|
محـــــاور عقائدي
|
رقم العضوية : 20228
|
الإنتساب : Jul 2008
|
المشاركات : 3,427
|
بمعدل : 0.56 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
كربلائية حسينية
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 19-11-2012 الساعة : 08:22 PM
المناقشة الثالثة :
يقول علماء اللغة و علماء الأصول - ركز على هذه المناقشات العلمية حتى يكون البحث بحثاً علمياً -
يقول علماء اللغة و علماء الأصول السياق من القرائن العامة و مناسبة النزول من القرائن الخاصة
و القرينة الخاصة حاكمة على القرينة العامة
افترض أن سياق الآيات يتحدث عن النصرة لكن جائت عندنا رواية متواترة مجمع عليها تقول
بأن هذه الآية نزلت فيمن ؟ في علي ابن أبي طالب و من الواضح بأن النصرة لا تنحصر في علي ابن أبي طالب
إذاً معنى الولاية معناً آخر غير النصرة لأن النصرة لا تنحصر في علي ابن أبي طالب
فالرواية التي فسرت النزول بما صنعه علي ابن أبي طالب قرينة خاصة على
أن المراد بالولاية الإمامة فيرفع بها اليد عن القرينة العامة ألا و هي قرينة السياق !
المناقشة الرابعة :
الفت لي .. نحن الآن سنمشي مع السياق و نقول بلى صحيح السياق موجود
سياق الآيات يدل على أن المنظور اليه في الآيات القرآنية هو النصرة - زين -
و لكن هذا السياق لا يتنافى مع أن المراد بالولاية في الآية هو الإمامة - خل أوضح لك شلون -
الآية عندما تقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } اشمعنى أولياء ؟
هذا الباحث السني يفسرها بالأنصار ..! هو لا .. الأولياء بمعنى أن يركن إليهم
فلان ولي يعني يركن اليه و يستند اليه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
يعني لاتركنوا اليهم كما في قوله تعالى : { وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء }
يعني لاتركنوا اليهم - لماذا ؟ -
لأن الركون على قسمين :
ركون إلى شخص لا ولاية له فهذا الركون مذموم
و
ركون إلى شخص له ولاية حقيقية و هذا الركون مطلوب
لماذا الله ينهانا عن الركون إلى الظالمين ؟
لأن الظالم ليست له ولاية حقيقية
الظالم مغتصب ليست له ولاية حقيقية
الركون إنما يكون ممدوحاً إذا كان ركونُ لمن له ولاية
و أما الركون لمن لا ولاية له فهو ركون مذموم
مثلاً أنا أقول لك :
يا بني لا تتولى أو مثلاً أنا أخاطب أخي
أقول له : يا أخي لا تتولى فلان و لا تركن إليه - لماذا ؟ -
لأنه ليس له ولاية حقيقية عليك بل عليك أن تتولى أباك
و تركن إلى أبيك لأنه أباك له ولاية حقيقية
الأب له ولاية على الإنسان ما لم يبلغ و يكون رشيداً
الأب له الولاية الركون إلى الأب ركون صحيح لأنه ركون لمن له الولاية
بينما الركون للأجنبي ليس صحيح لأنه ركون لمن لا ولاية له
فالسياق متلائم تماماً مع تفسير الولاية بمعنى الإمامة
فكأن هذه الآيات القرآنية كلها تقول : يا أيها الذين آمنوا لا تركنوا إلى اليهود و النصارى لأنهم ليسوا
أولياء حقيقيين بل عليكم الركون للأولياء الحقيقيين - من هم الأولياء الحقيقييون الذين يركن إليهم ؟
-
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
صلوا على محمد و آل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
إذاً السياق منسجم مع تفسير الولاية في الآية بمعنى الإمامة .
