2-عدم طاعة المخلوق في معصية الخالق
نصوص كثيرة وصريحة لا ينكرها الا متجانف الى اثم او مدل بباطل وهي التي تامر بعدم طاعة المذنبين والجبارين والآمرين بالمعصية ونوجزها بما يلي:-
قال تعالى
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..)ال عمران 110 تبين الاية الكريمة الميزة البارزة لافضلية هذه الامة وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي صحيح مسلم كتاب الايمان: النبي(ص)
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان) اي ان التغيير باليد ارفع الايمان كما يقرر مسلم في هذا الحديث.
وفي صحيح مسلم كتاب الايمان ايضا قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي الا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل.
وهذا الحديث الصحيح حسب موازين الناكرون على الحسين(ع) خروجه يوضح الامر بصورة جلية لا ريب فيها .
وحينما نأتي الى استخلاف يزيد نجده خارج الموازين الشرعية وقلب لميزان الشرائع وتحريف لدين الله وجعله ملكا عضوضا
نقل الهيثمي في مجمع الزوائد باب فيمن استعمل احد من المسلمين محاباة عن النبي(ص)( قال من ولى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم...)
روى البيهقي في السنن الكبرى(عن رسول الله (ص) من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه واعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين)
معاوية الذي خرج على امير المؤمنين وخليفة المسلمين لم يكتفي بهذه الموبقة بل جعل الخلافة وراثة لابنه الماجن يزيد, على منهاج كسرى وقيصر:
في صحيح البخاري كان مروان على الحجاز استعمله معاوية فخطب فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر شيئا فقال خذوه..) نقل ابن حجر في شرح الحديث في فتح الباري ( فقال مروان سنّة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر)
يضع زمام هذا الدين بيد يزيد الفاسق:
قال عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء: ( ...وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر)
وقال: ( لما وثب أهل الحرة ، وأخرجوا بني أمية من المدينة ، بايعوا ابن الغسيل على الموت ، فقال : يا قوم ! والله ما خرجنا حتى خفنا أن نرجم من السماء ، رجل ينكح أمهات الأولاد ، والبنات ، والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة . قال : وكان(اي ابن غسيل الملائكة) يبيت تلك الليالي في المسجد ، وما يزيد في إفطاره على شربة سويق ، ويصوم الدهر ، ولا يرفع رأسه إلى السماء)
وهكذا هلكت الامة برضاهم بيزيد وبعدم نصرة المجاهدين ضده:
ففي صحيح البخاري كتاب الفتن عن النبي(ص): (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش) قال ابن حجر في فتح الباري:(جاء المراد بالهلاك مبينا في حديث آخر لأبي هريرة رفعه أعوذ بالله من إمارة الصبيان قالوا وما إمارة الصبيان قال إن أطعتموهم هلكتم أي في دينكم وان عصيتموهم أهلكوكم أي في دنياكم بازهاق النفس أو باذهاب المال أو بهما وفي رواية ابن أبي شيبة أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين وهو كذلك فان يزيد بن معاوية استخلف فيها)
وذكر الحاكم في مستدك الصحيحين عن النبي(ص) (يقول إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا).(دغلا مخادعة يخدعون به الناس)
هل من سلامة العقل او الدين ان يريد هؤلاء من الحسين(ع) ان ينقاد ليزيد بعد هذه النصوص وتركنا الكثير من امثالها روما للأختصار او هل من الرأي السديد ان يقبل (ع) ان يتسلم هؤلاء الجبابرة مقاليد الامور ويطيعهم وهو يعلم ان الله ارسل الرسل لمكافحة امثال هؤلاء وقتل من قتل منهم في سبيل ذلك, ايرضى ابو عبد الله(ع) ان تصادر جهود الانبياء ومنهم الحبيب المصطفى(ص) وما تحمل في سبيل ذلك وهو سيد شباب اهل الجنة فتكون سنة من بعده في متابعة الطواغيت فيصبح دين الله بخبر كان.
ثم ان هناك حقيقة نشير اليها اشارة فقط والا فقد الفت فيها الكتب وهي كون الحسين(ع ) لم يكن خارج على امامه بل يزيد هو من خرج على امامه الحسين(ع) المفترض الطاعة ) .