![]() |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو أيوب الأنصاري ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : خالد بن زيد بن كُلَيب الأنصاري الخزرجي ، وهو مشهور بكنيته ( أبو أيوب ) . إسلامه : أسلم أبو أيوب قبل هجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، وشهد العقبة . قصة الناقة : كان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد دخل المدينة مختتماً بمدخله هذا رحلة هجرته الظافرة ، ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادَّخر لها القدر ما لم يدخره لمثلها في دنيا الناس . وسار الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة ، ومحبة وشوقاً ، ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامها ، كُلٌّ يريد أن يستضيف رسول الله . وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف ، فاعترضوا طريق الناقة قائلين : ( يا رسول الله ، أقم عندنا ، فلدينا العدد والعدة والمنعة ) . ويجيبهم الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة : ( خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة ) . ويبلغ الموكب دور بني بياضة ، فَحيّ بني ساعدة ، فحيّ بني الحارث بن الخزرج ، فحيّ عدي بن النجار . وكل بني قبيلة من هؤلاء يعترض سبيل الناقة ، وملحين أن يسعدهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالنزول في دورهم ، وهو يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة : ( خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة ) . فكان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ممعناً في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه ، ومن أجل هذا ترك هو أيضاً زمام ناقته وأرسله ، فلا هو يثني به عنقها ، ولا يستوقف خطاها ، وتوجّه إلى الله بقلبه ، وابتهل إليه بلسانه : ( اللَّهُمَّ خر لِي ، واختَرْ لِي ) . وأمام دار بني مالك بن النجار بركت الناقة ، ثم نهضت وطوَّفت بالمكان ، ثم عادت إلى مبركها الأول ، وألقت جرانها ، واستقرت في مكانها . وكان هذا السعيد الموعود ، الذي بركت الناقة أمام داره ، وصار الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ضيفه ، ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية ، هو البطل أبو أيوب الأنصاري ، الذي جعلت الأقدار من داره أول دار يسكنها المهاجر العظيم والرسول الكريم ( صلى الله عليه وآله ) . جهاده : شهد أبو أيوب العقبة ، وشهد بدراً ، وأُحداً ، والخندق ، وسائر المشاهد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من السابقين إلى الولاية ، والثابتين في حماية حقِّ الخلافة ، ولم يتراجع عن موقفه هذا قط . وعُدَّ من الإثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ودافعوا عن حقِّ الإمام علي ( عليه السلام ) بصراحة . لم يَدَع أبو أيّوب ملازمة الإمام ( عليه السلام ) وصحبته ، واشترك معه في كافَّة حروبه التي خاضها ضدَّ مثيري الفتنة ، وكان على خيَّالته في النهروان ، وبيده لواء الأمان . عَقَد له الإمام ( عليه السلام ) في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة لواءً على عشرة آلاف ، ليتوجّه إلى الشام مع لواء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية . ولكنَّ استشهاد الإمام ( عليه السلام ) حال دون تنفيذ هذه المهمَّة ، فتفرَّق الجيش ، ولم يتحقّق ما أراده الإمام ( عليه السلام ) . روايته للحديث : كان أبو أيُّوب من الصحابة المكثرين في نقل الحديث ، فروى في فضائل الإمام ( عليه السلام ) أحاديث جَمَّة . وهو أحد رواة حديث الغدير ، وحديث الثقلين ، وكلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للإمام ( عليه السلام ) حين أمره بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، ودعوتهِ ( صلى الله عليه وآله ) أبا أيُّوب أن يكون مع الإمام ( عليه السلام ) . وفاته : تُوفِّي أبو أيوب ( رضوان الله عليه ) بالقسطنطينيّة ، سنة ( 52 هـ ) ، عندما خرج لحرب الروم ، ودُفن هناك |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو بصير المرادي ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : ليث بن البختري المرادي ، كنيته ( أبو محمَّد ) ، ومشهور بـ( أبي بصير ) . ولادته : ولد في النصف الثاني من القرن الأول الهجري . مكانته العلمية : كان من أجَلِّ الرواة فقهاً وعلماً ، ومن ثقات الشيعة وأعلامهم ، ووردت أخبار أشارت بفضله ، وسمّو منزلته . كان من حواريي الإمامين محمَّد الباقر وجعفر الصادق ( عليهما السلام ) ، وعدَّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم ، والانقياد لهم بالفقه . وقع بعنوان ليث المرادي في إسناد كثير من الروايات ، تبلغ سبعة وخمسين مورداً ، روى فيهما عن الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السلام ) . