عضو  فضي 
				
				
 |  
| 
 
رقم العضوية : 28390
  |  
| 
 
الإنتساب : Jan 2009
 
 |  
| 
 
المشاركات : 2,309
 
 |  
| 
 
بمعدل : 0.38 يوميا
 
 |  
| 
      
 |  
| 
 |  
		
 
  
					 
  
  
			
			
			
			
  
 | 
	
	
		
		
		
المنتدى : 
المنتدى الثقافي
 
يوميات متكررة 
			
			
			 
			
			بتاريخ : 10-03-2013 الساعة : 02:38 PM
			
			 
			
			 
		
		
 
 
هموم يومية يحملها الانسان معه , تصغر او تكبر تبعا لذلك الانسان و تأثيرها النفسي عليه  
و مع ان الكل يعتبر همومه هي الاكبر , و آلامه لم يبتل بمثلها حتى ايوب , و لكنها النسبية , تلعب دورا في تحديد احجام تلكم المعاناة  
 
محمد , ذلك المهووس بالهموم و الاوجاع , المشبع برائحة المعاناة اليومية , المقتات على فتات الذكريات , يقضي ساعاته بالتأمل  
و لان الكلام بغير ذكر الله لغو , و الصمت بغير تفكر غفلة , فان صاحبنا هذا , يقضي يومه بالصمت , بعد ان قضى جل ايامه بالكلام ! 
 
و لست ادري , هل كان كلامه بذكر الله , و الان صمته بالتفكر , ام العكس ,  
فكل معرفتي به , انه دائم الصمت , و يعيش على ما يجود به خياله عليه ,  
هو لا يلجأ لشعر يدندن به , ولا لمشاهدة فيلم رومانسي او ( اكشن ) حتى , 
انه يملك اضخم مصنع لصناعة السينما اليومية او كل انواع الفن  
انه يتخيل , و يتخيل فقط  
بل انه يجتر ماضيه , بكل تبعاته على حاضره , بطريقة دراماتيكية , 
سينماه الصامتة لا زالت تعمل بعد ان انقلب عليها العالم المتحضر الحديث  
و هو , هو يركب صورا كثيرة لينتجها بطريقته الخاصة ,  
خيالات , افكار , توقفات , ضحكات , بكاء , صرخات , اتهامات , خيانة , اسرار , و كل ما من شأنة ديمومة الموت اليومي .. 
يحبك كل شيء في مؤلفاته , و يتقن تصويرها داخله , و يصمت ,  
كأنه دجاجة في موسم الرقاد على البيوض  
صامت و حسب , و عيناه تتحركات بسكون عجيب ..  
هما تطرفان الى الطرف البعيد عند نقطة تلاق السماء مع الارض حيث حمرتها المغربية  
و كل ساعاته التي تمر عليه غروب  
و يرى حمرتها الدموية بكل شعوره  
بل يتذوق طعم دمها بين اسنانه  
هكذا , ينفث دخان شواء قلبه او كبده  
ليس يدري , اي دخان ينفث  
و انا , ايضا لست ادري  
فقد عهدته لا يدخن السيجار قط , ولا يحتسي الخمر  
نعم , انه يحتسي خمرة وجده , فقد عهدته هكذا منذ زمن ,  
يعشق الثمالى و السكارى المتسكعون على حانات العشاق ,  
و على قارعة الحنين , هناك , يكسرون كؤوسهم الاخيرة التي ما بقي فيها قطرة الا و سكبوها في طرق العشق  
 
محمد , متجرد من كل معاني المادة ,  
ينظر من كوة في ذلك الباب العالي الموصد  
من وسط حضيرة نتنة , دنسها هو بخطاياه , و عليه ان يقضي ايامه الاخيرة فيها ,  
ينظر فقط , و يستجمع ارشيف ذاكرته الكبير ..  
ليتخيل فقط  
و يحرق اخر ما تبقى من شريط اللقيا و الوصال ... 
  
		
 |