كتب العالم الجليل والمتقي المرحوم اية الله النجفي القوجاني رحمة الله عليه الذي كان من الطلبة البارزين للشيخ الخراساني في مذكراته ضمن خواطره في المدة التي قضاها في اصفهان والتي استمرت اربع سنوات من سنة 1314 هجرية الى 1318 هجرية : بعد ان جئت الى مدينة اصفهان ذات ليلة ، رأيت في المنام وجه الموت على هيئة حيوان بحجم ( نعجة ) تبلغ من العمر عاما واحدا معها ثلاثة او اربعة من صغارها كانت تسير وراءها في الهواء وفي اثناء سيرها مرت فوق منزلنا بقوجان ووقفت احدى النعاج فوق حائط منزلنا.
فكتبت الى ابي ليرسل رسالة يشرح لي فيها حالته لاني قلق عليه فما ان ارسلت الرسالة واذا برسالة من ابي يقول فيها بان زوجته قد توفيت .
وكتب ايضا : انه قبل عشر سنوات من هذه اقترض مبلغ اثني عشر تومان لتسديد نفقات سفره لزيارة العتبات المقدسة ولكن بسبب ( الربا ) وصل القرض الى ثمانين تومان وكل ما كان يملك ابي لم يصل الى هذا المقدار فصممت ان اقرا زيارة عاشوراء ولمدة اربعين يوما وعلى سطح مسجد السلطان الصفوي وطلبت ثلاث حاجات :
الاولى : اداء قرض والدي .
الثانية : طلب المغفرة .
الثالثة : الزيادة في العلم والاجتهاد .
كنت ابدا بالقراءة قبل الظهر واتمها قبل ان يزول الظهر وتستغرق قراءتها ساعتين فلما تمت الاربعين يوما وبعد شهر تقريبا كتب لي الوالد : بان الامام موسى بن جعفر عليه السلام ادى قرضي فكتبت له : لا الامام الحسين عليه السلام اداه ، وكلهم نور واحد .
ولما رايت سرعة تاثير الزيارة لقضاء الحاجة في الامور الصعبة واطمان قلبي على تاثيرها في قضاء الحوائج عزمت في ايام شهر المحرم الحرام وصفر ان اقرا الزيارة لمدة اربعين يوما لحاجة اهم فكنت اصعد على سطح مسجد السلطان باهتمام كثير واحتياط تام مراعيا استقبال القبلة والكون تحت السماء وبعد مضي الايام وختم الاربعين رايت في المنام مبشرا يقول وصلت الى مرادك وفي صباحه عرض في قلبي وجد خاص فانشات هذه الابيات : ( كتبها بالفارسية وكتبتها بالعربية فقط للترجمة )
ولى زمن الضيق وتجلى الارتياح
وشجرة الصبر القوية اعطت الثمر
كن كالكرة واخضع وارتض
فظلمة الليل تذهب اذا ظهر القمر
اللهم صلي على محمد وال محمد
اختي انشاء الله عن قريب اذا اراد الله انا في كربلاء
وانشاء الله تعالى ساذكركي واذكر كل الاخوان في الزيارة والدعاء
واتمنى من الله ان لا تنسوني بلدعاء
كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري نور الله مرقده قائلا :
قدم النجف الاشرف منذ سبع عشرة سنة تقريبا التقي الصالح السيد احمد بن السيد هاشم ابن السيد حسن الموسوي الرشتي ايده الله وهو من تجار مدينة رشت فزارني في بيتي بصحبة العالم الرباني والفاضل الصمداني الشيخ علي الرشتي طاب ثراه فلما نهضا للخروج نبهني الشيخ الى ان السيد احمد من الصلحاء المسددين ولمح لي ان له قصة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن يفصلها لي .
وصادفت الشيخ بعد بضعة ايام فاخبرني بارتحال السيد من النجف وحدثني عن سيرته واوقفني على قصته الغريبة فاسفت اسفا بالغا على ما فاتني من سماع القصة منه نفسه وان كنت اجل الشيخ عن ان يخالف ما يرويه شيئا مما وعته اذناه من السيد نفسه ولكني صادفت السيد مرة اخرى في مدينة الكاظمين وذلك في شهر جمادى الثانية حينما عدت من النجف الاشرف وكان السيد راجعا من سامراء وهو يؤم ايران فطلبت اليه ان يحدثني عن نفسه وعما كنت قد وقفت عليه مما عرض له في حياته .
