في هذه المسألة فرقتم بين النداء والدعاء، والله تبارك وتعالى قد ناداه أولياؤه المرسلون كنوح وأيوب وذي النون وغيرهم من الأنبياء .
قال الله تعالى: ( فاستجبنا له ) قال ذلك في كل نداء ناداه عباده كما هو مسطور في القرآن ، فالتفريق بين الدعاء والنداء ليس موجودا لا في اللغة ولا في القرآن، وإنما هو موجود في أذهانكم فقط أنتم والصوفية !!
راجع المفردات للراغب ستجد عدم الفرق بينهما.
وأما قولك: ( فأنتم جعلتم اليهودي أشرف من رسول الله !! ) سبحان الله ! متى قلنا هذا ؟! وأين ؟! و في أي كلام قلناه؟! ولعلكم تعنون قول الله تعالى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)القصص:15.
فهذه آية محكمة قالها الله تبارك وتعالى، وأقر هذا الفعل من فاعله ، ونحن نقر ما أقر الله عز وجل ! ونثبت الاستغاثة بالحي الحاضر القادر على ما استغيث به فيه، بخلاف الميت، فليس له قدرة على شيء كما قال سبحانه: (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )(النحل).
والله تعالى هو الذي يأمر بالعدل كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(النحل90)، وهو الذي على صراط مستقيم كما قال هود عليه السلام: (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )(هود56)، وهذان المثلان في هاتين الآيتين الكريمتين ضربهما الله تعالى له سبحانه ولما يعبد من دونه ، ولذلك قال: (لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ ) في الآيتين فما جدالكم في شفاعة الأموات عند الله تعالى بإذنه ؟! هذا هو الهراء ! الذي تشهد جميع الرسالات ببطلانه.
فتبا لمن كذب بآيات الله ورسالاته.

ابن باز يقول لو استغثت باليهودي الحي افضل من استغاثتك بالرسول
اما قولك اموات فتم الرد عليها

أخي الكريم ! بل إنكارك لموتهم هو الذي لا يصح بحال من الأحوال .
لأن الحياة التي ذكرها الله تبارك وتعالى حياة برزخية لا تقاس على الحياة الدنيوية بحال من الأحوال أيضا .
ومن قاس هذه على تلك فقياسه مع الفارق فاسد الاعتبار !
وكل من في البرزخ حكمهم واحد في أنهم لا يدعون ولا يرجون مع الله تعالى ولا من دونه ، وليس لأحد منهم شفاعة عند الله تعالى بإذنه !
وأما قولك: (وانت تحسبهذا الانتقال انعدام.بل هو انتقال من نشاة الدنيوية الى النشاة الاخروية،وهكذا تكون قدراتهوكمالاته اكثرلانه يتجرد من المادة ويكون مجردا فيكون اقوى كما ثبت فيالمعقول، وفي الاحاديث ايضا ثابت ان الرسول يسمع ما بينالخانقين).
هذا كلام نعرفه عند الصوفية يقيسون الحياة البرزخية على الحياة الدنيوية، وهو قياس فاسد كما قلنا.
وتجرد الميت من المادة لا يجعله إلها يدعى ويرجى مع الله.. هذا ظن بالله سيئ جدا، أو افتراء عليه. إذ متى قال لكم ذلك ؟ أو شرعه لكم ؟ وقد هدد الله تعالى الذين يظنون به ظنا سيئا .
اقرأه في سورة الفتح.
وقولكم: (فيكون اقوى كما ثبت فيالمعقول).
العقل لا شأن له في أحوال البرزخ ، لأنه لا يقيس إلا على ما يعرف ، وأحوال البرزخ لا يعرف منها شيئا .
ولا يتكلم بصدق وحق في تلك الأحوال إلا الوحي الإلهي !!
فهل الوحي الإلهي قال: بأن الميت إذا تجرد من المادة ( تكون قدراتهوكمالاته اكثر)؟!
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ)( النساء 171).
وأما قولكم: (وفي الاحاديث ايضا ثابت ان الرسول يسمع ما بينالخانقين).
قضية سماع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من الأموات محصورة في ما ذكر في النص، ككونه صلى الله عليه وآله وسلم يسمع سلام المسلّمين عليه .
أما يسمع دعاء الداعين له ويجيبهم إلى ما دعوه من أجله فهذه قضية أخرى لم يرد بها الشرع، بل ورد الشرع بمنعها ! فلا يجوز الخلط بين سماعه لسلام من يسلم عليه ، وسماعه للداعين الراجين الملحين . هذه قضية أخرى جاءت نصوص الوحي بنفيها عنه صلى الله عليه وآله وسلم وعن غيره.

راجع هذا في التفاسير التي تثق بها أنت .
وسؤالي لك أن تثبت شفاعة للأموات عن طريق وحي الله عز وجل ! لا عن طريق قال فلان وقال علان .

راجع هذا في التفاسير التي تثق بها أنت .
وسؤالي لك أن تثبت شفاعة للأموات عن طريق وحي الله عز وجل ! لا عن طريق قال فلان وقال علان .
ولا كلام لي بعد هذا معك إلا بعد أن تحل هذه المسألة .

جاوب يا ناصبي
على قدر السؤال وتعلم الأدب
ولا تكن مثل الفضل الغليض