عرض مشاركة واحدة

الصورة الرمزية فارس اللواء
فارس اللواء
عضو برونزي
رقم العضوية : 54354
الإنتساب : Aug 2010
المشاركات : 254
بمعدل : 0.05 يوميا

فارس اللواء غير متصل

 عرض البوم صور فارس اللواء

  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : فارس اللواء المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 29-04-2012 الساعة : 12:13 AM


التوسل خلاف ما يرى الصوفية والسلفية

الإصلاح بالبناء وليس بالهدم"فكرة اجتماعية"

استكمالا للفكرة الإصلاحية التهذيبية أود العروج على قضية هدم الأضرحة، ولكن كالعادة سننظر إليها بإيجاز بعيدا عن حُكمها الشرعي الذي وكما ساغ الخلاف في أمر التوسل فمن الطبيعي أن يسوغ في هذه القضية الخِلاف بين علماء المسلمين ، إذا فالخوض في غُمار هذا الحكم من الناحيتين الفقهية والعقدية سيودي بنا إلى ظلمات التكلف والتعسير حتما..أما الإسلام فهو سهل وبسيط وتلخص فكرته الإصلاحية –التوفيقية- في البناء لا الهدم..في إيجاد البدائل قبل التفكر في مآلات المشاهد..وكأننا ننظر للمسألة بطريقة تصور مختلفة تنتقل رحابها من إنسان لإنسان يرى في تلك المشاهد ظُلمة ونورا..جهلا وعلما..تقوى وضلال..جنة ونار.

لذا كانت الحاجة لنا للنظر للمسألة من زاوية أخرى أكثر رحابة وواقعية..ولم أجد أكثر من الناحيتين الثقافية والإجتماعية..فلننظر إلى الحالة الإجتماعية أولا وربما نعرج للحالة الثقافية في وقت آخر..تعيين الحالة الإجتماعية لقضية هدم الأضرحة لابد وأن تكون استثنائية كي تخضع لجميع معايير الحالة الإجتماعية للظرف الإستثنائي، وبما أن هذا الظرف سيُنتج حِراكا قد يؤدي إلى صدام بين فئتين فجاز لنا القول بأن هذا الظرف الإستثنائي قابل للدحض كفكرة وحال مخالف للواقع الإفتراضي- الغير صدامي..

من زاوية أخرى فإنه ليس كل صدام سيؤدي إلى التنوير كما يزعم بعض فلاسفة الفكر الديالكتيكيين...فالصدام في بعض الحالات يُورث ضغائن وأحقاد تتوارثها الأجيال..هذه الموروثات لن تُزال بغير التوعية ونشر العلم..لذا كان من الأصلح في هذه الحالة أن تُستبدل الفكرة إلى حالة توعوية تؤدي إلى التنوير الحقيقي الخالي من نزعات الصدام ذات الخلفيات الدينية..فالتنوير هنا له أصل روحي يُميّز بين علاقة الله والإنسان وبين علاقة الإنسان بنفسه، فالعلاقة الأولى قِيَمية أخلاقية لوجود غاية عظمى يسعى لها الإنسان لتحصيل الأجر..والعلاقة الثانية منفعية بحتة..مادية لو خَلَت من أي فكرة إلهية فهي خالية من الأخلاق بالتبعية.

لذا كان كل من يجور على العلاقة الأولى لصالح الثانية فهو مفسد لا محالة، ويتساوى في ذلك كل من اتبع شخصا دون غيره في ذات المسألة وبين من جعل نفس الشخص إلها..فالتنوع واجب وقصد العلم من تتبع الخِلاف وليس الجزم بعدميته، ولكن ليس معنى وجود الضرر أو المفسدة أن يكون عدم منفعة..هنا كانت الحالة أشبه بالحالة الإفتراضية الأولى-الغير صدامية- التي خالفها الظرف الإستثنائي القابل للدحض..خُلاصته في فساد التحرك الأول الذي صنع الظرف الإستثنائي المعروف لدينا بهدم الأضرحة..وهذا إثبات واضح من ناحية عقلانية واجتماعية موجزة..بأن القائم على الفكرة وتنفيذها هو مُفسد في الأرض ومخالف لشريعة الله الإصلاحية بين بني البشر.


توقيع : فارس اللواء
من مواضيع : فارس اللواء 0 رسالة في التفكير
0 المُحادّة لله وظاهرة التطرف
0 لا فضائل للشام ولا لأهلها كما نسبوا للرسول
0 درس من حديث خلق التربة
0 صلاة التراويح بدعة أم سُنّة؟
رد مع اقتباس