[الرجل الحر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
من اللطائف ان الاخ صاحب الموضوع يبحث عن دليل تفضيل للأمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب على ابي بكر وعمر وقد فاته ان يدرك انه بسياق سؤاله فضل عليا صلوات الله وسلامه عليه حتف انفه حينما اورد كلمة ( كرم الله وجهه ) مخصصة لعلي عليه السلام دون ابي بكر وعمر ,, فأن كانا افضل منه فلم لم تكرم وجهيهما كما شاء الله سبحانه ان يكرم وجه علي عليه السلام من كل سوء .

ولعل الموضوع برمته من اللطائف ايضاً حيث ان السؤال عن ادلة تفضيل علي عليه السلام على غيره هو كمحاولة حشر معلومات لا حدود لها على هارد دسك سعته لا تتعدى الواحد تيرا مثلاً ,, حيث ان هكذا سؤال يستلزم من السائل ان يطرح موارد التفضيل واحدة بعد الاخرى

فالتفضيل القرآني لعلي عليه السلام له تفصيلاته والتفضيل الذي اسست له السنة النبوية له تفصيلاته وكذلك التفضيل الانساني بما تحمله شخصية علي عليه السلام الانسان بغض النظر عن الصفات الدينية له تفصيلاته الخاصة.

فمثلاً لا حصراً,

كأن يسأل عن مورد تفضيل الامام امير المؤمنين قرآنياً ,, فالمعروف ان هنالك ايات بينات قد فضلت بعض الناس على بعض بحكم ما يؤدون من عمل وينتهجون من سلوكيات مثل قوله تعالى ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) فأين الصحابة جميعاً من هذه الاية الكريمة هل كلهم ذوي علمٍ ام انهم متعلمون بنسب متفاوتة ومن هو الاكثر علماً بحسب الواقع وما الادلة عليه . وكذلك قوله تعالى ( فضل الله المجاهدين على القاعدين ) اين حظ الصحابة جميعا منها ومن هو اكثرهم جهادا كما هو متفق عليه لدى الجميع.

وقد يصار الى التفضيل من ناحية السنة النبوية المطهرة الصحيحة والصريحة والمتفق عليها بين الفريقين مثل حديث الولاية ( من كنت مولا فهذا علي مولاه ) وهنا يجب الاستفسار اولاً عن حدود ولاية النبي الاكرم التي يحدد القرآن الكريم ابرز ملامحها بقوله ( وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ) فالقرآن الكريم هنا يعطي صورة رائعة عن ولاية النبي الاكرم التي جعلها مهيمنة على من سبق من رسالات ربه بأعتباره مهيمناً على القرآن العظيم ( من كان عدواً لجبريل فأنه نزله على قلبك ) ومن خلال هذا التصوير القرآني لجانب عظيم من جوانب ولاية النبي الاكرم يتبين حجم ولاية الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب التي قرنها رسول الله بولايته ,, ثم من حقنا ان نطرح تساؤلاً ,, (وهل توجد فكرة ما في الوجود او ذرة في هذا الكون لايعتبر محمد صلى الله عليه وآله مولاها ) ,, والجواب هو قطعاً لايمكن بأعتبار ان النبي الاكرم هو الخاتم لرسالات ربه الذي اوجب ان يكون الدين عنده الاسلام وليس غيره ومن يأت بغير الاسلام دينا فلن يقبل منه خصوصاً اذا ما علمنا ان اهل القبلة متفقون على ان النبي الاكرم تنقاد اليه حتى الجوامد بأذن ربه سبحانه ,, من هنا يتبين ان ولاية الامام امير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام بعدما قرنها رسول الله بولايته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله باتت تشمل الجميع بما فيهم ابي بكر وعمر وسائر الناس فلا افضلية اطلاقاً لأحد على مولاه بحكم الحديث الشريف ,,

كما يمكن ان يكون التفضيل بالصفات الانسانية من طهارة نسبية وشرف وعفة وشجاعة وكرم وبطولة واقدام وعقل وحكمة ونجدة ومروءة وانسانية ,, والتأريخ يتفق اتفاقاً كاملاً على ان علي بن ابي طالب صلوات الله عليه لايدانيه احد في كل تلكم الصفات .

تلكم مجرد امثلة على كيفية تتبع الافضلية وكيف من المفترض ان يطرح التساؤل لا ان يحاول السائل حشر الامور ببعضها البعض الامر الذي قد ينتج ادلة تشتبك فيختلط اولها بآخرها..

اسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن على الاخوة المحاورين الموالين بالتوفيق والسداد دائماً وعلى السائلين بالهداية