الموضوع:
۩ العلاقة الحميمة بين الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم من كتب الشيعة الجزء الأول
عرض مشاركة واحدة
المسجد الأقصى
مــوقوف
رقم العضوية : 48780
الإنتساب : Feb 2010
المشاركات : 135
بمعدل : 0.02 يوميا
مشاركة رقم :
51
كاتب الموضوع :
المسجد الأقصى
المنتدى :
المنتدى العقائدي
بتاريخ : 18-03-2010 الساعة : 08:22 AM
بعد إغلاق موضوعي الجزء الثاني أنقله لكم هنا وننتظر ردودكم عليه
موقف أهل البيت
من
أبي بكرالصديق
:
يقول
علي بن أبى طالب رضي الله عنه
وهو
يذكر
بيعة
أبي بكر الصديق
بعد
وفاة رسول الله
: (
عند انثيال الناس - أي انصبابهم من كل وجه كما ينثال التراب - على
أبى بكر،
و
إجفالهم إليه ليبايعوه:
فمشيت
عند ذلك إلى
أبى بكر،
فبايعته
ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل
و
زهق وكانت
"كلمة الله هي العلياولو كره الكافرون "
، فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر،
و
سدد،
و
قارب،
و
اقتصد،
فصحبته مناصحاً،
وأطعته فيما أطاع الله [ فيه ] جاهداً) .
["الغارات" ج1 ص307 تحت
عنوان "رسالة علي عليه السلام إلى أصحابه بعد مقتل محمد بن أبي بكر"].
ويذكر في رسالة أخرى
أرسلها
إلى أهل مصر
مع عامله الذي استعمله عليها
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري
: (
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله
علي أمير المؤمنين
إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين، سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي
لا إله إلا هو
. أما بعد! فإن
الله
بحسن صنعه
و
تقديره
و
تدبيره اختار الإسلام ديناً لنفسه
و
ملائكته
و
رسله،
و
بعث به الرسل إلى عباده
و
خص من انتخب من خلقه، فكان مما أكرم
الله
عز وجل به هذه الأمة
و
خصهم [ به ] من الفضيلة أن بعث
محمـداً
-
- [ إليهم ] فعلمهم
الكتاب
و
الحكمة
و
السنة
و
الفرائض،
و
أدّبهـم لكيما
يهتدو
ا،
و
جمعهم لكيما [
لا
] يتفرقوا،
و
زكاهم لكيما
يتطهروا
، فلما قضى من ذلك ما عليه
قبضة الله
[ إليه ، فعليه ] صلوات الله وسلامه ورحمته ورضوانه إنه حميد مجيد. ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا امرأين منهم صالحين عملاً
بالكتاب
و
أحسنا السيرة
و
لم يتعديا
السنة
ثم توفاهما
الله
فرحمهما
الله
) .
["الغارات" ج1 ص210 ومثله باختلاف يسير في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، و"ناسخ التواريخ" ج3 كتاب2 ص241 ط إيران، و"مجمع البحار" للمجلسي].
ويقول أيضاً وهو يذكر
خلافة الصديق
و
سيرته : (
فاختار
المسلمون
بعده (
أي النبي
)
رجـلاً منهم،
فقـارب
و
سدد بحسب استطاعة على خوف
و
جد)
. ["شرح نهج البلاغة" للميثم البحراني ص400].
ولم اختار المسلمون أبا بكر خليفة للنبي
و
إماماً لهم ؟
يجيب على هذا السؤال
علي
و
الزبير بن العوام رضي الله عنهما
بقولهما: (
وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها،
إنه لصاحب الغار وثاني اثنين،
وإنا لنعرف له سنه، ولقد أمره رسول الله بالصلاة وهو حي) .
["شرح نهج البلاغة" لابن أبي الحديد الشيعي ج1 ص332].
ومعنى ذلك أن خلافته كانت بإيعاز الرسول عليه السلام
.
