والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى ال بيته الاطهار
موضوع للنقاش ،*
( هل ان الشهادتين تكفى لنجاة الانسان يوم الحساب )
الاخوة المحاورون واصحاب الراي نتمنى بحث هذا الموضوع العقائدي بدقة ووضوح وعمق ، هذه على الاقل ثلاث مطالب ضرورية
مع مراعات بعض الملاحظات التالية على الاقل.
1- الادلة العلمية ، قرآنية ، وروائية ، ومنطقية عقلية. متفق عليها عند مذهب اتباع ال البيت ع قدر الامكان*
2- متعلق السؤال هو الانسان/الناس ( بالاطلاق ، وليس الحصر بالمسلم او المؤمن فقط ، ولكن طالما ذكرنا الشهادتين فسنقتصره على زمن الناس منذ عهد الرسول الخاتم ص )
3- ان يراعي النقاش والفهم اعطاء جوابا يفيد الشمول ( عاما وخاصا ) ، لا حصره بحيثية وضرف محدد ، بل يصلح لكل فرض محتمل مقبول ممكن.
4- ان يراعي الجواب الدقة في التعبير ، والوضوح في التفسير ، والتبسيط اذا امكن احيانا ، قدر الامكان لفائدة بقية المحاورين ولتعميم الفهم للمطلعين بمختلف مستوياتهم .
الاخ الباحث الطائي
الآيات لاحصر لها التي تتحدث عن الحساب
و انما كان الاختلاف في النطق بالشهادتين هو حساب البشر بعضهم بعض اي التكفير
هذا من جهة
و حتى في هذا الاختلاف فانه لم يتجاوز التعدي على الحرمات مثل السرقة و القتل و الزنا و الافساد في الارض و الفتنة فلم يختلف القدماء في ان الحدود لا تسقط بحجة النطق بالشهادتين.
و تجد في هذا الزمان الدواعش و الوهابية و غيرهم يرتكبون المحرمات و الافساد في الارض بما يخالف تعاليم الاسلام على مقاييس جميع المذاهب المعروفة بل حتى الشرائع الوضعية في شتى دول العالم.
عذرا مولانا الاخ الباحث الطائي اذا كان فهمي قاصرا عن فهم مغزى سؤالك
فاني اجده الى هذه اللحظة مفروغ منه و ليس فيه ما يستحق العناء من التقصي و الطلب.
ولكن جوابك نظر الى حالة \ مثال وبنى عليها الجواب .
ولا يكفي هذا لتغطية كل مثال محتمل لاظهار حقيقة الامر
فاذا كان هناك انسان على غير دين الاسلام المحمدي ص . كان يكون مشرك او كافر وهو في اخر لحظات حياته وعرض عليه الاسلام المحمدي فقبل واقتنع به فهنا ماذا يطلب منه اولا . الجواب ان يعلن اسلامه بالشهادتين التي هي في اصلها عقيدة ايمانية ويفعلها لفضا . ولا اعتقد انه هنا سيطلب منه ان ياتي بكل الاصول الخمسة والعمل بها فضلا عن الفروع . فما تقول \ تقولون يقبل منه اسلامه ام لا ... فاذا كان الجواب يُقبل منه فهذا يعني ان الشهادتين كافية في مثل هذه الحالة . وان كان الجواب لا فقدم الدليل .
مثال اخر . وهو مثال المستضعفين . وايته في القران محل الشاهد هي
( إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) .
هنا اخواني مثال يفيد نفس المطلب ولكن صورته مختلف قليلا . حيث ليس المستضعف هو انسان عرض عليه الاسلام المحمدي في اخر لحظات حياته الاخيرة كما في المثال السابق . بل هنا لديك انسان وافترض ايضا انه مسلم ولكن لم يصل اليه علم ومعرفة بال البيت ومحلهم من الدين ووجوب الايمان بهم كحجج لله ومفرض طاعتهم وال لا تقبل الاعمال بدون ولايتهم . وليس هذا عن عناد او رفض منهم وليس عن تقصير مثلا بل عن قصور مثلا او مانع منع وصول هذه المعارف . فهل اسلامهم في الاخرة هنا مقبول ام مرفوض ماذا تقولون وطبعا في هذا المثال توسع التحديد اكثر من الشهادتين لان محل المثال مسلم يؤمن بالتوحيد والنبوة والمعاد والاخرة ويؤدي التكاليف .
اعتقد الموضوع معقد و مطول واجاب سيد كمال الحيدري على هذا الاستشكال لكن لا اذكرا محل الاجابة كانت بمضمونها
ان من عرف الولاية و جحدها له شان
اما من لم يعرفها يحاسب على نيته
متى نحن اعتمدنا في بناء عقائدنا على ما ياتي من مذهب العامة الذي فيه الصحيح والممزوج بالشبهات ، والباطل.
وخلافنا معهم كما تعلمون اصيل ، اي نختلف معهم في بعض اصول الدين فضلا عن ما يتفرع عنه في الفروع الاساسية
ولذالك افضل تناوله من حيث عقيدة مذهب ال البيت ع وفكر شيعتهم لو سمحتم .
وارجوا ان يكون ملتفتا الى ما بيناه من خصوص الامثلة الممكنة لا النظر من حيثية واحدة ومن ثم البناء عليه
ولعل المثالين السابقين تزيد تقريب الفكرة لمن يريد الرد العلمي.
وشكرا لمروركم وتفاعلكم ، رحمكم الله
والسلام عليكم.
