فعلي بن أبي طالب من أهل البيت وصحابي ، ومعاوية بن أبي سفيان صحابي . هذا عادل وهذا عادل ، هذا مجتهد وهذا مجتهد ، هذا في الجنة وهذا في الجنة ، وكلاهما منزه عن الكذب .
علي أول من أسلم ، وولي الله بالنص ، وحامل لواء النبي في كل معاركه ، وبطل الإسلام في كل مواقعه ، هو تماما كمعاوية الذي حارب وأبوه الإسلام في كل المواقع ، وأسلما بعد ما أحيطت بهما الدوائر فلا محيص عن إعلان الإسلام حقناً للدماء وحفظاً للنفس ! ! !
العدالة الوضعية ترفض هذا التكييف ، ومن باب أولى أن ترفضه عدالة السماء ، الله فرق بين الاثنين ، ونبيه فرق بين الاثنين ، والأعمال فرقت بين الاثنين ...
فمن أمرنا بمساواتهما ؟
وما هو الدليل على ذلك غير نظرية عدالة الصحابة المزعومة المبتدعة ....؟
تلك النظرية التي وجدت أصلا للقضاء على الفوارق بين المتقدمين والمتأخرين ، بين المجاهدين والقاعدين ، بين الأولين والآخرين . فما وجدت نظرية عدالة كل الصحابة وما خلصت صفة العدالة على الجميع إلا لغايات منافسة العدالة للطهارة التي اختص الله بها أهل بيت نبيه ولتقابلها ولتعطي من لا عهد له بأي شرف أو سبق إيمان تلك الشرعية التي تخوله ان يكون سلطان متسلط على الرقاب أو ملك يملك البلاد والعباد بحجة العدالة والصحبة والخلافة اللاشرعية ... ، ومهما يكن فهو خليفة مُطاع ثم أمين ....!!!
حتى لو ضرب الدفوف وشرب القواني خمراً وجلب الراقصات في قصور خلافته فيبقى صحابياً رأى رسول الله وشهد البيعتين ورضا الله عنه وأرضاه بنص آياته ومحكم قرآنه وله حصانة مانعة وعصمة من النار ولو أرتكب الذنوب الكبار ..!!!
أليـــست هذه المساواة تشكل استهتارا بالعقل البشري ومظهرا من مظاهر العبودية المخجلة للتقليد ....!!!
- مثال من الواقع :
علي بن ابي طالب عليه السلام عميد أهل البيت بالنص ، وولي الأمة بالنص ، وأول من أسلم بالنص ، ومجاراة للذين يكرهون أن يكون الأول هو ثاني من أسلم بالنص ، والحق معه يدور حيث دار بالنص ، وموالاته موالاة لله بالنص ، ومعاداته معاداة لله بالنص ، وهو صحابي باعتراف كل الذين أسسوا نظرية عدالة الصحابة ، وهو مبشر بالجنة .
فإذا كان علي صحابيا .....
فلماذا فُــرض لعنه فوق كل المنابر وفي كل الأمصارالإسلامية ... ؟
>>> ولا مستنكـــــر
ولماذا لُــعن وشُــتم فعلا ؟
>>> ولا مستنكـــــر
ألستم أنتم الذين حددتم عقوبة من يشتم الصحابي فقلتم :
إنه زنديق ، لا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه ؟ !!!
أم أن عدالة كل الصحابة تعمل لصالح الجميع إلا لصالح علي وأهل بيته ؟
حيث تتعطل عندهم ولا تعمل ولا تخلع عليهم صفة العدالة ؟
أليـــست هذه المساواة تشكل استهتارا بالعقل البشري ومظهرا من مظاهر العبودية المخجلة للتقليد ....!!!
- مثال آخر من الواقع :
الذين سموا الحسن صحابة بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي ، والذين قتلوا عليا صحابة ، والذين قتلوا الحسين صحابة ، والذين أبادوا ذرية النبي في كربلاء صحابة ، والذين لعنوا عليا وشتموه ومن والاه صحابة ، والذين لم يقبلوا شهادة من يحب عليا صحابة .
تساؤل واستغراب : الحسن بن علي المسموم من العدول ، لأنه من الصحابة ، والذين سموه عدول ، لأنهم من الصحابة ، والحسين بن علي من العدول لأنه صحابي ، والذين قتلوه من العدول ، لأنهم من الصحابة ، وذرية محمد التي قتلت في كربلاء عدول ، لأنهم صحابة ، والذين قتلوهم عدول ، لأنهم صحابة .
السام ( الذي ارتكب جريمة القتل بالسم ) وهو الجاني ، والمسموم وهو
الضحية في الجنة ، لأنهم صحابة ، ولأنهم عدول ، والقاتل والمقتول في الجنة ، فكلاهما صحابي ومن العدول ، والسالب والمسلوب في الجنة ، وكلاهما صحابي ، وكلاهما من العدول .
أليـــست هذه المساواة تشكل استهتارا بالعقل البشري ومظهرا من مظاهر العبودية المخجلة للتقليد ....!!!
إن نظرية عدالة الصحابة أدت الرسالة تماما . فعلي كمعاوية ، فكلاهما صحابي ، وهما من العدول ، وكلاهما في الجنة ، وكلاهما على الحق ، والمنتصر هو ولي الأمة ولا يجـــوز الخروج عليه أو عدم نصرته - معاوية - حياً أو ميتاً ، والعام الذي انتصر أحدهما على الآخر هو عام الجماعة . ...!
والحسين بن علي كيزيد بن معاوية ، فكلاهما عدول ورضي الله عن الأثنين والأول سيد والآخر سيد ، والأثنان أجتهدا - إن ثبت - فلكل أجر ...!