وعلي بن أبى طالب رضي الله عنه قال هذا القول رداً على أبي سفيان
حين حرضه على طلب الخلافة كما ذكر ابن أبى الحديد
: (
جاء أبو سفيان
إلى
علي
عليه السلام، فقال: وليتم على هذا الأمر أذل بيت في قريش، أما
والله
لئن شئت لأملأنها على أبي فصيل خيلاً
و
رجلاً، فقال
علي
عليه السلام: طالما غششت الإسلام وأهله، فما ضررتهم شيئاً، لا حاجة لنا إلى خيلك
و
رجلك،
لـولا أنا رأينا أبا بكـر لها أهـــلاً لما تركنــاه )
.
["شرح ابن أبي الحديد" ج1 ص130].
ولقد
كررّ هذا القول ومثله مرات كرات،
وأثبتته كتب
الشيعة
في صدورها ؛ وهو أن
علياً
كان يعـدّ
الصــديق أهلاً ل
لخـــلافة
،
و
أحق
الناس
بها،
لفضـائله الجمة
و
مناقبــه الكثيرة
حتى حينما قيل له قرب وفاته بعد
ما طعنه ابن ملجم
: ألا توصي؟
قال:
ما أوصى رسول الله
(
)
فأوصي
، ولكن قال
( أي صلى الله عليه وسلم
) : إن
أراد الله خيراً
فيجمعهم على خيرهم بعد
نبيهم
) .
["تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص372 ط النجف].
وأورد مثل هذه الرواية شيخ
الشيعة
المسمى
"علم الهدى"
في كتابه الشافي : ( عن أمير المؤمنين عليه السلام لما قيل له:
ألا توصي؟
فقال:
ما أوصى رسول الله
(
) فأوصي،
و
لكن
إذا أراد الله
بالناس خيراً استجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد
نبيهم على خيرهم
)
. ["الشافي" ص171 ط النجف].
فهذا
علي بن أبى طالب رضي الله عنه
يتمنى
لشيعته
و
أنصاره أن
يوفقهم الله
لرجل خيّر صالح كما
وفق الأمة الإسلامية
المجيدة
بعد وفاته
لرجل خيّر صــالح
هو أبوبكر الصديق
رضي الله عنه
إمام الهدى،
و
شيخ الإسلام،
و
رجل قريش،
و
المقتدى به بعد رسول الله
حسب
ما سمــاه سيد أهل البيت
زوج الزهــراء
رضي الله عنهما
كما رواه السيد مرتضى علم الهدى في كتابه عن جعفر بن محمد عن أبيه ( أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: سمعتك تقول في الخطبة آنفا:
اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين،
فمن هما؟ قال:
حبيبــاي،
و
عمــاك أبو بكر
و
عمــر،
و
إماما الهدى،
و
شيخا الإسلام.
و
رجلا قريش،
و
المتقدى بهما بعد رسول الله
،
من اقتدى بهمــا عصــم،
و
من اتبع آثارهما هدى إلى صراط المستقيم
) .
["تلخيص الشافي" ج2 ص428].
وقد كرر
في نفس الكتاب ( أن
علياً
عليه السلام قال في خطبته:
خيــر هذه الأمـــة
بعد نبيها
أبو بكر
و
عمــر
) ، ولم لا يقول هذا وهو الذي روى "
إننا كنا
مع
النبي
على
جبـل حـراء
إذ
تحرك الجبل،
فقال له:
قـر،
فإنه
ليس
عليك
إلا
نبـي
و
صــدّيق
و
شهيــد"
["الاحتجاج" للطبرسي].
فهذا هو رأى علي رضي الله عنه في أبي بكر.
فالمفروض من القوم
الذين يدعون موالاته
و
بنيه أن يتبعوه وأولاده في آرائهم
و
معتقداتهم في
أصحــاب
النبي
صلى الله عليه وسلم ورفقائه.
رأى أهل البيت
في
أبي بكرالصديق
:
قال ابن عباس وهو يذكر الصديق: (
رحم الله
أبا بكر،
كان
والله
للفقراء رحيمـاً،
و
للقرآن تالياً،
و
عن المنكر
ناهياً،
و
بدينه عارفـاً،
و
مـن الله خائفاً،
و
عن المنهيـات زاجـراً،
و
بالمعروف آمراً،
و
بالليل قائمـاً،
و
بالنهـار صائمــاً،
فاق
أصحــابه
و
رعاً
و
كفافاً،
و
سادهـم زهداً
و
عفافــاً)
.
