🔷الأقوال في كيفية علم المعصوم (ع) بالغيب 🔷
🔰الحلقة الثامنة🔰
🔹 تكملة القول الثالث
قد كان الكلام فيما سبق عن علمهم (ع) بما حتم ، وأما الآن فسنعرض لكيفية علمهم (ع) بما لم يحتم .
👈 إنّ ما لم يحتم خروجه من عالم الإمكان إلى الكون - بأن كان مشروطاً بشرط ، أو موقوفا على شيء ، قابلا للتبديل والتغيير والمحو - : فإنهم يعلمونه بالعلم الإمكاني ، لا الكوني ، ويحيطون به إحاطة إمكان ، لا إحاطة عيان .
والسبب في ذلك : أن العلم عين المعلوم ، والمطابقة بينهما شرط ، فلا يكون العلم كونيا والمعلوم إمكانيا ، وبالعكس .
وهذه الكيفية في العلم تشمل ما ظهر وكان ، ولكن هل شاء الله تعالى استمراره ، أم أذن في انقطاعه ؟
ثم إنّ القابل للزيادة والنقصان مختص بالنوع الأول ، أي الكوني ، بينما الثاني حاضر عندهم كله .
وعلى هذا المقام تحمل قوله تعالى : {وقل رب زدني علما} طه 114 ، وقوله ع : (لولا أنا نزداد لأنفدنا) ، وأيضا الأخبار الواردة بأن الإمام إذا أراد أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك .
فلهم عليهم السلام ترقيات في المعارف الربانية ودرجات الكمال ، ولا يزالون سائرين على معارج القرب والوصال ،وغائصين في بحار أنوار معرفة ذي الجلال ، إذ لا غاية لمدارج عرفانه وحبه وقربه تعالى ؛ وبين درجة الربوبية ، ودرجات العبودية ، منازل لا تحصى .
🔚 ويأتيك مزيد بيان في تفسير هذا القول في الحلقة القادمة ، فترقب .
📚 مستقى البحث - بتصرف - : علم النبي ص والأئمة ع بالغيب ، لسماحة الأستاذ السيد طعان خليل العاملي دام تأييده : ص278و279و280
نسألكم الدعاء