|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 77639
|
الإنتساب : Mar 2013
|
المشاركات : 741
|
بمعدل : 0.17 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
alyatem
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 07-04-2013 الساعة : 12:42 AM
لماذا يا شيخ الأزهر!؟
أزهرَ اللوزُ في حدائقِ شيرازَ
وأنهى المعذبونَ الصياما
ها هُمُ الفُرْسُ قد أطاحوا بكسرى
بعد قَهْرٍ وزلزلوا الأصْنامَا
شيعةٌ.. سنة ٌ.. جياعٌ.. عطاشٌ
كسروا قَيدَهُمْ وفَكُّوا اللِّجاما
شاهُ «مِصْرٍ» يبكي على شَاهِ «إيرانَ»
«فأسوانُ» ملجأٌ لليتامى!
والخُمَينِيُّ يَرفَعُ اللهَ سَيفاً
ويُغنِّي النبيَّ والإسلاما
هكذا تُصبحُ الدِيانةُ خَلقَاً
مُستمرِّاً وثَورةً واقْتِحاما
بهذا هنأ الشاعر الكبير نزار قباني الإيرانيين بإنتصارهم على نظام الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان يحمي مصالح الغرب والصهاينة كما كان يحميها الحكام العرب الساقطين كأمثال حسني مبارك القابع خلف القضبان حالياً. قباني أشار في قصيدته إلى عدم إنحياز الثورة لا للشيعة ولا للسنة بل تعبر عن إنتفاض الشعب ضد النظام المستكبر العميل للأجنبي، ولو عاش نزار قباني لقال مثل هذا القول في ثورة مصر التي أسقطت نظام حسني مبارك حامي حمى مصالح الصهاينة والذي ساعد في تشديد الحصار على قطاع غزة. كان هروب شاه إيران من الثورة الشعبية في بلده إلى نظيره المصري أنور السادات هي الزيارة الأخيرة لرئيس إيراني عميل إلى رئيس خان القضية الفلسطينية بعد توقيعه إتفاقية «كامب ديفيد».
أما اليوم فيفترض أن تكون زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد تعبر عن لقاء يمثل أهم ثورتين شعبيتين في المنطقة الإسلامية والتي يتطلع الشارع العربي إلى ثمارها التي ستساهم في تعزيز الوحدة الإسلامية ضد العدو الصهيوني والنفوذ الأمريكي في المنطقة، وهذا بالتحديد ما أشار إليه الرئيس الإيراني في لقاءه مع قناة الميادين والذي أكد فيه أن «هذين البلدين قادران على تغيير المعادلات فإذا اتفقا على تحرير فلسطين بالكامل فإن الأمر سيتحقق». ولكن المخيب للآمال هو نظرة شيخ الأزهر أحمد الطيب للموضوع حيث أسقط كل هذه الإعتبارات ولم يلتفت إلى أي مكامن القوى لتعزيز المجالات بين البلدين ولم ينظر إلا لأمور تافهة في هذا الميدان وإن كانت مهمة في ميادين أخرى. تكلم عن سب الصحابة وطالب الرئيس الإيراني بتوجيه المراجع إلى إستصدار فتاوى لتحريم هذا الأمر، متغافلاً عن مواقف مراجع الشيعة في هذه المسألة مثل:
١ - المرشد الأعلى للجمهورية في إيران آية الله السيد علي الخامنئي أصدر عدة فتاوى تحرم النيل من رموز أهل السنة وتحرم النيل وإهانة زوجات النبي . وهذا نص فتواه التي صدرت في عام 2010: «يحرم النيل من رموز إخواننا السنة فضلاً عن اتهام زوج النبي بما يخل بشرفها بل هذا الأمر ممتنع على نساء الأنبياء وخصوصاً سيدهم الرسول الأعظم «صلّى الله عليه وآله» ». وكان السيد الخامنئي أكد أيضاً في كلمة ألقاها في محافظة كردستان عام 2009 أن«الشخص الشيعي الذي يسئ لمقدسات اهل السنة فهو عميل للعدو حتى وإن كان جاهلا».
كل هذه المواقف وغيرها؛ كمواقف آية الله العظمى السيد علي السيستاني وآية الله الشيخ ناصر مكارم شيرازي وآية الله النجفي وآية الله الهاشمي وغيرهم من العلماء المتأخرين والمتقدمين، تناهت - في ما نعتقد - إلى مسامع مشيخة الأزهر، ومع ذلك يقف هذا الموقف؟! وهذا لا يدل على عدم الإنفتاح الذي تكلم عنه مستشار الشيخ الأزهر بقوله «لسنا منغلقين من الناحية المذهبية ونريد السماحة الدينية أن تسود بيننا». فأي إنغلاق أكبر من أن لا تعرف موقف الطائفة الشيعية ومرجعياتها الدينية من قضية تطالبهم باتخاذ موقف هم اتخذوه مسبقاً؟..