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( ما أحَدٌ أحيَا ذكرنا وأحاديث أبي ( عليه السلام ) إلاَّ زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمَّد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ما كان أحدٌ يستنبط هذا . هؤلاء حُفَّاظ الدين ، وأمَنَاء أبي ( عليه السلام ) على حَلالِ الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون إلينا في الآخرة ) . وفاته : لم نعثر على تاريخ محدّد لوفاته ( رضوان الله عليه ) ، إلا أن الروايات ذكرت بأنه ( رضوان الله ) كان حياً سنة ( 148 هـ ) . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
[COLOR=gray]أبو حمزة الثمالي ( رضي الله عنه ) اسمه وكنيته ونسبه : أبو حمزة ، ثابت بن أبي صفية دينار الكوفي ، المعروف بأبي حمزة الثمالي ، والثمالي عشيرة من عشائر الأزد . نشأته : نشأ الثمالي في مدينة الكوفة ، التي كانت مركزاً للتشيّع والولاء لأهل البيت ( عليهم السلام ) . وقد تتلمذ عند علمائها الذين كانوا يحملون علوم أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقههم ، وأصبح فيما بعد من أبرز علمائها ومشايخها وزهّادها . مكانته العلمية : كان الثمالي من رواة الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم ( عليهم السلام ) ، وكان من أبرز علماء عصره في الحديث ، والفقه ، وعلوم اللغة ، وغيرها . وكانت الشيعة ترجع إليه في الكوفة ، وذلك لإحاطته بفقه أهل البيت ( عليهم السلام ) . أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ) (1) . أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : [/ color]1ـ قال الشيخ عباس القمّي في الكنى والألقاب (2) : ( أبو حمزة ثابت الثقة الجليل ، صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان ، كان من زُهَّاد أهل الكوفة ومشايخها ، وكان عربياً أزديّاً ... ) . 2ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال (3) : ( وكان ثقة ، وكان عربياً ازدياً ) . 3ـ قال السيّد التفريشي في نقد الرجال (4) : ( كوفي ، ثقة ، لقي علي بن الحسين ، وأبا جعفر ، وأبا عبد الله ، وأبا الحسن ( عليهم السلام ) ، وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا ، وثقاتهم ، ومعتمدهم في الرواية والحديث ) . ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي : الإمام زين العابدين ، الإمام الباقر ، الإمام الصادق ، الإمام الكاظم ( عليهم السلام ) ، أبو رزين الأسدي ، جابر بن عبد الله الأنصاري ، زيد بن علي بن الحسين ، عبد الله بن الحسن ، الأصبغ بن نباته . الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي : الحسن بن محبوب ، أبان بن عثمان ، هشام بن سالم ، محمد بن مسلم ، أبو أيوب ، أبو سعيد المكاري ، علي بن رئاب ، عبد الله بن مسكان ، محمّد بن الفضيل ، يونس بن علي العطّار ، محمّد بن عيّاش ، أبو بصير الأسدي . مؤلفاته : نذكر منها ما يلي : 1ـ دعاء السحر ، المعروف بدعاء أبي حمزة . 2ـ رسالة الحقوق . 3ـ تفسير القرآن . 4ـ النوادر . 5ـ الزهد . وفاته : توفّي الثمالي ( رضي الله عنه ) عام 150 هـ . ـــــــــ 1ـ رجال النجاشي : 115 . 2ـ الكنى والألقاب 2 / 132 . 3ـ خلاصة الأقوال : 86 . 4ـ نقد الرجال 1 / 311 . بقلم : محمد أمين نجف . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو ذر الغفاري ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : جُندَب بن جُنادة ، ونسبه المعلوم إلى عدنان يعضد انتماءه إلى قبيلة بني غِفار . ولادته : لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ ولادته ، لكنهم لمَّا ذكروا أنه توفّي وهو شيخ كبير ، فلا بد أنه كان قد عَمَّر طويلاً قبل الإسلام . إسلامه : ذهب المؤرّخون إلى أنه كان في ثُلَّة الأوائل الذين آمنوا بالإسلام ، وعدُّوه رابعَ أو خامس من أسلم . موقف شجاع : كان أبو ذر من الإخلاص والجرأة بحيث وقف في الكعبة ، وأعداء الرسالة كانوا فيها ، ونادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله . وبهذه الصورة افتتح تحدِّيه للأصنام ، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة ، وأعلن رفضه التام الصريح لهم ، وما كان للمسلمين - يومذاك - مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش . فركض الجميع ، وبدأوا بضرب أبي ذر ، وبدأوا بالشتم والطعن والسب ، وبدأ الناس بالتكاثر ، فلقد كانت وليمة دسمة للارتفاع عند السادة المتكبرين . وبدأت الإمدادات بالوصول لتوِّها لضرب البطل أبي ذر ، وبقي ثابتاً صامداً رغم قسوة الظروف ، وكثرة الهراوات واللكمات التي تسقط على جسمه ، كان صوته يرتفع : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله . بقي صامداً رغم الضربات القاسية ، فالإرادة والعزيمة والتصميم كانت قوية عنده ، وحينما سقط بأيدي الجهة الطاغية ، استخلصه أحد القوّاد من بين براثن الجهلة المضللين ، قائلاً : أتقتلون الرجل ، وطريقكم على غفار ، تمرُّون عليها بقوافلكم كل يوم ؟!! فتركوه كارهين ، وهم ينظرون إليه نظرات تشفٍّ وحقد ، والكل يعد ويمنِّي نفسه ، إذا ما وجده بمفرده فلسوف يحرقه بالنار سبعين مرة . سحب أبو ذر نفسه إلى أن وصل إلى زمزم ، والدماء تسيل من جميع جوارحه ، فغسل جميع جراحاته ، ونظَّف جسمه من الدم ، وكأنه يقول : مرحباً بدماء الحرية ، لقد وجدت هويتي في هذه الدماء ، هذه وثيقة إرادتي الحرة ، وضريبة العقيدة التي لا تلين أمام زيف الباطل ، رغم قوته . ثم اتَّجه نحو المنبع الفكري ، اتجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ليستزيد منه علماً وتجربة ، وليأخذ منه التعاليم والدروس الحركية . إن أبا ذر سيكرر المشهد ثانية ، لكن سيعيدها بزخم أكبر وأشد قوة ، بعد أن استزاد من توجيهات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قوة فوق قوة ، وصلابة فوق صلابة . فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل الحق وإن كان مُرّاً ) . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تَخَف في الله لَومَة لائم ) . وإن الطغاة يحسون أبا ذر ثقيلاً عليهم ، فهو صعب الاستمالة ، وكرر التجربة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . سحبوه وضربوه حتى كاد أن يموت ، وأثخنوه بجراحات كبيرة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوه عن عزمه ، لو كانوا يفعلون بالجبل ما فعلوه بأبي ذر ، لكان قد أصبح قاعاً صفصفاً ، لكنه بقي صامداً . فالمؤمن أشدُّ من الجبل ، لأن الجبل يستقلّ منه المعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء . جهاده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قَدِم أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة ( 6 هـ ) ، فأسكنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء ، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب ( الصُّفَّة ) . وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات مثل غزوة الغابة ، كما شهد سَرِيَّة قرب المدينة . وخَلَفَ النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) على المدينة في غزوة بني المصطلق ، وعُمرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 7 هـ ) فاضطلع بأعمالها ، ورفع لواء بني غفار ، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة ، ومرَّ به على أبي سفيان . منزلته : يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة مرموقة خاصة بين الإمامية ، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين معه ( سلمان والمقداد وعمّار ) الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( الأركان الأربعة ) . وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل ، وقوله وعمله أسوة للشيعة ، وكانوا ( عليهم السلام ) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه . وحريٌّ بالذكر أن نص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور : ( مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ ) . دفع علماء الشيعة والسنة إلى الثناء عليه و تمجيده . موقفه من بيعة أبي بكر : عندما انتقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جوار ربه ، واستُخلف أبو بكر سنة ( 11 هـ ) ، كان أبو ذر في الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، رافضاً بيعة أبي بكر ، ثم بايعه مُكْرَهاً . وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ودفنها . موقفه من عثمان : ساء أبو ذر ما رأى من ممارسات عثمان في المدينة ، وعامله معاوية في دمشق مِن مثل محاباته قُرباه بالأعمال المهمة . ودفعه الأموال الطائلة ، وكنز الثروات ، والتبذير والإسراف ، وانتهاك السُّنّة النبوية ، فامتعض منهما وغضب عليهما . فأراد عثمان إبعاده عن المدينة ( عاصمة الخلافة ) ، فأتفق مع