["ناسخ التواريخ" ج5 كتاب2 ص143، 144 ط طهران].
ويقول
الحسن بن علي
-
الإمام المعصوم الثاني عند الشيعة،
والذي أوجب الله اتباعه عليهم
حسب زعمهم
- يقول - وينسبه إلى
رسول الله عليه السلام
أنه قال - :
( إن أبا بكر مني بمنزلة السمع)
. ["عيون الأخبار" ج1 ص313، أيضاً "كتاب معاني الأخبار" ص110 ط إيران].
وكان
الحســن
يوقر
أبا بكـر
و
عمــر
كثيرًا
، إلى حد أنه جعل من
أحد الشروط
على
معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما
لما
تنازل له
(
أنه يعمل ويحكم في الناس بكتاب الله وسنة رسول الله،
و
سيرة الخلفاء الراشدين
، -
وفي النسخة الأخرى - الخلفاء الصالحين) . ["منتهى الآمال" ص212 ج2 ط إيران].
وأما الإمام الرابع
للشيعة :
علي بن الحسين بن علي،
فقد روي عنه أنه جاء إليه نفر من العراق،
فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم،
فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: ألا تخبروني
أنتم (
المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون
)؟
قالوا: لا،
قال:
فأنتم (
الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
)؟
قالوا: لا،
قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا
أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم:
(
يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
)،
اخرجوا عني، فعل الله بكم)
.
["كشف الغمة" للأربلي ج2 ص78 ط تبريز إيران].
وأما ابن
زين العابدين محمد بن على بن الحسين
الملقب بالباقر -
الإمام الخامس المعصوم عند الشيعة
- فسئل عن حلية السيف كما رواه علي بن عيسى الأربلي في كتابه "كشف الغمة":
(عن أبى عبد الله الجعفي عن عروة بن عبد الله قال:
سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيف؟
فقال: لا بأس به، قد
حلى أبو بكر الصديق سيفه،
قال: قلت: وتقول الصديق؟ فوثب وثبة، واستقبل القبلة،
فقال: نعم الصديق،
فمن
لم يقل له
الصــديق
فلا
صدق
الله
له قولاً في
الدنيا
و
الآخرة
) .
["كشف الغمة" ج2 ص147].
ولم يقل هذا إلا لأن جــده
رسول الله
الناطق بالوحي
سماه الصـديق
كما
رواه البحراني الشيعي في تفسيره "البرهان"
عن علي بن إبراهيم، قال: حدثني أبي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما كان
رسول الله
في الغار
قال
لأبي بكـر
: كأني أنظر إلى سفينة جعفر
و
أصحـابه
تعوم في البحر،
وأنظر إلى الأنصار محبتين (مخبتين خ) في أفنيت
هم
، فقال
أبو بكر
:
وتراهم يا رسول الله؟
قال: نعم! قال: فأرنيهم،
فمسح
على
عينيه فرآهم،
فقال
له رسول الله
أنت الصـــديق )
.["البرهان" ج2 ص125].
ويروي الطبرسي عن
الباقر
أنه قال: (
ولست بمنكر فضل أبى بكر، ولست بمنكر فضل عمــر،
و
لكن
أبا بكر
أفضل
من
عمــر
)
.["الاحتجاج" للطبرسي ص230 تحت عنوان "احتجاج أبي جعفر بن علي الثاني في الأنواع الشتى من العلوم الدينية" ط مشهد كربلاء].
وسئل جعفر الصادق عن
أبى بكر
و
عمر:
( يا ابن رسول الله!
ما تقول في حق
أبى بكر
و
عمـر؟
فقال عليه السلام:
إمامـان
عادلان
قاسطان،
كانا على حـق،
و
ماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة )
.
["إحقاق الحق" للشوشتري ج1 ص16 ط مصر].
