قهوة الصباح .. اجمل شيء واحلى بداية ليوم اعتيادي فيه من الالم اكثر مما فيه من الفرح .
,وتمثل القهوة اخلص صديقة لها فتمدها باسعد اوقات اليوم باكمله .
 
نفس الشيء تفعله في بداية كل يوم فهي تستيقض فتتجه للمطبخ وتضع قهوتها وتبدأ التلذذ من شم رائحتها الرائعة الذكية . 
تاخذ فنجانها وتضعه على طاولتها المفضلة وتجلس بمقابل النافذة تتلذذ بالطعم الجميل .
 
وبعد تغيير ملابسها تتجه للمرآة فتنظر اليها وتكلمها قائلة (كل ما في الكون يكذب الا انتِ . وكل الناس تجامل الا انتِ .. لم لا تكذبين يوما وتظهرينني رشيقة وجميلة .. .. الويل لكِ فانا التي اسكنكِ شقتي وانا من يملككِ !!).
 
وتعقبها بالتفكير ( ما عيبي فانا ايضا املك عينين وشفتين وعقلا ذكيا وقلبا .. انا ايضا انسانة ).
 
تخرج من شقتها وتتجه للشارع فتبدأ المعاناة فالاطفال يضحكون عليها . 
وهناك طفل في الخامسة تعود ان ينتظر خروجها كل يوم فقط ليناديها بالسمينة ثم يعود للعبه ومرحه مع باقي الاصدقاء ..
 
(اه منك يا طفل . لو انك تعرف كم تدمي قلبي بكلمتك هذه .. وكم تجعلني كل يوم اتمنى لو لم اكن قد ولدت ).
 
نعم فهي بعمر الثالثة والعشرين ووزنها يتخطى المائة وعشر كيلو غرامات . 
ولذا فالذي يشاهدها يقدر عمرها بما يفوق الثلاثين من كثر تكوم الشحوم على بدنها .
ولكن والحقيقة تقال فهي تملك قلبا يكاد يتخطى وزنها من كثر طيبته . 
وعقلا يعمل في كل اتجاه بتفوق جدير بالاحترام .
 
تكمل مسيرها لمحل عملها وهي مطرقة وحزينة ودمعة تنزل من خدها رغما عنها .
 
ولذلك فهي تشاهد دائما مطرقة للارض لا تستطيع ان ترفع راسها من كثر الخجل .
 
تسير في الشارع حتى تلتقي رفيقة عملها الجميلة ويسيران معا باتجاه العمل .
 
وكالمعتاد يقف ذلك الشاب الوسيم في ركن الشارع لينظر لرفيقتها نظراته المعجبة الغبية . 
 
ثم غيره وغيره من الشبان والكبار كلهم ينظرون لرفيقتها ولا احد منهم يشاهد التي تسير معها .
 
فتفكر .. 
 
وماذا في ذلك ولم تضايقني كلمة من طفل لا يفهم . 
 
وايضا يجب ان اكون اعلى مستوى من هؤلاء الشبان المراهقين واتخطى تجاهلهم .
 
المهم اني سعيدة بعملي ومتفوقة فيه .
 
دخلت الى المبنى واتجهت لمكتبها المعتاد لتشاهد فتاة جميلة ولطيفة المظهر تجلس عليه .. فقالت لها :
- اسفة يا انسة فهذا مكتبي وارجو منك الانتظار على ذاك الكرسي .
 
وردت عليها الجميلة بغير اكتراث : 
- اعتقد ان المدير يريد التكلم معك بامر مهم .
 
دخلت في مكتب المدير بارتباك والقت تحية الصباح . 
 
فاجابها من غير ان يرفع عينه ليواجهها .
- اعرف انك تعملين معي منذ مدة ولكن الشركة تطورت وسمعتها واسهمها ارتفعت .
وانا بحاجة لواجهه جميلة تجذب لي العملاء كما تعرفين . 
فارجو منك الانتقال لقسم الخدمات لو سمحتي .
 
فكرت للحظة في الخيارين .. 
 
اما ان تنسحب بكرامتها وتخسر شغلها .. 
 
او ان تستمر وتقبل الانتقال .. 
 
وبالحقيقة اختارت الثاني فهي تعرف ان لاعمل سيتوفر لمن على شاكلتها .
 
فهي لن تكون كواجهة عمل ابدا. 
 
ولم تزد على القول وهي في طريقها لمكان عملها الجديد :
 
- يبدو يا استاذ ان لا فرق بين الطفل والمراهق ومدير العمل .. فالكـل مجـرد بشـر ...
مجـرد بشــر ..
تمـــت