[أقول: تابع موقف علماء الشيعة في هذا الموضوع (اضغط هنا) ]
٢ - من المعروف أن المتفرغ لسب بعض الصحابة والنيل من بعض أمهات المؤمنين هم أشخاص معروفون بالأسماء ولديهم خلاف كبير مع النظام في الجمهورية الإسلامية في إيران بالإضافة إلى المشاكل كبيرة مع علماء الدين عموماً ولا يحضون بأي غطاء مرجعي، ومن مقالات بعض هؤلاء السبابين المعروفة هو حكمهم على بعض كبار علماء الشيعة بالدخول في «النار». فمطالبة مشيخة الأزهر للرئيس الإيراني باتخاذ موقف هو دليل على عدم معرفتهم بواقع الموقف الشيعي بهذه القضية وإن كان يعرف فالمصيبة أعظم.
٣ - طلب شيخ الأزهر من الرئيس الإيراني بالضغط على المرجعيات الشيعية مؤشر خطير ربما يدل على خضوع علماء الدين للساسة والحكومات، وهذا أمر مرفوض في الثقافة الإسلامية عامةً. وطالما عبرالمسلمون عن علماء الدين المتأثرين بضغوط السلطات بـ «وعاظ السلاطين». كما أن أئمة المذاهب مثل أحمد بن حنبل «رحمه الله» عانى الأمرّين كي لا يخضع للسلطة العباسية في وقته. وكذلك مشيخة الأزهر أثبتت نزاهتها وعدم خضوعها للسلطة في الماضي والحاضر. فكيف تطلب من سلطة إيران الضغط على المرجعيات الشيعية في بلدها!؟
حقوق الإنسان
لم يكن من المفترض بمشيخة الأزهر التي انحازت لخيار الشعب وحريته ووقفت إلى جانب الثورة في مصر أن تطالب شعب البحرين بأن يكون ولاؤه إلى الوطن وهذه تهمة عارية من الصحة بحسب الوقائع على الأرض والتي أكد تقرير بسيوني عدم صحتها ولا يتناقلها إلا أصحاب مصالح معينة وطائفيون من الإعلاميين في القنوات العربية. فكيف يصف شيخ الأزهر نفسه بـ «الإمام الأكبر» ثم يشكك بولاء جمهور عريق ليسوا هم الأقلية في ثورة البحرين. إن انحياز القيادة الأزهرية للثورات الشعبية مستثنياً الثورة البحرينية هو موقف طائفي صارخ وجاهل بالواقع البحريني، إذ أن الثورة البحرينية كانت خليطاً من السنة والشيعة ولم يتهمها بالتشيع والعمالة لإيران إلا الطائفيون ورموز النظام في البحرين. فما علاقة شيخ الأزهر أن يتحدث مع الرئيس الإيراني عن الثورة البحرينية الشعبية، فلا هو - أعني الرئيس الإيراني - يمثل الطائفة الشيعية فضلاً عن عدم كونه رجل دين شيعي وليس له صلة بالشأن البحريني إلا احترامه لخيار الشعب.
إن هذا اللقاء مخيب للآمال بامتياز ومع الأسف فقد أثبت هذا اللقاء عدم وعي مشيخة الأزهر بالواقع الإسلامي والعربي وتفويتهم فرصة إستثمار علاقات مهمة بالشقيق الإيراني، قد تؤدي حتى إلى زوال الكيان الصهيوني واسترداد الحق العربي والإسلامي المغتصب الذي دفعت فيه مصر من دماء شهدائها الكثير.
ترى مالذي دعا شيخ الأزهر إلى إثارة ما يدعو إلى الخلاف في لقاءه بالرئيس الإيراني الذي يزور مصر للمرة الأولى بعد قطع العلاقات بعد توقيع معاهدة الصلح مع الغاصبين الصهاينة لفلسطين بدل ما يدعو إلى الوفاق، فهل هو خلافه المعروف مع حكومة مصر الحالية والتي يتزعمها «الإخواني» محمد مرسي والذي تجلى بشكل واضح في تغيب شيخ الأزهر عن المولد النبوي تجنباً للإجتماع مع مرسي بدعوى إحياءه في بلدته، أو أن السبب في ذلك هو إحتمال حرص الرئيس المصري على إستثمار زيارة الرئيس الإيراني لزيادة رصيده الشعبي بعد التصدع الذي أصابه جراء الخلافات الحالية مع المعارضة المصرية. أو أن السبب هو رغبة شيخ الأزهر المعيّن من قبل حسني مبارك والعضو السابق في حزبه الوطني والمتحفظ بل المعارض للثورة المصرية في اوائل حدوثها والمؤيد لها بتلكؤ بعد إنتصاراها، رغبته في إستقطاب الشارع «السني المتشدد» الطامح بعض رموزه في تغيير تركيبة الأزهر، أو غير ذلك من أسباب ذكرت أو يمكن تذكر على ألسنة محللين ومراقبين.
والمأمول أن يكون للحكومة المصرية نظرة أبعد من نظرة الأزهر لتحقيق مصالح استراتيجية أكبر تؤدي فعلاً إلى وحدة إسلامية حقيقية بين بلدين ثوريين مؤثرين على كافة قضايا المنطقة.
7 / 2 / 2013م
السيد محمد النمر
|
|
|
|
|