معاوية على إبعاده إلى الشام ، ولما وصل إلى الشام بقي هناك على نهجه في التصدي إلى مظاهر الإسراف والتبذير لأموال المسلمين ، وظل صامداً بالرغم من محاولات معاوية في ترغيبه في الدنيا وتطميعه . وبعد أن عجز عنه معاوية راسل عثمان في شأنه ، فطلب عثمان من معاوية أن يُرجِع أبا ذر إلى المدينة بُعنف ، فأركبه معاوية على جمل بلا غطاء ولا وطاء . ولمَّا دخل المدينة منهَكاً متعَباً حاول عثمان أن يسترضيه بشيءٍ من المال ، فرفض ذلك ، وواصل انتقاده للنظام الحاكم والأسرة الأموية ، فغضب عثمان وأمر بنفيه إلى الرَّبَذة ، ليُبعده عن الناس . نفيه إلى الربذة : عند خروجه من المدينة متوجّهاً إلى منفاه ( الرّبذة ) ، شايعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبعض مقرَّبيه ، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان . وتكلّم الإمام ( عليه السلام ) عند توديعه كلاماً بليغاً ، أثنى فيه على أبي ذر ، وذمَّ عثمان وأعوانه . وموقف الإمام ( عليه السلام ) هذا في مشايعة أبي ذرّ ودعمه أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين عثمان . توجَّه أبو ذر إلى الربذة مع زوجته وابنته ، وأقام هناك ومعه بعض الغلمان ، وعدد من الأغنام والجمال إلى صحراء الربذة ، حيث لا ماء ولا كلأ ، وهو مشرد عن وطنه ، وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له . فحطَّ الرحال ، ونصب الخيمة بمفرده ، وأخذ يستعدُّ للمصير الذي أخبره به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال فيه : ( يَرحم الله أبا ذر ، يَمشي وَحده ، ويَمُوت وحده ، ويُبعَث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين ) . وفاته : في المنفى ( الربذة ) اشتدَّ المرض بولده ، بعد أن ماتت زوجته من فرط الجوع ، فالتحق الولد بأمّه أيضاً ، فدفنه ورجع إلى الخيمة ليستريح . لكنه ( رضوان الله عليه ) كان جائعاً قد ألمَّ به الطوى ، فأصابه الذهول ، وانهارت قواه ، وهو شيخ طاعن في السن ، فنظرت إليه ابنته ، وإذا بعينيه قد انقلبتا ، فبكت . فقال ( رضوان الله عليه ) : ما يبكيك ؟ قالت : كيف لا أبكي ، وأنت تموت في فلاة من الأرض ، وليس عندنا ثوب يسعنا كفناً لي ولا لك ، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك . فقال ( رضوان الله عليه ) : أبصري الطريق ، لعلَّ هناك أحداً من المؤمنين . فقالت يائسة : أنَّى ، وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطريق . لكن أباها قال لها : أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك ) . فراحت ابنة الثائر العظيم ، ترسل عينيها راجية باكية ، وإذا بركب قادم من بعيد ، أشارت إليهم ، فأسعفوها ، وقالوا : ما لكِ ؟ قالت : أمرؤ من المسلمين ، تُكفِّنُونَه ، وتؤجَرون فيه . قالوا : ومن هو ؟ قالت : أبو ذر الغفاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . قالوا : بآبائنا وأمَّهاتِنا هو . فدخلوا على أبي ذر في خيمته المتواضعة ، فبادرهم ( رضوان الله عليه ) قائلاً : والله ما كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولابنتي ، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها . وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميراً ، أو عريفاً ، أو بريداً ، أو نقيباً . فلم يُجِبه إلاَّ فتى من الأنصار ، قائلاً له : إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي ، وفي ثوبين من غزل أمي ، حاكتهما لكي أحرم فيهما . فقال ( رضوان الله عليه ) : أنت تكفِّنُني ، فثوبك هو الطاهر الحلال . فاستشهد ، وبقي شاهداً على مجتمعه وعلى التاريخ كله ، وكأنه لم يمت . أغمض الثائر العظيم عينيه ، وودَّع الدنيا شهيداً ، وكانت وفاته ( رضوان الله عليه ) سنة ( 31 هـ ) أو ( 32 هـ ) . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو رافع ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف في اسمه ، فقيل : أسلمُ ، وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم ، وقيل غير ذلك . منزلته : أحد الوجوه البارزة في التشيُّع ، ومن السابقين إلى التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار . جوانب من حياته : كان أبو رافع غلاماً للعباس عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم وهبه العباس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) . ولمّا أسلم العباس وبلغ أبو رافع رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه ، أعتقه . شهد أبو رافع حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلها إلا