فاجابني الى ذلك وكان مما حكاه قضيتنا المعهودة حكاها برمتها طبقا لما كنت قد سمعته من قبل قال :
غادرت سنة 1820 دار الميرزا من مدينة رشت الى تبريز متوخيا حج بيت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر علي التبريزي التاجر المعروف وظللت هناك حائرا لم اجد قافلة ارتحل معها حتى جهز الحاج جبار الرائد جلودار السدهي الاصفهاني قافلة الى طرابوزن فاكتريت منه مركبا وصرت مع القافلة مفردا من دون صديق .
وفي اول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر وهم المولى : الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير ,ومعروف لدى العلماء والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمى الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتى بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك طربوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين اتانا الحاج جبار الرائد جلودار ينبئنا بان أمامنا اليوم طريقا مخيفا ويحذرنا عن التخلف عن الركب فقد كنا نبتعد غالبا عن القافلة ونبتعد .
فامتثلنا وعجلنا الى السيد واستانفنا المسير معا قبل الفجر بساعتين ونصف او بثلاث ساعات فما سرنا نصف برسخ او ثلاثة ارباعه الا وقد اظلم الجو وتساقط الثلج بحيث كان كل منا غطى راسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير اما انا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية الطريق وانا مضطرب غاية الاضطراب فنفقة السفر كانت كلها معي وهي ستمائة تومانا ففكرت في امري مليا فقررت ان لا ابرح مقامي حتى يطلع الفجر ثم اعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانية مع عدة من الحرس فالتحق بالقافلة .
واذا بستان يبدو امامي فيا فلاح بيده مسحاة يضرب بها فروع الاشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثلج , فدنا مني وسالني : من انت ؟ فاجبت : اني قد تخلفت عن الركب ولم اهتد للطريق فخاطبني باللغة الفارسية قائلا : عليك بالنافلة كي تهتدي فاخذت في النافلة وعندما فرغت من التهجد اتاني ثانية قائلا : الم تمضي بعد ؟ فقلت : والله لا اهتدي الى الطريق .
قال : عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة وماكنت حافظا لها والى الان لا اقدر ان اقراها من ظهر القلب مع تكرار ارتحالي الى الاعتاب المقدسة للزيارة فوقفت قائما وقرات الزيارة كاملة عن ظهر قلب فبدا لي الرجل لما انتهيت قائلا : الم تبرح مكانك بعد ؟ فعرض لي البكاء واجبته : لم اغادر مكاني بعد فاني لا اعرف الطريق .
فقال : عليك بزيارة عاشوراء ولم اكن مستظهرا لها ايضا والى الان لا اقدر ان اقراها عن ظهر قلبي فنهضت واخذت في قرائتها عن ظهر قلب حتى انتهيت من اللعن والسلام ودعاء علقمة فعاد الرجل الي وقال : الم تنطلق ؟ فاجبته : اني ابقى هنا الى الصباح , فقال لي : انا الان الحقك بالقافلة .
فركب حمارا وحمل المسحاة على عاتقه وقال لي : اردف لي على ظهر الحمار فردفت له ثم سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي فقال صاحبي : ناولني العنان فناولته اياه فاخذه بيمناه ووضع المسحاة على عاتقه الايسر واخذ في المسير فطاوعه الفرس ايسر مطاوعة ثم وضع يده على ركبتي وقال : لماذا لا تؤدون صلاة النافلة النافلة النافلة ( قالها ثلاث مرات ) ثم قال ايضا : لماذا تتركون زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء ؟ كررها ثلاث مرات , ثم قال : لماذا لا تزورون بالزيارة الجامعة الكبيرة الجامعة الجامعة الجامعة ؟ يدور في مسلكه واذا به يلتفت الى الوراء ويقول : اولئك اصحابك قد وردوا النهر يتوضؤون لفريضة الصبح .
فنزلت من ظهر الحمار واردت ان اركب فرسي فلم اتمكن من ذلك فنزل هو من ظهر حماره واقام المسحاة في الثلج واركبني فحول بالفرس الى جانب الصحب واذا بي يجول في خاطري السؤال عن هذا الرجل ومن يكون وكيف ينطق بالفارسية في منطقة الترك العيسويين وكيف الحقني بالصحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزمان ؟ فنظرت الى الوراء فلم اجد احدا ولم اعثر على اثر يدل عليه فالتحقت باصحابي .
