ان نكون متواضعين مثل هذا الرجل
وان المسؤول
اذا تواضع ارتفع وارتفع معه كل كادره ومهنته ومكانتهم
ولكن
نقارن مع رئيس جامعة اخر
له صيت كبير بين الاساتذة
ومكانة علمية مرموقة مشترك في مؤتمرات وندوات
وله بحوث كثيرة
عمل بجد وجد
ولكن مع الايام
تضاربت مصالح الرجل مع بعض العلماء في الجامعة الذين لهم انجازات كبيرة
ولي شخصيا تجربة معه لم تكن بالطيبة
وغيرها من التجارب
ولكن الجامعة التي هو رئيسها
لم تحصل على تقييم من ضمن الجامعات المتفوقة بانجازاتها وابداعاتها
عجيب
فهذا الرجل اقدم من ذاك الرجل
وهذا فرع علمي وحاصل على شهادة الدكتوراه من الدول الاوربية
وذاك لغة عربية حاصل عليها من العراق
وتمر الايام
فاذا برئيس الجامعة الحاصل على شهادته من الخارج
يصدر به امر وزاري بتنحيه عن رئاسه الجامعة
استغرب الجميع لقرار الوزير
عجيب
وتمر الايام
فاذا به يقع بين يدي
تقرير حزبي
للتعريف لمن هو من خارج العراق
تقرير حزبي
يكتبه احد اعضاء حزب البعث حول مجموعه من الناس او الشباب او الطلاب او الكسبة
كافة شرائح المجتمع دون استثناء
والغرض من التقرير ان هؤلاء خونه لصدام حسين
نعم فصدام كان بالنسبة للبعثيين فرعون الذي نادى انا ربكم الاعلى
هذا التقرير عن مجموعة من الشباب
وطبعا التقرير الحزبي
نتيجته محتومة السجن في سجون صدام والاعدام
وطبعا ارسل التقرير الى الامن العامة
ولكن لم يتخذ اجراء بحق هؤلاء الشباب
وحسبما اذكر هم ستة من الشبان
ورجع صاحبنا
طبعا في زمن قبل السقوط وهذا الكلام في التسعينيات من القرن الماضي
حين لم يكن رئيس الجامعة بل كان رفيقا
عاد وكرر واكد على ان هؤلاء الشباب لم يعتقلوا
ولم يسجنوا
ولم ولم
فسبحان الله
لو عرف السبب
لبطل العجب
فهذا الذي يدعي العلم
هو
اصلا هو من الذين يقتلون العلم
ومن الذين يقتلون اصحاب العلم
ومن المنافقين
الذي يبطنون شيئا
ويظهرون شيئا اخر
فسبحان الله
هنالك التواضع رفع الجامعة واهلها
وهنا النفاق انزل الجامعه ومقامها
حميد الغانم
|
|
|
|
|