بعد سنه من زواج ابراهيم بفاطمة
رزقا بطفله صغيره جميلة جدا ً و طلبت فاطمة من ولاء أن تسميها فأسمتها بأمل
بنفس اسم والدتها
و منى و خالتها و والدها لم تتغير معاملتهم لولاء حتى أمام فاطمة
و أخاها محمد لا يحتك بها ابدا ً و قليلاً ما يتحدث فقد تغير كثيرا ً
ولاء : ياقلبي أمولة هالجميلة
فاطمة : ايه دلعيها من الحين خلها ترفع خشمها
ولاء : هههه خلها تدلع شوي تعذبكم
فاطمة : هههه ،... ولاء ( قالتها بنبرة هادئة جدا ً)
ولاء : خير
فاطمة : الليله راح يجو أهلي عشان يخطبوك لأخوي وديع
ماذا تقول و كيف لها أن تتكلم و هي تفتقد صوتها و لم تعد تسمع شيء غير الهدوء
فاطمة : ولاء اشفيش ؟ تكلمي
ولاء : أنا ... وليش أنا ؟
فاطمة : اي انتي ما غيرك و صراحة انتي شي كبير عليه هو أصغر من تكون
عنده جوهرة
ولاء : مو فاضيه لمجامالاتك .. انتي تدري اني مشوهة ليش ما قلتي له
حرام كذا تخدعيه
فاطمة : لا خدعته ولاشي و لا ضربته على ايده ولا قلت له
هو قرر و أهلي ما عارضوا
ولاء : استأذن
انسحبت ولاء بصمت و الأفكار تصطدم ببعضها البعض
ولاء : معقولة أتزوج و أني كذا
أُعيد شريط الذكريات من جديد
في ذلك اليوم الذي ماتت فيه أمل والدة ولاء و تشوهت هي من جراء ماحصل
تتذكر عندما انحرفت السيارة وتصاعدت النيران
فقد كانت لا تتجاوز الثالثة عشر من عمرها..
هي محاطه بالنيران وتصرخ أمي
و هي تراها لكن تدون ان ترد على ندائها
و تتذكر دموعها و آهاتها عندما رأت نظرات عائلتها و أصدقائها لها
و بكت أكثر عندما علمت برحيل من أحبت الحياة لوجودها
فقد فقدتها رحلت والدتها
و تتذكر انهيارها أمام أخيها إبراهيم
ولاء : ابراهيم أمي ماتت راحت و انا انتهيت
ياريتها خذتني معاها يا ريتها ما أقدر أعيش بدونها مالي أحد مالي غيرها
لم يتحمل ابراهيم كلمات أختها و لا بكائها وألمها
فقد بكى .. نعم بكى لألم أخته الحبيبة و لفقدها أعز ما تملك
حاول أن يسكتها و أن يوقفها عن كلماتها المميته
فلم يستطع فهو عاجز أمام ذلك
و عادت ولاء الى الواقع لتمسح دموعها و تستعد ليوم جديد من أهم أيام حياتها
ففي هذا اليوم قد تتبدل فيه الدمعة بإبتسامة
ولاء : مين ؟
تحدثت فاطمة من خلف الباب : ولاء يالله انزلي
ولاء : الحين جاية
في غرفة الضيوف
هدى : و الله يا أم وديع انتوا عايلة محترمة و نسايبنا و عزيزين علينا
و ما بنشوف احسن من ولدكم وديع لبنتنا القمر منى
أم وديع بارتباك : و الله منى خير وبركة بس احنا نبي ولاء لولدنا وديع
وقفت هدى من الدهشة و قالت بصوت كله تكبر و غطرسة :
اني خالة ولاء ماني أمها عشان تجون تخطبوها مني
و لا تفكريني ميته على ولدك حق بنتي بس انتين قلتي
تبي وديع لبنتي و بنتي منى وبس
ولاء : السلام عليكم
فاطمة : اشفيكم ؟
أم وديع : ولاشي ( واتجهت الى ولاء )
وقالت بكل حنان : بنتي ولاء أنا أبيش لولدي الكبير وديع
انتي موافقه ؟
صمتت ولاء و احمرت وجنتاها خجلا
أم وديع : أخذي وقتج يا بنتي بس تأكدي احنا نبيج لأنج ولاء
ولاء : مشكورة خالة ( و أطرقت برأسها خجلا ً )
خرجت أم وديع من المنزل و هي تشعر بالإهانه بسبب كلمات هدى القاسية
في المسـاء وقف إبراهيم عند أخته ولاء
إبراهيم : وش رايج ؟
ولاء : أخوي اني تعبت من كثر ما فكرت و قررت ( قالت بعد تردد )
ابراهيم اني موافقة
قال إبراهيم بفرح : الله يوفقج يارب
ولاء : بس عندي شرط
ابراهيم : قولي انتي تدللي
ولاء : أبيه يشوف وجهي قبل
ابراهيم : تبي تقابليه قبل ؟
ولاء : ما عندي كلام بس بعطيك صورتي يشوف وجهي وترجعها
ابراهيم : مثل ماتبي
تم الموافقه النهائية و ولاء لازالت بحيرتها رفضت ان تقام لها حفلة زفاف
ارادت أن تكون كما هي و أن تقابله لأول مره كما ستقابله كل مره
تساقطت دموعها عندما و دعت غرفتها المليئة بالذكريات
قبلت لوحة أمها و أدارتها لتظهر المرآة للجميع ودعت اخاها و زوجته
و طفلتها أمل الحبيبة ودعت اباها بحزن و هي ترى أنه اقسى من أي شي
لم تكن له أي كلمة و لا نظرة ثم ودعت أختها منى التي كانت تشتعل غيضاً
لما يحدث ودعت اخاها محمد التي ترى بأنه النسخة المصغرة عن والدها
و أخيرا ً ودعت خالتها التي بادلتها بضحكة ساخرة
تعلم بأنها تكرهها وتريد رحيلها
ودعت الجميع و رحلت إلى شخص لا تعرف عنه إلا اسمه
وديع لتبدأ معه حياتها فإما أن تتعذب كما كانت أم تعيش السعادة من جديد
و في أول لقاء بينهما بعد زواجهما
جلست ولاء على أحد المقاعد الموجودة في جناح غرفتها و هي ترخي رأسها
و ترفع غطاء وجهها
شعرت بأنه واقف أمامها و اذا بزوجها وديع يجلس على ركبتيه امامها ممسكاً بيديها الباردتين
وديع : ولاء ارفعي راسج
شعرت ولاء بأن الجو قد برد كثيرا ً و بأن حركتها قد شلت و لسانها أيضا ً
وديع : ولاء
رفعت ولاء رأسها قليلاً و وجنتاها محمرتان
ولاء : آمـر
وديع : ما يامر عليج عدو ... أوعدج يا ولاء اني أقدم لج كل الي عندي
أوعدج اعطيج قلبي أوعدج اني ابقى معاج لآخر نفس أوعدج وأوعدج و قدام ربي
تساقطت دموعها البارده على يدي وديع
و هي تكتم أنفاسها عن الخروج
وديع : ان شاء الله ما أشوف هالدموع الا بفرح
ولاء : وديع انت أملي الجديد
و ابتسمت له بخجل