[إبن المبارك]

المغيرة بن شعبة صحابي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , ولا يجهل قدرهُ احدٌ من أهل العلم ولا من المتقدمين والمتأخرين , كذلك هو من أقران علي رضي الله عنهُ , ولا يؤخذ سبهُ لعلي رضي الله عنهُ على محمل الإطلاق , وهذا الأمر بين الفاضل والمفضول , وإعلم أنه أخرج الحديث في باب النهي عن سب الأموات , ولا يقعُ الكرهُ والبغضُ في قلوب أصحاب النبي للدين , وهذا موقف شعبة , سبهُ ولا يحقُ لنا أن نتكلم فيه , فطعنُ الأقران كما يعلم أهل العلم بالحديث يطوى ولا يروى , وعليٌ معلوم الفضل , لكن قال الله تعالى : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ ) .

ذهب بعض أهل العلم إلى التفريق بين السب و بين مطلق الذكر بالشر ، حمله على ذلك الجمع النصوص .

قال الإمام المناوي رحمه الله في فتح القدير : ( السب غير الذكر بالشر ، و بفرض عدم المغايرة فالجائز سب الأشرار و المنهي سب الأخيار ) .


و علَّل بعض أهل العلم النهي عن سبِّ الأموات بما يلحق الأحياء بسببه من الأذى الذي لا يبلُغ الميت بحال .
قال ابن حبان في صحيحه : ذكر البعض من العلة التي من أجلها نهى عن سب الأموات ، ثم روى بإسناده إلى زياد بن علاقة أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ) [ صحيح ابن حبان : 3022 ] .

قلتُ : و روى هذا الحديث الترمذي في سننه ، و أحمد في مسنده ، و حسنه الطبراني في معجمه الصغير ، و ليس كما قال ، بل في إسناده مقال ، و إن كان معناه صحيحاً محتملاً ، و الله أعلم .

http://muslm.net/vb/showthread.php?t=221997