عضو  برونزي 
				
				
  
رقم العضوية : 28250
  
الإنتساب : Dec 2008
  
المشاركات : 1,487
  
بمعدل : 0.24 يوميا
  
    
  
  
		
  
					 
 
  
			
			
			
			
 
 
	
	
		
		
		
المنتدى :  
المنتدى الثقافي 
 
ياغزّة، والحزن يطعنُ أحرفي   
			
			
			 
			
			بتاريخ : 06-01-2009 الساعة : 03:19 PM 
			
			 
			
			 
		
		
 
ياغزّة، والحزن يطعنُ أحرفي  
 
أأميرة البحرِ العريقِ تحية ً =البحرُ يسجدُ للجبين ِ القائم ِ 
منك النخيلُ تعلّمتْ قاماتــُه=والمجدُ تحت جناح ِ عزّك يحتمي 
لا تعتبي، إنْ تعتبي فكأنّهم=أهلٌ لذاكَ، وإنّما فلتنقمي 
هم ذلك النفرُ الذين بذمّهم=يستمتعُ الشِعرُ المقيمُ بأعظمي   
 
 
ياغزّة والحـزن يطعـنُ أحرفـي  
و تلعثمَ الحرفُ الخجولُ على فمي  
لمّا سُئلتُ : لأيّ قـومٍ تنتمـي؟  
*  
و وددتُ أنّ الحرفَ يقتلُ نفسَـه  
في الحلقِ قبل إجابتـي وتكلّمـي  
*  
فلقد أجابَ القلبُ قبلاً سؤلَهـم  
بمرارةٍ هزئـتْ بمُـرِّ العلقـم ِ !  
*  
إنّي من القـوم الذيـن بلادُهـم  
منفوخة ً فوق الخريطـة ِ ترتمـي  
*  
و عدادُهم عددُ الحصى لكنّهـم  
مثل الهُلامِ أو الفُقـاع الـوارم ِ  
*  
إنّي من القومِ الذيـن نقودُهـم  
ملأتْ "خزائن" للعِدا بدراهـم ِ !  
*  
هم أكثرُ الدنيا كنـوزاً وقتمـا  
هم أكثرُ الدنيا بفقـر ٍ دائـم ِ !!  
*  
إنّي من القوم الذيـن كلامُهـم  
هو ماردٌ، وفِعالُهم كالقمقـم ِ !  
*  
يتكلّمـون بشـاردٍ وبــواردٍ  
والفعلُ صمتٌ مع لسانٍ أبكـم ِ!  
*  
يتفاخـرونَ بعنتـر ٍ وبـعـروةٍ  
يتشدّقـونَ بعـزّةٍ و مـكـارم ِ  
*  
شاشاتُهم حُقنتْ بكـلّ ضحالـةٍ  
رقصتْ على عصر ٍ مليءٍ بالـدم ِ  
*  
إنّي من القومِ الذيـن حدودُهـم  
تُنهي مداداً فـي دواةِ الراسـم ِ  
*  
ولسانُهم ذاتُ اللسانِ ووجهُهـم  
هو ذاتُه، و رمالُهم لـم تُقسَـم ِ  
*  
يتبجّحون بوَحدةٍ قـد أنشـدوا  
ألحانَهـا دومـاً بكـلّ تناغـم ِ  
*  
و إذا الحدودُ تسمّعتْ لنشيدهـم  
ضحكتْ بقهقهة ٍ وطولِ تهكّـم ِ  
*  
إنّي من القوم الغنيّـة ِ أرضُهـم  
لكنّها زخِرت بشعـبٍ مُعـدَم ِ !  
*  
الهاجمين علـى العـدوّ بخطبـة ٍ!  
الذائدين عن الحمـى بتظلّـم ِ !  
*  
الواقفينَ نفوسَهم رهْـنَ الغِـوى  
النازفيـن نقـودَهـم بتنـعّـم ِ  
*  
الهاجرين شموسَهم نحـو الدجـى  
والقابعيـن بمـا وراء العـالَـم ِ  
*  
إنّي من القوم الذيـن تواءمـتْ  
آراؤُهـم أنْ لا يُـرَوْا بتـواؤم ِ  
*  
اللاهثيـنَ وراء تقليـد ِ العِـدا  
الغافلين عن المُصـاب الأعظـم ِ  
*  
العاشقيـن هوانَهـم ودُخانَهـم  
