اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ، واكتبنا من المنتظرين في غيبته ، وففقنا لان نكون من انصاره في ظهوره الموعود .
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الحق في علي وشيعته ، هذه العبارة العظيمة المعنى والاثر هي خلاصة الصراع العقائدي وما يترتب عنه بين خطي الرحمن والشيطان على طول خط وتاريخ البشرية منذ ان اوجدها الله سبحانه وتعالى وحتى يوم الظهور المقدس فما بعده الى ان يرث الله الارض ومن عليها . (1) .
جاء في الرواية الشريفة - غيبة الشيخ الطوسي ص435 قال: احمد بن إدريس عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: خروج السفياني من المحتوم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم وأشياء كان يقولها من المحتوم.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : واختلاف بني فلان من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم من المحتوم. قلت: وكيف يكون النداء قال: ينادي مناد من السماء أول النهار يسمعه كل قوم بالسنتهم: ألا ان الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا أن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون . انتهى.
اقول : هذا النداء الجبرائيلي الاعجازي سيكون في نهار يوم القدر بعد ان ينادي في ليلة القدر جبرائيل ع النداء المعلوم في الروايات والذي فيه يكون ويبدأ الظهور الموعود كما في الرواية ادناه:*
في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل . انتهى.
أذن : المهدي المنتظر ، الحجة بن الحسن عليهما السلام هو صاحب الامر الموعود والمذكور في كل الاديان والرسالات السماوية ، والحق سيكون مع اهل ملة الحق ، ملة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب ع ، فهو مصداق الحق , وملته الشريفة مصداق الملة الحق عند الله. ومنها كما يظهر تعين في يوم الفصل المهدوي ان تُـثبّـت العقيدة الحقّة عند الله على جميع اهل الارض.
اي سيكون الاسلام المحمدي الذي ختم الله به جميع الرسالات هو الدين الحق بشرط الولاية العلوية الشريفة التي هي مصداق كمال وتمام الدين المحمدي ، ورموزها العترة المعصومة الاثني عشر ، وآخرهم صاحب الامر وولي الله الاعظم الامام المهدي ع المذخور لهذا اليوم الموعود.*
فماذا سيكون في الجهة المقابلة لخط الرحمن في المعركة الاخيرة بين خطي الرحمن والشيطان .
الجواب - وكما يظهر من منطوق الرواية فان مصداق خط الشيطان والمتصدي لخط الرحمن في منطقة الظهور ومحل ابتلاء العقيدة الاسلامية هو الخط السفياني المنحرف المنافق ( وورائه بقية حزب الشيطان من اليهود والذين كفروا )
ولعل الرواية التالية تبين حقيقة وامتداد هذا الخط السفياني على طول تاريخ الاسلام وحتى يوم الظهور وكما يلي
عن الامام الصادق عليه السلام " حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن السياري عن الحكم بن سالم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله وقالوا: كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام. وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام . انتهى .
اقول : أذن سيكون هذا الخط السفياني المنحرف واتباعه هم ابطال خط الشيطان . فلا غرابة ولا عجب بمزيد تأمل ووضوح شاهد بعدما ظهر في يومنا هذا المصداق المقارب له من خط التكفيرين كالقاعدة وداعش ومن شابههما.
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي
-----------
(1) : ذلك أنّ وضيفة وغاية جميع الديانات والرسالات هي لهداية البشرية للصراط المستقيم وايصالها الى تحقق يوم انجاز وتبليغ وتفعيل الرسالة المحمدية الخاتمة التي تمثل كمال الرسالات والشرائع.
وكمال وتمام الرسالة المحمدية هي في تفعيل الولاية العلوية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ) .
ويوم الظهور فيه تحقق بسط الدين المحمدي الخاتم بتمامه وكماله الذي يشترط الايمان بالامامة وينتهج طريق الولاية العلوية على اهل الارض جميعا.