وروى عنه الكليني في الفروع حديثاً طويلاً ذكر فيه
( وقال
أبو بكر
عند موته حيث قيل له: أوصِ، فقال: أوصي بالخمس
وا
لخمس كثير، فإن
الله تعالى
قد رضي بالخمس، فأوصي بالخمس، وقد جعل
الله عز وجل
له الثلث عند موته، ولو علم أن الثلث خير له أوصى به، ثم من قد علمتم بعده في فضله وزهـده سلمان
و
أبو ذر رضي الله عنهما، فأما سلمان فكان إذا أخذ عطاءه رفع منه قوته لسنته حتى يحضر عطاؤه من قابل. فقيل له: يا أبا عبد الله! أنت في زهدك تصنع هذا، وأنت لا تدرى لعلك تموت اليوم
أو
غداً
؟
فكان جوابه أن قال: مالكم لا ترجون لي بقاء كما خفتم على الفناء، أما علمتم يا جهلة أن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما يعتمد عليه، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت،
و
أما أبو ذر فكانت له نويقات
و
شويهات يحلبها
و
يذبح منها إذا اشتهى أهله
اللحم
،
و
أنزل به ضيف، أو رأى بأهل الماء الذين هم معه خصاصة، نحر لهم الجزور أو من الشياه على قدر ما يذهب عنهم بقرم اللحم، فيقسمه بينهم، ويأخذ هو كنصيب واحد منهم لا يتفضل عليهم، ومن أزهد من هؤلاء وقد قال فيهم رسول الله
ما قال؟
) .
[كتاب المعيشة "الفروع من الكافي" ج5 ص68].
فأثبت أن منزلة الصـديق في الزهــد من بين الأمة المنزلة الأولى،
وبعده يأتي أبو ذر وسلمان.
وروى عنه الأربلي أنه كان يقول: ( لقد ولدنى أبو بكر مرتين) .["كشف الغمة" ج2 ص161].
لأن أمه : أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر وأمها
(أي أم فروة) أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. ["فرق الشيعة" للنوبختي ص78].
ويروي السيد مرتضى في كتابه "الشافي"
عن جعفر بن محمد أنه
كان يتولاهما،
و
يأتي القبر
فيسلم عليهما
مع تسليمه على
رسول الله
.
["كتاب الشافي" ص238، أيضاً "شرح نهج البلاغة" ج4 ص140 ط بيروت].
ويقول إمام الشيعة المعروف بالحسن العسكري
-
الإمام الحادي عشر المعصوم عندهم
- وهو يسرد واقعة الهجرة : ( أن رسول الله بعد أن
سأل
علياً رضي الله عنه
عن النوم على فراشه قال
لأبى بكر رضي الله عنه
: أرضيت أن تكون معي يا
أبا بكر
تطلب كما أطلب،
وتعرف بأنك أنت الذي تحملني على ما أدعيه
فتحمل عني أنواع العذاب؟
قال
أبو بكر
:
يا رسول الله!
أما أنا لو عشت عمر الدنيا أعذب في جميعها أشد عذاب لا ينزل عليّ موت صريح
و
لا فرح ميخ وكان ذلك
في محبتك لكان ذلك أحب إلي من أن أتنعم فيها وأنا مالك لجميع مماليك ملوكها في مخالفتك،
وهل أنا ومالي وولدي إلا فداءك، فقال
رسول الله
: لا جرم أن
اطلع الله على قلبك،
ووجد موافقاً لما جرى
على لسانك
جعلك مني بمنزلة السمع
و
البصر،
و
الرأس من الجسد،
و
الروح من البدن ) .
["تفسير الحسن العسكري" ص164، 165 ط إيران].
وهاهو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب شقيق محمد الباقر وعم جعفر الصادق الذي قيل فيه: كان حليف
القرآن" ["الإرشاد" للمفيد ص268 تحت عنوان "ذكر أخوته" – أي الباقر -].
"واعتقد كثير من الشيعة فيه بالإمامة، وكان سبب اعتقادهم ذلك فيه خروجه بالسيف"
["الإرشاد" للمفيد ص268].
فهاهو زيد يسأل عن أبى بكر وعمر ما تقول فيهما ؟
قال: ما أقول فيهما إلا خيراً كما
لم أسمع فيهما من أهل بيتي (بيت النبوة) إلا خيراً،
ما ظلمانا ولا أحد غيرنا، وعملاً
بكتاب الله
و
سنة
رسوله
)
.["ناسخ التواريخ" ج2 ص590 تحت عنوان "أحوال الإمام زين العابدين"].
