[محب السنة 2]

بسم الله الرحمن الرحيم
انتهينا من الرد ولله الحمد وبقي آخر رد وهو بيان رأي أهل السنة في هذا الحديث فنقول وبالله التوفيق :
أولا : تخريج الحديث :
1 ) أخرجه البخاري في كتاب التفسير باب: قوله: (( ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ))
فقال : حدثنا زكرياء بن يحيى: حدثنا أبو أسامة قال: هشام حدثنا عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ... وذكر الحديث .
ورواه أيضا في كتاب النكاح باب هل للمرأة أن تهب نفسها لأحد.
فقال : حدثنا محمد بن سلام: حدثنا ابن فضيل: حدثنا هشام، عن أبيه قال:
كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : ....... وذكر الحديث وقال بعدها :
رواه أبو سعيد المؤدب، ومحمد بن بشر، وعبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، يزيد بعضهم على بعض.
2 ) أخرجه ابن حبان في صحيحه ( لا أتمنى النقاش في هذه المسألة فليست موضوعنا )
كتاب التاريخ في ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن أصحاب الحديث يصححون من الأخبار ما لا يعقلون معناها !
فقال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت :..... وذكر الحديث .
3 ) أخرجه الإمام أحمد في مسند السيدة عائشة رضي الله عنها
فقال : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يونس قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت: .... وذكر الحديث .
4 ) أخرجه ابن ماجة في كتاب النكاح باب التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ أنها كانت تقول:..... وذكر الحديث .
5 ) أخرجه النسائي برقم 3199 .
--------------
ثانيا : كلمتها التي يظن فيها أنها شك بعدالة الله تعالى :
اختلفت الروايات في صيغة قولها ونحن نذكرها هاهنا فإليكم نص كلامها حسب الروايات :
1 ) في روايتي البخاري قالت عائشة رضي الله عنها : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك. وكذلك في صحيح ابن حبان ومسند الإمام أحمد .
2 ) في رواية ابن ماجه قالت عائشة رضي الله عنها : إن ربك ليسارع في هواك.
---------------
ثالثا : شرح الحديث لدى أهل السنة :
1 ) قال ابن حجر رحمه الله : قوله: "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" أي ما أرى الله إلا موجدا لما تريد بلا تأخير، منزلا لما تحب وتختار.اهـ(8/526)
وقال : قوله: "ما أرى ربك إلا يسارع في هواك" في رواية محمد بن بشر "إني لأرى ربك يسارع لك في هواك" أي في رضاك، قال القرطبي: هذا قول أبرزه الدلال والغيرة، وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله، وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره، لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى،
ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق، ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك.
قوله: "رواه أبو سعيد المؤدب ومحمد بن بشر وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة يزيد بعضهم على بعض"
أما رواية أبي سعيد واسمه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح فوصلها ابن مردويه في التفسير والبيهقي من طريق منصور بن أبي مزاحم عنه مختصرا كما نبهت عليه "قالت التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم خولة بنت حكيم" حسب،
وأما رواية محمد بن بشر فوصلها الإمام أحمد عنه بتمام الحديث، وقد بينت ما فيه من زيادة وفائدة، وأما رواية عبدة وهو ابن سليمان فوصلها مسلم وابن ماجه من طريقه وهي نحو رواية محمد بن بشر. اهـ (9/165)
2 ) قال النووي رحمه الله : بفتح الهمزة من أرى, ومعناه يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك.اهـ الديباج (4/71)
وهذا ما وقفت عليه .
3 ) قال القاري رحمه الله : ( قالت ما أرى ) : بفتح الهمزة أو ضمها أي ما أظن ( ربك إلا يسارع ) : استثناء من أعم الأحوال ( في هواك ) : أي : يوصل إليك ما تتمناه سريعا اهـ.شرح المشكاة كتاب النكاح.
-------------------------------
رابعا : أحاديث تبين سبب قول عائشة رضي الله عنها لهذا :
1 ) روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا ، بعد أن أنزلت هذه الآية : { ترجىء من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } .
فقلت ( أي معاذة ) لها : ما كنت تقولين ؟ قالت : كنت أقول له : إن كان ذاك إلي ، فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا .4789
قد يقول قائل : أنها كذبت !! فنقول : لم تكذب فمعاذة قالت : ما كنت تقولين ؟ ولم تقل : ما قلتِ !!!
والمعنى : ما كنت تقولين بعد أن أنزلت الآية ( باستمرار ) للنبي صلى الله عليه وسلم !!
وليس المعنى : ما قلت عندما تزلت الآية ( مباشرة ) للنبي صلى الله عليه وسلم !!
2 ) وروى البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن .... وذكر الحديث . 4788
3 ) وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا . قالت فغرت عليه . فجاء فرأى ما أصنع . فقال " مالك ؟ يا عائشة ! أغرت ؟ " فقلت : وما لي لا يغار مثلي على مثلك ؟ .... وذكر الحديث .
إذا لم يدفعها لقول ما قالت إلا الغيرة فقط ولا شيء غيرها ! فلماذا تكبير المسألة وهي صغيرة ؟؟
أولم يعفى عمن أخطأ ؟ الغيرة طبيعية لدى النساء بدليل كلام الأطباء فيما سبق .!
---------------------------------
سادسا : شبهة الشيعة والرد عليها :
شبهتهم : فيه اختلاف :
أ ) أنها تشك في عدالة الله تعالى !!! ولا أعلم كيف يُفهم هذا الفهم أو بالأصح كيف فُهم من الأصل هذا الفهم !!
فإن عائشة رضي الله عنها قالت أنه ما زال يسارع في رضا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم !!
أهذا شك في عدالته سبحانه وتعالى ؟؟؟ يعني إذا كان هذا هو الشك في عدالته فما اليقين في عدالته عز وجل ؟؟؟ لا أعلم .
ب ) أن النبي صلى الله عليه وسلم جنسي يهوى النساء !!! لا أعلم هل من يحب النساء فهو جنسي ؟؟
قال تعالى : (( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء )) !!!
بل الطامة الكبرى على فهمكم أيها الشيعة عليكم من الله ما تستحقون واتهامكم لنا أننا نقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم جنسي !!!!
وأن عائشة تتهم النبي صلى الله عليه وسلم بحب النساء وأنه جنسي !!
إذا ماذا تقولون في قول الله تعالى : (( لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ))
ركزوا على آآآآآخر جملة !!!!!!!! أما آن لكم أن تعقلوا هداكم الله !!!
إن رددتم على الله عز وجل فقد كفرتم وهذا متفق عليه عند الجمييييع .
------------------------
وانتهينا من هذا الموضوع وهذا الرد يعتبر الأخير ولن أرد على أحد بعدها فقد وضحت بما فيه الكفاية والآية القرآنية التي فيها : (( ولو أعجبك حسنهن )) تبعد عنا كل شبهة في هذا السياق !
ونرجوا من الأخ ( النجف الأشرف ) انتظارنا في موضوع المناظرة القادم الذي بيني وبينه .
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
وكتبه والردود من قبله :
الفَقِيرُ إِلى عَفْوِ رَبِّه المَنَّان : عَبْدُ الرَّحْمَن
صبيحة يوم السبت 5 / 5 / 1432 هـ !