نجي الان إلى المحور الثالث و الأخير اتعرض له باختصار
علي قطب الإمامة و قطب الولاية
عندما نركز على آية الولاية نجد أن آية الولاية قرنت بين الله و بين الرسول و بين علي في معناً واحد
و كما يقول العلماء : القرن بين جميع في معناً واحد يفيد الاتحاد و السنخية
مثلاً عندما تقول فلان و فلان و فلان شعراء يعني متحدون في سنخنٍ واحد من الشعر
الله و الرسول و الذين آمنوا وليكم هذا يعني أن الولاية التي ثبتت لهؤلاء الثلاثة من سنخن واحد
القرن بين المتعددين في معناً واحد يفيد الاتحاد و السنخية - زين -
بما أن الله قرن في الآية بين الله و الرسول و الإمام علي في معناً واحد و هو الولاية فما هي تلك الولاية ؟
ما هي الولاية التي ثبتت لله و للرسول ؟
الولاية التي ثبتت لله و للرسول صلى الله عليه و آله هي الولاية التكوينية
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
الولاية التي ثبتت لله و للرسول الولاية التشريعية
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ }
ولاية
الولاية التي ثبتت للرسول ولاية الأمر و الحكم
{ فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا }
النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
إذاً ثبت للرسول ثلاث ولايات :
ولاية تكوينية ، ولاية تشريعة ، ولاية إدارية
هذه الولايات الثلاث التي ثبتت للنبي ثبتت لعلي ابن أبي طالب
و هذا معنى قوله في يوم الغدير ألست أولى بكم من انفسكم ؟
مو أنا لي ولاية عليكم ولاية تكوينية و ولاية تشريعية و ولاية ادارية
قالوا : بلى
قال فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه و عادي من عاداه
و انصر من نصره و اخذل من خذله
إذا
مقتضى القرن بين الرسول و الامام علي في هذه الآية
أن الولاية الثابتة لهما سنخن واحد و بما أن النبي ثبتت له الولايات الثلاث
فتثبت الولايات الثلاث للامام علي عليه السلام - زين -
احنا عدنا الآن أسئلة ثلاثة أجيب عنها
السؤال الأول : أن الآية عبرت بالجمع قالت الذين آمنوا ..يقيمون .. ما عبرت باللفظ
الذين آمنوا يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون
و بعض الباحثين السنة يقول :
لا يصح استعمال الجمع في واحد
الآية ما قالت و الذي آمن و أقام الصلاة و آتى الزكاة و هو راكع
قالت الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة الذين يؤتون الزكاة و هم راكعون
فبما أن الاية لفظت بلفظ الجمع لا يصح أن يارد بالجمع واحد
فإن استعمال الجمع و المراد واحد غلط في اللغة إذاً تفسير الآية بالامام علي غلط
الجواب عن ذلك :
أولاً : أن هذا الباحث لم يفرق بين المراد الاستعمالي و المراد الجدي
إذا ترجع - مو هذا اللي ما يدقق بالبحوث العلمية يقع بهذه الأخطاء - إذا ترجع
إلى علم البيان و علم الأصول يقول لك فرق بين المراد الاستعمالي و المراد الجدي
لم يستعمل الجمع في واحد كي يكون في واحد كي يكون خطأ
استعمل الجمع في معناه و إنما المراد الواقعي من الجمع مصداق واحد و هو أمير المؤمنين علي عليه السلام
و هذا ليس خطأً بل هو موجود في القرآن
ثانيا أنا أضرب لك عدة موارد في القرآن يعبر بالجمع و هو يريد واحد مثلاً :
قوله تعالى : { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ } رجعنا ضمير جمع من المتكلم كان ؟ واحد و هو عبد الله بن أبي سلول
مثلاً قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } هذا خطاب للجمع مع أن المخاطب به واحد و هو حاطب ابن أبي بلتعة الذي تكلم مع قريش
فعبر بالجمع و المراد واحد .
مثلاً قوله عز و جل : { يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ } من الذي قال نخشى ؟ واحد و هو من ؟ عبد الله ابن أبي عبر بالجمع و أراد واحد .
أجيبلك آية أعظم قوله عز و جل { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً } هذه آية تتحدث بصيغة الجمع من المراد بها ؟
ذكر بعض اخواننا السنة أن المراد بها أبو بكر و ذكر البعض الآخر أن المراد بها علي سواء أريد بها أبو بكر أو أريد بها علي المراد واحد و قد عبرت عنه بالجمع .
و غيرب بعض اخواننا اهل السنة من يجي لهاي الآية يعتبرها أنها من المناقب العظيمة لأبي بكر !
طيب مو عبرت بالجمع و عندما يجي لآية الولاية يقول لا ما يصح ..!