فلما سمع الشيعة منه هذه المقالة رفضوه
،
فقال زيد:
رفضونا اليوم،
ولذلك سمـوا بالرافضـــة.
["ناسخ التواريخ" ج2 ص590].
ويقول سلمان الفارسي
رضي الله عنه – وهو ممن
تعظمهم الشيعة
- : إن رسول الله كان يقول في
صحابت
ه:
ما سبقكم أبو بكر
بصوم
و
لا صلاة،
ولكن بشيء
و
قر في قلبه
.
["مجالس المؤمنين" للشوشتري ص89].
خلافة أبي بكرالصديق
:
وبعد ما ذكرنا أهل بيت النبي
و
موقفهم وآرائهم تجاه سيد الخلق بعد أنبياء الله ورسله
أبي بكر
الصديق رضي الله عنه نريد أن نذكر أنه
لم يكن خلاف بينه
و
بين أهل البيت في مسألة خلافة النبي وإمارة المؤمنين
و
إمامة المسلمين،
وأن أهل البيت
بايعوه كما بايعه غيرهم،
وساروا في مركبه،
و
مشوا في موكبه، وقاسموه هموم المسلمين
و
آلامهم،
و
شاركوه في صلاح الأمة وفلاحها،
وكان علي رضي الله عنه أحد المستشارين المقربين إليه،
يشترك في قضايا الدولة
و
أمور الناس،
ويشير عليه بالأنفع
و
الأصلح حسب فهمه
ورأيه
.
و
يتبادل به الأفكار والآراء، لا يمنعه مانع ولا يعوقه عائق،
يصلي خلفه،
ويعمل بأوامره،
ويقضي بقضاياه، ويستدل بأحكامه
ويستند، ثم ويسمي أبناءه بأسمائه حباً له وتيمناً باسمه وتودداً إليه
.
وفوق ذلك كله
يصاهر أهل البيت به وبأولاده،
ويتزوجون منهم
ويزوجون بهم،
ويتبادلون
ما بينهم التحف
و
الصلات، ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين ،
وكل ذلك مما روته كتب الشيعة – ولله الحمد - .
فقد استدل
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
على صحة خلافته
وا
نعقادها كما يذكر وهو يردّ على
معاوية بن أبي سفيان
رضي الله عنهما أمير الشام بقوله : (
إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه،
فلم
يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما
الشورى للمهاجرين
والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك
لله رضى،
فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن
أو
بدعة ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل
المؤمنين،
وولاه الله ما تولى
)
. ["نهج البلاغة" ص366، 367 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح].
وقال: (
إنكم بايعتموني على ما بويع عليه من كان قبلي، وإنما الخيار للناس قل أن يبايعوا، فإذا بايعوا فلا خيار
) .
["ناسخ التواريخ" ج3 الجزء2].
وهذا النص واضح في معناه، لا غموض فيه ولا إشكال بأن الإمامة والخلافة تنعقد باتفاق المسلمين واجتماعهم على شخص، وخاصة في العصر الأول
باجتماع الأنصار والمهاجرين،
فإنهم اجتمعوا على
أبي بكر
و
عمـر، فلم يبق للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد
، كما ذكرنا قريباً روايتين
عن علي بن أبى طالب
في الغارات للثقفي بأن الناس انثالوا على
أبي بكر،
وأجفلوا إليه، فلم يكن إلا أن يقر
و
يعترف بخلافته
و
إمامته.
وهناك رواية أخرى في غير "الغارات" تقر بهذا عن علي أنه قال وهو يذكر أمر الخلافة والإمامة: (
رضينا عن الله قضائه،
وسلمنا لله
أمره .
فنظرت في أمري فإذا طاعتي سبقت بيعتي إذ الميثاق في عنقي لغيري
) .
["نهج البلاغة" ص81 خطبة 37 ط بيروت بتحقيق صبحي صالح].