لأنني أستطيع أن أتكلم في هذه المسأله من كتبهم بل وأصل الى نفس النتيجه لأن في كتبهم وردت روايات في الولايه
والشهادتين وأن أهل البيت عليهم السلام سفن النجاه
وبما أنكم إقتصرتم على ماورد في كتبنا فلكم ذلك وإن شاء الله نقدم مانستطيع بحول الله وقوته
هذا ماكتبته في هذا الموضوع وإن شاء الله أكون وفقت في تبسيطه
- رحلة الإنسان العمريه وتصنيف توجهاته
حين يبدأ الطفل بالسؤال نراه يسأل أسئله عجيبه مثلآ ، من هو الله ، كيف هو شكل الله ، أين الله ..الخ ،فالإنسان من طفولته يبحث عن وجود الخالق ويتعرف على الأشياء ويكتشفها ، فمن غير الطبيعي أن يصل الى لحظات عمره الأخيره وساعات إحتضاره ولم يتطرق فكره الفضولي للتعرف على الله ، لهذا يخوض الإنسان في معترك الحياه تجربة الوصول لمراده ليحقق أهدافه وتطلعاته فهو مابين مقلد لآبائه جامد الفكر مبرمج القول والفعل وبين مفكر حر طليق وإن أسر في بداية حياته لقصور فهمه وإدراكه ، وبين باحث عن الحق يزداد إيمانآ وإطمئنانآ بصحة ماربي عليه ، من هذا المنطلق نجد أهمية أن يشهد الإنسان بوحدانية الله عزوجل وعدم الإشراك به ، وأن يشهد بأن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله ولايكفي التلفظ بالشهادتين وعدم العمل بهما لحصول النجاه فهذا مذهب المرجئه ، فمن شهد أن لاإله إلا الله لفظآ وأشرك معه غيره ولم يقدر قيمة معنى لاإله الا الله ، ولم يؤمن بماجاء به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فماذا سيجني وكيف سينجو !! لكن من يتلفظ بهما عن إيمان وتصديق ويقين وطاعه لأوامرهما من عبادات ومعاملات وموالاة فهذا من الناجين ، والجاهل الذي لم تصل اليه المعارف وعلم الله بعلمه جل وعلا بأنها إن وصلته سيعمل بها معذور يتوب عليه ، لكن من وصلت اليه المعارف وأقيمت عليه الحجه وعاند وكفر بها ولم يقبل الحق فلايكون من الناجين ولايتوب الله عليه ولا الذي حين يرى الموت بقول أنه تاب مع إصراره في حياته على عمل السيئات قهذا لا يقبل منه توبه لأن الله يعلم أنه لوعاد لواصل على عمل السيئات ورد لما نهي عنه
: في الكافي:2/389، عن أبي عمرو الزبيري أنه قال للإمام الصادق عليه السلام : ( أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عز وجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه ، فمنها كفر الجحود والجحود على وجهين ، والكفر بترك ما أمر الله ، وكفر البراءة ، وكفر النعم . فأما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا نار وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية وهم الذين يقولون: وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ ! وهو دينٌ وضعوه لأنفسهم بالإستحسان على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون ، قال الله عز وجل: إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ.(الجاثـية:24)أن ذلك كما يقولون، وقال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ(البقرة:6) يعني بتوحيد الله تعالى . فهذا أحد وجوه الكفر .
وأما الوجه الآخر من الجحود: فهو الجحود على معرفة ، وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق قد استقر عنده ، وقد قال الله عز وجل: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً !وقال الله عز وجل: وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْكَافِرِينَ .(البقرة:89) فهذا تفسير وجهي الجحود .
والوجه الثالث من الكفر: كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكي قول سليمان عليه السلام : هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ. (النمل:40) وقال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ.(ابراهيم:7)وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ . (البقرة:152) .
والوجه الرابع من الكفر: ترك ما أمر الله عز وجل به وهو قول الله عز وجل: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ . ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ . فكفَّرهم بترك ما أمر الله عز وجل به ، ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده ، فقال: فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . (البقرة:84-85)
والوجه الخامس من الكفر: كفر البراءة وذلك قوله عز وجل يحكي قول إبراهيم عليه السلام :كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَه ُ. يعني تبرأنا منكم . وقال يذكر إبليس وتبرئته من أوليائه من الإنس يوم القيامة: إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ.(ابراهيم:22)
وقال: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً . (العنكبوت:25) يعني يتبرأ بعضكم من بعض ). انتهى.
لايقبل من العبد الا الدين الإسلامي :
قال تعالى : (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) -85(ال عمران).
ومن مات وليس له إمام مات ميتة الجاهليه وهذا الحديث ورد عند الفريقين وورد أيضآ أن حب الامام علي عليه السلام إيمان وبغضه نفاق
أنقل التالي :
روى في الكافي:1/377 . . . عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ؟ قال: نعم ، قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال جاهلية كفر ونفاق وضلال. ونحوه في المحاسن/155 ونحوه في الإمامة والتبصرة 82 عن الإمام الباقر عليه السلام وفي رواية منها ( مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال ) .
وروى الصدوق في كمال الدين:2/413: عن سليم بن قيس الهلالي . . . عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية . . . وإن سلمان قال: يا رسول الله إنك قلت من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ، من هذا الإمام ؟ قال: من أوصيائي يا سلمان ، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية ، فإن جهله وعاداه فهو مشرك ، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو جاهل وليس بمشرك. انتهى. ونحوه في/668 .