طيب هناك شلون صح ؟
هناك قال الذين ينفقون أموالهم ... علانية مو جمع ؟ كيف تفسرونها بأبو بكر
كيف استعمل الجمع و أريد به واحد ..؟
و هناك في آية الولاية أستعمل الجمع و أريد به واحد
إذاً إما أن يصح في الجميع أو لا يصح في الجميع
إذاً النتيجة يا اخوان
استعمال الجمع في معنى الجمع مع كون المراد الجدي به مصداقاً واحد موجود في القرآن الكريم
و لا ريب فيه - زين -
نجي الآن إلى السؤال الثاني :
إذا كانت الآية - ركز معي جيداً - إذا كانت الآية قد حصرت الامامة و الولاية في الله و الرسول و الامام علي فهذا معناه بطلان امامة بقية الأئمة
بينما الشيعة تقول الامامة لا تختص بعلي بل تشمل اثني عشر شخص
بما أن الشيعة الامامية يقولون بامامة الأئمة الاثني عشر إذاً الامامة لم تنحصر في علي - فكيف ؟ -
كيف تفسرون آية الولاية بالامامة و معنى آية الولاية أن الامامة محصورة في علي بعد النبي ؟
مع أن عقيدتكم على أن الامامة لا تنحصر في علي بل تشمل اثني عشر شخصاً - كيف تجمعون بين الأمرين ؟ -
الجواب :
أولاً : نحن نقول أن هناك رواية وردت عن الامام الصادق عليه السلام اذا ترجع لكتاب وسائل الشيعة
الجزء التاسع في باب الزكاة باب جواز التصدق حال الركوع يقدر الانسان يتصدق حال الركوع
يذكر الرواية عن الامام الصادق أحمد ابن عيسى يروي عن الامام الصادق أن هذه الآية إنما وليكم الله ...
نزلت فينا كلنا أي كل الأئمة إذا ما من أحد من ذريته - يعني ذرية الامام علي - بلغ مبلغ الامامة
إلا تصدق و هو راكع فشملته الآية ..
جميع الأئمة انطبقت عليهم الآية لأن جميع الأئمة تصدقوا و هو ركوع
فشملتهم الآية المباركة و لعل هذا السر في تعبير الآية في صيغة الجمع
ما عبرت بالمفرد حتى تشمل بقية الأئمة الطاهرين
ما من أحد من ذريته بلغ مبلغ الامامة إلا تصدق و هو راكع فشملته الآية
هذه رواية عن الامام الصادق
إذاً لفظ الجمع في الآية يصلح أن يكون للتعظيم عبر بالجمع مع أن المراد واحد للتعظيم
أو عبر بالجمع مع أن المراد واحد للترغيب كما ذكر الزمخشري في كشافه
أو عبر بالجمع لأنه يريد مجموع الأئمة الأطهار . هذا الجواب الأول .
الجواب الثاني افترض لا افترض أن الآية تعني علياً فقط و فقط نفترض ذلك
الامامة يا اخوان لها درجات لأن الامامة تابعة للعلم فكلما كان العلم أوسع كانت درجة الامامة أقوى
كل الأئمة أئمة حجج لله على خلقه معصومون لهم الولاية في عالم التكوين و عالم التشريع و عالم الحكم و ادارة الأمور
كل الأئمة يتساوون في هذه النقطة لكن درجة الامامة تختلف باختلاف درجة العلم
ابراهيم كان امام لكن ليست امامة ابرهيم كامامة النبي محمد
فالامامة أيضاً لها درجات لذلك الامامة الدرجة من الامامة التي ثبتت لعلي ابن أبي طالب عليه السلام
لم تثبت لأحد من بعده من الأئمة الأطهار صلوات ربي و سلامه عليهم
و إن كان جميعهم أئمة لكن الدرجة التي ثبتت لعلي لم تثبت لأحد من بعده
و لذلك ورد عن الامام الصادق عليه السلام : كلنا في الفضل سواء و علي له شأن .
و لا غرابة في ذلك فالقرآن اعتبر علي نفس النبي
القرآن في آية المباهلة ماذا قال ؟
{ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }
و لم يخرج رسول الله سوى فاطمة و الحسن و الحسين و علي عليهم السلام
فعلي نفسه .
الفكرة الثالثة و أختم بها ..
يقال كيف تصدق علي بخاتمه و هو راكع هذا معناه مشغول عن الصلاة
بينما التاريخ يروي ان علياً إذا دخل في الصلاة استغرق في ملكوت الله فلا يلتفت يميناً و لا شمالاً
و قد كانت السهام تنفذ إلى بدنه يوم صفين فلا يشعر بها و هو قائم يصلي
فإذا كان علي مشغولا بالصلاة فكيف التفت إلى وجود سائل و مد خاتمه اليه
و هو راكع إذاً هذا يقدح في خشوع علي أثناء الصلاة و يقدح في عروج روح علي إلى ربه جل و علا
أثناء الصلاة فإذا فسرنا الآية بعلي فهذا قدح في علي و ليس مدحاً له .