وأبو لؤلؤة قاتل عمر كعبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ولكن الأول أصبح مجــوسيا يلعن ويحرق ويُصلب لأنه يختص بعُمر سيدهم وخليفتهم ، والآخر أمره إلي الله إن شآء عذب وإن شآء عفا ورحم لأختصاصه بعلي فالسكوت عنه أولى ....!!!
وفاطمة بنت الرسول كعائشة زوجة الرسول ، فهم حبيبات الرسول ومن احب النساء في الكون لديه ، ألا أن الأولى قد تسرق وتقطع يدها ، أو تشهد بالحق فترد شهادتها ، أو تغضب لدى أبيها معطلا شرع الله لأجلها ومحرما ما أحله الله تعالى للمسلمين كافة دونها وزوجها -إن صح- وتشتكي لديه ، بينما الزوجة نصف الدين من فتاويها وإن أبتدعت فهي أم المؤمنين ، وقد تتظاهر على زوجها وإن يكن فهي ام المؤمنين ، وقد تشك في رسالته وترفع صوتها أمام ذلك الزوج ولا ريب فستطل ام المؤمنين ، وإن سارت بجيش جرار تقاتل أبن عم زوجها وربيبه وتُحل سفك دم أبنائها فما تزال اما للمؤمنين ، وإن خرجت من البيت الذي مامورة بالإقرار فيه فلن يطالها العتب أبدا فأمومة المؤمنين حصانة لا تُجرح والكل بعد عدول وصحابة فما بالك بمن تكون زوجة وحبيبة واحب خلق الله على قلب رسوله ، لا بل يكون كافراً زنديقاً خارجاً عن الملة من لم يقف خلف جملها مُحارباً خليفة المسلمين ومدافعاً عن أم المؤمنين .....!!
أليـــست هذه المساواة تشكل استهتارا بالعقل البشري ومظهرا من مظاهر العبودية المخجلة للتقليد الأعمى وغشاوة على القلوب ....!!!
التقابل بالحماية :
من آذى أهل البيت فقد آذى النبي
ويقابلها >>>
من آذى صحابيا فقد آذى النبي
ومن أبغض أهل بيت محمد فهو في النار
ويقابلها >>>
ومن أبغض صحابيا على الاطلاق فهو في النار .
وزيادة على الحماية المخصصة لأهل البيت فإن من انتقص صحابيا فهو زنديق ، ويجب أن يعزل فلا يواكل ولا يشارب ولا يصلى عليه ، إنما ينبذ كجيفة ميتة .
بينما لم يتم التاكيد أو التصديق بأن أحدا ما آذى أحدا من عترة رسول الله أو أهل بيته من الأولين والاخرين ، وكل ما جاء في سير التاريخ ما هو ألا غث تاريخي سمين فقط أو مما لم يثبت بسند صحيح أو رواية معتبرة ....!!!
فنظرية عدالة الصحابة أعطت الصحابة الأوائل الهالة الحصينة والمنيعة في الدين والدنيا لكل من أحب العرش والملك ، وهو قانون غابة أُريـــد منه تسيير الأمة على الهوى ونزوحا عن الحق وأهله فقد كان يكفيهم عهد صاحب هذا الدين وزمانه صبرا منهم وأحتسابا ، وما إزاحة تلكم الآل ألا بداية الشرارة فقط وتمت فجيء بهذه النظرية (عدالة الصحابة) من قبل ثلة ما بعد الأولين وثلة من الآخرين لتتم التغطية الشرعية لكل باطل مبين من احد تلكم المنتمين إلي هذه القائمة القدسية (الصحابة) أيا كانوا أو فعلوا أو قرروا حتى لو كان على حساب هذا الدين وصاحبه وأهل بيته ، وأتبعهم الاخرين أن سدوا كل باب وأجتنبوا كل صواب وكفروا كل منتقد وأعاب ، أو نقل ما ليس يُستـــطاب في حق تلكم الأصحاب ، فهو طافر ومشرك ونجس ومُستحل الدم والمال وينفى من الأرض أن هو عاب أحد الأصحاب .........!!!!
- نصوص للتدبر :
أ - قال ( ص ) :
" يا علي من فارقني فقد فارق الله ، ومن فارقك فقد فارقني " .
وقال : " من آذى عليا فقد آذاني " .
وقال : " من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني " .
وقال لعلي مرة : " حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله والويل لمن أبغضك بعدي " .
وقال لعلي مرة : " طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك "
وقال : " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ، ومن أحبه أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله " .
ب - قال ( ص ) :
" النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من قبائل العرب ، واختلفوا فصاروا حزب إبليس " .
وقوله ( ص ) :
" النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي " .
وتساؤلاتنا لذوي العقول :
- ماذا يكون الموقف لو أن صحابيا أبغض عليا أو آذاه ، أو أن عليا أبغض صحابيا أو آذاه فمن نتبع ؟
- ومن هو المحق ومن هو المبطل ؟
- ماذا يكون الموقف لو أن قريشاً قالت : نحن أمان لهذه الأمة ، وقال أهل البيت : نحن أمان لهذه الأمة ؟ فمن نصدق ؟
- ماذا يكون الموقف لو أن قسماً من الأمة اتبعوا قريشا ، وقسما آخر اتبعوا أهل البيت ؟
- وكل فريق زعم أنه على الحق ، فمن هو الذي على الحق وفي الحق والحقيقة ؟
هل عرفت الآن إن نظرية عدالة الصحابة أعطت بعض الصحابة ما جعل ويلاتهم باقية إلي قيام يوم الدين......!!!
فبالله عليكم يا ذوي العقول أليـــست هذا استهتارا بالعقل البشري ومظهرا من مظاهر العبودية المخجلة للتقليد ....!!!
( بحث خاص )
((حيـــــــــدرة))