بدراً ، ووقف بعده إلى جانب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثابت العقيدة ، ولم يفارقه . وهو أحد رواة حديث الغدير ، وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم ، وكان مع الإمام ( عليه السلام ) أيضاً في جميع معاركه ، وكان مسؤولاً عن بيت ماله بالكوفة . ذهب أبو رافع مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ووضع الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) نصف بيت أبيه تحت تصرفه . في رجال النجاشي عن أبي رافع : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم ، أو يوحى إليه ، وإذا حَيَّة في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيَّة ، حتى إن كان منها سوء يكون إليَّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 . ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( الحمدُ لله الذي أكمل لعلي مُنيته ، وهنيئاً لعلي بتفضيل الله إيَّاه ) . ثمّ التفت فرآني إلى جانبه ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما أضجَعَكَ هَاهُنا يا أبا رافع ؟ ) ، فأخبرته خبر الحيّة . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قم إليها فاقتلها ) ، فقتلتها ، ثم أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيدي فقال : ( يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً هو على الحق وهم على الباطل ، يكون في حقِّ الله جهادهم ، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء ؟ ) . فقلت : اُدعُ لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويُقوِّيني على قتالهم . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( اللَّهُم إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه ) . ثمَّ خرج إلى الناس ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يَا أيُّها الناس ، مَن أحبَّ أن ينظر إلى أميني على نَفسي وأهلي ، فهذا أبو رافع أميني على نفسي ) . آثاره العلمية : لأبي رافع كتاب كبير عنوانه ( السُّنن والقضايا والأحكام ) ، يشتمل على الفقه في أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدِّثين الكبار ، وفيهم ولده . وله كتب اُخرى منها ، كتاب ( أقضية أمير المؤمنين ) ، و( كتاب الديات ) وغيرهما . وفاته : توفّي أبو رافع ( رضوان الله عليه ) سنة 40 هـ . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو سعيد الخدري ( رضوان الله عليه ) اسمه ونسبه : سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد الأنصاري الخزرجي ، مشهور بكنيته ( أبو سعيد ) . ولادته : وُلد في السنة العاشرة قبل الهجرة . جوانب من حياته : شهد أبو سعيد الخدري الخندقَ وبيعة الرضوان ، وقال أبو سعيد : عُرضتُ يوم أُحد وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول : يا رسول الله إنّه عبل - ضخم - العظام ، و جعل نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) يصعِّد في النظر ويصوِّبه ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( رُدَّهُ ) ، فردَّني . كان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار ، وكان من المحدِّثين الكبار ، وفي عداد رواة حديث الغدير ، وحديث المنزلة . ويُعدّ من أجِلاَّء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرِّفة مع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومن الذين شهدوا لعلي ( عليه السلام ) بالولاية يوم الغدير . رُوي أن علياً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ( أنشِدُ الله من شهد يوم غدير خُمٍّ إلاَّ قام ) ، فقام سبعة عشر رجلاً ، وكان أبو سعيد الخدري منهم . ولم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان إلى جانبه في معركة النهروان . ذهب إلى معاوية ابن أبي سفيان ليوصل إليه صوت الحق ، وتعرَّض للضرب والاعتداء على يد جيش يزيد بن معاوية ، بعد واقعة الحرَّة . عاصر من المعصومين الرسولَ الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، والإمام علياً ، والإمام الحسن ، والإمام الحسين ، والإمام السجاد ( عليهم السلام ) . ما قيل فيه : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كان من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان مستقيماً ) . وقال ابن كثير : كان من نجباء الصحابة ، وفضلائهم ، وعلمائهم . وقال الخطيب البغدادي : وكان أبو سعيد من أفاضل الأنصار ، وحفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثاً كثيراً . وفاته : توفي الخدري ( رضوان الله عليه ) سنة 74 هـ ، ودفن بالبقيع ، وقيل غير ذلك . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو الصلت الهروي ( رضوان الله عليه ) ( القرن الثاني الهجري ـ 207 هـ ) اسمه وكنيته ونسبه : أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح بن أيوب بن ميسرة الهروي الخراساني . ولادته : لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه ولد في القرن الثاني الهجري بالمدينة المنوّرة . ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) وسجنه : كان من أصحاب الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) وخادمه ، روى فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ورحل في الحديث إلى البصرة ، والكوفة ، والحجاز ، واليمن ، وكان يناظر المرجئة والجهمية والقدرية . إنّ أبا الصلت الهروي لمّا حبسه المأمون بعد شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام ) ضاق عليه الحبس ، سهر ليلة وهو يدعو الله تبارك وتعالى أن يفرّج عنه ويخلّصه ممّا هو فيه من الشدّة ، ثمّ توسّل بمحمّد وآله ( عليهم السلام ) ، وسأل الله بحقّهم أن يفرّج عنه . يقول : فما أستتم دعائي حتّى دخل عليّ محمّد الجواد ( عليه السلام ) ، وقال : ( يا أبا الصلت ، ضاق صدرك ) ؟ فقلت : إي والله ، قال ( عليه السلام ) : ( قم ) ، فأخرجني من الدار ، والحرسة والغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني ، ثمّ قال لي : ( امض في ودائع الله ، فإنّك لن تصل إليه ـ أي المأمون ـ ولا يصل إليك أبداً ) . أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : 1ـ قال الشيخ أحمد النجاشي : عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، روى عن الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة ، صحيح الحديث ، له كتاب وفاة الرضا ( عليه السلام ) . 2ـ قال الشيخ الطوسي : أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح الهروي ، من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وثّقه جمع . 3ـ قال الذهبي : الشيخ العالم العابد ، شيخ الشيعة ، أبو الصلت ، عبد السلام بن صالح الهروي ... له فضل وجلالة . ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي : 1ـ الإمام علي الرضا ( عليه السلام ) . 2ـ إسماعيل بن عيّاش . 3ـ جرير بن عبد الحميد . 4ـ شريك بن عبد الله النخعي . 5ـ مالك بن أنس . 6ـ يوسف بن عطية الصفّار . الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي : 1ـ إبراهيم بن إسحاق السرّاج . 2ـ أحمد بن سيّار المروزي . 3ـ أحمد بن منصور الرمادي . 4ـ الحسين بن إسحاق التستري . 5ـ عبد الله بن أحمد بن حنبل . 6ـ علي بن الحسين بن الجنيد الرازي . 7ـ محمّد بن رافع النيسابوري . مؤلفاته : نذكر منها ما يلي : وفاة الرضا ( عليه السلام ) . وفاته : توفّي أبو الصلت الهروي ( رضوان الله عليه ) في السابع عشر من شوال 207 هـ ، ودفن في أطراف مدينة مشهد في إيران |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
الشيخ أبو قتادة القمّي ( رضوان الله عليه ) ( القرن الثاني الهجري ) اسمه وكنيته ونسبه : الشيخ أبو قتادة ، علي بن محمّد بن حفص بن عبيد بن حميد الأشعري القمّي . ولادته : لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثاني للهجرة . أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : 1ـ قال الشيخ النجاشي : أبو قتادة القمّي روى عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعمر ، وكان ثقة ، وابنه الحسن بن أبي قتادة الشاعر ، وأحمد بن أبي قتادة ، أعقب ، وله كتاب . 2ـ قال السيّد هاشم البحراني في حلية الأبرار : روى عن الصادق ( عليه السلام ) ، ووثّقه النجاشي والعلاّمة . 3ـ قال السيّد الخوئي في معجم رجال الحديث : أبو قتادة القمّي ، روى عن أبي خالد الزبالي ، وروى عنه أحمد بن محمّد ، وإبراهيم بن هاشم . وفاته : لم تحدّد لنا المصادر تاريخ وفاته ، إلاّ أنّه من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ومن أعلام القرن الثاني للهجرة |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي ( رضي الله عنه ) (1) اسمه وكنيته ونسبه : أبو مخنف ، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي . مكانته : كان من أصحاب السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، وأحد وجهاء الكوفة ، وصاحب الأخبار والسير والمؤلّفات . أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : قال الشيخ النجاشي في رجاله : ( شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم ، وكان يسكن إلى ما يرويه ) . ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي : الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أشعث بن سوار ، عبد الله بن عاصم ، عبد الله بن عمر ، عبد الرحمن بن جندب ، الحارث بن كعب ، فضيل بن خديج . الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي : هشام بن محمّد الكلبي ، نصر بن مزاحم ، أحمد بن محمّد بن موسى ، الحسن بن معاذ ، محمّد بن الحكم . مؤلفاته : نذكر منها ما يلي : المغازي ، السقيفة ، الردّة ، فتوح الإسلام ، فتوح العراق ، فتوح خراسان ، الشورى ، مقتل عثمان ، الجمل ، صفّين ، خطبة الزهراء ( عليها السلام ) ، الغارات ، مقتل أمير المؤمنين ، مقتل الحسن ، مقتل الحسين ( عليهم السلام ) ، مقتل حجر بن عدي ، أخبار زياد ، أخذ الثار في المختار المختار ، أخبار محمّد بن أبي بكر ، أخبار ابن الحنفية . وفاته : توفّي أبو مخنف ( رضي الله عنه ) عام 157 هـ . ـــــــــ 1ـ أُنظر : معجم رجال الحديث 15 / 140 ، مقتل الحسين : 1 . بقلم : محمد أمين نجف . |
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك.......
الشيخ أحمد بن إسحاق الأشعري ( رضوان الله عليه ) ( القرن الثالث الهجري ـ القرن الرابع الهجري ) اسمه وكنيته ونسبه : أبو علي ، أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي . ولادته : لم تحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ، إلاّ أنّه من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري . مكانته : هو شيخ القمّيين وفقيههم ، ووافدهم ومبعوثهم إلى الأئمّة ( عليهم السلام ) لأخذ المسائل الفقهية ، وإيصال الحقوق الشرعية إليهم ، وكان من خواص الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، ومن وكلائه المعروفين ، ومن أصحاب الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وتشرّف بلقاء الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، ويعدّ أيضاً في أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، إذ جمع مسائل الرجال للإمام الهادي ( عليه السلام ) ، ووردت أخبار كثيرة في مدحه والثناء عليه . وإنّ أحمد بن إسحاق كتب إلى الإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) يستأذنه في الحجّ ، فأذن له وبعث إليه بثوب ، فقال أحمد بن إسحاق : نعى إليّ نفسي ، فانصرف من الحجّ ، فمات بحلوان . روى ولادة الإمام صاحب الزمان ( عليه السلام ) : قال أحمد بن إسحاق : سمعت أبا محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) يقول : ( الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتّى أراني الخلف بعدي ، أشبه الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خلقاً وخُلقاً ، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته ، ثمّ يظهره فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً ) . ثناء الإمام العسكري ( عليه السلام ) عليه : 1ـ إعلام الإمام العسكري ( عليه السلام ) في كتابه إليه بولادة الحجّة ( عليه السلام ) وقوله : ( أجبنا إعلامك ليسرّك الله تعالى كما سرّنا ) . 2ـ قال ( عليه السلام ) له : ( لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ) ، ثمّ شرع ( عليه السلام ) في توصيف ولده وبيان فضائله . أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي : 1ـ قال الشيخ النجاشي : أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري ، أبو علي القمّي : وكان وافد القمّيين ، وروى عن أبي جعفر الثاني ، وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان خاصّة أبي محمّد ( عليه السلام ) . 2ـ قال العلاّمة الحلّي في الخلاصة : ثقة ، كان وافد القمّيين ، روى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان خاصّة أبي محمّد ( عليه السلام ) ، وهو شيخ القمّيين . 3ـ قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات ، ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ، ثمّ قال : ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم . مؤلفاته : نذكر منها ما يلي : 1ـ مسائل الرجال للإمام الهادي ( عليه السلام ) . 2ـ علل الصلاة . 3ـ علل الصوم . وفاته : توفّي الشيخ الأشعري ( رضوان الله عليه ) قبل عام 310 هـ ، ودفن بحلوان قرب مدينة سامراء في العراق . |
الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام الساعة الآن: 01:13 AM. بحسب توقيت النجف الأشرف |
Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025