الجواب عن ذلك يا اخوان
علي عليه السلام جمع بين عبادتين مو بين عبادة و عمل دنيوي حتى تقول ما يصير
هذاك الانسان الذي يتحرك في الصلاة بحركة دنيوية -
و هو يصلي يشوف واحد داخل يسوي له هالشكل - أكو ناس هالشكل ..
هذا عندما يجمع بين الصلاة و بين حركة دنيوية يقال أن هذه الحركة الدنيوية تتنافى مع
خشوعه و خضوعه لربه ..
أما إذا جمع في صلاته بين عبادتين الصدقة عبادة و الصلاة عبادة
فعلي جمع بين عبادتين فعلي جمع بين عروجين لله عروج صلاتي و عروج زكاتي
علي جمع بين تعلقين بالله تعلق صلاتي و تعلق زكاتي و هذا يكشف عن عظمته عليه السلام
أنه يستطيع أن يجمع بين عبادات متعددة في آن واحد ..
علي تشغله صلاته عن الحركة الدنيوية و لا تشغله صلاته عن العبادات الأخرى
التي تأتلف مع عبادة الصلاة في مضمون واحد و عروج واحد و تعلق واحد
و لذلك الألوسي و هو من علماء السنة في كتابه روح المعاني تفسير لما وصل لهذه الآية
جاب هذه الشبهة كيف الامام علي يتصدق و هو يصلي ؟
قال :
هو كما قال الشاعر :
يسقي و يشرب لا تلهيه سكرته عن النديم و لا يصحو من الكاسِ
أعانه سكره حتى تمكن من فعل الصحاة فهذا أعظم الناسِ
يعني هذا الانسان الذي يقوى على ضبط كل أفكاره ، كل خيالاته ، كل انفعلاته ، هذا الذي يضبط كل شؤونه
الداخلية و الخارجية و يستطيع أن يجمع بين أعمال متعددة بهدف واحد في وقت واحد
هذا دليل عظمته و دليل سيطرته على نفسه و ليس دليلاً على القدح في صلاته أبدا ..
الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين كانوا يجمعون بين العبادات
و كانوا قد ينفصلون عن عبادة ليشرعوا في عبادة أخرى و قد ينفصلون عن قربة ليشتغلوا بقربة أخرى ..
الامام الحسين عليه السلام دخل مكة ، أحرم ، اعتمر ، ثم انطلق إلى عبادة أخرى عبادة الجهاد ..
عبادة الدفاع عن المبدأ عبادة التقرب إلى الله .. بقوله ما خرجت أشراً و لا بطراً و لا مفسداً
و لا ظالماً و غنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله ,, أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ..
وقف بأبي و أمي على الصفا و قال :
ألا فمن كان فينا باذلاً مهجته موطناً عل لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل
مصبحاً إن شاء الله أقبل رجل إلى محمد ابن الحنفية و هو يتوضا قال يا محمد أدرك اخاك الحسين
فقد عزم على الرحيل أقبل محمد ابن الحنفية يلطم على رأسه قال أخي أبا عبد الله أما وعدتني أن تنظر في الأمر
قال بلى قال فما الذي أعجلك ؟ قال لقد أمرني رسول الله بأمر و أنا ماضِ فيه
قال إذا كنت عازماً على الخروج فلماذا أخذت النساء معك دع معي أختي زينب
زينب أمانة في عنقي أوصاني بها أبي أمير المؤمنين لا تأخذها معك دع النساء معي
قال أخي محمد شاء الله أن يراني قتيلاً و أن يرى النساء سبايا .. ليس بيدي ذلك أبدا ..
زينب سمعت المحادثة و إذا بها تتوجه إلى محمد أخي محمد ماذا تقول ؟!
رجلي برجل الحسين و يدي بيد الحسين و أنا أمانة بيد الحسين لا انفك عنه أبدا ..
ثم بأبي و أمي أصعد النساء على النياق ثم أصعد الغلمان و رجال بني هاشم
و مشت تلك الراحلة و محمد ابن الحنفية يعفر على الأرض و يلطم على رأسه
و ينادي في أمان الله .. انتهى بنصه و حروفه ...
{ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ }
|
|
|
|
|