المغرميـن بذلّـة ٍ و هـزائـم ِ  
*  
ولدى اشتدادِ الخَطْبِ يُهرعُ جمعُهم  
ليزيدَه خَطْباً و عمـقَ تـأزّم ِ !  
*  
إنّي من القوم الذيـن سحابُهـم  
يهمي على أرض العِدا بتراكـم ِ  
*  
لكنّه يجفـو التـي مِـن بحرهـا  
أضحى سَحابـاً مُثقَـلاً بنعائـم ِ  
*  
إنّي من العَرَبِ العريـقِ تِلادُهـم  
العارقيـنَ بمرقـص ٍ متضـرّم ِ !  
*  
الغارقيـنَ ببحـر لهـو ٍ فاسـد ٍ  
والواهبين مصيرَهـم للحاكـم ِ  
*  
الوارثيـنَ لـعـزةٍ و تـوحّـد ٍ  
والمُورثيـنَ لذلـة ٍ و تشـرذُم ِ  
*  
إنّي من العرَب الذيـن قريضُهـم  
إنْ ذمّهم دهْـراً فليـس بظالـم ِ  
* * * *  
هي غزّة ٌ، وتلفُّ حـول رقابِنـا  
حبلَ العتابِ الصـارخ المتألّـم ِ  
*  
فبغيرِهـا وبهـا تبـدّى خزيُنـا  
و تكشّفـتْ سوْءاتُنـا للعالَـم ِ  
*  
ولقـد تبلّـد خفقُنـا بقلوبِنـا  
بلغَ الشخيرُ بنا مـدارَ الأنجـم ِ  
*  
صرنا تماثيـلاً بمتحـفِ صمتِنـا  
لا مَن يُلامُ بنا، ولا مِـنْ لائـم ِ  
*  
هي غزّة ٌ ، هي صفعة ٌ كبرى لنـا  
هي عُريُنا المفضوحُ دون تحشّـم ِ  
*  
جاعتْ وجاعتْ والولائمُ عندنـا  
كجبال أطلسَ مع شرابٍ عائـم ِ  
*  
والجوعُ ينهشُ لحمَهـا بضـراوةٍ  
واللحمُ يُنهَشُ عندنا بولائـم ِ !  
*  
لسنا سوى صُوَرِ المرايـا تمتطـي  
أجسادَنا الملأى بكـلّ تسمّـم ِ  
*  
ونعلّق التاريـخ فـوق شفاهنـا  
 ليكون (مكياجاً ) لوجهٍ فاحـم ِ  
*  
بَذخ ٌ يفيضُ كما السيول ِ بعيشِنا  
 وهمُ السيولُ دموعُهم في مأتـم ِ  
*  
إنْ قد رضينا بالمخـازي أعرُبـاً  
 لكنّها ليسـتْ تليـقُ بمسلـم ِ  
*  
يا غزّةُ، والحزنُ يطعـنُ أحرفـي  
 لمّـا تُخَـطّ ُ بسطـرِكِ المتألّـم ِ  
*  
والآهة ُ الحمراءُ تُشعـلُ أضلعـي  
 لمّا مُصابكِ يستفيضُ على فمـي  
*  
إنْ جوّعوكِ فذاكَ أنّـكِ نجمـة ٌ  
 علِيَتْ، وهم كالليل حولكِ مظلم ِ  
*  
هذي سهامُ الحقدِ ترشـقُ غـزّة ً  
 و جبالُ غزّة َ لا تُنـالُ بأسهـم ِ  
*  
كم مجرم ٍ قـد جاءهـا لكنّهـا  
 تبقى العصيّة َ ضدّ أعتـى مجـرم ِ  
*  
أأميـرة البحـرِ العريـقِ تحيـة ً  
 البحرُ يسجدُ للجبيـن ِ القائـم ِ  
*  
منكِ النخيـلُ تعلّمـتْ قاماتُـه  
 والمجدُ تحت جناح ِ عزّكِ يحتمـي  
*  
لا تعتبـي، إنْ تعتبـي فكأنّهـم  
 أهلٌ لـذاكَ، وإنّمـا فلتنقمـي  
*  
هم ذلك النفـرُ الذيـن بذمّهـم  
يستمتعُ الشِعرُ المقيـمُ بأعظمـي  
 
*****  
 
مرتضى العاملي  
 
  
 
		
  
		
		
		
                
توقيع : مرتضى العاملي  
من شع نور العقل في جبهة استعداده،، 
نفذ شعاع شمس العقل إلى نافذة قلبه،،،