الفقيه الزاهد : العادل المرحوم الشيخ محمد جواد ابن الشيخ مشكور عرب كان من العلماء والفقهاء المعروفين في النجف وكان مرجع تقليد جمع من شيعة العراق واحد ائمة الجماعة في الصحن المطهر توفي عام 1337 هجرية عن عمر يناهز التسعين عاما ودفن في احدى غرف الصحن المطهر بجوار والده .
راى الشيخ المرحوم في عالم الرؤيا حضرة عزرائيل ملك الموت في ليلة 26 من شهر صفر عام 1336 هجرية في النجف الاشرف فساله بعد السلام من اين تاتي فقال من شيراز بعد ان قبضت روح الميرزا ابراهيم المحلاتي فساله الشيخ كيف حاله في عالم البرزخ ؟
فقال : في احسن حال وفي افضل حدائق البرزخ وقد وكل الله تعالى الف ملك لخدمته قال الشيخ : لماذا وصل الى هذا المقام ؟ هل لمقامه العلمي وتدريسه وتربيته للطلاب؟ فقال : لقراءته زيارة عاشوراء
والمرحوم ميرزا المحلاتي لم يترك زيارة عاشوراء في الثلاثين عاما الاخيرة من عمره المبارك وكان رحمه الله في اليوم الذي لم يقدر فيه على قراءة زيارة عاشوراء بسبب المرض او اي امر اخر يوكل احد لقراءتها نيابة عنه
وقال حجة الاسلام والمسلمين ملك حسيني الشيرازي : ان المرحوم الحاج ابو الحسن حدائق احد علماء واخيار شيراز قال : احيانا يمرض الميرزا ابراهيم المحلاتي ولا يقدر على قراءة زيارة عاشوراء فيامرني ان اقراها نيابة عنه .
وعندما استيقظ الشيخ مشكور من منامه ذهب الى بيت اية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ونقل له الرؤيا فبكى المرحوم الميرزا الشيرازي وعندما سالوه عن سبب البكاء قال لان الميرزا ابراهيم غادر الحياة وهو قمة الفقه فقالوا له ان الشيخ راى رؤيا وليس من المعلوم ان تكون صادقه ؟
فقال الشيخ : صحيح انها رؤيا ولكن رؤيا الشيخ مشكور ليست كرؤيا الاشخاص العاديين
وفي اليوم التالي وصل خبر وفاة الميرزا المحلاتي من شيراز الى النجف الاشرف وعلم صدق رؤيا الشيخ مشكور وقد سمع هذه القصة بتمامها من فم المرحوم اية الله العظمى السيد عبدالهادي الشيرازي حيث كان في بيت المرحوم ميرزا محمد تقي الشيرازي عند مجيء الشيخ المرحوم ونقله رؤياه وكذلك سمعها من المرحوم الشيخ مشكور العالم الجليل حاج صدر الدين المحلاتي حفيد الشيخ ابراهيم المحلاتي .
قراءة زيارة عاشوراء نيابة عن امام العصر والزمان وقضاء الحاجة
كتب الينا الحاج السيد احمد رحمة الله عليه :
كنت في يوم الجمعة جالسا في احدى غرف مسجد السهلة , واذا سيد معمم قد دخل وعليه جبة فاخرة وعباءة حمراء واخذ يتطلع في زوايا الغرفة وكان فيها بساط و اواني وبعض الكتب .
ثم قال : لقضاء حوائج دنياك اقرا صباح كل يوم زيارة عاشوراء بالنيابة عن امام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وخذ عني ما يكفيك شهرا كاملا كي لا تكون محتاجا الى احد واعطاني مقدارا من النقود وقال : هذا يكفيك شهرا .
وبعد ذلك توجه نحو باب المسجد , واما انا فقد بقيت في مكاني لا اقدر على الحركة والتكلم حتى خرج وبعدها شعرت كان كل القيود الحديدية التي كانت علي انفتحت ووسع الله صدري فقمت من مكاني وخرجت من المسجد وعندما تفحصت المكان لم اجد اي اثر لذلك السيد .