ولما رأى ذلك تقدم إلى الصديق،
وبايعه كما بايعه المهاجرون والأنصار،
والكلام من فيه وهو يومئذ أمير المؤمنين وخليفة المسلمين، ولا يتقي الناس، ولا يظهر إلا ما يبطنه لعدم دواعي التقية حسب أوهام القوم، وهو يذكر الأحداث الماضية فيقول: (
فمشيت عند ذلك إلى أبي بكر،
فبايعته
، ونهضت في تلك الأحداث … فتولى أبو بكر تلك الأمور وسدد ويسر وقارب واقتصد، فصحبته مناصحاً،
وأطعته فيما أطاع الله جاهداً
) .
["منار الهدى" لعلي البحراني الشيعي ص373، أيضاً "ناسخ التواريخ" ج3 ص532].
ولأجل ذلك رد على أبي سفيان والعباس حينما عرضا عليه الخلافة لأنه لا حق له بعد ما انعقدت للصديق .
وكتب إلى أمير الشام معاوية بن أبى سفيان
: (
وذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيّدهم به، فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام كما زعمت
،
و
أنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق،
ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم،
وإن المصائب بهما لجرح في الإسلام شديد يرحمهما الله،
وجزاهم الله بأحسن ما عملا) .
[ابن ميثم شرح نهج البلاغة ط إيران ص488].
وروى الطوسي عن علي أنه لما اجتمع بالمهزومين في الجمل قال لهم: ( فبايعتم
أبا بكر،
وعدلتم عني،
فبايعت أبا بكر كما بايعتموه
…..، فبايعت
عمـر
كما بايعتموه
فوفيت له بيعته
….. فبايعتم عثمان
فبايعته
و
أنا جالس في بيتي،
ثم
أتيتموني
غير داع لكم
و
لا مستكره لأحد منكم
فبايعتموني
كما بايعتم أبا بكر وعمر وعثمان،
فما جعلكم أحق أن تفوا لأبى بكر وعمـر وعثمان ببيعتهم منكم ببيعتي)
. ["الأمالي" لشيخ الطائفة الطوسي ج2 ص121 ط نجف].
وينقل الطبرسي أيضاً عن محمد الباقر ما يقطع
أن علياً كان مقراً بخلافة أبي بكر،
ومعترفاً بإمامته،
ومبايعاً له بإمارته
كما يذكر أن
أسامة بن زيد
حب
رسول الله
لما أراد الخروج انتقل
رسول الله
إلى الملأ الأعلى (
فلما ورد الكتاب على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر
انطلق إلى علي بن أبى طالب (ع) فقال: ما هذا ؟ قال له علي (ع) : هذا ما ترى، قال أسامة:
فهل بايعته؟
فقال: نعم)
.["الاحتجاج" للطبرسي ص50 ط مشهد عراق
].
ولقد أقر بذلك شيعي متأخر وإمام من أئمة القوم هو محمد حسين آل كاشف الغطاء بقوله: ( وحين رأى – أي علي -
أن الخليفة الأول والثاني
بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة
التوحيد
وتجهيز الجيوش وتوسيع الفتوح، ولم يستأثروا ولم يستبدوا بايع وسالم
)
. ["أصل الشيعة وأصولها" ط دار البحار بيروت 1960 ص91].
ويروي ابن أبي الحديد
أن عليًا والزبير
قالا بعد مبايعتهما أبي بكر : (
وإنا لنرى أبا بكر أحق الناس بها،
إنه لصاحب الغار،
وإنا لنعرف له سنه،
ولقد أمره رسول الله
بالصلاة بالناس وهو حي)
.
["شرح نهج البلاغة" لأبي أبي الحديد ج1 ص132].
وأورد ابن أبي الحديد رواية أخرى مشابهة في شرحه ] ج1 ص134، 135].
من مواضيع :
المسجد الأقصى
0
الأمير سلمان:لادعوة "وهابية" وأتحدى من يأتي بحرف يثبت مخالفة الشيخ للكتاب والسنة
0
۩ العلاقة الحميمة بين الصحابة وآل البيت رضي الله عنهم من كتب الشيعة الجزء الأول
0
الإنتصارات المزيفة للوهابية وأسلافها
0
الوهابية تدعي محبة أهل البيت ع وتحب أعداءهم
0
القول بتحريف القرآن عند المسلمين
المسجد الأقصى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة المسجد الأقصى
البحث عن جميع مواضيع المسجد الأقصى